مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

احتفالات هذا العام .. بدون شماريخ!

سيُحرم العديد من السويسريين من متعة إطلاق الشماريخ في مناسبة الإحتفال بالعيد الوطني يوم 1 أغسطس بسبب الجفاف الشديد الذي تمر به البلاد Keystone

أرغمت موجة الجفاف الحادة التي تشهدها سويسرا منذ عدة أسابيع السلطات المحلية في غرب وجنوب البلاد على حظر استعمال الشماريخ والألعاب النارية بمناسبة الإحتفال بالعيد الوطني.

إلا أن هذا الحظر المحدود لن يؤدي إلى تراجع الإحتفاء الشعبي الواسع بهذه المناسبة في مختلف أنحاء البلاد

يحرص السويسريون في غرة أغسطس من كل عام على الإحتفال بعيدهم الوطني بأساليب متعددة تشمل إلقاء السياسيين للخطب الوطنية وإقامة الولائم في المزارع والأرياف والتجمع في سفح مرتفع الغريتلي (Grutli) الشهير وتزيين واجهات البيوت بالأعلام الوطنية والمحلية وإطلاق الشماريخ والألعاب النارية..

لكن الجفاف الشديد الذي ضرب سويسرا هذا العام فرض على السلطات اتخاذ إجراءات صارمة خوفا من اندلاع الحرائق. وعلى الرغم من وجود فوارق كبيرة بين الأوضاع المأساوية التي تعرفها فرنسا هذه الأيام وبين الواقع السويسري، إلا أن جزءا لا بأس به من السكان يخشى من أن يؤدي الإفراط في استعمال شتى أنواع الألعاب النارية إلى حدوث كوارث.

في المقابل تراجعت معظم الكانتونات الناطقة بالألمانية والواقعة وسط وشرق البلاد ( وهي أوري وأرغوفي وبازل المدينة وريف بازل وزيوريخ وتورغوفي وشافهاوزن وسانت غالن وغلاريس وأبنزل الداخلي وأبنزل الخارجي) عن قراراتها السابقة بحظر استعمال الألعاب النارية بمختلف أنواعها وإشعال النيران.

وفيما اكتفت سلطات كانتون سولوتورن (وسط) بالترخيص بإقامتها في مناطق التجمعات السكانية فحسب، حـمّـلت سلطات برن بلديات الكانتون مسؤولية منح التراخيص ومراقبة حفلات إطلاق الشماريخ والألعاب النارية بحضور رجال الإطفاء.

وبصفة عامة، لن يُسمح بإطلاق الشماريخ وإقامة الألعاب النارية في العديد من مناطق البلاد إلا يوم الجمعة غرة أوت ومن مسافات تبعد 200 متر على الأقل عن الغابات والأشجار.

الإصلاح .. محور خطاب الرئيس

وككل عام، وجه رئيس الكنفدرالية خطابه التقليدي إلى السويسريين المقيمين داخل البلاد وخارجها. وفي الخطاب الذي وجّـهه باسكال كوشبان للجالية السويسرية المقيمة في الخارج (والذي يختلف إلى حد ما عن الخطاب الموجه لسكان الكنفدرالية)، دعا باسكال كوشبان إلى ضرورة انتهاج سياسة الإصلاح، لاسيما في المجال الاجتماعي.

وقال: “إذا كنتم مُـتوحّـدين، فإن الفضل في ذلك يعود إلى ارتباطكم الوثيق والمخلص لبلدكم. إن هذا الارتباط قوي لأن الحاجة إلى التمسّـك بالجذور، شعور قوي في عالم مفتوح وشمولي”.

وذكّـر كوشبان مواطنيه بأن “العالم يتغيّـر، وهذا التّـغيير يشمل العلوم والتقنيات والاقتصاد والعلاقات الاجتماعية، وسويسرا ليست استثناء، لأن هذا التغيير يشملها أيضا”، إلا أنه حذّر أولئك الذين “ينتابهم الخوف حول مستقبلهم ويسعون إلى إيجاد الحلول في الماضي، فيما يعتقدون أنه العصر الذهبي السويسري” من أن هذه الطريق “مسدودة حتما” حسب تعبيره.

ولم يُغفل باسكال كوشبان الذي يتقلد منصب وزير الشؤون الداخلية في الحكومة الفدرالية الإشارة إلى أن “سويسرا والسويسريين يواجهون أيضا تحرّكات اجتماعية كبيرة”، لكنه عمل على طمأنة مُواطنيه بالقول:”في سويسرا نفسها، يظل نظامنا الاجتماعي متينا وسخيّـا. فالبطالة لا تزال في حدود معدلات تقلّ عما هو موجود على الساحة العالمية، كماأن التكوين الذي تقدّمه مدارسنا يتمتّـع بمستوى عال ومتميّـز” .

ومع أن سويسرا تظل “بلد الرخاء” مثلما جاء في خطاب رئيس الكنفدرالية إلا أنه “يتعيّـن علينا انتهاج الإصلاح، لاسيما في المجال الاجتماعي، وإنني هنا أعرب عن أملي في أن يكون الحوار بيننا هادئا دون تسرّع أو محرّمات.” حسب قول السيد كوشبان.

دعوة للمشاركة

ومع اقتراب موعد الانتخابات الفدرالية في الخريف المقبل، حث الرئيس السويسري مُواطنيه المقيمين في الخارج على المشاركة في هذا الموعد ألإنتخابي عن طريق التصويت عبر المراسلة. وقال “لئن كنتم تعيشون خارج سويسرا، فإن المشاكل المطروحة علينا تعنيكم أيضا، وأنتم واعون بذلك”.

يُـشار وبالمناسبة إلى أن التصويت في الانتخابات عبر المراسلة لاقى نجاحا متزايدا في صفوف السويسريين المقيمين في الخارج. ففي عام 1991 كان هنالك 14 ألفا من السويسريين المقيمين في الخارج مسّـجلين في القوائم الانتخابية، أما في عام 2002، فإن أكثر من 82 ألف سويسري مقيم في الخارج سجّـلوا أسماءهم في القوائم الإنتخابية استعدادا للإدلاء بأصواتهم.

وأعرب الرئيس السويسري عن أمله في “أن يرتفع هذا العدد خلال الانتخابات الفدرالية المقبلة. وقال في ختام كلمته: “لكم أنتم السويسريون في الخارج وزن سياسي لا شك فيه، إذ أن الـ 600 ألف سويسري المقيمين في الخارج يُـمثلون القوة السكانية الرابعة بعد الكانتونات الثلاثة الأكثر كثافة سكانية، أي زيوريخ وبرن وفو. لذا، فإن التزامكم الانتخابي مهم جدا، لأنه يساهم في بناء سويسرا، نأمل أن تكون خلاّقـة ومنفتحة ومتضامنة.”

يُـذكر أن الجاليات السويسرية المقيمة في شتى أنحاء العالم عادة ما تفتتح احتفالاتها بالعيد الوطني في الفاتح من أغسطس من كل عام بالإستماع إلى النشيد الوطني ثم إلى تسجيل بالصوت أو بالصوت والصورة لخطاب رئيس الكنفدرالية.

سويس إنفو

حظرت 8 كانتونات على السكان استعمال الشماريخ والألعاب النارية في مناسبة الفاتح من أغسطس
تصل قيمة إنفاق السويسريين على الشماريخ ومختلف الألعاب النارية في العيد الوطني إلى حوالي 200 مليون فرنك
1450 طن: هو الوزن الإجمالي للنيران “الإصطناعية” التي استعملها السويسريون في عام 2002
أدت الحرائق التي تسببت فيها الشماريخ والألعاب النارية إلى إلحاق أضرار بالثروة الغابية السويسرية قدرت قيمتها بمليوني فرنك

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية