مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

انتخابات تمهيدية في سويسرا للمرة الأولى

قريبا، سيتمكن الناخبون في بلدية ميديلس (الصورة) مثلما هو الحال في بقية مناطق كانتون غراوبوندن من الإدلاء بدلوهم لدى إجراء الإنتخابات التمهيدية لليسار، التي تنظم للمرة الأولى في سويسرا. Keystone

في خطوة لم تشهدها سويسرا من قبل، ينظم فرع الحزب الإشتراكي في كانتون غراوبوندن (جنوب شرق) انتخابات تمهيدية لاختيار مُرشحيه لعضوية الحكومة المحلية للكانتون. ويقول الحزب إن هذه الإنتخابات التي يُمكن أن يُشارك فيها جميع المواطنين ابتداء من سن السادسة عشرة ستكون أكثر ديمقراطية من الإجراء الحزبي المتبع عادة.

هذه المساهمة جزء من منصة DearDemocracy # التي تتيحها swissinfo.ch لمتابعة تطورات الديمقراطية المباشرة وإدارة الحوار حول المشاركة الشعبية بشكل عام.

في سويسرا، تعيّن الأحزاب عادة بنفسها مرشحيها لخوض الإنتخابات المتعلقة بمهام تشريعية أو تنفيذية. هذه المرة، أقدم فرع الحزب الإشتراكي في كانتون غراوبوندنرابط خارجي على خوض تجربة جديدة استعدادا لانتخاب الحكومة المحلية واختار أن يتم تعيين المرشحين الإشتراكيين من خلال انتخابات أولية مفتوحة بوجه جميع سكان الكانتون ابتداء من سن السادسة عشرة فما فوق.

في معرض التوضيح، برر الحزب قراره بالإشارة إلى أن الانتخابات التمهيدية تتسم بصبغة أكثر ديمقراطية. هل هذا صحيح فعلا؟ swissinfo.ch طرحت السؤال على إيزابيل شتادلمان – شتيفينرابط خارجي، أستاذة السياسات المقارنة في جامعة برن فأجابت قائلة: “لا يُمكن القول بأن الإنتخابات التمهيدية بشكل عام أكثر ديمقراطية. إنها قبل كل شيء إجراءٌ بديلٌ لتعيين مرشحين”.

وحسب رأيها، تقترن الإنتخابات التمهيدية، كالتي تصدرت عناوين الصحف مؤخرا في فرنسا المجاورة استعدادا للإنتخابات الرئاسية، بعدد من السلبيات أيضا. ذلك أن الحزب قد يكون الأفضل فيما يتعلق بتقييم القدرات الفعلية لمرشح ما. كما أن إجراء انتخابات أولية من هذا القبيل أقرب ما تكون إلى حملة انتخابية مقارنة بعملية تعيين من طرف الحزب. وهنا تلاحظ خبيرة العلوم السياسية أن ” قُـدرات المرشح على خوض حملة عامل مُحدّد في سياق انتخابات تمهيدية، لكنها لا تتطابق بالضرورة مع قدراته في تقلد منصب (معيّن)”.

العثور على مرشح مدعوم

مع ذلك، يبدو أن قرار الحزب الإشتراكي خوض غمار تجربة الإنتخابات التمهيدية ليس مجرد خيار ناكر للذات بالكامل، لأن هذا التمشي مفيد أيضا للصورة. وفي هذا السياق، توضح إيزابيل شتادلمان – شتيفين أن “الفكرة لها تأثير إيجابي بالتأكيد على الحملة الإنتخابية. فبهذه الطريقة، يُريد الحزب الإشتراكي ان يُقدم نفسه بوصفه حزبا منفتحا ومسؤولا”. فاليوم، تحرص الأحزاب السياسية على أن تظل في حملة انتخابية دائمة، لذلك تشكل الإنتخابات التمهيدية مناورة ذكية لفتح أبواب الحوار مع الكتلة الإنتخابية بشكل مُسبق.

إضافة إلى ذلك، يُمكن للحزب الإشتراكي أن يضمن من خلال الإنتخابات التمهيدية اختيار مرشح يحظى بعدُ بقدر كبير من القبول لدى الناخبين. وترى إيزابيل شتادلمان – شتيفين أن قيام الحزب بفتح هذه الإنتخابات بوجه جميع المعنيين وعدم قصرها على أعضائه ليس سوى مواصلة لاستراتيجية ثابتة، حيث أن “عدم قصر التصويت على ناخبيه (أي الذين اعتادوا على تأييده) يسمح في الحالة النموذجية بفرز مرشح قادر على حشد الأصوات من خارج معسكره” التقليدي.  

دليل سير الإنتخابات التمهيدية في كانتون غرابوندن 

في عام 2018، سيتم إجراء الإنتخابات المتعلقة باختيار الأعضاء الخمسة في الحكومة المحلية لكانتون غراوبوندن،

في شهر يونيو 2017، ينظم فرع الحزب الإشتراكي في الكانتون انتخابات تمهيدية لاختيار مُرشحيه، يُمكن لأي ناخب يقيم في غراوبوندن ويبلغ من العمر 16 عاما فما فوق المشاركة فيها.

هناك شرط وحيد يتمثل في التوقيع على تصريح يتضمّن موافقة الناخب على مشاركة الحزب الإشتراكي في الحكومة المحلية لكانتون غراوبوندن.

قبل ذلك، سيتوجّب على مؤتمر فرع الحزب الإشتراكي في كانتون غراوبوندن الذي ينعقد يوم 25 مارس 2017 أن يمنح موافقته على المقترح أولا وأن يقوم بتعيين المرشحين المؤهلين للمشاركة في هذه الإنتخابات التمهيدية، ثانيا.

إثر ذلك، سيتلقى جميع أعضاء الحزب والمتعاطفون المسجلون بشكل آلي المواد التوضيحية المتعلقة بالإقتراع عن طريق البريد يوم 6 يونيو 2017.

أما الآخرون، فبإمكانهم المشاركة وتسجيل أنفسهم عبر الإنترنت حتى يوم 28 مايو المقبل على أن يقوموا بإرسال الظرف المشتمل على بطاقة الإقتراع مملوءة قبل يوم 25 يونيو 2017 إلى مقر الحزب الإشتراكي في كانتون غراوبوندن.


عزيزي القارئ، هل تعتقد أن انتخابات تمهيدية يُشارك فيها جميع الناخبين أكثر ديمقراطية من تعيين المرشحين للمناصب التشريعية والتنفيذية من طرف الحزب المعني؟ رأيك يهمنا ومشاركتك تُسعدنا.     

(نقله إلى العربية وعالجه: كمال الضيف)

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية