مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

ظاهرة موت النحل تثير القلق في سويسرا

تتعرض أسراب النحل إلى التهديد من الطفيليات والتغييرات المناخية والمبيدات الحشرية Keystone

تثير ظاهرة اختفاء أسراب النحل المتفاقمة في سويسرا، انشغال مربّـي النحل والعلماء.

وفيما دعا الخبراء إلى تعاون وثيق بين العاملين في هذا القطاع والباحثين، يعتزم مربّـو النحل السويسريون تنظيم استطلاع في صفوفهم لسدّ النقص المسجل في المعطيات الإحصائية حول هذه الظاهرة.

أعرب مربو النحل السويسريون، عن الرغبة في الحصول على معطيات شاملة حول ظاهرة وفاة أسراب النحل في البلاد، وأعلنوا عن إطلاقهم لاستطلاع داخلي يهدف لتجاوز النقص المسجل في المعطيات المرقّـمة الشاملة وتوضيح صورة الوضع.

ويتمثل الهدف في معرفة أكثر دقّـة بأسراب النحل، التي ماتت، وبالنوعيات المعنية بهذه الظاهرة وبالأسباب الكامنة وراء وفاتها، مثلما أوضح ذلك ريشار فايس، رئيس رابطة أصدقاء النحلة في المناطق المتحدثة بالألمانية والرومانش، في حديث لمجلة Schweizer illustrierte الصادرة يوم 24 أبريل الجاري.

وأفاد السيد فايس أن قُـرّاديات Acariens وافدة من آسيا، هي المسؤولة الرئيسية عن وفاة النحل عبر انتقال إحدى الفايروسات، وأشار إلى أن الظاهرة برزت أولا في الولايات المتحدة قبل أن تنتقل إلى أوروبا وسويسرا.

يوم دراسي

وفي برن، نُـظم يوم 21 أبريل يوم علمي، اختتم أشغاله بالتأكيد على ضرورة استمرار مربّـي النحل والباحثين في التعاون لاكتشاف الأسباب الكامنة وراء ظاهرة الإختفاء المستمر لعدد من أسراب النحل. وأشار الخبراء إلى ظاهرة جديدة، تتمثل في مغادرة أسراب الشغالات للخلايا وعدم العودة إليها، ما يترك ذريتها ضحية للإهمال.

كشف هذا اليوم الدراسي عن أن نُـموّ التجارة العالمية يُـبهج خبراء الاقتصاد، لكنه لا يُـسعد العاملين في مجال تربية النحل. فهذا النمو يؤدي في الواقع إلى ظهور طُـفيليات وأمراض لم تكن معروفة في السابق، كما يساهم في ارتفاع نسبة الوفيات في صفوف النحل.

بوجه هذه التهديدات، قُـدّمت حلول مختلفة في اليوم العلمي، الذي التأم في محطة Agroscope في Liebefeld – Posieux في ضواحي برن بمناسبة الاحتفال بمرور مائة عام على تأسيس مركز الأبحاث في مجال تربية النحل.

وشدد الخبراء الحاضرون بالخصوص، على أهمية ممارسة الفلاحين لتربية نحل ذات جودة عالية على علاقة وثيقة بالبحث العلمي، مثلما جاء في البيان الصادر عن المركز.

طفيليات جديدة

هذه العلاقة تشتدّ إليها الحاجة في هذه المرحلة، في ظل توقع الخبراء لظهور طفيليات جديدة في الفترة القادمة، مثل petit coléoptère de la ruche و tropilaelaps في ظل استمرار الظاهرة الغريبة المعروفة باسم Colony Collaps disorder أو ما يمكن ترجمته بـ “الفوضى المؤدية لانهيار السرب” والمتمثلة في مغادرة الشغالات للخلايا، تاركة وراءها ذريتها، وهي ظاهرة ألحقت أضرارا واسعة بأسراب النحل.

هذه الظاهرة تمت ملاحظاتها في بداية الأمر، في أمريكا الشمالية، وانطلق توثيق أرقام ضحاياها من النحل المربّـى، منذ ستينات القرن الماضي، وبعد أن تسببت في أضرار كبيرة في الولايات المتحدة بالخصوص، اتّـضح أنها موجودة أيضا في أوروبا وفي سويسرا، ولكن بحجم أقل كارثية.

في محاولة لتفسير ما يحدُث، طرح العلماء فرضية وجود تأثير ناجم عن التغييرات المناخية وعن المبيدات الحشرية، كما أشاروا أيضا إلى طفيلية تحمل اسم Varroa، التي اتّـضح أنها متواجدة في سويسرا منذ عام 1984، وتعتبر عاملا نشيطا جدا لنقل الفيروسات.

في المقابل، أشار مركز الأبحاث في مجال تربية النحل، إلى أن المعطيات المتوفرة حاليا، تظهر أن الإشعاعات الكهرومغناطيسية المرتبطة بالهواتف النقالة، والتي عادة ما تقدَّم على أنها السبب الكامن وراء اختفاء النحل، ليست لها تأثيرات مضرة في الواقع.

ظواهر مشابهة عام 1900

مركز الأبحاث، الذي تأسس في عام 1907، ظهر للوجود في وقت كان قطاع تربية النحل يعاني فيه أيضا من صعوبات كبيرة. ففي عام 1900، حينما كانت سويسرا تعُـد حوالي 45000 مربّـي نحل، أدى التواجد المكثف جدا لأسراب النحل إلى جوائح حيوانية وإلى خسائر ضخمة في صفوف النحل.

اليوم، تبلغ مساهمة مربّـي النحل في الاقتصاد السويسري، حوالي 364 مليون فرنك، تتأتى 64 مليون منها مباشرة من مبيعات منتجاتهم، التي تشمل العسل والشمع والغذاء الملكي وحبوب اللقاح والبروبوليس، أما 300 مليون المتبقية، فهي تُـعتبر نتيجة غير مباشرة لعملية تلقيح الثمار والعنبيات (وهي صنف من الثمار اللحيمة غير المتفتحة، التي تحتوي على بزرة أو أكثر كالعنبة).

وفي إطار تشجيع هذا القطاع، وجّـه مجلس النواب السويسري في شهر مارس الماضي إلى مجلس الشيوخ لائحة تدعو إلى وضع حدٍّ للانقراض التدريجي لقطاع تربية النحل في البلاد.

ويطالب النص بالخصوص، إلى التنصيص على الترويج لهذا النشاط الفلاحي والاقتصادي المهم في القانون وإلى توفير الوسائل الضرورية لتشجيعه بطريقة ناجعة، كما قام مجلس النواب بتسجيل اللائحة في الوثيقة التي تتضمن السياسة الزراعية للكنفدرالية في عام 2011.

سويس انفو مع الوكالات

في المعدل، يتم جني 20 كلغ من العسل سنويا في كل واحدة من أسراب النحل، التي يبلغ تعدادها 190 ألف في سويسرا.
يتم إنتاج 3600 طن من العسل في سويسرا كل عام (وهي كمية تساوي ثلث الاستهلاك المحلي).
يتم استيراد 6700 طن من العسل، وخاصة من الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا.
يبلغ معدل استهلاك كل ساكن في سويسرا، 1،4 كلغ من العسل سنويا.
يقدّر معدل سِـعر العسل في سويسرا بـ 22 فرنك للكيلوغرام الواحد.

واشنطن ـ رويترز: اعتادت مملكة النحل ان تقوم علي منظومة الذهاب الي العمل ثم العودة الي الخلية ثم الذهاب مرة أخري والعودة، لكن أسراب النحل لم تعد كعادتها واختفت دون أثر، مما حير علماء يحاولون تفسير هذه الظاهرة الجديدة.
فعلت مليارات من النحل هذا تاركة الحقول التي كان من المفترض ان تمتص رحيق أزهارها ونباتاتها. رصد العلماء هذه الظاهرة المستحدثة أول مرة أواخر العام الماضي في الولايات المتحدة حيث اعتاد النحل ان يمتص رحيق ما قيمته 15 مليار دولار من الفواكه والزهور ومحاصيل أخري سنويا.
كما لاحظ العلماء تكرر هذه الظاهرة أيضا في أوروبا والبرازيل. واعتاد أصحاب المناحل ان يضعوها قرب حقل من حقول المحاصيل المعتادة وان يعودوا بعد اسبوعين او ثلاثة ليجدوا المناحل مليئة بالعسل خاوية من النحل العامل ولا يوجد بها سوي ملكة النحل وحشرات لم يكتمل نموها بعد.
ويقول العلماء انه اذا كان سرب النحل قد مات مسموما بسبب المبيدات الحشرية او مات بسبب الصقيع لكانوا قد عثروا علي النحل الميت حول المناحل او الحقول.
واذا كان افراد السرب قد فروا بعد ان استشعروا خطرا ما كانوا قد رحلوا دون مليكتهم.
ويقول جيف بيتيس من هيئة الابحاث الزراعية الامريكية انه نظرا لان ثلث أنظمة الحمية الامريكية تعتمد علي التلقيح الذي يقوم به في الاغلب النحل فان اختفاءه سيشكل مشكلة حقيقية.

(المصدر: وكالة رويترز بتاريخ 24 أبريل 2007)

في موفى القرن التاسع عشر، كان عدد مربّـي النحل السويسريين ضِعفي عددهم اليوم، وهي ظاهرة لا تبدو مرشحة للتوقف.

خلال العشرين عاما الماضية، استقرّ عدد مربّـي النحل في حدود 19 ألف، لكن من المتوقع أن يتراجع هذا الرقم في السنوات المقبلة.

وصل عدد أسراب النحل حدّه الأقصى في فترة ما بين الحربين وخلال الحرب العالمية الثانية، حيث بلغ حينها حوالي 350 ألف.

منذ ذلك الحين، استمر العدد في التراجع، وفي الثمانينات، كانت سويسرا تشتمل على 230 ألف سرب، أما في التسعينات، فقد كان العدد أقل من ذلك.

اليوم، تشير الإحصائيات إلى وجود 190 ألف من أسراب النحل في سويسرا، وهو ما يساوي تقريبا 4،6 نحلة في المتر المربع، أي أكثر مما هو متوفّـر في إيطاليا والنمسا (4 نحلات في المتر المربع) وفي ألمانيا (نحلتان في المتر المربع).

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية