مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

أفكار جديدة لتعزيز دور “جنيف الدولية”

صورة من الجو تظهر قسما من المباني التي تؤوي المنظمات الأممية والدولية في جنيف Keystone

اقتراح عقد اجتماعات لمجلس الأمن الدولي في جنيف في القضايا المتعلقة بحقوق الإنسان، جعل جنيف مقرا دوليا لإدماج مختلف المكونات في إدارة أمور العالم، إضافة الى كونها مقرا دوليا لحقوق الإنسان والقانون الانساني الدولي.

هذه بعض الأفكار المتداولة هذه الأيام من قبل جهات مختلفة لتعزيز مكانة جنيف الدولية في مواجهة منافسة بعض العواصم الدولية الأخرى وفي الوقت الذي بدأت بعض المنظمات تفكر في نقل بعض من مصالحها لمدن أخرى.

تتوالى هذه الأيام المبادرات لتعزيز دور جنيف الدولية أغلبها على شكل دراسات تقترح جملة من الأفكار التي تبرز الجوانب التي تتميز بها جنيف عن باقي العواصم العالمية، أو تقترح تعزيز جوانب لا زالت جنيف كمدينة دولية تفتقر لها.

هذه المبادرات حتى وإن كانت من إعداد جهات جامعية أو منظمات غير حكومية فإنها تحظى باهتمام وزارة الخارجية والسلطات الفدرالية التي لا تدخر جهدا لتعزيز هذه الواجهة المشرفة لسويسرا أي جنيف الدولية بمختلف منظماتها الأممية والدولية وغير الحكومية.

تطلعات لجلب اجتماعات مجلس الأمن

التقرير المثير للانتباه في هذه الجهود الرامية لتعزيز مكانة جنيف الدولية، هو التقرير الذي أعده معهد جنيف للدراسات الدولية العليا، بطلب من وزارة الخارجية والذي تقدم بأربعة عشر اقتراحا، أهمها الاقتراح الرامي لعقد اجتماعات مجلس الأمن الدولي في جنيف عندما يتعلق الأمر بمناقشة قضايا إنسانية.

وكما أوضح الأستاذ الجامعي اندرو كلافام، وأحد الساهرين على إعداد هذا التقرير، في نشرات وسائل إعلام سويسرية صادرة يوم الاثنين، “بإمكان مجلس الأمن الدولي أن يعقد اجتماعاته في جنيف لمناقشة قضايا تخصصت جنيف في مناقشتها” مثل القضايا التي لها علاقة بحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي.

وحتى ولو لم تستبعد مديرة قسم الإعلام بالمقر الأوربي لمنظمة الأمم المتحدة في جنيف السيدة ماري هوزي هذه الإمكانية، فإنها أوضحت في رد على سؤال الصحفيين، بأن “قرارا من هذا القبيل من اختصاص الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي”.

عاصمة حقوق الإنسان والعمل الإنساني

إذا كانت جنيف قد اشتهرت كعاصمة للعمل الانساني وحقوق الإنسان بسبب تواجد اللجنة الدولية لصليب الأحمر ومجلس حقوق الإنسان، فإن كل الاقتراحات تسير في اتجاه تعزيز هذا الدور في المستقبل أيضا.

وفي هذا الإطار يدخل مشروع تأسيس المنتدى الإنساني الذي عهد بقيادته للأمين العام السابق لمنظمة الأمم المتحدة كوفي انان. وحتى ولو أن وزارة الخارجية السويسرية وقفت وراء هذا المشروع بشدة، فإن المشروع ينتظر موافقة الحكومة الفدرالية.

ويرى البروفسور أندرو كلافام ” أن المنتدى الإنساني سيكون على شكل منتدى دافوس الاقتصادي العالمي، ولكن لمعالجة القضايا الإنسانية”.

ودائما لتعزيز دور جنيف كعاصمة دولية للقضايا الإنسانية، اقترح تقرير معهد جنيف للدراسات الدولية العليا، تجسيد فكرة إقامة ” دار حقوق الإنسان” التي من المفروض أن تضم المنظمات غير الحكومية المدافعة عن حقوق الإنسان. وهذا المشروع كثر الحديث عنه منذ مدة ولكن تحقيقه يعرف بعض التأخير. وهو السؤال الذي وجهته سويس إنفو للوزير المكلف بالملف في دويلة جنيف لوران موتينو الذي اكتفى بالإجابة ” بان جهودا بذلت لإيواء المنظمات غير الحكومية المشاركة في الاجتماعات المختلفة في جنيف بنفقات ضئيلة.

كما تم تخصيص مكاتب لإيواء بعثات الدول الفقيرة غير الممثلة في جنيف بشكل دائم عندما ترغب في المشاركة في بعض الاجتماعات.

ومن الاقتراحات الأخرى في هذا المجال الدعوة لعقد اجتماعات اللجنة الثالثة التابعة للجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة في جنيف وهي اللجنة التي تقر الإجراءات الخاصة بحقوق الإنسان. ولكن أصواتا مطلعة على النظام الأممي تشكك في إمكانية نقل أشغال اللجنة الثالثة لجنيف حتى ولو أن مهامها لها علاقة أكثر بحقوق الإنسان.

الإعلام وجنيف الدولية

يبدو أن الساهرين على الترويج لجنيف الدولية لم يدركوا جيدا أن مكانة جنيف الدولية لا يمكن تعزيزها بدون مساعدة وسائل إعلام الدول النامية على التواجد في جنيف لمتابعة مختلف النشاطات المنظمة فيها.

وهذا ما طرحته سويس إنفو على الوزير المكلف بالتنمية العمرانية في جنيف لوران موتينو والذي اكتفى بالوعد بالتفكير في الموضوع .

في حين أوضح مدير نادي الصحافة السويسري غي ميتان بأن هناك مشروعا لبناء قاعة للصحافة تحت مبنى النادي الحالي لكي توضع تحت تصرف الصحفيين المتوافدين على جنيف لتغطية الاجتماعات الدولية.

سويس إنفو – محمد شريف – جنيف

نشرت مؤسسة دعم جنيف الدولية أول كتاب لها من بين اربعة عن الدور الذي تقوم به المدينة في شتى الميادين المتعلقة بإدارة أمور العالم.

الكتيب الأول الذي سهر على تحريره الكاتب والباحث غزافيي كومتيس، تناول موضوع “الإدارة اللينة” لأمور العالم أو Soft gouvernance .

المقصود بهذا العمل كما يقول المؤلف” ÷و لتحسيس الرأي العام السويسري بالدرجة الأولى للدور الذي تقوم به جنيف الدولية في إدارة أمور العالم”. وثانيا ” للتحسيس للتحول الذي بدأت تعرفه طريقة إدارة أمور العالم بحيث لم تعد فقط بين ايدي الحكومات بل تشارك فيها أيضا المنظمات غير الحكومية والمؤسسات الخاصة ووسائل الاعلام”.

وقد استشهد على ذلك باجتماعات تمت في جنيف وشاركت فيها كل هذه المكونات من أجل اتخاذ القرارات مثل قمة مجتمع المعلومات.

وقد دعم المؤلف تحليله بإدماج مشاركات من شخصيات هامة لها مكانتها في جنيف الدولية مثل وزيرة الخارجية السويسرية ميشلين كالمي ري، ورئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر جاكوب كيللنبيرغر، أو المدير العام لشركة نوفارتيس لصناعة الأدوية دانييل فازيلا.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية