مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الشؤون العربية في الصحافة السويسرية

الصفحات الأولى لعدد من الصحف اليومية السويسرية بالألمانية والفرنسية
اهتمت الصحف السويسرية هذا الأسبوع بآخر المستجدات في القدس وتطورات الأزمة الخليجية . swissinfo.ch

اهتمت الصحف السويسرية الناطقة بالألمانية بشكل خاص بالحركة الاحتجاجية في المغرب وبقانون المنظمات غير الحكومية في مصر وهجوم مانشستر الأخير وبما اعتقدت "علاقة كل من قطر والسعودية بها ".

 في المغرب “فات آوان التهدئة”

البداية من صحيفة “نويه تسوخر تسايتونغ” الصادرة بتاريخ 31 مايو 2017 والتي تناولت اعتقال ناصر الزفزافي الناشط المغربي وقائد الحراك الشعبي في الريف شمال المغرب. وقالت الصحيفة إنه “لفهم الضجة الدائرة حول أحداث مسجد الحسيمة، لا بد من معرفة أن خطب الجمعة في جميع مساجد البلاد يتم صياغتها من قبل وزارة الشؤون الدينية في المغرب. وقد أثار وصف إمام للمتظاهرين “بالانفصالين والمنشقين عن جماعة أمير المؤمنين” غضب الزفزافي الذي وصف الامام بأمير السلطان، وأعلن أن الحركة لا تعمل على تقسيم البلاد، بل على رفع الظلم الاجتماعي والفساد والتهميش عن منطقة الريف”.

وأوقف الزفزافي بعدها بتهمة مقاطعته لخطيب الجمعة في أحد مساجد مدينة الحسيمة وتعطيل الصلاة.  وأوضحت الصحيفة أن “هذه الجرأة سابقة من نوعها في تاريخ المغرب الحديث، لكنها أيضا كانت بمثابة فرصة سانحة للسلطات لاعتقال الناشط ذات الشعبية الواسعة، والذي ندد مرارا وتكرارا بالأوضاع في الريف، ولكن دون الإشارة إلى شخص الملك، بل تحميل “القصر” عموما مسؤولية الأوضاع الاقتصادية المتدهورة”.

ورأت الصحيفة أن “السلطات المغربية كانت متأرجحة منذ فترة طويلة بين محاولات التهدئة والممارسة القمعية وأنها اختارت في النهاية انتهاج سياسة القمع في التعامل مع الاحتجاجات”.

 وأضافت ” النظام المغربي أراد تجنب اندلاع المزيد من المظاهرات في الأسابيع المقبلة لا سيما مع توقع قدوم المهاجرين من هولندا وبلجيكا لقضاء عطلتهم في وطنهم المغرب. ويخشى مراقبون من مشاركة أبناء المغرب المهاجرين في الحركة الاحتجاجية. وأشارت الصحيفة إلى “تراجع فرص التهدئة بعد حملة الاعتقالات الأخيرة التي طالت 70 شخصا والتي دفعت المئات إلى الخروج في مظاهرات في الحسيمة وفي الرباط والدار البيضاء”.

صحيفة “لوتون” الناطقة بالفرنسية والصادرة بجنيف يوم الجمعة 2 يونيو، وفي صفحة الرأي نشرت مقالا حول الاوضاع في المغرب تحت عنوان “هل مازالت الملكية المغربية تعتقد في صحة أساطيرها؟”. ويشير هذا التحليل الذي كتبته منية بنّاني – شرايبي، أستاذة العلوم السياسية بجامعة لوزان، من أصل مغربي إلى “الخطوات الذكيّة التي اتخذها المخزن في تزامن مع تصاعد الإحتجاجات والتحركات ضده في عام 2011، والتي نُظر إليها آنذاك على أنها تهدف إلى إعادة المصداقية لصندوق الإقتراع وللمسار الديمقراطي، أو هكذا فهم”. ولكن “تضيف أستاذة العلوم السياسية: “ست سنوات بعد ذلك نلاحظ أن تشكيلة الحكومة الأخيرة لا تنسجم مع ما أفرزته صناديق الإقتراع، في وقت اتخذت فيه الحركة الإحتجاجية في المغرب صورة “العدار” ذي مائة رأس”. 

وتساءلت الشرايبي: “في زمن الثورات المضادّة”، هل عاد المخزن المغربي إلى الإعتقاد في صحة ما يروى حول قدرته الأسطورية على التكيّف مع المتغيّرات، وعلى القدرة على الإستمرار والبقاء”.

ويعدد المقال العناصر التي سمحت للمخزن في المغرب بتجنّب ما حدث في بلدان عربية أخرى، لكنه يتوقّف طويلا عند التحوّلات التي طرأت أيضا على الحركة الإحتجاجية في المملكة، والتي تشهد هذه الأيام تصاعدا ملفتا.

القانون الجديد “يدمر المجتمع المدني لأجيال”

تناولت صحيفة “دير بوند” الصادرة بتاريخ 31 مايو 2017 القانون الجديد، الذي ينظم عمل المنظمات غير الحكومية في مصر. ورأت الصحيفة أن القانون، الذي أقره الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، لا يسمح للمنظمات بممارسة أي نشاط إلا في مجال التنمية والنشاط الاجتماعي وأنه يفرض عقوبات بالسجن تصل إلى خمس سنوات في حال مخالفة القانون وبالتالي تعني حظر العمل بالنسبة للكثير من المنظمات الأهلية داخل مصر.

ونقلت الصحيفة عن مانيا كياي، المختصة في شؤون منظمات حقوق الإنسان والموظفة السابقة في الأمم المتحدة، تحذيرها من أن القانون الجديد “يدمر المجتمع المدني في البلاد لأجيال”.

وأشارت الصحيفة إلى أن هذا القرار يأتي مع اعتقال المرشح الرئاسي السابق خالد علي، ومع حظر 20 موقعا مصريا ودوليا على شبكة الإنترنت من قبل السلطات.

 وأفادت الصحيفة أن “أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوري جون ماكين وليندسي غراهام هددا السيسي في حال إقرار القانون، بالعواقب المترتبة على الحصول على المساعدات من واشنطن، حيث تحصل مصر على 1.3 مليار دولار من المساعدات العسكرية سنويا، بالإضافة إلى مساعدات التنمية. ولكن يبدو “أن لقاء الرئيس السيسي مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب في الرياض وقبل ذلك في البيت الأبيض شجعه على توقيع القانون المثير للجدل بعد أشهر من التأخير”.

  “مكافحة السعودية للإرهاب مزحة ثقيلة”

  ربطت صحيفة “بليك ام سونتاغ” الصادرة بتاريخ 28 مايو 2017 هجوم مانشستر بزيارة دونالد ترامب للمملكة العربية السعودية ولقاءه قادة دول إسلامية. وقالت إن “دعوة ترامب هؤلاء الحكام المستبدين إلى مكافحة الإرهاب هي مزحة ساخرة في تاريخ البشرية، تحت شعار “حاميها حراميها”.

 وتسألت الصحيفة “ما هي علاقة الهجمات في المدن الغربية الكبرى بإسلام هؤلاء الحكام؟”

 وأجابت الصحيفة أن منفذ هجوم مانشستر سلمان عبيدي كان يتردد على مركز إسلامي ذي توجهات سلفية.

وأضافت الصحيفة “المملكة العربية السعودية وقطر تستثمران المليارات في جميع أنحاء العالم في المساجد التي تنشر الفكر السلفي وتفسر القرآن وفق القرون الوسطى”، مشيرة في الوقت ذاته إلى أن “السعوديين والقطريين، ضيوف أعزاء وعملاء مهمون في الغرب، وحتى سويسرا، حيث يستثمرون ملايين الدولارات في شراء المنتجعات الفندقية ويتسوق أثرياهم في شوارع ومحال جنيف وزيورخ”.

  وقالت الصحيفة “إن المؤسسة الوهابية في السعودية هي الرحم، الذي حمل الوحش “تنظيم الدولة الإسلامية وأن الفكر الوهابي هو المستنقع الذي يغرق فيه الشباب المسلم في المدن الأوروبية”. 

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية