مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

إقبال سويسري كبير على زيارة مشاريع مستقبلية في الإمارات

Foster & Partner

يؤدي وفد إقتصادي هام يتكون من 60 ممثلا لمختلف قطاعات الإقتصاد والتكنولوجيا والتعليم العالي بزيارة إلى إمارتي أبو ظبي ورأس الخيمة بالإمارات العربية المتحدة. وتعد هذه الزيارة فرصة بالنسبة لشركات ومؤسسات من المناطق المتحدثة بالفرنسية من سويسرا للإطلاع على حقيقة المشاريع المستقبلية المتطورة في الدولة، وللتعريف أيضا بالإسهامات الممكنة للشركات السويسرية في قطاعات التكنولوجيا النظيفة.

ومن أجل الوقوف على حقيقة المشاريع العمرانية العملاقة والمتطورة التي تعرفها الإمارات سيتوجه وفد اقتصادي سويسري هام في الفترة ما بين 17 و 20 أكتوبر 2009 إلى أبو ظبي ورأس الخيمة للتعرف على فرص المشاركة والمجالات التي يمكن لقطاعات اقتصادية وعلمية وتكنولوجية سويسرية الإسهام بها في تشييد مشاريع المستقبل التي تتميز بالمحافظة على البيئة في المنطقة.

الوفد الذي يضم سياسيين من كانتوني جنيف ونوشاتيل وممثلين عن كبريات الشركات المتخصصة في شتى الميادين التكنولوجية والصناعية المتقدمة، وأكاديميين من الجامعات ومن المعهد العالي للتقنيات المتعددة في جنيف سيقضي ثلاثة أيام في كل من أبو ظبي ورأس الخيمة للوقوف على حقيقة مشاريع مستقبلية كبرى مثل “مدينة مصدر” التي تعتبر نموذج المدينة المثالية المستقبلية المحافظة على البيئة، والمركب الجامعي الذي سيقام بالإشتراك بين راس الخيمة والمعهد الفدرالي التقني العالي في لوزان والذي يعتبر أول مشروع سويسري من نوعه في الخارج، والموقع الذي يُحتمل أن يحتضن فعاليات الدورة 33 لـ “كأس أمريكا لسباق اليخوت” الذي يشارك فيه الفريق السويسري “آلينغي”، إضافة الى مشروع بناء “جزر إنتاج الطاقة الشمسية” التي طورتها شركة سويسرية يوجد مقرها في كانتون نوشاتيل.

في الحوار التالي الذي خص به swissinfo.ch قبل بداية الزيارة، أوضح السيد بيار فرانسوا أونغر، وزير الإقتصاد في الحكومة المحلية لكانتون جنيف وأحد رئيسي الوفد المتوجه إلى الإمارات، الأبعاد التي تكتسيها هذه الزيارة.

Swissinfo.ch: ما الهدف الرئيسي من هذه الزيارة؟

بيار فرانسوا أونغر: الهدف هو اقتصادي وليس مقتصرا على الإقتصاد وحده لأن الأمر يتعلق بتعزيز العلاقات مع منطقة الخليج التي تربطنا بها علاقات جيدة للغاية. فهناك من جهة بمقابلة الساهرين على إنجاز وتشييد هذه المدن المستقبلية التي لا تستهلك طاقة ملوثة. وهناك أيضا مشاركة أكاديميين سواء من جامعة جنيف أو من المعهد المعهد الفدرالي التقني العالي في لوزان وكذلك المقاولين الذين بإمكانهم أن يضعوا معرفتهم وخبرتهم في خدمة بعض المشاريع التي ستنجز هناك.

هل لمستم وجود رغبة فعلية في مشاركة سويسرية في هذه المشاريع المستقبلية في منطقة الخليج؟

بيار فرانسوا أونجر: بالطبع، لقد كنا نتوقع بأن يبدي على الأكثر حوالي عشرين مسؤولا رغبة في مرافقتنا في هذه الرحلة، ولكن اضطررنا لرفض حوالي عشرين مشاركا لكي نكتفي بحوالي ستين من المرافقين. وهذا أمر مهم حيث نجد من بينهم ممثلين عن قطاعات التكنولوجيا الحديثة أو التكنولوجيا ذات القيمة المضافة في بناء مدينة “مصدر” التي تعتبر مدينة المستقبل القائمة على أساس التنمية المستدامة وهي النموذج الذي يجب أن نتبعه في المستقبل في تشييد المدن بطريقة تسمح بمواصلة عملية التنمية دون إضرار بمستقبل الأجيال القادمة.

ما هي القطاعات التي يمكن لجنيف او لسويسرا عموما ان تلعب فيها دورا أساسيا وتسمح – من خلال المشاركة في مثل هذه المشاريع – بإظهار مستوى الجودة والتفوق السويسري؟

بيار فرانسوا أونغر: يتعلق الأمر بمشاريع عمرانية وهندسية ومشاريع البنية التحتية وشبكات المعلوماتية. كما يشارك معنا في هذه الزيارة رجال معرفة وإبداع وبحث من جامعين وبحاثة في المعهد الفدرالي التقني العالي في لوزان. هذا المعهد الذي سيقوم بإنجاز مركز له على عين المكان (في رأس الخيمة). ويساهم معنا في هذه الزيارة أخصائيون في السياحة أيضا وهو ما يعكس تنوعا واسعا للمعرفة والخبرة والتقنية من منطقة سويسرا الناطقة بالفرنسية في قطاعات تكنولوجية متطورة ستوضع في خدمة مشروع مثير للغاية.

أين تكمن في نظركم، أهمية مشاركة شركة او مؤسسة سويسرية في مثل هذه المشاريع سواء في أو ظبي او في رأس الخيمة؟

بيار فرانسوا أونغر: الأهمية تكمن في تطوير المعرفة والخبرة والإبداع في قطاعات تكنولوجية متطورة تزدهر بها المنطقة المحيطة ببحيرة ليمان (غرب سويسرا) والتي قد تجد تطبيقات لها، إن صح التعبير، في إمارة من الإمارات أو في معظم الإمارات التي قررت التحول نحو تنمية مستقبلية مستدامة. إذن هناك إعجاب متبادل: إعجاب سويسري بما يحدث في المنطقة ولكن ايضا إعجاب أهل المنطقة بما يمكن أن تقدمه سويسرا عموما ومنطقة بحيرة ليمان بالخصوص.

هل هذه هي التجربة الأولى لمشاركة بهذا الحجم تنظم باتجاه منطقة الخليج؟

بيار فرانسوا أونغر: بدون شك هذه هي المرة الأولى بالنسبة للمنطقة الروماندية (أي المتحدثة بالفرنسية)، وإنها لفرصة سعيدة بالنسبة لنا وإننا نتوق لمعرفة نتائجها العملية. أما بالنسبة لسويسرا فقد سبق لي أن رافقت وزيرة الاقتصاد السيدة دوريس لويتهارد في زيارة استطلاعية ولتعزيز العلاقات بين سويسرا وبعض الإمارات الخليجية قبل عامين. وكانت زيارة مفيدة للغاية شجعتنا على العودة مرة أخرى لتعزيز العلاقات وتحويلها إلى مشاريع عملية على المدى البعيد.

إذا كانت الشركات العاملة في المناطق المتحدثة بالألمانية من سويسرا قد سارعت للمشاركة في مشروع “مصدر” ويناهز عددها 60 شركة، كيف تفسرون تأخر الشركات من سويسرا الروماندية حتى اليوم؟

بيار فرانسوا أونغر: لا أعتقد ذلك. حجم الوفد المشارك اليوم في الزيارة والذي يفوق عدد افراده 60 شخصا أكبر بكثير من حجم الوفد الذي رافق وزيرة الإقتصاد آنذاك، وأكبر بكثير من وفد زيورخ الذي زار المنطقة مؤخرا. وهذا يظهر جليا بأن لنا رغبة في التواجد في المنطقة ومن خلالنا كل التواجد السويسري. وكما تعرفون للمنطقة الروماندية خبرة خاصة في ميدان الإبداع في مجال التكنولوجيا العالية والمتقدمة، في الوقت تتميز فيه منطقة زيورخ بصناعة الآلات والآلات الدقيقة، وفي ذلك يوجد تكامل وليس تنافس.

ماهي القطاعات التي تودون أن تكون حاضرة في هذه المشاريع المستقبلية في منطقة الخليج؟

بيار فرانسوا أونغر: هناك قطاعات التكنولوجيا النظيفة، وقطاعات تقنية المعلومات وبالأخص تأمين شبكات تقنية المعلومات التي تزخر بها منطقة سويسرا الروماندية والتي أظهرت كفاءتها مؤخرا أثناء تنظيم المعرض الدولي تيليكوم 2009. كما أن منطقتنا تتميز بكفاءات استثنائية في مجالات الهندسة والتخطيط الهندسي والقادرين على التحول من البحث النظري الأكاديمي الى التطبيق الاقتصادي العملي.

هل يمكن اعتبار ما يحدث الآن في منطقة الخليج بمثابة مختبر تطبيقي على نطاق أوسع؟

بيار فرانسوا أونغر: بالفعل إنه مختبر على نطاق أوسع، ولكنه مختبر يجب النظر له بإيجابية ومن منطلق البحث والتجربة والنجاح وليس المختبر المليء بالغبار مثل مخابر الخمسينات الماضية. إذ يتعلق الأمر بتجربة نتمنى أن تكون متواصلة ومستمرة مع دول لها تقاليد صداقة معنا وتربطنا بها صلات عديدة وآخرها مشاركة سلطنة عُمان كضيف شرف في “أعياد جنيف” (صيف 2009) وكم كانت تلك المشاركة ناجحة ومثيرة للإهتمام. وهذه بالفعل علاقات أساسية بالنسبة لنا.

أثناء الزيارة التي قامت بها وزيرة الاقتصاد إلى منطقة الخليج، أثيرت بعض المشاكل القانونية التي تتحكم في المبادلات التجارية. في هذه التجربة الجديدة، ومن خلال المشاركة في هذه المشاريع وبما أن ذلك يتم في مناطق حرة، هل يعني أن موضوع الضمانات سوف لن يطرح بالمرة؟

بيار فرانسوا أونغر: المشاكل التي تشير إليها لا تعتبر مهمة بالنسبة للمناطق الحرة. وحتى هذه المشاكل عندما تطرح فإنها تطرح على مستوى الكنفدرالية لأن الكانتونات ليست لها صلاحيات في معالجة ذلك. وليس لدي شك في قدرتها على إبرام اتفاقيات تجارية مع العديد من الدول في العالم وهي بذلك قادرة على التوصل إلى حل هذه القضايا، فالمشاكل القانونية ليست موجودة لتبقى أبدية.

في المقابل، هناك رغبة من قبل مؤسسات من منطقة الخليج في أن تتخذ مقرات لها في سويسرا عموما وفي جنيف بالخصوص. كيف تقومون كوزير للإقتصاد بالترويج في الاتجاه المعاكس لاستقطاب مؤسسات مالية واستثمارية من دبي وقطر ورأس الخيمة وغيرها إلى جنيف؟

بيار فرانسوا أونغر: جنيف مشهورة بالطبع منذ قرون بجودة خدماتها البنكية والمالية وفي الصفقات المالية المملية لشراء المواد الأولية والمتاجرة بها. لذلك نحن سعداء للغاية لتمكننا من إيواء مؤسسات مالية من بلدان وقارات أخرى فوق أراضينا. وهذا ما ينطبق على مؤسسات البلدان التي أشرتم إليها وينطبق أيضا على بنك الصين الذي افتتح فرعا له في جنيف، وهذا ما يجعل من جنيف مكانا مفضلا لاستقبال كل أولئك الذين يرغبون في تعزيز جودة المعاملات المالية في العالم.

أين تضعون سقف النتائج المرجوة من هذه الزيارة كي يمكن الحكم بأنها كانت ناجحة بالفعل؟

بيار فرانسوا أونغر: السقف المرجو يكمن في تمكين الشركاء من كلا الطرفين بالتقابل والتحادث مع بعض. ولكن السقف المثالي لربما هو في التمكن من إبرام الصفقات وهذا ما هو مرجو بالنسبة لمؤسساتنا الإقتصادية والصناعية ولكن أيضا بالنسبة لجامعاتنا ومعهدنا العالي المتعدد التقنيات وللمكانة التي يجب أن تتبوأها سويسرا في دولة الإمارات العربية المتحدة. ولفتة تعاطفية مع الفريق السويسري لسباق الزوارق “آلينغي” الذي لا أشك في أنه سيقام بعد تجاوز المشاكل القانونية العالقة للتمكين من انطلاق المنافسة وليس العكس.

محمد شريف – swissinfo.ch – جنيف

يعتبر أول مشروع لمدينة تقام على أسس مراعية للبيئة في إمارة أبو ظبي: أي بدون إصدارات غازية، وبدون نفايات، وبالإعتماد كلية على الطاقة المتجددة.

ستقام على مساحة 6،5 كلم مربع وستكلف حوالي 23 مليار دولار أمريكي.

80% من الطاقة المستهلكة فيها من الشمس والبقية من معالجة النفايات والرياح.

أسلوب البناء المتطور الذي سيستخدم في تشييدها سيسمح بتخفيض نسبة استهلاك الطاقة والمياه بحوالي 70%.

حركة النقل فيها تكون فقط بواسطة سيارات تشغل بالطاقة الكهربائية.

من المتوقع أن يقطنها في عام 2018 حوالي 50 ألف ساكن وأن تُشغّل أكثر من 40 ألف شخص.

القرية السويسرية هي أول حي يتم التوقيع على وثيقة إنجازه في مدينة مصدر.

تشتمل على مقر للسفارة السويسرية في الإمارات العربية المتحدة، وعلى مقر مجلس المال والأعمال السويسري بالإضافة الى مكاتب الشركات السويسرية المشاركة ومحلات تجارية ومرافق.

ابدت لحد الآن حوالي 60 شركة سويسرية رغبة في المشاركة في مشروع “القرية السويسرية”.

“القرية السويسرية” التي يسهر على بنائها بتكنولوجيا سويسرية، شركات ومهندسون سويسريون، من المتوقع أن يتم تدشينها في عام 2011.

في 3 يوليو 2007 فاز فريق ” آلينغي ” السويسري بالدورة 32 لكأس أمريكا لسباق اليخوت في فالنسيا الإسبانية.

في ديسمبر 2007 ، الفريق المنافس ” أوراكل ” الأمريكي يرفض إجراء الدورة 33 لكاس أمريكا لسباق اليخوت في فالنسيا ويرفع شكوى امام محكمة في نيويورك.

ف2 ابريل 2009 ، محكمة نيويورك تصدر حكما لصالح ” أوراكل” وتؤكد كونه المنافس الوحيد ” لألينغي ” .

أغسطس 2009 ، الينغي يعلن أن منافسته ضد ” أوراكل ” ستتم في راس الخيمة في شهر فبراير 2010.

تم اختيار جزيرة ” الحمراء” مركزا لاقامة الفريقين إضافة الى منشئات قائمة وأخرى ستضاف لاستقبال زوار المنافسة بما في ذلك قصرا ذي سبعة نجوم مكون من 22 طابقا، ومئات الشقق السياحية وفنادق ومطاعم ومحلات تجارية.

ومن المتوقع أن تجلب منافسات ” كأس أمريكا لسباق اليخوت ” ما بين 5000 و 10آلاف زائر، وأن تسمح حسب ولي عهد إمارة راس الخيمة الشيخ سعود بن صقر ” بوضع أسس المستقبل والسماح بتكوين صورة جديدة عنا كبلد يتوفر على المرافق الضرورية وتحلو به الإقامة ليس كزيارة ليوم واحد أو أسبوع أو شهر بل للإستقرار”.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية