مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

“حرب بين نيكي ميناج والسعودية” و”الجزائر بطلة كأس إفريقيا ورياض محرز بطل العرب!”

مشجعو الفريق الجزائري بتصفيات كأس افريقيا 2019
مشجعو المنتخب الجزائري لكرة القدم الذي يخوض اليوم الجمعة 19 يوليو نهائيات كأس الامم الإفريقية ضد نظيره السنغالي في مصر. Keystone / Gavin Barker

الحرب الكلامية بين المغنية الأمريكية نيكي ميناج والسعوديين في إطار موسم حفلات جدة وأسرار كرة القدم الجزائرية وولع الجزائريين بها وبرياض محرز بطل اللحظة في كأس الأمم الإفريقية وتفاصيل محاكمة المواطن السويسري في قضية قتل السائحتين في المغرب، هذه أهم الشؤون العربية، التي تطرقت لها الصحف السويسرية هذا الأسبوع. 

“إنها الجزائر.. نقطة ضعفي”

قبل نهائي كأس الأمم الإفريقية بين الجزائر والسنغال أجرت صحيفة تاغيس انتسيغر السويسرية حواراً مع آلان جيجر، المدرب السويسري الشهير، الذي قاد عدداً من الأندية الجزائرية في السنوات الأخيرة. تحدث المدرب الدولي عن شغف الجزائريين بكرة القدم وبزوغ نجم اللاعبين الجزائريين في الخارج واسباب ضعف أداء الفرق الإفريقية في المباريات الدولية.

آلان جيجر عمل مدرباً في الجزائر بين عامي 2011 و 2016. ويعرف مدى شغف الجزائريين بكرة القدم. يستعيد المدرب ذكرياته خلال ريادته لنادي وفاق سطيف، الذي فاز في عهد جيجر بالمركز الثاني ووصل إلى نصف نهائي دوري أبطال أفريقيا، حينها تم حظر المرور على الطريق السريع الرابط بين الجزائر العاصمة وسطيف، حتى مرور حافلة الفريق وذلك لمسافة 300 كيلو متر.

 يرسم جيجر سيناريو فوز الجزائر بكأس الأمم الإفريقية أمام السنغال ويقول : “جميع الجزائريين سيشاركون فرحة الفوز وسيخرجون للشوارع ” ويضيف ” عندما شارك المنتخب الوطني عام 2014 في كأس العالم بالبرازيل ووصل إلى دور الـ 16،  بقيت حركة المرور مشلولة في الشوارع لمدة ثلاث ساعات بعد انتهاء المباراة. إنها الجزائر”.

لكن الولع بكرة القدم قد يتحول إلى خطر حقيقي يُهدد حياة الآخرين، فقد تُوفي اثنا عشر شخصا في العاصمة الجزائرية بعد فوز المنتخب الجزائري أمام نيجيريا الأسبوع الماضي.

رغم ذلك ، فإن الجزائر ولاعبيها نادراً ما كانوا جزءا من فعاليات كرة القدم العالمية. ففي عام 1982 شارك المنتخب الجزائري لأول مرة في كأس العالم. ولم تتأهل الجزائر لكأس العالم مرة أخرى إلا في عام 2010 ببطولة جنوب أفريقيا ، لكنها غادرت دون تسجيل أي أهداف. وبعدها بأربع سنوات، شارك المنتخب الجزائري في كأس العالم في البرازيل، لكنه خرج بعد مباراة شرسة على يد المنتخب الألماني، صاحب اللقب.

 في المقابل، فإن أبناء الجزائر في الخارج يلعبون دوراً حيوياً في الأندية الأوروبية، ويوضح جيجر أن ما تفتقر إليه  ثعالب الصحراء، هو الاستمرارية. هذه هي المشكلة الأساسية في جميع البلدان الأفريقية التي تعاني من الفساد وضعف البنية التحتية والتدريب، الأندية قادرة على تعبئة كل قوة فريقها لمدة شهر، ولكن ليس على مدار العام ، وفي كل دوري”. يؤكد جيجر “لاعبو القارة الإفريقية يملكون قدرات وإمكانات وعالية وفرص كبيرة لو تم استغلالها وصقلها بشكل جيد”.

زيد الدين زيدان وغيره من اللاعبين الجزائريين المولودين في الخارج مثال بارز على مدى استفادة فرنسا وكرة القدم من هذه المواهب وكيفية صقلها عبر التدريب المتواصل.

لكن نجم الجزائر في الوقت الحالي هو رياض محرز، صاحب السيرة الذاتية النموذجية لطفل مهاجر من أب جزائري وأم مغربية، حيث نشأ وترعرع في شمال باريس في حي بسيط. بزغ نجم رياض محرز، عندما فاز نادي ليستر بالدوري الممتاز في عام 2016. وقبل عام ، انتقل محرز من ليستر إلى مانشستر سيتي مقابل 75 مليون فرنك. محرز يكسب الأن ربع مليون فرنك ( يعادل الفرنك الدولار تقريباً) في الأسبوع ، أي مليون شهرياً.

واليوم يأمل المدرب السويسري في حصول الجزائر على كأس الأمم الإفريقية “نقطة ضعفي هي الجزائر”.

 من على حق ومن على باطل.. نيكي ميناج  أم السلطات السعودية؟

 تناولت صحيفة بوندنر تسايتونغ الحرب الكلامية بين مغنية الراب الأمريكية نيكي ميناج والسعوديين على مواقع التواصل الاجتماعية.

الصحيفة الصادرة بتاريخ 15 يوليو 2019 رأت  أن المغنية الأمريكية لم تتوقع أن تثير عاصفة من الجدل بعد إلغاء حفلها في الأراضي السعودية وإعلانها التراجع عن تقديم الحفل بالقول إنها تأمل في أن تساهم بذلك في إثارة النقاش حول المشاكل الموجودة في المملكة العربية السعودية من اضطهاد للمثليين وقمع للحريات. لكن تضامن نيكي ميناج مع مجتمع المثليين أثار موجة غضب على مواقع التواصل.

فقد عبر الكثير من المستخدمين السعوديين عن فرحتهم بإلغاء الحفل واعتبروها نعمة من الله، فالمغنية الأمريكية لا مكان لها في المملكة.

لكن الجدل لم يتوقف عند حدود العالم الافتراضي، فنقلت صحيفة “عكاظ” الحكومية عن متحدث باسم هيئة الترفيه، بأن المغنية ليست من ألغى الحفل، بل إن السلطات السعودية منعت المغنية من الدخول لأنها انتهكت “العادات والتقاليد في المملكة”.

وأعرب كاتب المقال ميشايل فرازه عن استغرابه من موقف الطرفين إجمالا، فكيف يدعو المنظمون السعوديون مغنية ناشطة في الدفاع عن حقوق المثليين، في بلد يٌعاقب ممارسي المثلية بالإعدام.

“بالمناسبة ، ألم تعرف نيكي ميناج ما يجري في السعودية عندما قبلت الدعوة إلى مهرجان جدة العالمي. رفض المغنية لم يكن طواعية بأي حال من الأحوال، كما ادعت في تغريداتها ، ولكنه جاء نتيجة الضغط  الهائل من مجتمع المثليين ومنظمات حقوق الإنسان”.

يٌذكر أن المملكة العربية السعودية تعتزم إنفاق حوالي 52 مليار يورو لبناء صناعة الترفيه. هذه الاستثمارات هي جزء من رؤية 2030 التي أطلقها ولي العهد محمد بن سلمان، والتي تهدف إلى جعل المملكة العربية السعودية أقل اعتماداً على عائدات النفط. ويأمل السعوديون في أن يتم خلق وظائف جديدة من قطاع الترفيه وأن يتخلى المواطنون عن السفر إلى الخارج في المستقبل وينفقوا الأموال في الداخل السعودي.

“تنظيم الدولة يريدنا أن ننقرض”

صحيفة “لوتون” في عددها ليوم الخميس، نشرت مقال مطوّلا عن هجمات “تنظيم الدولة الإسلامية” في الشمال الشرقي بسوريا، حيث بات هذا التنظيم، وعقب الهزيمة التي مني بها في شهر مارس الماضي، يستهدف المزارعين في المنطقة عبر حرق وتدمير محاصيلهم الزراعية، خاصة حقول القمح الجاهزة للحصاد.

 تقول الصحيفة “يكفي الابتعاد بعض الكيلومترات على وسط مدينة القحطانية، العاصمة الحضرية للمنطقة، لمشاهدة ألسنة اللهب المتصاعدة والدخان الكثيف الممتلئ بالغبار من حقول القمح المشتعلة، والجموع الغفيرة من المواطنين الذين يحاولون دون جدوى انقاذ ما أمكن”.

 المقال ينقل شهادات حية عمّا يحصل في هذه المنطقة “عمرو علي، يمتلك في هذه المنطقة مئات الهكتارات من القمح، وأشجارا مثمرة، وقطعان من الخرفان والنعاج. الآن هو مصاب بالإحباط واليأس، وقد احترق رأسه شيبا، والعرق يتصبب من جبينه: لقد عملنا في هذه الحقول سنة كاملة، وأصبح القمح جاهزا للحصاد. الآن لم يبق من ذلك شيئا، وليس لدينا مال،. غنها كارثة، حتى الأشجار المثمرة احترقت”.

 المقال يشير أيضا إلى أن الكثير من المزارعين “وجدوا ولاعات في حقولهم المحترقة، لذلك من الصعب اعتبار الحرائق مجرد حوادث عابرة”. وتنقل الصحيفة عن رئيس هذه المنطقة التي تبعد 40 كيلومترا عن مركز رميلان قوله “المسؤولون عن هذه الحرائق هم أعداؤنا الذين يريدون انقراضنا” ويضيف آخرون يرافقونه في جولة عبر المنطقة “لقد تلقينا تهديدات من تنظيم الدولة عبر وسائل التواصل الاجتماعي يدع فيها أنصاره إلى المزيد من العمال التخريبية. إنهم يريدون معاقبتنا بنار هادئة”.

 التقرير يشير أيضا إلى أن هذه الاعمال التخريبية أدت إلى حد الآن إلى “مقتل 24 فردا من القوات الكردية الخاصة التي عملت على اخماد هذه الحرائق التي بدأت في شهر مايو الماضي، وقضت على محاصيل كانت تغطي 45000 هكتار”. وبحسب برنامج الغذاء الدولي التابع للأمم المتحدة “حوالي 6.5 مليون سوري مهددين حاليا بنقص الغذاء، و4 ملايين آخرون مهددين في المستقبل بنفس المصير. وتنضاف إلى هذه الحرب الاقتصادية والنفسية، سلسلة من الهجمات والتفجيرات الدموية التي تريد احداث حالة من عدم الاستقرار في المناطق التي تسيطر عليها قوات التحالف الكردي – العربي المدعوم من الولايات المتحدة.

 ويخلص هذا التقرير إلى أن تنظيم الدولة في شمال شرق سوريا لازال ناشطا ويسجّل حضوره بقوة والجميع يخشى عودته القوية.

“لست متطرفا”

 لم تكن كافية هاته الكلمات الأخيرة التي وجّهها كفين زولير، المواطن السويسري، إلى قضاة محكمة سلا المختصة في قضايا الإرهاب خلال آخر جلسة عقدتها الامس الخميس 18 يوليو للنطق بالحكم في “جريمة شمهروش” التي راحت ضحيتها سائحتان إسكندنافيتان في احدى المناطق المعزولة غير بعيد عن مراكش المغربية في شهر ديسمبر 2018، وفق ما جاء في مقال بصحيفة “لوتون” في عددها  الصادر اليوم الجمعة 19 يوليو.رابط خارجي

 فالمتهم السويسري الذي ظلّ طوال المحاكمة يدفع ببراءته حُكم عليه بعشرين سنة سجنا نافذة، ولم تبرأ ساحة أي متهم من ال 24 شخصا الذين حوكموا في هذه القضية رغم اختلاف درجات الاحكام بحسب مشاركتهم المباشرة او غير المباشرة في هذه الجريمة البشعة التي راحت ضحيتها الطالبة الدنماركية لويزا فستيراغل (24 عاما)، وصديقتها النرويجية مارين أولاند (28 عاما). وقد حكم بالإعدام على المتهمين الرئيسيين الثلاث في هذه القضية، مع احتمال عدم تنفيذ هذا الحكم لتعليق المملكة تنفيذ احكام الإعدام منذ سنوات.

 في الجلسة الأخيرة، عبّر المتهمون عن ندمهم، وطالبوا القضاة بالتخفيف وبالعفو، إلا المتهم السويسري فقد أخذ وقتا أطول من غيره وقال متوجها إلى القضاة “أنا شاب كان حظّه سيئا، إذ كُتب لي ملاقاة أشخاص سيئين. ويرمز إلى العدالة بالميزان. في حالتي هناك من جهة اتهامات الادعاء، ومن جهة ثانية، الحجج المادية الدامغة التي جئت بها عن براءتي، فكونوا عادلين واطلقوا سراحي”. وختم كلمته بالتأكيد على رفضه وإدانته القاطعة للجريمة البشعة التي ذهب ضحيتها فتاتان بريئتان.

 وفي تغطية لنفس الموضوع، نقلت صحيفة “24 ساعة” الصادرة بلوزان اليوم الجمعةرابط خارجي عن زولير قوله أمام المحكمة “لست متطرّفا، ولم أكن كذلك في أي وقت. وادين بشدة هذه الجريمة الوحشية التي حدثت في هذا البلد الرائع. ولأني برئ أناشدكم أن ترجعوا لي حريتي التي فقدتها منذ سبعة أشهر”.

 مأزق قضائي

ومثلما أوضحت فاطمة، زوجته “كان كفين زولير يعتقد فعلا أنه سيغادر السجن مباشرة بعد انتهاء المحاكمة. كان يريد أكل وجبة لازانيا مساء نفس اليوم. أما انا فكنت خائفة من قضائه سنوات خلف قضبان السجن. ولكن 20 سنة لشخص برئ، هذا غير منطقي”.

هل ما حصل دليل عن بلاهة زولير أم عن براءته:، ترجّح صحيفة “لوتون” “الإثنيْن معا: يوجد المغرب أمام مأزق قضائي، وهذا امر يتجاوز المتهم السويسري، الذي ظنّ انه بتعاونه المطلق مع القضاء، وتصريحه بكل ما يعرف عن المتهمين سوف يطلق سراحهن لكن الذي حصل أن ذلك لم يغيّر من موقف الادعاء شيئا”. وفي كل مرحلة من المحاكمة “يشعر كفين أن حقوقه الأساسية في الدفاع عن نفسه لم تحترم، في البداية خلال الأستنطاق لم توفّر له الشرطة مترجما، وهو الذي لا يطقن العربية، ولاحقان لم يمنح الدفاع الوقت الكاف للمرافعة، وثالثا، لم تؤخذ الحجج والأدلة التي جاء بها مأخذ الجد والاعتبار”. ناهيك عن أن لسان الدفاع عنه لم يبذل جهدا كاف في المرافعة، وكان متغيبا خلال بعض الجلسات.

كل هذا يدفع محامية زولير للأعتقاد بان هناك فرص لتخفيف هذا الحكم خلال مرحلة الاستئناف “سوف نعترض على هذا الحكم، وسوف نبذل كل الجهود من اجل العدالة، ولكن لوحدنا لن نصل لتحقيق ذلك، والآن على وزارة الخارجية السويسرية تحمل مسؤوليتها في ضمان محاكمة عادلة لمواطنها السويسري”.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية