مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

“فلسطين.. التصوير السينمائي يعني الوجـود”

صورة قديمة لشاطئ حيفا
صورة قديمة لشاطئ وميناء مدينة حيفا كما ظهرت في الشريط التسجيلي "لقاءٌ مع أرض مفقودة"، للمخرجة الفرنسية الفلسطينية ماريز غرغور الذي عُرض للمرة الأولى في سويسرا في إطار الدورة السادسة لمهرجان "فلسطين.. التصوير السينمائي يعني الوجود". palestine-fce.ch

هذا هو عنوان مهرجان سينمائي يُنظّم سنويا في أهم مدن الغرب السويسري (جنيف ولوزان) ويتركز فيه الإهتمام على السينما الفلسطينية وعلى الصور والأعمال الإبداعية القادمة من تلك المنطقة من العالم أو التي تتحدث عنها. 

في دورته السادسة التي انتظمت من 23 إلى 29 نوفمبر 2017 في مدينتي جنيف ولوزان، سلط مهرجان “فلسطين.. التصوير السينمائي يعني الوجود”رابط خارجي هذا العام الأضواء على الفترة الفاصلة بين عامي 1917، الذي شهد صدور وعد بلفور، وعام 2017، الذي يُصادف مرور مائة عام على ذلك، وانقضاء 70 عاما على قرار تقسيم فلسطين سنة 1947 من طرف الأمم المتحدة، و50 عاما على حرب الأيام الستة في عام 1967 التي أسفرت عن احتلال إسرائيل وضمها للأراضي التي كان يُفترض أن تقوم عليها الدولة الفلسطينية حسب ما ورد في القرار الأممي. 

“كيف يقوم السينمائيون الفلسطينيون بإعادة الإعتبار إلى تاريخ عانى من التدمير والتحطيم”، هذا هو العنوان الأبرز للمهرجان الذي يقول منظموه إنهم يسعون لـ “المساهمة في الإعتراف بتاريخ الشعب الفلسطيني الذي طالما عاني من النهب والسلب والإنكار”، والذين استضافوا بالمناسبة ستة سينمائيين فلسطينيين وعرب وهم خديجة هباشنة وقيس الزبيدي ونصري حجاج وعبد السلام شحادة وريم شلح ورائد دزدار.

هذا العام، اختار المهرجان تركيز الإهتمام على التوثيق السينمائي والمرئي لمرحلتين رئيسيتين، تبدأ الأولى في عام 1920 وتنتهي في عام 1947 وتغطي كامل فترة الإنتداب البريطاني لفلسطين وتشمل الثانية الفترة الممتدة من عام 1965 إلى عام 1982. فقد عمل السينمائيون الفلسطينيون على استنطاق الذاكرة الوطنية في المرحلة الأولى من خلال تاريخ راديو القدس وروايات أطباء ودبلوماسيين فرنسيين عملوا في القدس وصور رواد السينما الفلسطينية في القاهرة أو صور العائلات في غزة. أما بالنسبة للمرحلة الثانية التي شهدت ظهور السينما الثورية الفلسطينية، وإنتاج العديد من الأشرطة الوثائقية والروائية من طرف مجموعة من السينمائيين الشبان اختاروا المساهمة في نضال الشعب الفلسطيني ضمن أطر منظمة التحرير الفلسطينية من خلال إنتاج أفلام تتيح إمكانية استعادة تملك صورة ورواية شعب مُكافح.

وبما أن جزءا كبيرا من الأرشيف ومن الأفلام التي أنتجت في تلك الفترة من طرف معهد السينما الفلسطيني التابع لمنظمة التحرير قد تعرضت للتدمير أو السرقة وخاصة خلال الإجتياح الإسرائيلي للعاصمة اللبنانية في عام 1982، فقد عمل سينمائيون فلسطينيون في صمت طوال العشريات الماضية على تقفي آثارها عبر العالم وتمكنوا من العثور على بعض النسخ منها وأعادوها إلى الحياة من خلال تركيب لبعض المقتطفات منها.

على هامش المهرجان، التقت swissinfo.ch مع عدد من السينمائيين الفلسطينيين المشاركين كان من بينهم المخرج نصري حجاج، الذي لفت إلى أن “الأرشيف والتاريخ كموضوع للمهرجان.. مهمّ جدا لأنه مهم أساسا للفلسطينيين” ذلك أنه من مواليد أحد مخيمات الشتات، و”منذ أن وعى بالحياة.. بدأ رحلة البحث عن مكانه وزمانه”:

خديجة حباشنة، مخرجة سينمائية وكاتبة فلسطينية مقيمة حاليا في الأردن ورئيسة قسم الأرشيف في معهد السينما الفلسطينية، وهي مؤسسة أبصرت النور في الأردن موفى السيتينات، ثم استمرت قائمة في لبنان حتى أوائل الثمانينات، تحدثت عن المصير المجهول للأرشيف السينمائي الفلسطيني الذي فقد إثر الإجتياح الإسرائيلي لبيروت والذي لا زال البحث عنه مستمرا لأن “شخصية أي بشر أو شعب لا تكتمل بدون ذاكرة”:

عبد السلام شحادة، المخرج الفلسطيني لشريط “إلى أبي” الوثائقي الذي عُرض لأول مرة في سويسرا، علّق في تصريحه لـ swissinfo.ch على الصور التي شاهدها في معرض نظم على هامش المهرجان عُرضت فيه أعمال المصور الفرنسي برونو فريت Bruno Fret، وشدد على أهمية الصورة في حياة وتاريخ الفلسطينيين بشكل عام وعلى “ضرورة التعبير عن حالنا وخلق حكاية لأننا نحتاج إلى أن يتم التخاطب معنا نحن الفلسطينيين كبشر وآدميين”:

السينمائي العراقي قيس الزبيدي، مؤلف كتاب “فلسطين في السينما” الصادر عام 2006، الذي وثّق فيه التجارب السينمائية التي تناولت القضية (حوالي 800 عنوان) على مختلف مراحل الصراع، شارك في المهرجان بشريطه التسجيلي الذي أنجزه سنة 1984 بعنوان “فلسطين… سجلّ شعب” الذي جمع فيه وثائق بصرية نادرة، وتضمن تسجيلات لعدد من الحوارات والشهادات التي حصل عليها من طرف شخصيات وأعلام ورواد فلسطينيين لم يعد كثير منهم على قيد الحياة:

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية