مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

آلان بيرسي: وجه شاب وأذن صاغية لرئاسة مجلس الشيوخ السويسري

Keystone

انتُخـِب عضو مجلس الشيوخ، الاشتراكي آلان بيرسي، يوم الإثنين فاتح ديسمبر الجاري في برن، رئيسا لمجلس الشيوخ السويسري لمدة سنة. ويُشكل هذا التكليف قفزة جديدة في مشوار هذا السياسي الشاب الذي يُعتبر أصغر مسؤول يتولى هذا المنصب في سويسرا منذ قرن.

كما يعد بيرسي من أبرز الوجوه الممثلة لسويسرا الروماندية (المتحدثة بالفرنسية) في العاصمة الفدرالية برن. سويس انفو التقت به قبل أيام معدودة من تنصيبه لتسليط الضوء على أولوياته وأهدافه وأسلوب عمله.

سويس انفو: الجمهور يعرف بالخصوص رئيس مجلس النواب الذي يعتبر “المواطن الأول للدولة” في سويسرا. كيف تنظرون إلى منصب رئيس مجلس الشيوخ، ألا يتسم بقدر أكبر من الكتمان؟

آلان بيرسي: إنه أولا وقبل أي شيء منصب لخدمة المؤسسات وخاصة مؤسسة مجلس الشيوخ. فالرئيس مكلفٌ بإدارة النقاشات وتحضير الأعمال وتمثيل مجلس السويسريين في الخارج.

كما أن تولي هذا المنصب هو بالتأكيد شرف كبير ومهمة ثقيلة. صحيح أن هذا المركز يتميز بقدر أكبر شيئا ما من الكتمان مقارنة مع وظيفة رئيس مجلس الغرفة السفلى (مجلس النواب)، لكن هذه المسألة لا تُضايـقني…

سويس انفو: أنشأتم رفقة برلمانيين آخرين من كانتون فريبورغ “مقاهي وطنية” حيث يمكن للجمهور اللقاء بكم في نهاية كل دورة برلمانية. هل هذا يعني أنكم ستحاولون الاقتراب إلى حد ما من الشعب خلال فترة رئاستكم؟

آلان بيرسي: عندما تمارس السياسة على المستوى الوطني، يعني ذلك أنك تحاول تنظيم المجتمع بأفضل صورة ممكنة، وأنك تأخذ في الاعتبار تطلعات الشعب. وللنجاح في هذه المهمة، ينبغي بطبيعة الحال الاستماع إلى الناس والالتقاء بهم والاتصال بهم. وأنا أقوم (بهذه الخطوات) منذ خمسة أعوام في “المقاهي الوطنية” حيث ندعو الجمهور بهدف الاستماع إلى مشاغلهم وتقاسم التجارب. وأعتزم الاستفادة جيدا من هذه السنة الرئاسية لتطوير هذه الاتصالات، خاصة في سويسرا الناطقة بالألمانية حيث لا تزال تلك الاتصالات محدودة.

سويس انفو: في فريبورغ، أقام الأسقف بيرنار جونو أيضا مثل هذه اللقاءات في المقاهي. هل استوحيتم الفكرة منه؟

آلان بيرسي: (ضحك)، نحن لم ننطلق من هذا المثال، ولئن كان الأسقف قد سبقنا إلى اعتماد هذا الأسلوب، بل كان نموذجنا برلمانيٌ من المناطق السويسرية المتحدثة بالألمانية الذي كان يقوم بهذا النوع من اللقاءات في كانتونه.

وقمت رفقة كريستيان لوفرا (النائب في مجلس النواب الفدرالي ورئيس الحزب الاشتراكي السويسري، التحرير) بسلك نفس النهج منذ مشاركتنا في أول دورة برلمانية لنا في (العاصمة) برن. وكنا حريصين على لقاء الجمهور في هذا الإطار والتمكن من الاستماع إلى وجهات نظرهم. وهذه في الواقع هي الطريقة التي تسمح بممارسة السياسة بشكل فعال، وذلك من خلال محاولة إيصال انشغالات الناس على المستوى الفدرالي.

سويس انفو: ألفتم، بالاشتراك مع كريستيان لوفرا، كتابا يدعو إلى التقارب بين اليسار والوسط. واستنتجتم وضعية آلت إلى طريق مسدود نتيجة وجود اليمين القومي في الحكومة. هل تعتقدون أو الوضع تحسن منذ إطاحة البرلمان بوزير العدل والشرطة السابق كريستوف بلوخر؟

آلان بيرسي: من منظور المؤسسات وأداء الحكومة، يمكننا القول أن الأمور باتت أفضل اليوم مما كانت عليه في الدورة التشريعية السابقة. فالحكومة تعمل الآن جيدا، مع احترام الأعضاء لآراء بعضهم البعض، وشيء من الزمالة، وقدر من احترام سرية المهنة. وهذا يتيح أداء هادئا نسبيا.

سويس انفو: تتمثل إحدى خصائصكم في كونكم سياسيا محترفا، بينما غالبا ما يقوم السياسيون السويسريون بمهمتهم في البرلمان إلى جانب مهنتهم الأساسية..

آلان بيرسي: السياسة هي بالفعل نشاطي الرئيسي، لكن في مجلس الشيوخ، إذا كنت تحرص على أداء وظيفتك بصورة فعالة وشاملة، والتأثير على القضايا، فلا تستطيع أن تقوم بهذا العمل بدوام جزئي. وألاحظ أن هذا هو حال الغالبية العظمى لزملائي الأعضاء في مجلس الشيوخ، ولئن لم يكونوا يبوحون بذلك جميعا.

سويس انفو: كثيرا ما يُذكر اسمكم كوزير قادم محتمل. حسب تعبير بات شهيرا، هل تفكرون في ذلك عندما تحلقون وجهكم في الصباح؟

آلان بيرسي: لا، على الإطلاق (ضحكة عريضة)! أنا أعمل نائبا في البرلمان الفدرالي منذ خمسة أعوام؛ وأنا مولع بهذا النشاط وأضع فيه كل طاقتي.

وفي الوقت الراهن، يتركز انشغالي على كيفية إنجاز مهمة الرئاسة هذه خلال السنة القادمة، وكيفية تلبية توقعات زملائي. والواقع أن هنالك توقعات عالية نسبيا فيما يخص تنظيم العمل، والرزنامة، والحفاظ على وتطوير جو خاص في مجلس الشيوخ.

هذا إذن ما أفكر فيه عندما أحلق وجهي في الصباح.

سويس انفو: سمعنا تعليقات كثيرة لكم خلال الفترة الماضية حول خطة إنقاذ اتحاد المصارف السويسرية “يو بي إس”. هل ستواصلون هذا الكفاح خلال الأشهر القادمة؟

آلان بيرسي: ومن الواضح أنني مُلزم، بصفتي رئيس مجلس الشيوخ، بقدر من التحفظ. فعلى الرئيس أن يعمل لصالح كامل المجلس. فيمكنه إجراء تقييمات مؤسساتية الطابع، وتقديم المشورة والآراء، لكن ربما بقدر أقل من الحماسة (أو التجند) مما كان عليه الحال في الأشهـر الأخيرة.

في المقابل، سأواصل الالتزام في عمل اللجنة ومتابعة الملفات الكبيرة التي شغلتني خلال الأشهر السابقة، وخاصة مسألة الأزمة الاقتصادية والمالية، لأنها تشكل بالنسبة لي إحدى مواضيع التفكير الرئيسية والعمل السياسي في برن.

سويس انفو: أنتم شخصية معروفة على الصعيد السياسي، لكن ما هي محاور اهتماماتكم الكبرى وهواياتكم على الصعيد الشخصي؟

آلان بيرسي: لا يتبقى لـدي الكثير من الوقت، لكنني أحرص على تخصيص ما يكفي من الوقت لأسرتي، لأنه أمر بالغ الأهمية بالنسبة لي.

عدا ذلك، أعزف البيانو منذ زمن طويل، كهاوي بطبيعة الحال. ولكنني مازلت أشعر بسعادة لدى كل عودة إلى لوحة مفاتيح البيانو، لأنني أجد فيها راحة كبيرة تتيح لي الاسترخاء وتطوير نوع من الإبداع.

سويس انفو – أوليـفيي بوشـار

من مواليد عام 1972 (36 عاما)، متزوج وأب لثلاثة أطفال.

متحصل على شهادة دكتوراه في العلوم الاقتصادية وإجازة (ليسانس) في العلوم السياسية. ويعمل إلى جانب عضويته في البرلمان الفدرالي كخبير اقتصادي.

على المستوى السياسي، كان أول انتداب له كعضو في برلمان بلدته “بيلفو” في كانتون فريبورغ. ومن عام 2000 إلى 2004، تولى أيضا رئاسة المجموعة الاشتراكية في برلمان كانتون فريبورغ. انتخب في مجلس الشيوخ الفدرالي عام 2003، ويشغل منصب نائب رئيس المجموعة البرلمانية الاشتراكية منذ يناير 2006.

يسمى أيضا “غرفة الكانتونات”، وهي الغرفة العليا في البرلمان الفدرالي السويسري، وتضم ممثلي الكانتونات على مستوى البرلمان.

يضم مجلس الشيوخ 46 عضوا. ويحق لكل واحد من الكانتونات السويسرية أن تُمثـَّل بـنائبين في مجلس الشيوخ، بعض النظر عن أهمية تعدادها السكاني. ولكل نصف كانتون الحق في أن يُمثل بنائب واحد في هذا المجلس.

يسمى كل عضو في مجلس الشيوخ بمستشار في المجلس، لكن يلقب أيضا أحيانا بالسيناتور.

عندما يجتمع كل من مجلس الشيوخ ومجلس النواب (الغرفة السفلى)، فهما يشكلان الجمعية الفدرالية أو البرلمان الفدرالي.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية