مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

انطلاقُ السباق للظفر بوظيفة في مجال الفضاء

Keystone

ستتاحُ قريبا للسويسريين الراغبين في أن يصبحوا رواد فضاء فرصة لتحقيق حلمهم مع إطلاق وكالة الفضاء الأوروبية حملة انتداب نادرا ما تحدث.

ومن المتوقع أن يشارك في هذه الحملة 50.000 شخص عبر أوروبا، من بينهم 1000 سويسري ممن يرغبون في السير قدما على آثار كلود نيكوليي، رائد الفضاء الوحيد في هذا البلد.

هذه هي المرة الأولى منذ 16 سنة التي تفتح فيها وكالة الفضاء الأوروبية، المعادلة للـ”ناسا” في الولايات المتحدة، أبوابها أمام المنتدبين الجدد، وقد لا يحدث ذلك مرة أخرى قبل عام 2018.

وتعدُّ سويسرا أحد البلدان السبعة عشر العضو بهذه الوكالة، ويحق لمواطنيها الترشح لعدد محدود من الوظائف داخلها.

وقال بيتر إيرني، مسؤول بمكتب الفضاء السويسري الحكومي في حديث إلى سويس انفو: ” تريد الوكالة تطعيم طاقمها برواد شباب بعد أن أصبح روادها متقدمين في السن. نحن نتكلم عن أربعة رواد جدد، أربعة وظائف جديدة شاغرة”.

وستنظم الحكومة حملة تعريفية في الجامعات في شهر أبريل القادم. وسيتكفل كلود نيكوليي بالإجابة عن الأسئلة وتوجيه الراغبين في الترشح، وسيكون برفقته ممثلين عن مكتب الفضاء السويسري ووكالة الفضاء الأوروبية.

و تسعى وكالة الفضاء الأوروبية من خلال هذه الحملة إلى جذب فئة من المهنيين، من مهندسين وأطباء وطيارين، لا تتوفر فيهم شروط القبول الصارمة (أنظر جدول الشروط المصاحب) فحسب، بل قادرين أيضا على العمل في مجالات متعددة في نفس الوقت.

مراحل الانتداب

للظفر بالنجاح، على المرشحين تجاوز عملية انتداب شاقة وشديدة التنافس. وفي مرحلة أولى، تسعى الوكالة إلى النزول بعدد المرشحين الذين من المنتظر أن يصل عددهم الإجمالي إلى 50.000 مرشح إلى حدود 5.000، و سيخضع هؤلاء لسلسلة من الاختبارات النفسية والطبية والفيزيولوجية. وأما عملية التدقيق النهائية التي ستختتم بقبول 30 شخصا، فستمتد لمدة سنة تقريبا.

وسيواجه أولئك الذين أسعفهم الحظ بما فيه الكفاية حاجزا نهائيا يتمثل في الفوز بدعم الحكومات الأوروبية التي تنشط عادة لصالح أحد رعاياها، وتحرص على أن يكون من بين العدد القليل الذين سيقع عليهم الاختيار في النهاية.

ويستدرك إيرني قائلا: “هذا يعني أنه ليس بالضرورة أن يكون النجاح حليف المرشح الأفضل. فإذا أصرّت فرنسا على أن يكون لها رائد فضاء إضافي لكونها الدولة العضو الأكبر من حيث عدد السكان، فإن من شأن ذلك التأثير على عملية الاختيار”، قبل أن يضيف “بالتالي، ستلعب السياسة دورا في عملية الاختيار النهائية”.

فرصة نادرة

لكن موريس بورغو، مدير مركز الفضاء بالمعهد التقني الفدرالي العالي بلوزان، يقول إن الذين يريدون أن يصبحوا رواد فضاء لن تعيقهم عن تحقيق ذلك المشاحنات السياسية أو شروط الانتداب الصارمة.

ويضيف: “باتت السياحة في الفضاء تتمتع بشعبية عالية، و سيجلب العروج إلى السماء المزيد من الأشخاص. أنا متأكد أنه سيكون هناك عدد كافي من الذين يرغبون ويحلمون بتحقيق ذلك في النهاية”، موضحا أن “الاحتمالات مُرتفعة جدا، لكن الأفراد المقتنعين بأن هذا ما يريدون فعلا، سيقدمون على الترشح”.

وفي تصريحات لسويس انفو، قال كلود نيكوليي، رائد الفضاء السويسري الوحيد، بأن هذه فرصة نادرة للحصول على “وظيفة فريدة من نوعها”، مضيفا: “في أوروبا، هذه فعلا فرصة، لأنها لا تتاح باستمرار. فقد كان هناك انتداب في سنة 1978، عندما وقع الاختيار علي وعلى شخصين آخرين. وكانت هناك دورة أخرى سنة 1992، والدورة الثالثة هي التي تحدث الآن. فأي شخص يريد أن يصبح رائد فضاء، وتحدوه رغبة شديدة لتحقيق ذلك، عليه أن ينتهز هذه الفرصة، لأن العملية القادمة لن تكون قبل عدة سنوات أخرى”.

العودة إلى كوكب الأرض

وقد أنهى كلود نيكوليي مشواره الوظيفي السنة الماضية بعدما كان في رصيده أربع رحلات، ومجموع 43 يوما سبح خلالها في الفضاء الخارجي، منها ثماني ساعات قضاها في إصلاح تليسكوب هوبل، وعرّض فيها نفسه لتطاير الشظايا.

ويقول نيكوليي عن هذه الوظيفة: “إنها مهنة فائقة للعادة، إنها مهنة رائعة، وهي عبارة عن مشهد واسع، ومتعدد الألوان”.

ويشرح ذلك قائلا: “تجد نفسك في مواجهة العديد من الحقول العلمية والهندسية، وفي تواصل مع عدد كبير من الناس من مختلف الثقافات. والتنافس في هذه الوظيفة شديد، وهي عمل شاق، ويحتاج صاحبها إلى التسلح بالرغبة في تعلم أشياء كثيرة قد تكون من خارج اختصاصه”.

ويعتقد كلود نيكوليي أن “هدف أي رائد فضاء هو الصعود إلى الفضاء على الأقل مرة واحدة، وأن ينجز عملا مهما، وأن يعيش تجربة حية وحقيقية خلال رحلته، ثم ينقلها إلى الناس هنا على سطح الأرض”.

ويتوقع المكتب الفدرالي للفضاء أن عملية الانتداب الحالية ستساعد على تحقيق الزيادة المخطط لها في الرحلات الفضائية المأهولة بالبشر في السنوات القادمة.

وحاليا، لا تتوفر محطة إطلاق المركبات الفضائية التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية على التجهيزات اللازمة لإرسال رواد فضاء إلى المدار الخارجي. وللقيام بذلك، تستعين الوكالة بخبرات الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا. ولكن مع مختبر “كولومبوس” الأوروبي الموجود بمحطة الفضاء الدولية، والإرسال المتوقع لمركبة “جول فيرن” غير المأهولة بالبشر في 3 أبريل القادم، فإن أوروبا تزيد من نسبة انخراط رواد الفضاء في عمليات الاستكشاف الخارجي.


ونبه إيرني إلى أن “هناك عوامل كثيرة تؤكد أن أوروبا شريك مهم في مجال الفضاء. وستكون هناك زيادة في عدد رحلات رواد الفضاء الأوروبيين في المستقبل”.

واستطرد قائلا: “العديد من المواطنين السويسريين يجهلون أن سويسرا في الواقع نشطة جدا في استكشاف الفضاء وأنها تحقق نجاحات مهمة في هذا المجال. ومن البديهي أن نسعى لكي يكون لدينا رائد فضاء آخر”.

وختم المسؤول بالمكتب الفدرالي للفضاء تصريحاته بالقول: “نرغب في أن يتقدم أفضل المؤهلين بطلبات ترشح لوكالة الفضاء الأوروبية”.

سويس انفو – جيسيكا ديسي

(ترجمه من الإنجليزية وعالجه عبد الحفيظ العبدلي)

رعايا أحد البلدان السبعة عشر الأعضاء في وكالة الفضاء الأوروبية.

العمر المطلوب لخوض التجربة المهنية كرائد في الفضاء 20 سنة على الأقل.

ضرورة إجادة اللغتين الإنجليزية والروسية. وإجادة لغات أخرى عامل إضافي محبذ.

شهادة جامعية في العلوم الطبيعية أو في الهندسة أو في الطب (يعفى من ذلك من خضع لاختبار في الطيران العسكري أو المدني).

ثلاث سنوات من الخبرة المهنية على الأقل.

القدرة على القيام بطائفة كبيرة من المهام، والاستعداد للبقاء لفترات طويلة بعيدا عن المنزل.

شهادة طبية (JARFCL3 CLASS2)، كما هو مطلوب للحصول على رخصة قيادة طائرة خاصة في أوروبا.

تشهد سويسرا تنظيم تظاهرتين إعلاميتين خلال شهر أبريل للأشخاص المعنيين يستمعون خلالهما لشرح حول طبيعة المهمة، يقدمه كلود نيكوليي، رائد الفضاء السويسري، ويستمعون أيضا لشرح من وكالة الفضاء الأوروبية. ويستضيف هذين التظاهرتين المعهد التقني الفدرالي العالي بلوزان في فاتح أبريل، والمعهد الفدرالي التقني بزيورخ في تاريخ لم يحدد بعد.

وسوف تعلن وكالة الفضاء الأوروبية رسميا عن افتتاح الحملة عند التحام مركبة “جول فيرن” بمحطة الفضاء الدولية، ولكن ليس قبل 3 أبريل.

وبإمكان المرشحين الذين تتوفر فيهم شروط القبول تقديم طلباتهم عبر موقع إلكتروني تنشأه وكالة الفضاء الأوروبية وتطلقه بداية شهر مايو. وسيفتح باب تقديم مطالب الترشح لمدة تزيد وتنقص عن ستة أسابيع.

تُعدّ سويسرا من الدول المؤسسة لوكالة الفضاء الأوروبية، وهي تتعاون كذلك مع وكالات فضاء أخرى.

وينخرط في الصناعة الفضائية السويسرية 28 معهدا بحثيا و54 شركة. وباستثناء شركة كونترافِس، كل الشركات العاملة في المجال لا يتجاوز عدد موظفيها المائتين.

وتعمل أغلب هذه الشركات في مجال التجهيزات الأساسية، وتجهيزات الإبصار، وأنظمة الاتصال، وقياسات الزمن، والإنسان الآلي، وأبحاث الجاذبية متناهية الصغر، ورصد المناخ.

والسويسري كلود نيكوليي مختص في علم الأجسام الفلكية، وهو طيار متمرس ورائد فضاء. وكان أول رائد أجنبي منحته الناسا الأمريكية لقب المختص في الرحلات الفضائية، وقام بأربع رحلات فضائية على متن المكوك الفضائي.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية