مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

إبراهيم الكوني: “حاولتُ أن أكون ضمير ليبيا طوال هذه السنوات”

في عام 2008، كان الروائي والباحث الليبي إبراهيم الكوني ضيفا على الأمانة العامة لاحتفالية "دمشق، عاصمة الثقافة العربية"

الأديب الليبي إبراهيم الكوني يتحدث لـ swissinfo.ch عن ثورة الشعب الليبي وعن معجزة "جيل اللا أمل" وعن دور المثقف في صنع ليبيا المستقبل. كما يستعرض تجربته مع نظام القذافي وخلافه معه في أول مناسبة، الأمر الذي تمخض عنه أول عمل أدبي بعنوان "نقد الفكر الثوري" والذي كان أحد أسباب إقامته الطويلة في المنفى.

يتابع الأديب الليبي إبراهيم الكوني من مقر إقامته في سويسرا بألم ما يتعرض له الشعب الليبي على يد نظام العقيد القذافي من “قتل برصاص المرتزقة”، ولكنه يعتبر أن هذه الثورة سمحت للعالم باكتشاف وجه ليبيا الحقيقي واكتشاف صِـفات هذا الشعب “النبيل الصبور المتسامح، الذي انتظَر طويلا وخُذل طويلا. وتسامح طويلا ولم يجد من وليّ الأمر إلا الإنكار”.

في إحدى ضواحي العاصمة السويسرية برن، التقت swissinfo.ch في أول أيام شهر مارس 2011 بالأديب إبراهيم الكوني فدار الحديث التالي حول سير الماضي وهموم الساعة وتحديات المستقبل.

swissinfo.ch: تتجه الأنظار هذه الأيام نحو ليبيا لمتابعة تطورات ثورة الشعب الليبي ضد نظام القذافي. كيف تعيش هذه الأوضاع؟

إبراهيم الكوني:  ماذا أقول؟ يُقال أن عندما تتكلم فوهات البنادق، تصمت آلهة الإلهام. بمعنى أنه عندما تحتدم المعركة، ليس على صاحب القلم إلا أن يتأمل أو يشارك، إن استطاع إلى ذلك سبيلا، لأن ما يحدث الآن يفوق كل تخيل في فظاعته وفجاءته وتعقيد وضعه.

فلا أستطيع بطبيعة الحال إلا أن أشارك. وقد فعلت ذلك بالطبع منذ الأيام الأولى لهذه الانتفاضة، حيث تزامنت الإنتفاضة مع وجودي في سلطنة عُـمان لحضور مؤتمر دولي، وقفنا دقيقة صمت على أرواح الشهداء، وأصدرت بيانا نشر في بعض الصحف العربية.

وبرغم أني لست رجل سياسة ولم أكن يوما رجل خطاب سياسي، إلا أن ما يحدث اليوم يدعوني لكي أستنكر، ولا أستنكر فقط، وإنما أساهم في استنهاض همم المجتمع الدولي للوقوف مع شعب أعزل يُقتل برصاص مرتزقة. هذا آخر ما تصورت أن يحدث في ليبيا. وأعتقد أن هذا آخر ما تصوره أحد أن يحدث في وطننا النبيل الصبور المتسامح، الذي انتظَر طويلا وخُذل طويلا. وتسامح طويلا ولم يجد من وليّ الأمر إلا الإنكار. 

عندما قلت أنك لم تتصور أن يحدث ذلك، هل كنت تتصور أن تقع هذه الإنتفاضة بهذا الشكل؟

إبراهيم الكوني: بطبيعة الحال أعلم كروائي أنه مهمَـا تخيل الإنسان، فالأقدار أقوى في خيالها في صنع الأحداث، سواء في صنع الحياة أو في صنع الموت، لأن ما نعلمه محدود. أما ما لا نعلمه، فبلا حدود كما يُقال، ولكن شيئا واحدا كنا نؤمن به دائما، هو إرادة هذا الشعب، وهو جوهر هذا الشعب، لأنني واحد ممن يستطيعون أن يدّعوا معرفةً بتاريخ هذا الشعب منذ أقدم العصور، لأن ليبيا كانت دائما بلدا ثريا على المستوى الروحي وبلدا تلاحمت فيه مختلف الثقافات ومختلف الديانات والأعراق، ولهذا فإن تسامحه الذي عامل به القذافي كان نابعا من هذا التاريخ العريق والغني والقيم.

ولكن بكل أسف استُغِل هذا التسامح، لأن عندما يتسامح الإنسان قد يُفسَّـر على أنه ضعف أو نوع من التخاذل أو على أنه مغلوب على أمره، ولكن الحقيقة غير ذلك، لأن هاجس الحرية كان يحيى في قلب هذا الشعب دائما، رغم تسامحه ورغم صبره الطويل ورغم تنازله الطويل.

هل ما وصلت إليه ليبيا اليوم كان من بين الأسباب التي دفعتك إلى أن تغادر بلادك بحكم أنك كنت تتوقع أن نصل في يوم من الأيام الى هذا النوع من الاستبداد وهذا المستوى من الفقر الثقافي ومن إخضاع مختلف مكونات المجتمع لإرادة أفراد؟

إبراهيم الكوني: ليبيا كانت تعيش اغترابا حقيقيا. ليبيا كانت منفية. ليبيا كانت مظلومة. ليبيا كانت مُصادرة بكل معنى الكلمة. صُودرت عبر 42 عاما. ليبيا ارتضت بأقل القليل. ليبيا تسامحت في العبث بثرواتها، تسامحت في العبث بتاريخها في العبث باسمها، بأعراقها بهويتها.

فليبيا عندما كانت متآلفة ومتوائمة في تعدد أعراقها، أتى مَـن يحاول أن يُغلب عرقا على آخر وأن يشوه صورتها أمام العالم في مختلف المغامرات وبمختلف الأساليب اللامقبولة.

لقد تسامح الليبيون مع الفساد وثرواتُهم تبدد على لا شيء يستحق الذكر. كانوا يرون الظلم ويصمتوا ويغفروا، ولكنهم كانوا يتململون في مسألة لا مساومة عليها، وهي قمع الحريات. ولذلك، عندما بلغ السيل الزبى في مسألة قمع الحريات، لم يجد هذا الشعب بُـدّا من أن ينتفض بطبيعة الحال، انتصارا لطبيعته ولكرامته وانتصارا للروح الإلهية التي وضعها الرب في قلب هذا الشعب.

لكن، هل كانت بوادر هذه الإنحرافات التي يدفع الشعب الليبي ثمنها اليوم، بادية عندما غادرت ليبيا في موفى الثمانينات؟

إبراهيم الكوني: في واقع الأمر، كان ذلك جليا بالنسبة لي منذ الأيام الأولى، والتاريخ يشهد بذلك والتسجيلات تشهد بذلك، لأن صدامي مع قائد ثورة سبتمبر كان منذ سنة 1969 في أول مؤتمر صحفي عالمي يعقده في ليبيا، لأنني حاولت أن أنتصر للمثقفين عندما حاولت ان أدفعه لتنظيم مؤتمر للمثقفين.

وبعد عراك استمر أمام الصحفيين أكثر من ربع ساعة، لُـبِّـي هذا النداء وجاءت الندوة عام سبعين، حيث كان خلافي معه أكبر. وقد أصدرت كتابا تحت عنوان “نقد الفكر الثوري” في ذلك الوقت، وكان أول كتاب يُصادَر في ليبيا. ثم تتابعت مصادرة أعمالي كلها، وهي ما تزال مُصادرة حتى اليوم. وآخر كتاب تمت مصادرته هناك هو “من أنت أيها الملاك؟”، الذي يدين الإستبداد في أبشع صوره ويُدين لاأخلاقية السلطة، وهذا ما تستطيع العثور عليه في كل أعمالي التي تزيد عن 70 عملا. لذلك، لم يفاجئني كل ما حدث فيما بعد، ولكن روح التسامح وروح الصبر وروح الزهد، تستطيع أن تقول، التي تُميز الشعوب الصحراوية، هي التي أدت الى هذا السكوت.

وغير صحيح ما يتردد في أوروبا من أن الشعوب العربية شعوب متعصبة. والمفارقة الأغرب، هو أن تُدعم الأنظمة السياسية في العالم العربي من أوروبا والغرب بدعوى منع المتعصبين الإسلاميين من الوصول الى السلطة. أنا أعتقد أن هذه خرافة. فالعالم العربي ليس متعصِّـبا.

ما هي مؤلفاتك التي حاولت أن تشرح واقع هذا النظام أو أن تلمّح على الأقل لما وصلت إليه الأمور اليوم؟

إبراهيم الكوني: كل أعمالي تقريبا وكل من يقرأ أعمالي يقف على ذلك جليا. ولعل آخر الأعمال تعكس ذلك بشدة مثل “الورم”، التي نشرت بالألمانية تحت عنوان ” Das Herscherkleid” ورواية “من أنت ايها الملاك”، التي صدرت باللغة الفرنسية ولم تصدر بعدُ باللغة الألمانية أو رواية “المجوس” أو “الملحمة التاريخية” “الأخلاف والأسلاف”، من ستة أجزاء والتي صدر منها لحد الآن خمسة أجزاء عن الأسرة القارمانلية التي حكمت ليبيا لأكثر من 120 عاما من بداية القرن الثامن عشر حتى الربع الأول من القرن التاسع عشر، لأن هناك صورة واضحة، يبدو لي، للإستبداد والإنفراد بالرأي وقمع حرية الشعب الليبي. لكن المشكلة في العالم العربي أن الناس لا يقرؤون، وهذا ما نشكو منه دائما. فهم يحكمون دون أن يقرؤوا النصوص، ولكن الغرب الذي أنصفني دائما سينصفني هنا أيضا، لأن الغرب يقرأ ويعرف تماما ما هي مواقف الكوني في نصوصه وفي أدبه.

لكن ما هو تحليك للأسباب التي أدت الى هذا التعفن. أليس للمثقف مسؤولية في ذلك؟

إبراهيم الكوني: بطبيعة الحال حاول كل مثقف من مختلف الفئات، السياسي والتكنوقراطي، وصاحب الإبداع الإستعاري كالروائيين مثلا، تغيير الأوضاع بطريقة ما، ولكن عنف الواقع وتراكم اليأس طوال 42 عاما حال دون ذلك. لذلك، يمكن القول أن الثورة الليبية ثورة إعجازية لم يكن يتوقعها أحد، ودموية جعلت شعبا أعزل يواجه الرصاص بصدور عارية، وهذا ما سيجعل الثمن باهظا. لذلك، لا يجب تفسير التسامح بأنه ضعف، والزهد على أنه استكانة، والغفران على أنه جبن. ولهذا امتُحن الشعب طويلا، وهذا هو الخطأ الذي ترتكبه كل الأنظمة الاستبدادية في العالم، لأن لاأخلاقية السلطة هي التي تعمي هؤلاء المسؤولين فيسمحون لأنفسهم بما لا يمكن غفرانه أو تجاوزه.

بما أن هذه الثورة انطلقت من مبادرة للشباب، بماذا يوحي ذلك بالنسبة للأديب إبراهيم الكوني؟

إبراهيم الكوني: بطبيعة الحال يجب أن تنطلق الثورة من هؤلاء الشباب، لأن الإحباط  لربما في الجيل الأسبق كان في أوجِـه، والأسباب لدى الجيل البديل أقوى في واقع الأمر، لأنه لا أمل أمام هذا الجيل. هذا جيل اللا أمل، لأن الفساد قضى لهم حتى على فرص العمل ونزع منهم حتى حق الحُلم ونزع منهم حق أن يقول الإنسان كلمته. فمَـن هو الإنسان إن لم يكن ضميرا؟ ومَن هو الإنسان إن لم يكن حُلما؟. ولذلك، لابد ومن حق هذا الجيل أن يثور لكي يقول كلمته المغيبة.

هل تعرض هذا الشباب إلى عدم الإنصاف عندما اتهم بكل الأوصاف السلبية مثل اللامبالاة وعدم التسييس وقلة الإكتراث بمستقبل البلد، في حين أنه يعطي اليوم دروسا في هذا الشأن؟

إبراهيم الكوني: بطبيعة الحال تتابع الأجيال عاملٌ حافل بالمفاجآت، كما أننا لا نعرف من أين تأتي المنعطفات التاريخية، ولهذا كان كل ما حدث مفاجئا، سواء في تونس أو في مصر أو في ليبيا. وتستطيع أن تلاحظ أنه تطور تدريجي.

في تونس، كان الأمر أخف، وفي مصر كان أكثر دموية، وفي ليبيا بلغ ذروة الدموية، لأنه يبدو أن للزمن دورا أيضا لأن الاستبداد في تونس كان لثلاثة وعشرين عاما وفي مصر ثلاثين عاما وفي ليبيا فوق الأربعين عاما، لذلك كان الوضع في ليبيا أكثر قسوة وأكثر درامية.

ولكن ثبت أنه –  حتى في القرن الحادي والعشرين – تحدث مفاجآت في مسيرة المجتمعات البشرية. نحن كل مرة كنا نعتقد أننا بلغنا الذروة في تحليل حركة الإنسان ونشاطه، ولكن الواقع دائما يفاجؤنا. لا شك أن هذه الثورات فتحت آفاقا جديدة للفكر الإنساني عموما وللفكر السياسي بالخصوص.

وما هو الدور الذي تراه للمثقف في هذه الثورة؟

إبراهيم الكوني: يقينا، هذا ليس زمن البطولات أو زمن تسجيل المواقف، ولكن زمن المسؤوليات، لأن ليبيا والعالم العربي كله محتاج للمثقفين ومحتاج لكل خبرة ولكل موهبة تُسخر لبناء العالم الجديد الذي فتحت أبوابه هذه الثورات. ولذلك، أعتقد أن المستقبل الآن يُكتب بحروف من دم.

لقد كنت قبل يومين في معرض الكتاب بعُمان ووقفت أتفرج على كتب أصدقائي المؤلفين من كبار الروائيين وكبار الشعراء من العالم العربي، الذين رحلوا وهُـم يحلُمون بيوم واحد فقط مما يحدث اليوم. لقد ماتوا وفي قلوبهم غُصّة. لكن هذا الجيل الذي تلاهم انتَـقَم لهم، في غيابهم بالطبع، وهذا شيء درامي، ولكن عسى أن هذا سيكون لأرواحهم في الأبدية عزاءا.

ذكرت بأن الغرب دعّم هذه الدكتاتوريات، ولكن في نفس الوقت لم نشاهد هبة المثقفين الغربيين لنصرة الشعوب العربية في ثورتها، مثلما شاهدناهم يهبون لنصرة الأمريكيين بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 مثلا؟

إبراهيم الكوني: يبدو لي أن العالم كله في ذهول، لأن هناك فكرة مُسبقة، وهي أن هذا المجتمع العربي مجتمع خانع وكسول، والمجتمع الذي يُهان ويتقبل الإهانة. وكذلك المجتمع المتعصب، وهذا الدرس الذي تلقنه الثورات العربية اليوم للفكر الغربي، أعتقد انه سيُحدث انقلابا في بنية التفكير الغربي، وأعني بذلك من ينظرون للمجتمع بتوجهيه الرأسمالي او الاشتراكي.

والغريب أيضا، انهم لم يعترضوا أيضا على المقياس اللاأخلاقي الذي عامل به الغرب هذه الشعوب عندما ناصر ضدها هؤلاء الحكام الذين أصبحوا في القرن العشرين والحادي والعشرين نموذجا للإستبداد وللإنفراد بالرأي. لذلك، أعتقد ان اليقظة ستأتي وسيُعاد التفكير الان في كل ما كنا نعتقد أنه مسلمات.

هل هناك محاولات لتوحيد القوى الليبية المتواجدة في سويسرا لكي تسهم في مرحلة البناء غدا؟

إبراهيم الكوني: بطبيعة الحال كل القوى الوطنية الليبية المقيمة في سويسرا، أعتقد أنها توافق على ما قلته، لأن هذه محاولة للتعبير على لسان حال كل واحد منا. ولذا، اعتبر أن ما حدث في ليبيا هو رد اعتبار للعلاقة مع سويسرا، لأن المذنب في ما حدث، ليس الشعب الليبي كما يعتقد البعض هنا، من أنه تعبير الساسة على وجهة نظر الشعب.

يُقال إن هذه الثورة سمحت للعالم (ومن ضمنه العرب أنفسهم)، بأن يكتشفوا أدباء ومفكري ليبيا لأول مرة؟

 إبراهيم الكوني: هم في الواقع  فوجئوا بالصدمة، صدمة روح ليبيا. أنا بودي أن أقول لهم هذا ما شاهدتموه اليوم هي ليبيا الحقيقية. هذا ليس غريبا بالنسبة لنا نحن الذين يعرفون تاريخ ليبيا، وهذا دليل على أن ليبيا كانت مُصادرة ومُغيبة وخارج التاريخ. ولكن ليبيا ستفاجئهم قريبا عندما تتحول إلى ديمقراطية والى بلد آخر تماما. وأرسطو يقول “من ليبيا دائما يأتي جديد”.

ما هي الصورة التي تتشكل اليوم في ذهن إبراهيم الكوني عن ليبيا المستقبل؟

إبراهيم الكوني: أنا حلمت بليبيا دائما. ومن يقرأ كتبي يجد ذلك بالفعل، لأن ليبيا كانت هاجسي الأبدي. وقد عبرت عنها فيما يزيد عن السبعين مؤلفا. وأعتقد بأنني حاولت قدر الإمكان أن أكون ضمير ليبيا الحقيقي طوال هذه السنوات. ولا أشك في أنها ستستعيد حقيقتها. وسترفع هويتها الحقيقية عاليا.

عن هذا البلد الذي أصبح بلده الثاني، يقول إبراهيم الكوني في استذكار لتلك الأزمة التي عصفت بالعلاقات بين سويسرا وليبيا بسبب اعتقال ابن العقيد القذافي هانيبال في جنيف في صيف 2008:

“سويسرا كانت بالنسبة لي ليس وطنا ثانيا، بل فعليا وطنا أول. لأن سويسرا كانت أول بلد في أوروبا تفخر باحتضاني وقالت ذلك على الملأ. وسويسرا أول دولة في العالم تهبني أعلى جوائزها الأدبية، ثلاثة جوائز أدبية”.

“سويسرا كانت بالنسبة لي، ليس فقط وطن الشفاء الروحي،  ولكن وطن العافية الجسدية ايضا، لأنني عندما جئت الى سويسرا، كان ذلك لأسباب صحية ولم تنقذني الطبيعة السويسرية فقط، بل أنقذتني ايضا طبيعة الإنسان السويسري بهذه الروح، روح التسامح روح المحبة وروح الصدق وروح الصبر والإنضباط وحب العمل، هذه المبادئ التي نفتقدها وافتقدناها دائما”

“سويسرا ضربت لنا دائما مثلا في إجارة الملهوف والمظلوم. سويسرا التي ضحت دوما فوهبت ما لا غِنى لها عنه، لأن هذا هو الزهد الحقيقي وهذا هو العطاء الحقيقي في ناموس الديانات السماوية كلها، لذا كم كنا نشعر بالعار وبالخجل بأن توصف بألفاظ نابية، لا أخلاقية أثناء مناوشاتها السياسية مع ليبيا”

“كم كنا نصاب بالدهشة من الدعوة الى تقسيم سويسرا ومن الدعوة الى التحريض على الجهاد ضدها. كم كان ذلك مؤلما، ليس فقط لنا ممن صارت سويسرا لهم وطنا، بل بالنسبة لكل الليبيين والعرب الذين عرفوها وأحبوها بل لكل العالم، لأن سويسرا رمز في هذا العالم بحيادها.. فالحياد في مفهوم الأدب، هو التنسك والزهد المبدع والإيجابي، وإلا لما صارت مقرا للمنظمات الأممية ولما صارت مقرا لكل المفاوضات العالمية”.

ولِـد في غدامس على الحدود التونسية الجزائرية الليبية في عام 1948. بعد دراسة في سبها بليبيا، التحق بموسكو حيث حصل على شهادة الليسانس ثم المجستير في العلوم الأدبية والنقدية من معهد غوركي للأدب بموسكو عام 1977.

 تقلد عدة مناصب، منها منصب بوزارة الشؤون الاجتماعية بسبها ثم وزارة الإعلام والثقافة.

1975: عمل مراسلا لوكالة الأنباء الليبية بموسكو عام.

1987: عمل مستشارا إعلاميا بالمكتب الشعبي الليبي بموسكو وفي برن بسويسرا عام 1992.

يجيد الكوني تسع لغات وكتب أكثر من سبعين مؤلفا، تدور في معظمها حول واقع ليبيا والعلاقة التي تربط الإنسان بالطبيعة، وبالأخص الطبيعة الصحراوية.

حصل على عدة جوائز قيمة، نذكر منها

جائزة الكنفدرالية السويسرية على رواية “نزيف الحجر” عام 1995.

جائزة الدولة في ليبيا على مجمل الأعمال في عام 1996.

جائزة اللجنة اليابانية للترجمة على رواية “التبر” في عام 1979.

جائزة الكنفدرالية السويسرية الاستثنائية الكبرى على مجمل الأعمال المترجمة للألمانية في عام 2005.

وسام الفروسية الفرنسي للفنون والآداب عام  2006.

جائزة الكلمة الذهبية من اللجنة الفرانكفونية التابعة لليونيسكو.

من مؤلفاته:

1970: ثورات الصحراء الكبرى ونقد الفكر الثوري.

1974: الصلاة خارج نطاق الأوقات الخمسة.

1989:رباعية الخسوف (رواية من 4 أجزاء).

1990: التبر ونزيف الحجر 

1991: وطن الرؤى السماوية

2000: نزيف الروح وبيان في لغة اللاهوت،

2001: “لغز الطوارق يكشف لغز الفراعنة وسومر” ومن أنت أيها الملاك”.                             

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية