مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الرئاسة السورية تشوّش على مؤتمر نزع السلاح في جنيف

رجل يرتدي نظارات يتخطب في مصدح
السفير السوري حسام الدين آلا، الرئيس الحالي لمؤتمر نزع السلاح لدى إلقائه كلمته الإفتتاحية خلال الدورة الحالية للمؤتمر يوم 29 مايو 2018 في المقر الأوروبي للأمم المتحدة في جنيف. Keystone

تسبّب ترؤس سوريا المتهمة باستخدام أسلحة كيميائية لمؤتمر نزع السلاح في جنيف في حدوث بعض التشويش. فقد غادرت الولايات المتحدة يوم الثلاثاء 29 مايو قاعة الإجتماعات وأعلنت عن مقاطعتها للهيئات الجديدة التي يُفترض أن تعمل على السير بالمناقشات قدما إلى الأمام.

في كلمته الإفتتاحية أمام الجلسة العامة، قال السفير السوري حسام الدين آلا إنه يعتزم انتهاج مقاربة “بناءة”، لكن العديد من البلدان تتقدمها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة أدانت منذ أسابيع نقص “المصداقية” وغياب “السلطة الأخلاقية” لدى هذه الدولة لقيادة هيئة معنية بنزع السلاح، في الوقت الذي تنتهك فيه سوريا – حسب زعم هذه الدول – اتفاقية مناهضة الأسلحة الكيميائية.

في صباح يوم الثلاثاء 29 مايو، انسحب السفير الأمريكي لشؤون نزع السلاح روبرت وود من قاعة الإجتماع فور أخذ نظيره السوري الكلمة، لكنه أعلن عدم مقاطعته للجلسات العامة وحذر من أنه خلال الأسابيع الاربعة للرئاسة السورية “سنكون متواجدين في هذه القاعة لضمان أن سوريا لن تتمكن من القيام بمبادرات تتعارض مع مصالح الولايات المتحدة، لكننا سنغيّر بشكل جوهري طبيعة تواجدنا في الجلسات العامة”.

وفي كلمة مقتضبة ألقاها أمام ممثلي الدول الأعضاء الخمس والستين في المؤتمر، أدان السفير الأمريكي ما أسماه “يوما حزينا ومُخزيا” لمؤتمر نزع السلاحرابط خارجي قبل أن يُغادر مقعده من جديد. ومن المنتظر أن لا تشارك الولايات المتحدة في اجتماعات الهيئات الفرعية الخمس التي تم إقرارها في ظل الرئاسة السويسرية المنتهية في محاولة لفك الجمود عن هذا الهيكل الذي يُعاني من تعطل أشغاله منذ أزيد من عشرين عاما.

كما عبر سفراء آخرون بينهم سفيرا بريطانيا وأستراليا عن معارضتهم تولي سوريا الرئاسة. وقالت السفيرة الأسترالية “هذا يُضعف من مصداقية هذه الهيئة”. واعتبرت ممثلة بلغاريا، التي تحدثت ايضا باسم الإتحاد الأوروبي، وتركيا والنرويج أنه “من المؤسف جدا أن تتولى سوريا هذه الرئاسة ولو لشهر واحد”. أما سفير فرنسا فقال إن سوريا “ليس لديها الصلاحية المعنوية لإدارة هذه الهيئة”. في المقابل، هنأ سفير الصين سوريا على الرئاسة.

لا تأثير من جانب الأمم المتحدة

طبقا للترتيب الأبجدي، خلفت سوريا سويسرا على رأس هذا الهيكل. وفي الأسبوع الماضي، صرح أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة بأنه ليس لديه “أي تأثير” على هذه المسألة، حيث أن مؤتمر نزع السلاح ليس جهازا تابعا بشكل رسمي للأمم المتحدة التي تتكفل مع ذلك بشؤون أمانته العامة.

في شهر مارس الماضي، قرر أعضاء المؤتمر إطلاق خمس هيئات فرعية ضمن مؤتمر نزع السلاح الذي يُتفاوض داخله بشأن نزع السلاح النووي، والحيلولة دون نشوب نزاع نووي ومنع سباق تسلح في الفضاء وضمان عدم استخدام الأسلحة النووية. 

كل واحدة من هذه القضايا هي محور اهتمام الهيئات الجديدة المُحدثة أخيرا. أما محور اهتمام الهيئة الخامسة، فيتعلق بالأصناف الجديدة من الأسلحة التي تشكل خطرا على الأمن الدولي أو على البرنامج العالمي لنزع الأسلحة.

يجدر التذكير بأن مؤتمر نزع السلاح كان مسرحا في العديد من المناسبات لمواجهات بين أعضائه، مثلما حصل أخيرا بخصوص شبه الجزيرة الكورية أو بشأن الأسلحة الكيميائية. إضافة إلى ذلك، فإن اعتماد هذا المنتدى صيغة التوافق في أسلوب عمله يزيد من صعوبة اعتماد أي قرارات.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية