مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

التركمانيون قلقون بعد حفر الاكراد خندقا حول اراضيهم

قوات من البشمركة جنوب كركوك afp_tickers

ندد مسؤولون تركمانيون في العراق الاثنين بقيام السلطات الكردية بحفر خندق يقسم البلاد، بحسب رأيهم، ويبتلع اراضيهم، فيما يقول الاكراد انه لحاجات دفاعية في مواجهة تنظيم الدولة الاسلامية.

وقال مسؤولون من الاقلية التركمانية ان حكومة اقليم كردستان الذي يتمتع بحكم ذاتي في شمال البلاد تقوم بحفر خندق على مدى الف كيلومتر على خطوط التماس مع الاراضي الواقعة تحت سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية.

وعلى الرغم من ذلك، فان المسؤولين الاكراد يؤكدون ان لا دوافع سياسية وراء هذا العمل، انما هو اجراء دفاعي يهدف الى منع الهجمات الانتحارية بسيارات مفخخة التي ينفذها التنظيم الجهادي.

وقال رئيس الجبهة التركمانية النائب ارشد الصالحي “نحن ننظر الى هذا الخندق بانه فعل مشبوه”.

واضاف ان “الخندق يبدأ من حدود منطقة ربيعة وصولا الى قضاء طوزخورماتو والعبور الى مناطق ديالى وصولا الى حدود قضاء خانقين في محافظة ديالى”.

وتقع بلدة ربيعة على الحدود العراقية السورية وتبعد عن مدينة خانقين التي تقع على الحدود الايرانية نحو 400 كليو متر.

ويعد التركمان اكبر الاقليات في العراق وتقع معاقلهم في مناطق متنازع عليها بين بغداد واربيل خارج حدود الاقليم الكردي، لكن السلطات الكردية تطالب بضمها اليها.

واستولت قوات البشمركة الكردية على مناطق واسعة بعد الهجوم الذي شنه الجهاديون في حزيران/يونيو 2014، بعد انهيار القطاعات العسكرية التابعة للحكومة المركزية.

وطالب الصالحي من رئيس الوزراء حيدر العبادي اعلان موقف من حفر الخندق، مؤكدا عزمه على فتح الملف في مجلس النواب بعد استئناف جلساته الشهر الجاري.

وقال “نحن نرى ان هذا الخندق تمهيد لتقسيم العراق لانه يُحدد خرائط الجيوسياسية على الارض وعلى الحكومة ان تعلن هل تم بعلمها ام لا؟”.

واتهم النائب التركماني جاسم محمد جعفر الاكراد باستخدام شعار الحرب على تنظيم الدولة الاسلامية، لغرض التوسع والسيطرة على الاراضي.

واعتبر ان “الخندق الكردي (….) مخالف للمواثيق الدولية وتجاوز على المكونات التي تعيش داخل (المناطق التي اقيم فيها) هذا الخندق”.

وقال المتحدث باسم قوات البشمركة الكردية جبار ياور لفرانس برس “الغرض من الخندق تأمين مواضع دفاعية ضد الاليات الانتحارية التي يستخدمها ارهابيو داعش ضد ثكنات البشمركة”.

واضاف “الحفر تم بعمق مترين وعرض ثلاثة امتار، والخندق ليس في كل مكان، فهناك مناطق لا تحتاج الى خنادق، وهذا القرار يعود للقادة العسكريين”.

وبحسب المسؤولين التركمان، سيضم الخندق مدينة طوزخرماتو التركمانية الواقعة تحت سيطرة الاكراد، وتبقي بلدة امرلي التركمانية خارجه.

ويشيرون الى ان اعمال الحفر حول مدينة كركوك الغنية بالنفط وبلدة جلولاء في شمال محافظة ديالى قرب الحدود الايرانية، بدأ بالفعل.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية