مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الجولان: هل حانت ساعة الحسم؟

Keystone

هذه الأيام، هناك في إسرائيل بعض القلق مصدَره توصيّـات لجنة بيكر، لفحص السياسات الخارجية الأمريكية في المنطقة التي تدعو إدارة بوش إلى العودة وبقوة للتدخّـل في الملف الفلسطيني الإسرائيلي بالإضافة إلى فتح حوار أمريكي مع سوريا وإيران، وحل مشكلة الجولان تمهيدا لانسحاب عسكري أمريكي من العراق.

بعض المراقبين الإسرائيليين لا يشاطرون تماما هذا القلق ويذهبون إلى أن “الحوار مع سوريا” والخوض في بحث عن “حل لمشكلة الجولان” قد يصب في نهاية المطاف في مصلحة تل أبيب..

الشاحنة المسافرة أمامنا كانت تسير ببط وتتثاقل على الطريق الممتدة من بحيرة طبريا حتى الطريق الواصلة إلى معبر القنيطرة، الجالس على خط وقف إطلاق النار بين سوريا وإسرائيل في هضبة الجولان السورية المحتلة، المساحات الشاسعة الممتدة على جانبي الشارع افترشت حينا بسجّـادة ذهبية باهته أقرب إلى لون فروة الجمال، وحينا بمساحات خضراء لأعشاب ما زالت يانعة في وسط الخريف الجولاني.

الحجارة السوداء المنتصبة في أشكال تشبه بيوت دُمّـرت في الماضي عكست الطبيعة البُـركانية للمنطقة التي احتلتها إسرائيل عام 1967 وكادت سوريا أن تستعيدها في “حرب الغفران”، حسب التسمية الإسرائيلية أو “حرب تشرين”، حسب التسمية السورية أو “حرب أكتوبر”، حسب التسمية المصرية.

وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه ديان اقترح، حسب ما نشرته صحيفة هارتس الإسرائيلية يوم 10 سبتمبر 2006، أن تفحص القيادة العسكرية الإسرائيلية في اليوم الثاني للحرب، الانسحاب من هضبة الجولان وتسليمها للسوريين، قبل أن يقرر الجيش نقل قواته العاملة في الضفة الغربية للقتال في الجبهة مع السوريين، وتعزيز الوحدات الإسرائيلية هناك لصدّ الهجوم السوري.

ومنذ ذالك الوقت، وربما حتى قبلها بكثير، انتشرت الأسلاك الشائكة المهترئة، التي تحمل ألواحا معدنية صفراء كُـتب عليها “احترس حقل ألغام”.

السماء الزرقاء الفاتحة والغيوم البيضاء فوق المكان جعلت لون الدبابة المحمولة على الشاحنة غريبا في أجواء المكان، والمتتبع لما يحدث خلال سنوات الاحتلال الإسرائيلي للهضبة، يستطيع أن يجزم أن كمية الشاحنات التي مرّت على هذه الطريق منذ نهاية الحرب الأخيرة في لبنان، تفوق أضعافا عدد الدبابات التي مرت هنا خلال الأربعين سنة الماضية.

جيش سمين وعتيق

“عند رؤية كمية الدبابات والمدفعيات الإسرائيلية التي وصلت إلى هنا في الأشهر الأخيرة، والحياة التي دبت من جديد في معسكرات الجيش الإسرائيلي هنا في الهضبة المحتلة، لا يمكن أن يصدق نهائيا أن إسرائيل تريد سلاما مع سوريا، وأنها لا تخطّـط لفتح جبهة عسكرية مع سوريا للتّخفيف من حجم الفشل والهزيمة التي لحقت بها في لبنان”، وقائل هذه الكلمات هو عطا فرحات، صحفي من بلدة بقعاثا، إحدى القرى السورية الخمس الباقية بعد الاحتلال، وتدمير البلدة السادسة سحيتا، التي قامت قبل عام 67 في المنطقة المعروفة اليوم بخط وقف إطلاق النار.

عطا، رئيس تحرير موقع “جولان تايمز”، اصطحبنا هذا الأسبوع للشريط الكهربائي المار فوق خط وقف إطلاق النار ليُـرينا عمليات الترميم والبناء من جديد لهذا الشريط بعد التصريحات السورية بان “أربعين عاما من انتظار عودة الجولان بالوسائل الدبلوماسية، لم تُـجد نفعا” والإعلان عن إقامة “الهيئة الشعبية لتحرير الجولان”.

هذه التصريحات لم تلق اهتماما إسرائيليا جادّا قبل الحرب على لبنان، وبعدها بدأت إسرائيل بأخذ هذه التصريحات على محمل الجدّ والاستعداد لتحويل واحد من أكثر المقاطع الحدودية هدوءا بالنسبة لإسرائيل إلى خط مواجهة ساخن ومصدر للقلق، إذا ما سمحت سوريا للفصائل الفلسطينية الفاعلة بين اللاجئين الفلسطينيين في مخيمات اللجوء في سوريا، والذين يقدر عددهم بأربع مائة ألف لاجئ، بالقيام بعمليات داخل إسرائيل انطلاقا من الأراضي السورية عبر الجولان أو بتدريب عناصر سورية للقيام بهكذا عمليات.

“إن السوريين بعد الحرب اللبنانية الثانية، ليسوا هم السوريين ما قبلها”، هكذا يقول كبار ضباط المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، وفق ما نشرته صحيفة معاريف الإسرائيلية، “لأن السوريين كوّنوا فكرة جديدة عن الجيش الإسرائيلي بأنه جيش سمين، قليل الحركة ويمكن وصفه بالعتيق غير المتجدّد، إلا في قوة ضرباته، التي إذا تحملوها لبعض الوقت، فإن نتيجة الحرب ستكون على غير ما تتوقعها إسرائيل”.

“الجنرالات السوريون بدأوا يخرجون من تلك الاستحكامات القديمة ويحاولون التخلّـص من تلك الإحباطات القديمة، فلم يعودوا خائفين، فجأة، أصبحوا يرون نصف الكأس الملآن وأن المدفعية السورية أفضل بكثير، كما أن فرق الكوماندو لديهم مُـدربة جدا وذات معنويات عالية جدا، وإلى جانب هذا كله، شبكة صواريخ مُـضادة للطائرات في حالة انتظار مستعدة للدفاع عن المجال الجوي السوري بمجمله، وشبكة سكاد ضخمة بما فيها الكيماوية”، على حد تعبير الصحيفة.

بالإضافة إلى ذلك، فالمعلومات الموجودة لدى تل أبيب، وفق بعض المصادر الإسرائيلية، تفيد أن السوريين قاموا بإنشاء خطوط إنتاج لصواريخ سكاد بي و سكاد سي بعد شراء تكنولوجيا إنتاج الصواريخ من كوريا الشمالية، وأنهم قاموا باستخدام فائض العائدات السورية من النفط خلال فترة ارتفاع أسعاره في العامين الأخيرين، والذي وصل إلى مليارين وثمانمائة مليون دولار لشراء صواريخ روسية متطورة، كصواريخ اسكندر وسكاد “ي”، وقطع غيار روسية للمعدّات العسكرية السورية القديمة، بالإضافة إلى إبرام اتفاقيات عسكرية مع إيران، شملت تزويد سوريا بمُـعدّات وآليات عسكرية حديثة، بما فيها منظومات الكترونية متطوّرة لرصد تحركات الجيش الإسرائيلي.

تغيير جوهري في التوازن العسكري

ووفق بعض المصادر، فإن خُـططا إسرائيلية للهجوم على سوريا أو لمواجهة هجوم سوري مُـحتمل على إسرائيل، قد وصلت إلى السوريين بناءا على تغيير سوري لشكل وتوزيع قواته على الجهة الأخرى من خط وقف إطلاق النار.

كل هذه المعلومات تدلّ بالنسبة لإسرائيل أن التّـوازن العسكري بين البلدين قد تغيّـر بشكل جوهري في السنتين الأخيرتين، ولم يعد يميل بالمُـطلق لصالح إسرائيل كما كان وفق التقديرات الإسرائيلية والغربية، وأن الرّفض الإسرائيلي للنداءات السورية بعد احتلال العراق للعودة إلى طاولة المفاوضات، سيكلّـف إسرائيل كثيرا.

فما كانت إسرائيل ستحصل عليه في الماضي من السوريين، سيكلّـفها اليوم أكثر، وتحديدا تسليم إسرائيلي جديد بعودة سوريا إلى ممارسة نفوذها في لبنان وبقوة بعد أن اضطرت إلى سحب قواتها من هناك بعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، وأن سوريا ستُـطالب بوقف التحقيق في جريمة اغتياله كجزء من اتفاقية سلام مستقبلية مع إسرائيل.

ووفق بعض المصادر الإسرائيلية، التي تحدثت لسويس انفو، والتي كانت في صُـلب الاتصالات التي جرت بعد الاحتلال الأمريكي للعراق، فإن “بشار الأسد مَـدين بالشكر لإسرائيل، التي حالت دون شن حملة أمريكية على سوريا، تهدف لإسقاط النظام في سوريا بعد سقوط نظام صدام حسين في العراق”، “لقد قُـلنا للأمريكيين إن المصلحة الأمريكية والإسرائيلية تستدعي عدم إسقاط نظام البعث في سوريا، خصوصا وأن البدائل غير واضحة، وسيطرة الإخوان المسلمين وحلفائهم قد تكون أكيدة في هذه الحالة، وعندها، فالأمور ستكون أكثر سوءا”.

هذا الاعتبار، بالإضافة إلى القناعة في إسرائيل بأن أي تحرك عسكري ضد سوريا، وحتى وإن تكلّـل بنصر ساحق لإسرائيل، فإنه سيُـعيد طرح ملف الجولان فورا إلى الواجهة، بعد هدوء هدير المدافع، ربما كان الدافع وراء رفض إسرائيل بزج سوريا إلى الحرب الأخيرة مع لبنان.

فوفق بعض المصادر الإسرائيلية، فإن كونداليزا رايس، وزيرة الخارجية الأمريكية، كانت قد طلبت من إسرائيل في زيارتها الأولى بعد بدء الحرب، فحص مثل هذا الخيار، وأن هذا الرفض قد أتى حتى قبل اتضاح الإخفاق الإسرائيلي في الحرب.

ووفق بعض المصادر الصحفية الإسرائيلية، فقد كان هناك أيضا اعتبار ميداني أشبه بالفضيحة، إذ تبيّـن خلال الحرب بأن جبهة الجولان مفتوحة تماما أمام السوريين، وأن الاستعدادات العسكرية الإسرائيلية هناك لم تكُـن قادرة على صدّ أي تقدّم سوري في الجولان أثناء الحرب، وأن هذه المعطيات كانت السّبب وراء استدعاء المزيد من الاحتياط الإسرائيلي خلال الحرب.

قلق إسرائيلي

هذه الأيام، هناك في إسرائيل قلق مصدَره توصيّـات لجنة بيكر، لفحص السياسات الخارجية الأمريكية في المنطقة. فبحسب ما تسرب من هذه التوصيات، على الولايات المتحدة العودة وبقوة للتدخّـل في الملف الفلسطيني الإسرائيلي، ومحاولة إيجاد صيغة لحلّ دائم بين الطرفين، بالإضافة إلى فتح حوار أمريكي مع سوريا وإيران، وحل مشكلة الجولان تمهيدا لانسحاب عسكري أمريكي من العراق.

نتائج الانتخابات التشريعية النصفية الأمريكية واستقالة وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد والانطباع بأن نفوذ المحافظين الجدد في أمريكا، الداعمين بقوة لإسرائيل في انحسار، زاد من مخاوف إسرائيل من أنها ستكون مطالبة بدفع ثمن تغيير السياسة الأمريكية في المنطقة إذا ما حصل ذلك.

غير أن بعض المراقبين الإسرائيليين يقولون إن هذا الأمر سيصُـب في مصلحة إسرائيل فيما يتعلق بالشق السوري من التوصيات، خصوصا وأن جزءا أساسيا من اعتبارات إسرائيل، التي دفعتها لرفض أي استجابة لنداءات السلام السورية، كان مردّه إلى رفض الإدارة الأمريكية السماح لإسرائيل بذلك، خصوصا وأن الإدارة الأمريكية ربطت أي حوار مباشر لها مع سوريا أو أية مفاوضات إسرائيلية أمريكية بتغيير جذري في السياسة السورية في العراق، وأن أي حوار مع سوريا يجب أن يكون جزءا من صفقة شاملة على ثلاثة محاور رئيسية:

الأول، المتعلقة بالملف العراقي، والتي تشمل تغييرا شاملا في السياسية السورية في العراق، وتحويل الجُـهد السوري من جُـهد معيق لنشاط القوات الأمريكية في العراق إلى جهد مساند لهذه القوات أو على الأقل وقف دعم سوريا لبعض القوى المناهضة للتواجد الأمريكي هناك وإغلاق الحدود بالكامل.

الثاني، الملف اللبناني، التقديرات في إسرائيل أن المشكلة هنا بالنسبة للإدارة الأمريكية، هي مع فرنسا التي ترفض عودة أي دور سوري فاعل في لبنان، خصوصا وأن هناك بعض الأوساط الأمريكية على استعداد للتنازل في هذا الموضوع مقابل دور سوري فاعل في إجبار حزب الله على نزع سلاحه، تمهد الطريق لاتفاقية سلام لبنانية إسرائيلية في إطار حل شامل في المنطقة.

الثالث، موضوع الجولان والانسحاب الإسرائيلي في إطار معاهدة سلام سورية إسرائيلية، تشمل أيضا وقف الدّعم السوري لنشاطات الفصائل الفلسطينية في سوريا، وتحديدا حركة حماس.

وفق تقديرات المراقبين في إسرائيل، فإن المحور الثالث هو الأسهل، خصوصا وأن ثمن السلام مع سوريا معروف جيدا للإسرائيليين، وهناك نسبة عالية في الشارع الإسرائيلي ستقوم بتأييد هذه الخطوة إذا ما قامت الحكومة الإسرائيلية بتسويق معاهدة سلام مستقبلية مع سوريا بشكل جيد، مع الأخذ بعين الاعتبار أن عدد المستوطنين الإسرائيليين هناك لا يزيد على العشرين ألف، وأن قسما كبيرا منهم على استعداد لترك المكان في إطار اتفاقية سلام مع سوريا، وأن تفكيك المستوطنات الإسرائيلية الـ 37، والتي بُـنيت آخرها “كدمات تسفي” عام 85، لن تكون بالمهمة الصعبة، “إذا ما اقتنعت القيادة الإسرائيلية أن إعادة الجولان إلى سوريا هي بالفعل الأولوية المركزية للنظام في دمشق، وليس مجرد حُـجة للتغطية على أن الأولوية الأولى هي بقاء نظام الأقلية العلوية الحاكمة هناك، على حد تعبير بعض المصادر الاستخباراتية العسكرية الإسرائيلية، وأن إعادة الجولان أهم لبشار الأسد ورفاقه في القيادة السورية من العودة إلى لبنان”.

إلى حينها، ستبقى الشاحنات الإسرائيلية تنقل دبّـاباتها من وإلى القواعد العسكرية الإسرائيلية في الجولان، والتي تبدو ألوانها غريبة لكل ما هو موجود في الجولان في مختلف فصول السنة، بدءا من مرتفعاتها المكسوة بالبياض في الشتاء أو لمروجها الخضراء في الربيع أو بصيفها الأصفر المتشح بخضار نابت حول مصادرها المائية الغزيرة في أيام الصيف الحارة.

غير أن الأمور بالنسبة لعطا فرحات، ولقرابة العشرين ألف سوري في الجولان، تبدو في هذه الأيام قريبة من الحسم، وربما يجدر التركيز هنا على “هذه الأيام”، خصوصا وأن كبار السن في الجولان عرفوا في الماضي فترات كانت تبدو الأمور فيها قريبة من الحسم أيضا.

قاسم الخطيب – القدس

مساحة الجولان (محافظة القنيطرة) 1860كم2، (1%) من مساحة سوريا.
مساحة المنطقة التي احتلت في اعقاب عدوان 1967، (1250) كم2.
مساحة المنطقة المحررة عام 1974، (50) كم2.
مساحة المنطقة المتبقية تحت الاحتلال الاسرائيلي (1200) كم2
عدد سكان الجولان وفق احصاء 1966، (153) الف نسمة.
عدد سكان المنطقة التي احتلت عام 1967، (138) الف نسمة.
عدد السكان الذين شردتهم اسرائيل اثناء وبعد العدوان (131) الف نسمة، أصبحوا في عام 1996 (490) الف نسمة.
عدد السكان المتبقين داخل المنطقة المحتلة عام 1967 (7) آلاف نسمة، في عام 2000 اصبحو (19) الف نسمة.
عدد قرى الجولان (164) قرية و(146)مزرعة ومدينتين هما القنيطرة وفيق.
عدد القرى التي وقعت تحت الاحتلال (137) قرية و(112) مزرعة بالاضافة الى مدينتي القنيطرة وفيق.
عدد القرى التي بقيت بسكانها (6) قرى: مجددل شمس ، مسعدة ، بقعاثا ، عين قنية ، والغجر وسحيتا (رحّل سكان سحيتا فيما بعد إلى مسعده لتبقى 5 قرى)
مساحة الاراضي المزروعة بالاشجار المثمرة عام 1966 (431)الف دونم.
يوجد في الجولان المحتل (76) حقل الغام، بعضها داخل القرى العربية المأهولة.
يوجد في الجولان المحتل (60) معسكراً للجيش الاسرائيلي تقريبا، احد هذه المعسكرات في مجدل شمس وتحيط به البيوت من الجهات الأربع.
عدد المستوطنات في الجولان (33) مستوطنة منتشرة على انقاض القرى العربية.
عدد المستوطنين الاسرائيليين في الجولان (15) الف مستوطن على الورق.
يستهلك المستوطنون (76) مليون متر مكعب من المياه.


(المصدر: موقع الجولان السوري)

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية