مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الشؤون العربية في الصحافة السويسرية

الصفحات الأولى لعدد من الصحف اليومية السويسرية بالألمانية والفرنسية
اهتمت الصحف السويسرية هذا الأسبوع بآخر المستجدات في القدس وتطورات الأزمة الخليجية . swissinfo.ch

هذا الأسبوع، تركز اهتمام الصحف السويسرية دوليا على نتائج الإنتخابات الرئاسية الفرنسية وعلى الإقالة المفاجئة لمدير المكتب الفدرالي للتحقيقات من طرف الرئيس الأمريكي لكنها تناولت بعض المواضيع والقضايا ذات العلاقة بالعالم العربي شملت كرة القدم ونتائج الإنتخابات التشريعية في الجزائر وجهود مكافحة الفساد في العالم العربي.

“زمن الجمود” في الجزائر 

في عددها الصادر يوم 8 مايو الجاري، اهتمت صحيفة نويه تسورخر تسايتونغ (تصدر بالألمانية في زيورخ) بنتائج الإنتخابات البرلمانية الجزائرية ورأت أن “انخفاض نسبة الإقبال على صناديق الإقتراع دليل على حالة اللامبالاة السياسية وفقدان الأمل في التغيير”.

وأفادت الصحيفة أنه مثلما كان متوقعا، فاز حزب جبهة التحرير الوطني الحاكم مع شريكه السياسي التجمع الوطني الديمقراطي بأغلبية المقاعد في البرلمان وإن كانت النتيجة تُعدّ مُخيّبة لآمال الحزب الحاكم، مقارنة بما أسفرت عنه الإنتخابات السابقة.    

الصحيفة أشارت إلى أن الجزائريين يُدركون حقيقة التوازنات السياسية في البلاد، التي يحكمها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ومجموعة من ضباط الجيش وأجهزة الأمن. أما السؤال الوحيد الذي كان مهما في هذه الإنتخابات فهو: “هل سيشارك المواطن الجزائري في هذه المهزلة ويضفي شرعية على الإنتخابات؟”. وفيما أشارت الصحيفة إلى المحاولات المُستميتة للنخبة الحاكمة لتحفيز المواطن الجزائري على التصويت إلا أن “نسبة المشاركة لم تتجاوز 38%”، حسب الأرقام الرسمية.


حكم القانون ومكافحة الفساد 

في عددها الصادر يوم 9 مايو، تطرقت صحيفة “24 ساعة” (تصدر بالفرنسية في لوزان) إلى افتتاح فرع جديد في ضواحي مدينة جنيف لمركز حكم القانون ومكافحة الفساد الذي تأسس في عام 2009 في الدوحة. 

رئيس المركز علي بن فطيس المرّي الذي يشغل أيضا منصب النائب العام في دولة قطر اعتبر في تصريحات نقلتها عنه الصحيفة أن افتتاح مكتب للمركز الذي يتعاون مع مكتب الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة وعدد من الجامعات ومراكز الأبحاث في المدينة السويسرية التي تحتضن المقر الأوروبي للأمم المتحدة “يحمل قيمة رمزية عالية”. وبعد أن ذكّر بأن “فساد المسؤولين السياسيين وغياب العدالة هي التي دفعت الشعوب إلى القيام بالثورة” في عدد من البلدان العربية، ندد بـما أسماها “آفة” الفساد، كما دافع عن ضرورة الفصل بين السلطة السياسية والقضائية “الموروثة عن مونتسكيو”، وقال: “نحن نعيش اليوم في ظل اقتصاد مُعولم. وإذا لم تكن هناك سيادة للقانون وعدالة حقيقية، فإن الشركات الأجنبية لن تثق بك”.

صحيفة “24 ساعة” نقلت أيضا عن المشرفين على الفرع الجديد أنهم يعتزمون تنظيم مؤتمرات وحلقات دراسية تدريبية، ودعم بحوث في هذا المجال. كما يأملون في إرساء تعاون مع جامعة جنيف لإطلاق دورة دراسية تخصص لمكافحة الفساد. 

حقوق العاملين في ملاعب قطر

في عددها الصادر يوم 10 مايو، أعلنت صحيفة “لوتون” (تصدر بالفرنسية في لوزان) أن وساطة قامت بها كتابة (أو أمانة) الدولة السويسرية للشؤون الإقتصادية سمحت بالتوصل إلى اتفاق يضمن حقوق العاملين في ورشات تشييد الملاعب المخصصة لاحتضان مقابلات الأدوار النهائية لكأس العالم لكرة القدم سنة 2022 في دولة قطر.

بدأت القصة في عام 2015، عندما قامت المنظمة الدولية للعاملين في مجال البناء والخشب (IBB) بإيداع شكوى لدى كتابة الدولة السويسرية في برن ضمنت فيها المنظمة النقابية التي تتخذ من جنيف مقرا لها تذمرها من انتهاكات حقوق الإنسان التي يُزعم أن العمال المهاجرين العاملين في ورشات الملاعب التي ستحتضن مباريات كأس العالم لكرة القدم عرضة لها في قطر.

المفاوضات التي شهدت انعقاد العديد من جلسات العمل (التي لم يتم فيها إشراك الجهات القطرية بشكل مباشر) استمرت عامين وكان الغرض منها الحصول من الإتحاد الدولي لكرة القدم على تعهدات جدية بمراقبة احترام حقوق الانسان وحقوق الشغل لدى منح الصفقات العمومية.

نيكو لوتز، أحد أعضاء الوفد النقابي الذي شارك في المفاوضات اعتبر في تصريحات للصحيفة أن الإتفاق الذي تم التوصل إليه يمثل “خطوة إلى الأمام، لكنه يظل بحاجة إلى مراقبة كيفية تطبيقه”، وأضاف أن “الفيفا اعترفت بأنها تتحمل قدرا من المسؤولية وبأنها تتوفر على وسائل مباشرة للتحرك” من أجل تحسين أوضاع العمال.  ولعل أهم نتيجة تم التوصل إليها تتمثل في إنشاء آلية ترمي إلى توفير قناة لإيصال الشكاوى والإنتقادات الموجّهة من طرف العاملين إلى مُشغّلهم. ومن المقرر أن يلتقي الطرفان مجددا (النقابات والفيفا) قبل بداية العام المقبل برعاية سويسرا دائما من أجل التثبت من التطبيق الجيد لبنود الإتفاق وكيفية متابعة العملية. 

“عملية إصلاح الفيفا انتهت”

صحيفة نويه تسورخر تسايتونغ خصصت حيزا واسعا من صفحاتها للتعليق على قرارات الجمعية العمومية للإتحاد الدولي لكرة القدم “كونغرس الفيفا”، التي تعقد هذا الأسبوع اجتماعاتها في مملكة البحرين. وفي عددها الصادر يوم  الخميس 11 مايو، تناولت الصحيفة بالتحديد قر ار عزل كل من هانس يواخيم ايكيرت وكورنيل بوربلي، رئيسي لجنة الأخلاقيات في الفيفا

وفي مقابلة خاصة مع الصحيفة الصادرة بالألمانية في زيورخ، أكد المحامي كورنيل بوربلي أن “هناك أسبابا سياسية وراء قرار الإقالة وأن أشخاصا في مجلس الفيفا أرادوا التخلص منهما”، مشيرا إلى أن “عملية إصلاح الفيفا انتهت”، على حد قوله.

كورنل بوربلي أوضح أيضا أن لجنة الأخلاقيات حققت في العديد من قضايا الفساد بشكل فعال وأنه لا يُمكن أن يكون محتوى العمل السبب وراء عزلهما، لأن فاطمة سامورا، الأمينة العامة للفيفا أعلنت دعم المنظمة لهما، مؤكدا أنه “لو كانت هناك ملاحظات على العمل، لوجّه مجلس الفيفا لنا دعوة للمساءلة”، مرجّحا أن “هذا يدعم فرضية الأسباب السياسية”.

وأضاف بوربلي أن قرار الفيفا عدم ترشيحه وزميله للإستمرار في لجنة الأخلاقيات “يضع نهاية لعملية إصلاح الفيفا، لأن اللجنة كانت الدعامة الأساسية لهذه العملية”. وتوقع المحامي السويسري أن يتم تغيير جميع العاملين في اللجنة بين عشية وضحاها وأن الفيفا “ستعاني من تبعات هذا القرار”، على حد زعمه.

حكاية الأمير الكويتي “لم تكتمل فصولها بعد”

صحيفة نويه تسورخر تسايتونغ الصادرة بتاريخ 9 مايو الجاري تناولت أيضا استقالة الأمير الكويتي أحمد الفهد الصباح في شهر أبريل الماضي من جميع مناصبه المتعلقة بكرة القدم بعد ورود تلميحات لتورطه في قضية فساد في الإتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا.

الصحيفة ذهبت إلى أن الاستقالة الإجبارية للأمير الكويتي تلقي بظلالها على اجتماع اللجنة العمومية للفيفا، مشيرة في الوقت ذاته أن اختفاء أحمد الفهد الصباح عن الأنظار في الفترة الحالية لا يعني بالضرورة غياب تأثيره وتراجع نفوذه داخل الإتحاد. وقالت نويه تسورخر تسايتونغ: “إن الأمير الكويتي ليس بعيدا عن أهم دوائر صنع القرار في المنظمة الكروية وأن هناك تقارير إعلامية حول محاولات لإعادته إلى المنظمة بعد أن تهدأ عاصفة الفضيحة المالية، التي أطاحت به”.

وكانت وسائل إعلام نشرت وثائق التحقيق في قضية فساد مع ريتشارد لاي، عضو لجنة الشكاوى في الفيفا، الذي اعترف بتلقيه لرشاوي. ووردت في الوثائق تلميحات لأحمد الصباح الذي كان يشغل عدة مناصب في اللجنة الأولمبية الدولية وضمن الإتحاد الدولي لكرة القدم.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية