وطبقا للمعطيات التي نشرها المكتب يوم الإثنين 11 ديسمبر الجاري، اتضح أن 2066550 عامل (من بين 4 ملايين و700 ألف شخص يُشكلون إجمالي السكان العاملين) كانوا يخضعون في شهر مارس 2016 لأحكام وشروط نحو ستمائة (600) اتفاقية عمل جماعية مختلفة. ويشتغل نصف هؤلاء العمال تقريبا في الصناعات أو في قطاعات تتوفر على اتفاقيات عمل جماعية ذات أنظمة مُلزمة.
وبموجب اتفاقيات العمل الجماعية، تتفاوض منظمات أرباب العمل بشأن الأحكام والشروط المنظمة للعلاقة الشغلية مع العمال والموظفين والنقابات الممثلة لهم. وبشكل عام، تغطي الإتفاقيات العديد من المسائل التي تتراوح بين فترات البداية والإنهاء للعقود الفردية، وساعات العمل والعطل والإجازات والمستحقات والمنافع والحق في التدريب المهني أثناء العمل.
إضافة إلى ذلك، تنظم اتفاقيات العمل الجماعية جداول الرواتب. وفي هذا الصدد، توصّل المكتب الفدرالي للإحصاء إلى أن ما يقرب من 1.8 مليون موظف لديهم الحق في الحد الأدنى للأجور بموجب هذه العقود. ويُوظف قطاع الخدمات معظم الأشخاص المشمولين بهذه الإتفاقيات (1.2 مليون)، متبوعا بالصناعات التحويلية، التي تُشغّل نصف هذا العدد تقريبا.
تاريخ اتفاقيات العمل الجماعية في سويسرا
هذه الإتفاقيات هي عبارة عن نص قانوني صادقت عليه المنظمات النقابية الممثلة للعمال من جهة والأعراف من جهة أخرى. وهي تحدد الظروف التي يُؤدى فيها العمل في وظيفة معينة، كما تنظّم العلاقة الثنائية بين الشركاء الإجتماعيين.
تشتمل كل اتفاقية جماعية على أحكام معيارية، خاصة في مجالي الأجور وساعات العمل، فضلا عن الأحكام التعاقدية المتعلقة بحقوق وواجبات كل الشركاء المتعاقدين، مثل ضرورة احترام التوافق والسِلم في مجال العمل.
عمليا، يخضع واحد من اثنيْن فحسب من إجمالي الإجراء في سويسرا للإتفاقيات الجماعية في ميدان العمل. وعلى سبيل المقارنة، تبلغ هذه النسبة 2 من 3 في ألمانيا و4 من 5 في إيطاليا، أما في النمسا، فتكاد تشمل كل العمّال.
في المقابل، يحتكم النصف الثاني من العمال والأجراء السويسريين الذين لا تشملهم هذه الإتفاقيات الجماعية، حصريا إلى قانون العمل الفدرالي، الذي لا زال أقل تطوّرا مقارنة بما عليه الأمر في معظم البلدان الأوروبية.
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.
اقرأ أكثر
المزيد
إضرابات العمال في سويسرا.. حدث نادر!
تم نشر هذا المحتوى على
فقد أفاد تقرير كشف عنه معهد البحوث الإقتصادية والإجتماعيةرابط خارجي التابع لاتحاد النقابات الألمانية في دوسلدورف يوم الأربعاء 16 مارس 2017 بأن معدّل أيام العمل الضائعة بالنسبة لكل 1000 عامل بين عامي 2006 و2016 لم يتجاوز يوميْن في السنة في سويسرا والنمسا. كما سُجلت معدّلات منخفضة كذلك في السويد (خمسة أيام)، وبولندا (ستة أيام)، والولايات المتحدة…
تم نشر هذا المحتوى على
في هذا الصدد، أشارت دراسةرابط خارجي نشرها المكتب الفدرالي للإحصاء يوم الإثنيْن 11 ديسمبر 2017 إلى أن 61.3% من إجمالي هذا العمل غير مدفوع الأجر كان من أداء النساء، وتعلّق معظمه برعاية شؤون المنزل، وتربية الأطفال، والقيام بعمل تطوّعي. وعموما، غطت الأعمال المنزلية 75% من هذه الأعمال غير المأجورة، والتي قام بها أشخاص تجاوزوا الخامسة عشرة من العمر طيلة…
75 عاما من الشراكة الإجتماعية… بين الحقيقة والأسطورة
تم نشر هذا المحتوى على
في أواخر شهر اكتوبر 2012، وبمقرّ فدرالية الأعراف بكانتون فو، الواقع في بتولوشينا، شارك أرباب العمل، والنقابات، وجامعيون، وسياسيون في مناقشة مستقبل العلاقات الإجتماعية في سويسرا. وقد تميّزت أعمال المؤتمر بالتبادل السلس لوجهات النظر، وبالإتفاق حول عديد النقاط، وبالسعي المشترك للحفاظ على النموذج المعتمد منذ 75 عاما. فهل نرى في هذا التوافق الإجتماعي الذي حلّ…
تم نشر هذا المحتوى على
ويضم الأرشيف وثائق ثمينة ونادرة تساعد على فهم التحولات التي مر بها المجتمع السويسري من مرحلة التصنيع إلى حقبة الخدمات الحالية. في عصر انتشار المصانع وتطور التصنيع، لم تكن ظواهر من قبيل بطالة جماعية.. وفوارق اجتماعية واقتصادية صارخة.. وظروف صحية متدهورة.. وصراعات عنيفة .. مقتصرة على مدينة زيورخ (أكبر مدن الكنفدرالية) بل شاملة لكل أنحاء…
تم نشر هذا المحتوى على
بعد سبعين عاما من ذلك التاريخ، لا زال السِّـلم الاجتماعي قائما، بل إن مصطلح “الإضراب” يكاد يُـعتبر كلمة غير محبذة… في الوقت الحاضر على الأقل. لا تقتصر أسباب الجاذبية، التي تتمتع بها سويسرا لدى الشركات الأجنبية، على المناظر الطبيعية الخلابة أو نسب الضرائب المتدنية، بل الأمن والاستقرار، اللذان يجعلان من الكنفدرالية، بلدا شبه خالٍ من…
شارف على الإنتهاء... نحن بحاجة لتأكيد عنوان بريدك الألكتروني لإتمام عملية التسجيل، يرجى النقر على الرابط الموجود في الرسالة الألكترونية التي بعثناها لك للتو
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.