مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

بعثة المراقبين في الخليل.. عُهدة خامسة لبوتفليقة.. استبعاد المنافسين في السعودية

صفحات أولى لست صحف يومية سويسرية
تعددت اهتمامات الصحف السويسرية هذا الأسبوع وشملت تغطيتها للعالم العربي مستقبل الأوضاع في مدينة الخليل وعودة الحياة إلى السياسة والعمل الحزبي في تونس واحتمالات ترشح بوتفليقة لعُهدة رئاسية خامسة وظاهرة الإنتحار في صفوف الشبان في مصر. swissinfo.ch

تعددت اهتمامات الصحف السويسرية الصادرة هذا الأسبوع وشملت تغطيتها للعالم العربي مستقبل الأوضاع في مدينة الخليل بعد قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي عدم التجديد لبعثة التواجد الدولي المؤقت العاملة فيها وعودة النشاط إلى االحياة السياسة في تونس رغم الإحتجاجات واحتمالات ترشح بوتفليقة لعُهدة رئاسية خامسة في الجزائر وسعي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لإحكام قبضته على السلطة في المملكة من خلال استبعاد كل المنافسين المحتملين كالأمير سلمان بن عبد العزيز بن سلمان آل سعود، صهر الملك الراحل عبد الله، الذي يقبع في السجن منذ أكثر من عام، إضافة إلى تفاقم ظاهرة الإنتحار في مصر.

صحيفة “لوتون”، تصدر بالفرنسية في لوزان، 30 يناير 2019

في افتتاحية بعنوان “في الخليل، الجحيم بلا شهودرابط خارجي“، علّق لويس ليما على القرار الذي اتخذه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الإثنين 28 يناير الماضي بعدم التجديد لبعثة التواجد الدولي المؤقت في مدينة الخليل وكتب يقول: “إن مدينة الخليل ليست صورة مكثفة لواقع الإحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية فحسب، بل هي صورة كاريكاتورية لتركيبة مُنافية للعقل حولت هذا النزاع إلى متاهة”، ذلك أنه “كان يُفترض أن يتم في الوقت المناسب تسوية مستقبل هذه المدينة المقسّمة إلى منطقتين (هـ 1 وهـ 2)، والمصير المستقبلي للمستوطنين الإسرائيليين والوضع النهائي لكهف البطاركة (الحرم الإبراهيميّ الشريف لدى العرب)… لكن هذا الوقت لم يحن أبدا، وهو يبدو اليوم أبعد من أي وقت مضى”.

في الوقت نفسه، يرى ليما أن “وجود مراقبين دوليين (أي بعثة التواجد الدولي المؤقت في مدينة الخليلرابط خارجي) التي يتشكل جزء مهم منها من سويسريين ينتمي إلى نفس التركيبة (المنافية للعقل). فمنذ عشرين عاما، يُتحدّث عن هؤلاء المراقبين بوصفهم مؤقتين (أو عابرين). فهم يقومون بشكل فردي بإنجاز عمل مثير للإعجاب كشهود صامتين في قلب الكراهية. وفي عام 2002، دفعت مواطنة سويسرية من كانتون فو حياتها ثمنا لتواجدها في هذا الإطار الكفكاوي الممتلئ بعنف مكتوم”.

خلال هذه الفترة أيضا “تضاعف عدد المستوطنين في الخليل، وتضاعف عدد الجنود الإسرائيليين المكلفين بتأمين حمايتهم. ذلك أن إسرائيل لم تتوقف عن اللعب على هذا “الوضع المؤقت” من أجل تأسيس وضع دائم فيها (أي المدينة) لفائدتها.. وللحقيقة، فقد كانت المناورة ناجحة للغاية بحيث لم يعد أحد يعرف الآن ماذا يُفعل بهذا التواجد الغريب لمراقبين مُرتدين لسترات زرقاء”، كما تقول الصحيفة. 

صحيفة “تريبون دو جنيف”، تصدر بالفرنسية في جنيف، 30 يناير 2019

في سياق لقاءرابط خارجي أجراه أندريس ألّومان في مدينة جنيف مع أحد أقرباء الأمير سلمان بن عبد العزيز بن سلمان آل سعود، صهر الملك السعودي الراحل عبد الله، الذي يقبع في السجن منذ أكثر من عام، تساءل “أمين” (اسم مستعار) عن أسباب اعتقال هذا الأمير الذي “لا يمثل تهديدا للسلطة السعودية.. كما أنه رجل أعمال لم يُسمع عنه أي انتقاد للرياض”. ونقلت عنه الصحيفة أن الأمير الشاب (38 سنة) “الذي لم يُظهر أي طموحات سياسية رغم ما يتمتع به من إشعاع دولي حيث درس في جامعة السوربون ومُنح وسام جوقة الشرف لجهود المبذولة لفائدة التبادل الثقافي مع أوروبا” قد تعرض للإيقاف قبل فجر يوم 4 يناير 2018 إثر استجابته لدعوة وُجّهت له من طرف القصر الملكي.

وفي هذا الصدد، ترى الصحيفة أن ولي العهد محمد بن سلمان – الذي لا يتمتع بأي شرعية زائدة عن أيّ من أحفاد مؤسس المملكة الذين ستؤول إليهم خلافة الملك الحالي، آخر أبناء الملك عبد العزيز، بعد رحيله – يرى في الأمير المعتقل منافسا محتملا خطيرا، فهو صهر الملك الراحل عبد الله ومتحصل على العديد من الشهائد الأوروبية ويُتقن العربية والفرنسية والإنجليزية والإيطالية ولديه شبكة واسعة من العلاقات الدولية وأعلى المستويات.

وفيما صرح إيلي حاتم، محامي الأمير سلمان في باريس أن “هذا الإعتقال الإعتباطي تماما يدفع للتفكير إلى أن الهدف الحقيقي لمحمد بن سلمان (ولي العهد) يتمثل في التخلص من أي منافس مُحتمل”، اعتبر خبير جامعي طلب عدم ذكر اسمه أن “المملكة العربية السعودية تصبح – مع محمد بن سلمان الذي يقوم تدريجيا بتركيز جميع السلطات بين يديه – ملكيّة مُطلقة. إنه تغيير جذري للنظام”.

صحيفة “24 ساعة”، تصدر بالفرنسية في لوزان، 1 فبراير 2019

هل سيترشح الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة لعهدة خامسة؟ رغم إعلان أكثر من 150 شخص حتى الآن عن اعتزامهم خوض السباق، تقول الصحيفة “يبدو الجميع على قناعة بأن الرئيس بوتفليقة سيترشح لفترة خامسة وبأنه سيخرج بالتأكيد منتصرا في الإقتراع”. في إجابته على أسئلة الصحيفةرابط خارجي، اعتبر حسني عبيدي، الأستاذ في معهد الدراسات الدولية العليا التابع لجامعة جنيف، أن “هذا الهائل من الترشحات ناجم تحديدا عن عدم اليقين المحيط بترشح الرئيس بوتفليقة” الذي يُعاني من تداعيات سكتة دماغية تعرض لها في عام 2013 أقعدته وقللت من ظهوره العلني إلى أدنى حد.

في المقابل، قال عبيدي: “إنه سيُعلن عن ترشحه على الأغلب في آخر لحظة (قبل يوم 3 مارس، آخر أجل لتقديم الترشحات) مثلما حصل في عام 2014″، وأضاف أن الشخصيات المحتملة التي سيُسمح لها بخوض المنافسة “لن يلعبوا إلا دور “الأرنب البري” كما يُقال.. أما الوحيد الذي يخرج عن السياق فهو الجنرال المتقاعد علي الغديري، القادم من داخل النظام لكنه يدعو إلى إحداث قطيعة سياسية من أجل وضع حد للتعتيم المحيط بالسلطة والعودة إلى روح الدستور”.

ولكن لماذا يبدو انتصار بوتفليقة مضمونا؟ أجاب حسني عبيدي: “أولا، لأنه ليس هناك مرشح آخر يتمتع بدعم بنفس هذا الحجم من طرف الإدارة وأوساط رجال الأعمال. وثانيا، بفضل إغراق صناديق الإقتراع بالتأكيد، مع أنه يحظى بقدر من الشعبية لأنه كان مهندس للمصالحة الوطنية بعد الحرب الأهلية.. وثالثا، لأن السلطة أصابت الجزائريين بالقرف من الشأن العام. وبالنتيجة، فإن معدلات العزوف عن التصويت تصل إلى مستويات قياسية”. 

صحيفة “نويه تسورخر تسايتونغ”، تصدر بالألمانية في زيورخ، 29 يناير 2019

تناول أولريش شميد، مراسل الصحيفة المتخصص بالشرق الأوسطرابط خارجي آخر المستجدات على الساحة السياسية في تونس. وذلك على صدى أكبر مظاهرة في تاريخ البلاد المعاصر، حيث شن أكثر من 670.000 شخص إضرابا عن العمل يوم الخميس 24 يناير الماضي، تعبيرا عن الإستياء من الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية هناك. يؤكّد شميد أنّ المبادرة جاءت من الشباب التونسي، “فنسبة البطالة تصل إلى الثلث وليس هناك تطلعات مستقبلية والنّظام السياسي بالٍ عفا عليه الدهر”، ويستشهد على ذلك برئيس البلاد باجي قايد السبسي، الرجل ذو 92 سنة، وبقيام حزبه نداء تونس بترشيحه لدورة رئاسية جديدة، بالإضافة إلى الانشقاق حديث العهد في الحزب بين أتباع يوسف الشاهد رئيس الحكومة وحزبه الجديد “تحيا تونس”، الذي سيشارك بالإنتخابات القادمة والسبسي. ويصب هذا الانفصال في حزب نداء تونس في مصلحة حزب النهضة الإسلامي التأسيس “والذي يتخذ مساراً ديمقراطيّاً متخذاً من ميركل وحزبها المسيحي الديمقراطي مثالاً له”، كما يقول شميد، الذي يرى في هذه التغيرات في المشهد السياسي التونسي “خيراً للشعب التونسي، وخبراً سارّاً لكل مسلم معتدل في الوطن العربي وفي نفس الوقت مصيبة للمتسلّطين وأعداء الديمقراطية منهم”.

في هذا الصدد، تطرق شميد إلى معارضة الرئيس السابق المرزوقي لزيارة ولي العهد السعودي لتونس والوعود بدعم المملكة العربية السعودية لتونس بمبلغ قدره نصف مليار دولار بفائدة زهيدة ولكن بشروط مجهولة، بحسب تعبيره، ويصف شميد المرزوقي بالمدافع الحر عن حقوق الإنسان وبالمعارض الكبير لحكم بن علي الدكتاتوري. علماً أنّ المرزوقي كان قد حذّر من هذه الزيارة وتحدّث عن محاولة من المملكة من أجل إفشال التجربة الديمقراطية في تونس، ولم يكن وحيداً في ذلك إذ أنّ آلاف التونسيين قد احتجوا على هذه الزيارة. كما قامت منظّمات تونسيّة كثيرة بالتنويه إلى أنّ من سيستفيد من هذه الأموال هم من أعداء الديمقراطية هناك. ويستنتج شميد من ذلك ومن زيارة مماثلة لنجيب ساويرس الملياردير المصري لتونس، والذي يجمعه مع السبسي والسعودية والسيسي العداء للإخوان المسلمين، أنّ من سيستفيد من المعونة القادمة من الخليج العربي لن يكون حزب النهضة. ويضيف الصحفي بأنّ الإيديولوجيّة التي يتبعها حزب النهضة تقترب من تلك التابعة للثورة الإيرانيّة وللإخوان المسلمين في مصر، ويرى أنّ “حزب النهضة يحاول العودة إلى الأساس ويعتمد الحجج لا السلاح، وكإخوان المسلمين المصريين لا يخاف هؤلاء من الديمقراطية، فأينما حكموا حكموا بإنصاف وحكمة”. ويعطي شميد مثالاً على ذلك الإخوان المسلمين في الأردن، الذين ساعدوا في إلغاء القانون المثير للجدل حول سقوط تهمة الاغتصاب في حال تزوج المغتصب ضحيته. أما هذه المواقف والرغبة في تقديم التنازلات لصالح الديمقراطية، فهي ما يثير “غضب التقليديين في بلدان الخليج العربية والمستبدين في بلاد النيل” برأي أولريش شميد.

صحيفة “نويه تسورخر تسايتونغ”، تصدر بالألمانية في زيورخ، 1 فبراير 2019

تحت عنوان “الانتحار في مصر يتحول إلى قضيّة رأي عام”، عالجت الصحيفة ظاهرة الانتحار وبالتالي مسألة الاكتئاب والأمراض النفسيّة الأخرى في البلاد. وبعد ذكر الأسباب المجتمعيّة ومن ضمنها الدّين الذي يحرّم الانتحار، تطرّقت الصحفيّة كارين فينغير إلى بعض التطورات المسجلة في هذا المجال. بين غياب احصائيات رسميّة دقيقة عن أعداد حالات الانتحار ومحاولاته، ونقص في الكوادر المختصّة في عيادات الأمراض النفسيّة، بالإضافة إلى حديث الصحيفة مع داليا الحلواني، مديرة العيادة المفتوحة في مستشفى بهمان مستشفى بهمان للصحة النفسية قرب القاهرة عن آخر التطورات في هذا الصدد بعد زيارة قامت بها الأخيرة إلى زيورخ لإلقاء محاضرة. كما تحدّثت الصحيفة مع إلهام مانع،  الباحثة السويسرية اليمنية في العلوم السياسية وناقشت معها الأوضاع على أرض الواقع في مصر بالنسبة للانتحار وبعض الأسباب السياسية والاجتماعية لهذه الظاهرة. 

مانع ترى أن “تعسف النّظام السياسي والأزمة الاقتصادية الكبيرة والديون المتراكمة على مصر تعتبر من أهم الأسباب لانتشار الإنتحار في البلد”، وتعطي مثالاً على ذلك أن أحد الأشخاص الذين سُجنوا بغير وجه حق وتعرّضوا للتعذيب قد سقط في حالة اكتئاب مزمنة بعد خروجه من المعتقل، وهي واحدة من حالات كثيرة. بالإضافة إلى ذلك، هناك حقيقة تتمثل في أنّ مصر “ليست لديها القدرات الطبية أو التجهيزات المتخصصّة لمعالجة الأمراض النفسية التي تؤدي إلى الإنتحار، فهناك لكل مائة ألف مواطن 0.69 طبيب أو معالج نفسي فقط بحسب منظمة الصّحة العالمية”، كما نقلت الصحيفة.

ومن بين النقاط المهمة التي جاءت في المقالة أنّه على الرغم من أنّ الإحصائيات الدولية تشير إلى أنّ معدل نسبة الإنتحار في مصر تصل إلى 4 لكل 100.000 مواطن، وهي أقل من النسبة على مستوى العالم التي تصل إلى 11 لنفس العدد من الأشخاص، فإنّه من غير الممكن التّحقق من هذه الأرقام لعدم تسجيل جميع الضحايا في مصر كحالات انتحار. وتصل الصحيفة إلى استنتاج تستوحيه من الطبيبة النفسية داليا الحلواني التي ترى أنّ الوضع أفضل مما توقعته قبل بداية ممارستها لهذه المهنة، وفي الوقت نفسه يتوافق رأيها مع رأي الباحثة إلهام مانع لجهة وجود نقص في الكوادر الطبيّة وعدم توفّر الأدوية اللازمة لمعالجة هذه الأمراض، وفي الوعي لدى عاملي الصيدليات في التعامل مع الوصفات الطبية من هذا الصنف، إذ “غالباً ما يُعيد المرضى الوصفات إلى العيادة لأنّ الصيدلي يرفض إعطاءهم الدواء بحجة أنّه يؤدي إلى الإدمان وأنّه خطير على صحتهم”، كما تقول الحلواني.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية