مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

“قطر والإمارات تؤججان النزاعات في الصومال”

صحف
"واقعة مصادرة السلطات الصومالية ثلاث حقائب مليئة بالملايين كانت على متن طائرة قادمة من أبو ظبي، تكشف حجم الصراع بين الحكومة المركزية الصومالية والإمارات العربية المتحدة"، صحيفة نويه تسرخر تسايتونغ. swissinfo.ch

فرص انضمام واشنطن إلى حليفها السعودي في معركة الحديدة وصراع المصالح بين قطر والإمارات على أرض الصومال كانت أهم المواضيع، التي استقطبت اهتمام الصحف السويسرية هذا الأسبوع.

“حقيبة بعشرة ملايين فرنك من الإمارات إلى الصومال”

حذرت صحيفة نويه تسرخر تسايتونغ من أن الإمارات وقطر تصدران صراعهما إلى الصومال وتخوضان حربا بالوكالة عبر تقديم الدعم المالي لأطراف النزاع مما قد يؤدي إلى زعزعة الاستقرار والأمن في تلك الدولة، التي تشكل مركزا استراتيجيا لخطوط الشحن العالمية وحركة النقل البحرية.

وأشارت الصحيفة الصادرة بتاريخ 19 يونيو 2018 إلى “واقعة مصادرة السلطات الصومالية ثلاث حقائب كانت على متن طائرة قادمة من أبو ظبي رغم محاولات السفير الإماراتي إخراجها من المطار أو إعادتها إلى الطائرة دون تفتيش. لكن قوات الأمن الصومالية رفعت أسلحتها وأصرت على فتح الحقائب، لتكتشف مبلغا بقيمة عشرة ملايين فرنك”.

هذا المشهد يكشف حجم الصراع بين الحكومة المركزية الصومالية والإمارات العربية المتحدة،حسب الصحيفة، حيث زعمت مقديشيو أن هذه الأموال كانت ستستخدم لتقويض الدولة، فيما زعمت أبو ظبي أنها كانت مخصصة لدفع أجور الجنود الصوماليين.  

 وأضافت الصحيفة “منذ أكثر من عام، حاولت دولة الإمارات العربية المتحدة عزل قطر دوليًا بتهمة “تمويل الإرهاب”. ومنذ ذلك الحين أصبحت الدولتان أكثر عداوة من أي وقت مضى ويخوضان حربا بالوكالة، حيث تدعم قطر الحكومة المركزية في العاصمة مقديشو، فيما تدعم الإمارات الأقاليم وأرض الصومال، التي أعلنت استقلالها عن الحكومة المركزية.

لكن ليس سرا أن الحكومة المركزية التي يقودها الرئيس محمد عبد الله محمد قريبة من قطر وهناك مزاعم أن الدوحة شاركت في تمويل حملة الرئيس الانتخابية. كما يدفع القطريون تكاليف بناء الطرق السريعة والمباني الحكومية. من جهة أخرى تمول تركيا، حليفة دولة قطر، الحكومة المركزية بدعم الميزانية وبتشغيل ميناء ومطار مقديشيو.

في المقابل تقوم دولة الإمارات العربية المتحدة بتشغيل الميناء في أرض الصومال، والذي يُعد أيضًا بوابة لإثيوبيا، وإن منعت الحكومة الصومالية شركة موانئ دبي العالمية من أي نشاط على أراضيها”.  

هذا الدعم لأطراف عدة من الصومال يضر الأمن القومي في البلاد، كما توضح الصحيفة “دول الخليج تساعد في بناء قوات الأمن في الصومال، لكنها لا تنتهج نفس السياسات والأهداف، مما قد يؤدي إلى زعزعة الاستقرار والأمن في هذه الدولة التي توصف “بالفاشلة”، فقطر تدعم الجيش الصومالي، فيما توقفت الإمارات عن دعم الجيش وتدعم الآن قوة الشرطة البحرية في إقليم أرض البنط أو ” بونتلاند”. وعلى الرغم من أهمية دعم القوات الإقليمية لاستقرار الدولة الفدرالية، إلا أن قوات الأمن المحلية لا تعمل مع الجيش الوطني. ومن شأن هذه السياسة تعقيد خطة سحب بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال “أميسوم ” لتتولى قوات الأمن المركزية دورها. كما أن الجيش الوطني غير مرحب به في الولايات الأخرى”.

في هذا السياق حذرت الصحيفة  من أن “الصراع بين القوى الإقليمية والقومية والعشائر والجماعات الدينية له تاريخ طويل في الصومال. ودول الخليج تقوم بتأجيج هذه الصراعات، فالعداء بين مقديشيو والحكومات الإقليمية أكبر مما كان عليه منذ وقت طويل. من جهة أخرى تحول سياسة الحكومة المركزية دون حصول الأقاليم الصومالية على المساعدة الكافية لمحاربة حركة الشباب الصومالية بشكل فعال والمستفيد من هذا الصراع هو تنظيم القاعدة”.

ورأت الصحيفة أنه في الوقت الحالي، لا يبدو أن أيا من دول الخليج ستفوز في هذه المعركة على أرض الصومال: “فعلى الرغم من أن قطر حليف قوي للحكومة المركزية، إلا أن الإمارات العربية المتحدة تهيمن على الأقاليم. عداوة دول الخليج ستطيل أمد الصراع الدائر هناك”

هل تتدخل واشنطن في حرب اليمن؟

 ومن معركة الصومال إلى الحديدة، حيث أفادت الصحيفة ذاتها أن الولايات المتحدة تدعم حليفها السعودي في قتاله في الحديدة وإن نفى البنتاغون أي مشاركة مباشرة في القتال.  

 دعم واشنطن للرياض في حربها ضد ميليشيات الحوثيين لوجستيا واستخباراتيا، ليس سرا كما أكدت الصحيفة ” فعلى سبيل المثال يزود الأمريكيون الطائرات المقاتلة التابعة للقوات الجوية السعودية والإماراتية بالوقود. من ناحية أخرى، قدمت وكالات الاستخبارات الغربية معلومات هامة إلى التحالف العسكري منذ بداية حرب اليمن قبل ثلاث سنوات. وأكد المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية، أدريان غالاوي ، هذه الأخبار  مرة أخرى يوم الخميس الماضي، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن الولايات المتحدة لم تشارك مباشرة في أي عمليات قتالية ضد الحوثيين و أن العمليات العسكرية الأمريكية في اليمن لا تتم إلا كجزء من القتال ضد الجماعات الإرهابية: الدولة الإسلامية والقاعدة في شبه الجزيرة العربية”.

ورأت الصحيفة الصادرة بتاريخ 15 يونيو 2018 أن “حقيقة أن الولايات المتحدة تلعب دورًا عسكريًا في الصراع شديد التعقيد ، لا تعود إلى سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ، بل إلى سلفه باراك أوباما، الذي سعى إلى استرضاء السعودية قبل ثلاث سنوات بعد الاتفاق النووي مع إيران. ففي عام 2015 قرر أوباما دعم انتشار القوات الجوية السعودية في اليمن. وفي محاولة لشراء رضى الرياض، امتنع الأمريكان عن أي انتقاد للحرب المغامرة في اليمن ووافق أوباما على صفقة أسلحة بقيمة مليارات إلى السعودية لتعزيز المحور الهش بين واشنطن والرياض – وهو نهج كان ترامب سعيدًا جدا باتباعه”.

 إلا أن اكتفاء ترامب بالدعم غير المباشر قد لا يستمر، فحسب الصحيفة  “هناك تكهنات بأن إدارة ترامب تدرس الآن التدخل بشكل مباشر في اليمن لتغيير “ديناميكية” الحرب والهدف هو إضعاف الحوثيين المدعومين من طهران وبالتالي الحد من النفوذ الإيراني في المنطقة ككل”.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية