مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

السويسريون شركاء مُهمّون للإمارات العربية المتحدة

تطرق القنصل العام السويسري في دبي إلى إسهام الشركات السويسرية في النهضة العمرانية التي تشهدها دولة الإمارات العربية المتحدة عموما وإمارة دبي بالخصوص ونوه بالسمعة التي تتمتع بها سويسرا هناك.

وفي حديث لمجلة “أرباب العمل السويسريين”، استعرض السيد غيرهارد بروغر خصائص إبرام شراكة بين الشركات السويسرية والمتعاملين الاقتصاديين الإماراتيين وما يجب مراعاته أو تجنبه لإنجاح هذه العلاقة.

في حديث مطول خص به السيد غيرهارد بروغر، القنصل العام السويسري في دبي مجلة “أرباب العمل السويسريين” في عددها الصادر يوم 22 مايو 2008، عبر الدبلوماسي السويسري عن إعجابه بالنهضة العمرانية التي تعرفها إمارة دبي التي حل بها كقنصل عام منذ بداية عام 2008.

واستعرض السيد بروغر المشاريع العملاقة التي أنجزت أو التي سيجري إنجازها في وقت قصير مثل الطرق السريعة، وميترو دبي ذي الأربعة خطوط، والجزر السكنية المتعددة، وناطحات السحاب المتنافسة والتي يمثل فيها برج دبي أعلى بناية في العالم، ومطار آل مكتوم الدولي في دبي الذي يعتبر أكبر مطار في العالم.

تواجد سويسري وسمعة جيدة

عن مساهمة الشركات السويسرية في هذه النهضة المتسارعة في دبي يقول القنصل العام السويسري “إن سويسرا معروفة ومحببة لدى الإماراتيين”، ويشير إلى أن العديد من الإماراتيين يترددون على سويسرا للسياحة أو لأنهم يمتلكون فيها بيوتا لتمكين أبنائهم من مزاولة الدراسة هناك. ويقول إنه استنتج من خلال لقاءاته بالإماراتيين أن تقييمهم لسويسرا يتلخص في أنه “بلد مثالي به نظام حكم مستقر”.

وعلى مستوى تواجد الشركات السويسرية يعتبر القنصل العام السويسري أن هذا التواجد يعود إلى علاقات قائمة منذ زمن بعيد، ويُلاحظ أن جميع القطاعات الإقتصادية تقريبا ممثلة في دبي.

وعادة ما يكون هذا التواجد للشركات السويسرية إما على شكل شركات لها مقر بإحدى المناطق التجارية الحرة المتواجدة في كل الجزر الإماراتية (وهي صيغة تسمح للشركة المعنية بالتحكم في كافة نشاطاتها وممتلكاتها شريطة أن يكون لها منتوج موجه للتصدير)، أو على شكل شركة مشتركة، يشترط القانون اليالي أن يملك فيها الشركاء الإماراتيون نسبة 51% من الأسهم.

وتُبذل حاليا جهود حثسثة لإقناع أصحاب القرار بالسماح لمستثمرين أجانب بامتلاك أكثر من 49 في المائة من أسهم الشركات.

حماية البيئة خصوصية يجب استثمارها

من المشاريع العملاقة التي يمكن للشركات السويسرية أن تلعب دورا حيويا في إنجازها هناك مشروع “المدينة الخضراء” المعروف بمشروع “مصدر” والذي سينجز في أبوظبي وفق معايير مستقبلية.

ويوضح القنصل العام السويسري في دبي أن “هذه المدينة، التي هي اليوم فقط في مرحلة التصميم، ستكون خالية من المرور وخالية من الإصدارات الغازية وذلك باستثمار التكنولوجيا المحافظة على البيئة بحيث يتم انتاج الطاقة من مصادر شمسية أو عبر طاقة الرياح”. وأفاد الدبلوماسي السويسري بأنه تم الاتصال بشركة سويسرية متخصصة في صناعة ألواح انتاج الطاقة الشمسية وأشار إلى أنها “قد تتولى مهمة تركيب محطة الطاقة لتزويد المدينة في شراكة مع محليين”.

ويعتبر القنصل العام السويسري في دبي أن هذه الشراكة تتوقف على نوعية الخدمات أو على المنتوج وليس على حجم الاستثمارات، بحيث يمكن لوفر خدمات مثلا أن يوظف خبرته مستعينا في ذلك بحاسوب فقط. من جهة أخرى، تساعد الكثافة السكانية الكبيرة التي جلبتها هذه الطفرة العمرانية على خلق فرص جديدة يمكن االإستفادة منها كالاستثمار في حماية البيئة وفي إعادة تدوير النفايات أو ما يُعرف ” بالرسكلة”، وهي فرص جديدة على المنطقة.

ويسجل القنصل العام السويسري ظهور بوادر وعي بيئي في المنطقة خصوصا بعد إصدار الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لمرسوم سيجعل من دبي المدينة الرائدة عالميا في مجال إنتاج الطاقة الشمسية. ومن أجل إنجاز ذلك، يعتبر الدبلوماسي أن هناك حاجة ماسة لخبرة وتكنولوجيا في هذا المجال يمكن أن تقدمها الشركات السويسرية.

وفي المجال العقاري، تشهد إمارة دبي طفرة كبرى تزيد من حدتها عمليات المضاربة التي تعمل على تغيير ملكية المبنى عدة مرات قبل الإنتهاء من تشييده وتؤدي إلى تحقيق أرباح في كل مرة تفوق 50% من السعر الأولي للعقار. هذا الصنف من المضاربات، يرى فيه القنصل العام مشكلة تحول دون منح الأولوية لمعايير البناء المحافظة على البيئة لأن مصمم البناء ليس هو الذي سيقيم به في نهاية المطاف.

على العكس من ذلك، يرى القنصل العام السويسري في دبي أن البيوت والمساكن الفردية التي يسهر أصحابها على متابعة عملية بنائها تراعي تلك المعايير البيئية عموما.

دور في تحسين القطاع الصحي

وفي معرض تقييمه لوضع القطاع الصحي في الإمارات العربية المتحدة، اعتبر القنصل العام السويسري بأن “هذا القطاع يعرف تطورا كبيرا وهذا ينعكس من خلال قدرة كل مواطن ومواطنة على الوصول الى الخدمات الصحية”، كما يرى أن هناك رغبة في تحسين نوعية ومستوى الخدمات الصحية في البلاد.

وعبر الدبلوماسي السويسري عن ابتهاجه بمساهمة سويسرا في هذا التمشي من خلال “إقامة مستشفى في إمارة رأس الخيمة يُدار بخبرات سويسرية. وهو المستشفى الذي يشرف مستشفى “زوننهوف” السويسري في برن على تقديم العلاج فيه وعلى إدارته”.

الاتصال المباشر بدل صفقات الفاكس

من بين النصائح التي يقدمها القنصل العام السويسري في دبي للشركات السويسرية الراغبة في مزاولة نشاطها في دولة الإمارات العربية المتحدة أو في منطقة الخليج عموما، التركيز على الاتصال بالشركاء وتعزيز العلاقات المباشرة معهم. وقال “قد يخطئ من يعتقد بأن زيارة أو زيارتين في السنة تكفي، أو من يعتقد بأنه يمكن أن يبرم صفقاته عبر الفاكس”.

وأكد الدبلوماسي السويسري أيضا على “ضرورة التأكد جيدا من أن أسس إقامة العلاقة التجارية قوية قبل إبرام الاتفاق، وذلك عبر استشارة المكتب السويسري للترويج الاقتصادي في زيورخ أو المكتب التجاري السويسري التابع للقنصلية العامة في دبي أو السفارة في أبو ظبي أو مجلسي الأعمال السويسري في دبي وأبوظبي، لأن إمكانية التخلص من قيود الاتفاق المبرم صعبة للغاية”.

كما وجه القنصل العام السويسري نصائح لمواطنيه الراغبين في الاستقرار في الإمارات او زيارتها بضرورة الابتعاد عن قيادة السيارات في حالة سكر او في امتلاك مخدرات ولو بكميات صغيرة ” لأن العقوبة تصل الى حدود أربعة أعوام سجن”.

سويس إنفو بالإشتراك مع مجلة “أرباب العمل السويسريين”، العدد 11 بتاريخ 22 مايو 2008

أجرت مجلة “أرباب العمل السويسريين” تحقيقا صحفيا شاملا حول إمارة دبي بدعوة من الفرع السويسري لـ “دائرة السياحة والتسويق التجاري الإماراتي”.

في عدد المجلة الصادر يوم 22 مايو 2008، تطرق الصحفي رولاند بوشونغ إلى مظاهر العمران التي تعرفها هذه الإمارة بعد أن زار عددا من المشاريع العملاقة فيها وتحدث لعدد من المسؤولين الإماراتيين والسويسريين والأجانب.

وفي حوار مطول مع القنصل العام السويسري في دبي، تم التطرق إلى مساهمة الشركات السويسرية في هذه النهضة العمرانية في إمارة دبي والسمعة التي تحظى بها الشركات السويسرية في الإمارة خصوصا وفي دولة الإمارات العربية المتحدة عموما.

ومن الإحصائيات التي تعكس أهمية المبادلات التجارية بين الإمارات وسويسرا يمكن الإشارة إلى أن عدد السويسريين المقيمين في الإمارات يفوق 1500، منهم 1300 في دبي وحدها. ويعرف هذا التواجد السويسري في الإمارات زيادة بنسبة 15% سنويا. أما عدد السياح السويسريين فقد استقر في حدود 50 ألف سنويا.

نسبة النمو الاقتصادي السنوي في دولة الإمارات العربية المتحدة فاقت 7،3% في عام 2007 أما ميزان المبادلات التجارية بين سويسرا والإمارات فهو يميل لصالح سويسرا بفارق 1،9 مليار صادرات و 320 ألف فرنك واردات.

أهم صادرات سويسرا إلى الإمارات في عام 2007 بملايين الفرنكات وبالترتيب:
1-الساعات ( 527)، 2- المجوهرات(465)، 3- الآلات(346)، 4- الأدوية(141)، 5- المواد الكيميائية(84)، 6- السيارات وأدوات الملاحة(81)، 7- بصريات وأدوات طبية(56)، 8- معادن غير ثمينة(50)، 9- مواد غذائية(46)، 10- منسوجات( 30).

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية