مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

نجاح أيام سولوتورن السينمائية .. رغم الانتـقادات

كانت السيدة روت درايفوس، وزيرة الثقافة السويسرية السابقة (يسار الصورة) من بين أعضاء لجنة تحكيم "جائزة سولوتورن" الأولى (23 يناير 2009) Keystone

اختـُتمت الدورة 44 لأيام سولوتورن السينمائية يوم الأحد 25 يناير الجاري بتسجيل رقم قياسي من حيث عدد الزوار بحيث بلغ 46500. وقد عرض هذا المهرجان السويسري 300 شريط لـمدة أسبـوع، كما ترددت فيه أصداء غضب المـهنـيين العاملين في هذا القطاع.

لا يبدو أن السينما السويسرية تشكو من أزمة من حيث تردّد الجمهور، أو هذا ما اتضح على الأقل في أيام سولوتورن الأخيرة، بحث دفع حب الاستطلاع عشرات الآلاف من هواة الفن السابع إلى قاعات المهرجان الذي تواصل من 19 إلى 25 يناير الجاري. لكن فضولهم لم يكافـَأ دائمـا بأعمـال مُرضية.

كان ذلك حال “قـُطاع الطرق”، وهي “كوميديا تراش” (Trash) وُصفت بفضيحة المهرجان. ويـذكر أن هذا النوع من الكوميديا يتضمن لقطات قذرة لا تناسب جميع الأذواق. وربما أحرجت هذه الكوميديا لابنة زيورخ، كارلا ليا مونتي، جمهور سولوتورن ببعض المشاهد الجريئة، لكنها أزعجته بالتأكيد، وفي كثير من الأحيان، بافتقارها للفكاهة.

وكان المـُشاهدون أكثر تقبـُّلا للشريط التلفزيوني الهزلي “معجزة الآنسة” للمخرجة سابين بوس الذي يحكي قصة سيدة في الثمانين تستعيد جسد شبابها بعد تناولها لحبة دواء سحرية.

أفلام روماندية

وقد عُـرض في افتتاح المهرجان شريط “ضـجيج في الرأس” للمخرج فانسون بلوس من جنيف، والذي يصور بطريقة مُبتكرة الحياة اليومية لسيدة شابة والأفكار التي تجول في خاطرها. وحصل هذا الفيلم، الذي حظي باستحسان الجمهور، على ترشيـحيـْن لجائزة السينما السويسرية التي تُمنح في شهر مارس القادم.

كما كان مهرجان سولوتورن بمثابة قوة دافعة لأفلام ناجحة من سويسرا الروماندية (الناطقة بالفرنسية) ستعرض قريبا في قاعات المناطق المتحدثة بالألمانية؛ ومن بينها شريطان مرشحان لجائزة السينما السويسرية، وهما “القلعة المُحصنة” للسويسري الإسباني الأصل فيرناند ميلغار (انظر الموضوع المرافق: “لقد بنينا جدارا لإبقاء البؤس بعيدا عنا)”، و”هوم” (البيت) للسويسرية الفرنسية أورسولا مييـر.

مكافأة شريط وثـائـقي

في المقابل، سمح مهرجان سولوتورن باكتشاف إنتاجات سويسرية ناطقة بالألمانية تنتظرها بشغف دور السينما الروماندية، مثل الشريط الوثائقي “الصعود والنزول” الذي يصور الحياة اليومية لأٍسرة مزارعين في الجبال. وقد اجتذب هذا الشريط بعد أكثر من 50000 متفرج في سويسرا المتحدثة بالألمانية.

ولأول مرة، مـنح المهرجان “جائزة سولوتورن” التي تبلغ قيمتها 60000 فرنك، وقد كافأت الشريط الوثائقي “رسائل الدخان” للمخرجة فاني براونيغ من بازل. ويـهتم الشريط بإذاعة في داكوتا شمال الولايات المتحدة تديرها إحدى أفقر القبائل من الهنود الأمريكييـن.

أما جائزة الجمـهور (20000 فرنك) فعادت لـ “أمي لدى الحلاق” لـلِيا بُول، السينمائية السويسرية أصيلة كانتون “فو” والمقيمة في كندا.

انتـقــادات حادة

وكما هو معتاد، كانت أيام سولوتورن السينمائيـة بمثابة قاعة انعكسـت فيها أصداء مخاوف وغضب مهنيي هذا القطاع، بحـيث وُجّهت خلال المهرجان انتقادات حادة لعمل قسم السينما في المكتب الفدرالي للثقافية ولرئيسه نيكولا بيدو.

وتميزت المناقشات بالانفعال، وحتى بالقسوة أحيانا. فالسينما السويسرية لم تشهد عاما جيدا في 2008 من حيث تردد الجمهور، ومازالت الموارد المالية غير كافية، وهو ما يخلق حتما شعورا بالإحباط لدى العاملين في القطاع.

“مـُتنفسا بناءا”

وأقر نيكولا بيدو بقسوة أجواء المهرجان بحيث قال: “لقد قضيت مع فريقـي أياما صعبة في سولوتورن. فالجدل معتاد قبل سولوتورن، وله ما يُبرره إلى حد ما، ويتميز بدرجة متفاوتة من القسوة، لكنـه جزء من اللـعبة”.

واستطرد قائلا إن المهرجان كان “متنفـسا بناءا إلى حد ما، وأعتقد أننا تمكنا جميعا من التفكير بشكل نقدي، سواء تعلق الأمر بـقسم السينما (في المكتب الفدرالي للثقافة) أو المهنيين. وأنا على قناعة بأننا سنتمكن من إيجاد حلول بناءة، وأعتـقد أن الرسالة قد وصلت: علينا جميعا شد نفس الحبل والإبقاء على الحوار”.

وقد تميز مهرجان سولوتورن السينمائي بزيارة رئيس الكنفدرالية لهذا العام هانس-رودولف ميرتس ووزير الثقافة باسكال كوشبان. وابتداء من الدورة القادمة، سينعقد المهرجان من يوم الخميس إلى الخميس الموالي، أي من 21 إلى 28 يناير بالنسبة لعام 2010.

سويس انفو مع وكالة الأنباء السويسرية

الجوائز: سُلمت جوائز عديدة خلال أيام سولوتورن التي اختتمت يوم الأحد 25 يناير. واستقبل المهرجان أمسية الترشيحات لـ “جائزة السينما السويسرية” لعام 2009، ومنح مكافأته الجديدة “جائزة سولوتورن” التي أنشأت خصيصا للإبداعات التي تتناول قضايا إنسانية.

جائزة سولوتورن: الشريط الوثائقي “رسائل الدخان توقفت” للمخرجة فاني براونينغ من بازل انتزع هذه الجائزة التي تبلغ قيمتها 60000 فرنك. وركز الشريط على إذاعة بداكوتا شمال الولايات المتحدة تديرها إحدى أفقر القبائل من الهنود الأمريكيين.

جائزة الجمهور: (20000 فرنك)، عادت لشريط “أمي لدى الحلاق” للمخرجة ليا بول. واقترح المهرجان فقرة خاصة استعادت مسيرة هذه السينمائية السويسرية المقيمة في كندا.

جائزة السينما السويسرية: استضاف مهرجان سولوتورن يوم الجمعة 23 يناير أمسية الترشيحات لهذه الجائزة التي تكافؤ أفضل الإنتاجات السويسرية والتي ستسلم خلال حفل في لوتسرن يوم 7 مارس القادم.

المرشحون: “سنة جديدة سعيدة” لكريستوف شاوب يعتبر من الأشرطة المفضلة لنيل جائزة السينما السويسرية بحيث رُشـح لنيل أربعة جوائز. بينما رشح ثلاث مرات شريط “هوم” لأورسولا ميير. ورشح مرتين الفيلمان الرومانديان (الناطقان بالفرنسية) “ضجيج في الرأس” لفانسون بلوس، و”رجل آخر” لليونيل بيير.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية