مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

اضراب عام في بن قردان التونسية احتجاجا على اقفال معبر حدودي مع ليبيا

احراق اطارات في بن قردان، الاربعاء 11 ايار/مايو 2016 afp_tickers

شهدت مدينة بن قردان التونسية (جنوب) التي تعيش على التجارة والتهريب مع ليبيا، إضرابا عاما الاربعاء احتجاجا على استمرار اغلاق السلطات الليبية معبر راس الجدير الحدودي الرئيسي بين البلدين.

وقال مراسل فرانس برس ان المحلات التجارية والمرافق العامة باستثناء قسم الطوارىء بالمستشفى وصيدليات ومدارس ثانوية يجري طلابها امتحانات، أغلقت أبوابها في بن قردان التي يقطنها نحو 80 الف ساكن.

ورغم ارتفاع درجات الحرارة بهذه المنطقة الصحراوية، نزل مئات من المحتجين الى الشوارع بشكل غير منظم، وتجمع جزء منهم امام مكتب “الاتحاد العام التونسي للشغل” (المركزية النقابية) الذي دعا الى الاضراب العام.

كما احرق محتجون اطارت مطاطية، صباحا، امام مقر المعتمدية وسط حضور كثيف لقوات الامن التي لم تتدخل.

وقال محسن ليشيهب المسؤول المحلي في اتحاد الشغل لفرانس برس “قيل لنا ان هناك اتصالات (مع الجانب الليبي) لكن لم نر شيئا. نريد حلولا جذرية لـ(معبر) راس الجدير. الناس مستاؤون جدا”.

وافاد عبد السلام رقاد، أحد نشطاء المجتمع المدني في بن قردان، ان الاضراب العام “فرصة لتسليط الضوء على مشاكل التشغيل” في المنطقة التي يبلغ معدل أعمار سكانها 30 عاما وفق احصاءات رسمية.

-“نريد شغلا”-

وقال “لا يوجد شيء هنا، ولا مشروع واحد. يجب ايجاد حلول، نريد شغلا”.

من ناحيته قال شاب يدعى سالم (20 عاما) “كل شيء مرتبط بـ(معبر) راس جدير. إن لم يتمّ فعل شيء سنزيد من الضغط ونطالب بمنحة بطالة”.

والاثنين، أطلقت قوات الامن قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق نحو الف شخص تجمعوا امام مقر معتمدية بن قردان وأحرقوا عجلات مطاطية، احتجاجا على استمرار اقفال المعبر.

ومنذ 29 ابريل/نيسان الماضي، منعت السلطات الليبية مرور البضائع من معبر راس الجدير الذي يربط بين غرب ليبيا وجنوب شرق تونس، وهما منطقتان تعيشان بالأساس على التجارة والتهريب عبر الحدود.

وكان حافظ معمر المسؤول في المجلس المحلي الليبي بمنطقة زوارة، اعلن ان معبر راس الجدير اغلق احتجاجا على “تهريب السلع المدعمة” مثل البنزين نحو تونس، وتعرض مسافرين ليبيين الى “سوء معاملة” في الجانب التونسي من المعبر، مطالبا بضمان “معاملة حسنة” لهؤلاء.

وفي السابع من أذار/مارس الماضي، نفذ عشرات الجهاديين هجمات متزامنة على ثكنة الجيش ومديريتيْ الدرك والشرطة في مدينة بن قردان وحاولوا اقامة “إمارة داعشية” في المدينة، بحسب ما اعلن رئيس الحكومة الحبيب الصيد.

وأسفرت الهجمات عن مقتل 13 عنصر امن وسبعة مدنيين.

وقتلت قوات الامن يوم الهجوم ثم في عمليات تعقب للمهاجمين في الايام التالية 55 “ارهابيا” بحسب حصيلة اعلنها رئيس الحكومة يوم 25 آذار/مارس الماضي.

وفرضت وزارة الداخلية منذ السابع من آذار/مارس حظر تجول ليليا في بن قردان، رفعته في 20 ابريل/نيسان الماضي.

ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن هجمات بن قردان التي أثارت مخاوف من تمدد الفوضى في ليبيا المجاورة نحو تونس.

وتعبر تونس باستمرار عن قلقها من تدهور الأوضاع في ليبيا التي ترتبط معها بحدود برية مشتركة طولها نحو 500 كلم.

وأجرى رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية فايز السراج الذي تسعى حكومته الى بسط سلطتها في طرابلس، محادثات الاربعاء في تونس مع الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي.

وقال السراج في تصريح عقب اللقاء “موضوع مكافحة الارهاب كان من (..) النقاط (الرئيسية) التي تحدثنا عنها، و(أيضا) حِرْصنا على شراكة اقتصادية سياسية واضحة”.

وبحسب الرئاسة التونسية، تم التطرق خلال اللقاء الى الوضع في معبر راس الجدير.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية