مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

هل ستُعرض السدود السويسرية للبيع؟

يشهد قطاع صناعة الكهرباء السويسرية جدلا واسعا هذه الأيام إثر إعلان عملاقي إنتاج الطاقة في البلاد (ألبيك Alpiq وأكسبو Axpo) عن تدهور أوضاعهما المالية. وفي محاولة لتخفيف الضغط على الميزانية والحد من النفقات، أعلنت شركة ألبيك اعتزامها التخلي عن 49% من استثماراتها في قطاع الطاقة الكهرومائية. في الأثناء، لا يتردد البعض في الدعوة إلى تدخل من طرف الدولة لإنقاذ الموقف.

كما هو معلوم، تتوفر الآن في السوق الأوروبية طاقة كهربائية أرخص ثمنا يتم إنتاجها في البلدان المجاورة بالإعتماد على الفحم وطاقة الرياح. في المقابل، تراجعت القدرة التنافسية لشركتي ألبيك وأكسبو نظرا لارتفاع سعر الكهرباء المنتجة في سويسرا بالإعتماد على الطاقة النووية والكهرومائية. لذلك يُنتظر أن تواجه السدود التي تعتبر مفخرة للسويسريين أوقاتا عصيبة في قادم الأيام.

للتذكير، يُـؤمـّن نحو 200 حوض تتجمع فيها مياه الأمطار والثلوج الذائبة أكثر من 30% من الطاقة الكهربائية المستهلكة في سويسرا. وبفضل ما لديها من جبال وما يتساقط فيها من أمطار، توفر سويسرا ظروفا نموذجية لاستغلال قوة تدفق المياه عبر أحواض التجميع.

ومع أن بناءها انطلق منذ موفى القرن التاسع عشر، إلا أن هذه المنشآت الهيدرو- كهربائية تكاثرت بالخصوص في الفترة الممتدة ما بين عامي 1945 و1970. وبالإضافة إلى توفير الطاقة، تصلح البحيرات الإصطناعية لخدمة العديد من الأهداف الأخرى مثل تعديل مستوى المجاري المائية والحد من الفيضانات عند ارتفاع منسوب المياه وتوفير احتياطي مائي للغراسات السقوية وإنتاج الثلوج الإصطناعية وتربية الأسماك، إلخ…

في الأثناء، دعا بعض كبار السياسيين ومنظمات من المجتمع المدني الحكومة الفدرالية للتدخل لإنقاذ الموقف من خلال إنشاء صندوق للمنشآت والبنية الأساسية تابع للدولة أو عبر تأسيس شركة إنقاذ خاصة. وفيما يتساءل البعض: ما العمل إذا ما اهتم مستثمرون صينيون مثلا باقتناء بعض السدود السويسرية؟ يؤكد ستيفان مولّر – ألترمات، رئيس لجنة البيئة والتهيئة الترابية والطاقة في مجلس النواب أنه لا يجب الخوف من الصينيين، مذكرا بأن هذه المنشآت الضخمة لا يُمكن تفكيكها وإعادة تركيبها لاحقا في “إمبراطورية الوسط”.

(النص: رينات كونتسي، الصور: وكالة كيستون)

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية