مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

“توقّع مأساة إنسانية في الحديدة” و”يهود سويسريون قلقون”

صفحات أولى لست صحف يومية سويسرية
اهتمت الصحف السويسرية الصادرة هذا الأسبوع بالتطورات الجارية في المعركة الدائرة حول ميناء الحُديدة جنوب غرب اليمن وبصراع المصالح بين قطر والإمارات على أرض الصومال. swissinfo.ch

أولت الصحف السويسرية الصادرة هذا الأسبوع اهتماما بالمعارك الدائرة على أبواب مدينة الحديدة اليمنية والنزاع السياسي المحتدم في العراق حول نتائج الانتخابات والأوضاع في الأردن بعد التعهدات الخليجية ونص رسالة مفتوحة سلمها 240 يهوديا سويسريا إلى سفارة إسرائيل في برن.


“توقّع حصول مأساة إنسانية في الحديدة” 

في مقال نشرته صحيفة “لوتون” يوم الخميس 14 يونيو 2018 حذّر لويس ليما، خبير الشؤون الدولية بالصحيفة السويسرية من مخاطر الهجوم الذي تشنه دولة الإمارات العربية وحلفاؤها على الميناء الرئيسي في اليمن الواقع بمحافظة الحديدة التي يقطنها حوالي 600.000 شخص.

الإمارات وحلفاؤها يبررّون هجومهم وفق الصحيفة السويسرية بكون “المتمردين الحوثيين يستخدمون الرسوم التي يفرضونها على نشاط هذا الميناء في تمويل مشترياتهم من الأسلحة التي يستخدمونها في مهاجمة المملكة العربية السعودية”.

أهمية هذا الهجوم وفق صاحب المقال يأتي من كون “الائتلاف العربي الذي يقاتل المتمردين الحوثيين الشيعة والمتشددين السنة في نفس الوقت، فشل في تحقيق نجاح كبير حتى الآن في اليمن، ولذلك هو ينظر إلى السيطرة على ميناء الحديدة كنصر رمزي قد يسمح مستقبلا للائتلاف بتعزيز مواقفه من أجل مفاوضات سلام محتملة”.

لكن هذا الائتلاف ما كان ليقدم على هذه المغامرة الخطيرة إنسانيا على حدّ زعم كاتب المقال “لو لم يشعر بأن أيديه مطلوقة، بعد تصريحات دونالد ترامب العنيفة ضد إيران، والدعم الفرنسي للملكة العربية السعودية، والذي يرفض الرئيس الفرنسي مراجعته رغم الضغوط الممارسة عليه من العديد من الجهات”.

وفي مواجهة ضغوط الأمم المتحدة، وأطراف دولية أخرى، يختم المقال: “لن تتسرّع الإمارات في الدخول في القتال، ومحاصرة المدينة، بما يسمح للمتمردين بالفرار، والعودة إلى صنعاء عبر ممر آمن”.

“الكلفة البشرية عالية للسيطرة على الحديدة”

أما صحيفة تاغس أنتسايغر الصادرة بتاريخ 14 يونيو 2018 فحذرت من تداعيات المعارك التي بدأت في مدينة الحديدة اليمنية مع شن قوات موالية لحكومة المنفى بدعم من دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية هجوما واسعا على المدينة الساحلية ذات الأهمية الاستراتيجية.

وأشارت الصحيفة إلى أن ” التحالف العسكري بقيادة الرياض شن هجومه على الحديدة، رغم التحذيرات المتكررة الصادرة من الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة الدولية من أن شن هجوم على الحديدة من شأنه تهديد حياة عشرات الآلاف من الأشخاص والتسبب في المجاعة. وهكذا فشلت جهود الوساطة المحمومة للمبعوث الخاص للأمم المتحدة مارتن غريفيث ، الذي حاول تجنب الهجوم ووضع ميناء الحديدة تحت السيطرة الدولية”.

وكانت الإمارات قد منحت الحوثيين مهلة تنتهي صباح الأربعاء (13 يونيو الجاري) للانسحاب من الحديدة. بعد ذلك بدأ التحالف في قصف عشرات الأهداف في المدينة من الجو والبحر والبر.

ونوهت الصحيفة إلى أن “ثلاثة أرباع جميع الواردات ولوازم الإغاثة تدخل إلى البلاد عبر ميناء الحديدة. ويتعين على اليمن استيراد 90 في المائة من جميع المواد الغذائية ويعتمد أكثر من 20 مليون من اليمنيين البالغ عددهم 29 مليون نسمة على المساعدات، حيث يواجه 8.4 مليون شخص مجاعة حادة، وفقاً للأمم المتحدة. وفي حالة تضرر الميناء أو إغلاقه جراء القتال، فستنهار منظومة الأمن الغذائي في اليمن في غضون أسابيع”.

في المقابل، يسعى التحالف بقيادة السعودية إلى قطع الامدادات عن الحوثيين، لكن متحدثين باسم قوات التحالف أكدوا أن التحالف سيبذل كل ما بوسعه لمنع إلحاق أي ضرر بالميناء. من ناحية أخرى، أكد دبلوماسيون أوروبيون صحة الاتهامات الموجهة إلى الحوثيين بجمع رسوم جمركية على البضائع وإمدادات الإغاثة ومحاولة توجيهيها إلى مناطق خاضعة لسيطرتهم.

وفي حديث مع صحيفة تاغيس أنتسيغر أكد محافظ الحديدة الحسن على طاهر انه يقدر قوام الميلشيات الحوثية في جميع أنحاء الحديدة بـ 3000-4000 مقاتل. فيما تتكون قواته المتألفة من ثلاث ميليشيات والمرتزقة السودانية، بحوالي 10000-15000 فرد، كما تحظى قواته بدعم وحدات النخبة الإماراتية وبغطاء جوي وبحري بقيادة قوات التحالف.

ورغم تأكيدات محافظ الحديدة الحسن على طاهر للصحيفة باستعادة السيطرة على المدينة خلال عشرة أيام، إلا أن وكالات الإغاثة الدولية والامم المتحدة حذرت من فرض حصار يستمر شهور ومن وقوع 400،000 إلى 600،000 من المدنيين في الحديدة ضحايا لهذه الحرب الدائرة.  

“حلم نشكيل حكومة عراقية يتبدد”

قالت صحيفة نويه تسورخر تسايتونغ الصادرة بتاريخ 14 يونيو 2018 إن تشكيل حكومة في العراق أصبح حلما بعيد المنال، فبعد اندلاع الخلاف حول نزاهة العملية الانتخابية ونشوب حريق في مخازن تابعة للمفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق، أصبح من المحتمل إلغاء هذه الانتخابات ودعوة العراقيين إلى صناديق الاقتراع مرة أخرى.

وأوضحت الصحيفة أن “الفترة الانتخابية لرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ستنتهي في غضون أسبوعين وسيتعين حينها على مجلس النواب المنتخب حديثا الاجتماع من أجل تشكيل الحكومة بانتخاب هيئة الرئاسة. لكن هذه الحكومة الجديدة قد لا ترى النور بسبب الخلاف بين الكتل السياسية حول نتيجة الانتخابات البرلمانية “..

“ليس هذا فحسب، فالحريق، الذي اندلع في مخازن تابعة للمفوضية العليا المستقلة للانتخابات، حيث تم الاحتفاظ بالوثائق الانتخابية، ألقى بمزيد من الزيت على نيران الخلاف المشتعل في البلاد. وزارة الداخلية أعلنت أن الحريق كان متعمدا وتم اعتقال أربعة أشخاص يوم الاثنين الماضي – ثلاثة من رجال الشرطة وعضو واحد في اللجنة الانتخابية المستقلة. ووفقاً للمتحدث باسم وزارة الداخلية، فقد تم تدمير آلات التصويت الإلكتروني ووثائق لجنة الانتخابات. من جهة أخرى، كانت معظم بطاقات الاقتراع محفوظة في مخازن أخرى”.

ورأت الصحيفة أن”ما زاد الطين بلة هو انعقاد البرلمان العراقي المنتهية ولايته في أواخر هذا الشهر وإدخاله تعديلات على قانون الانتخابات الحالي وتشكيل لجنة انتخابية جديدة وإعادة فرز الأصوات يدويا”.

وختمت الصحيفة “الانتخابات البرلمانية كان من المفترض أن تشكل بداية جديدة للعراق بعد هزيمة الدولة الإسلامية. لكن أكثر من 55 في المائة من الناخبين امتنعوا عن التصويت بسبب الإحباط من الخلاف السياسية المستمر وفساد الطبقة السياسية. الصراع الدائر حول نتائج الانتخابات لا يؤكد صحة موقف هؤلاء المقاطعين فحسب، بل يهدد بإدخال العراق في حال فراغ، قد تسعى جهات متطرفة إلى ملئه مرة أخرى”.

تسارع دول الخليج من أجل إنقاذ الأردن

عنوان مقال نشرته صحيفة “لا ليبرتي” الصادرة بفريبورغ، والتي ذكرت فيه أن المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، والكويت وعدت بتقديم مساعدات إلى الأردن بقيمة 2.5 مليار دولار، للمساعدة في وأد موجة الاحتجاجات التي شهدها هذا البلد في الآونة الأخيرة بسبب الازمة الاقتصادية الحادة.

هذه المساعدات التي أعلنت عنها قمة مكّة المستعجلة والتي حضرها بالإضافة إلى زعماء بلدان الخليج الثلاثة، ملك الأردن، وعدت بتقديم تأمينات للبنك المركزي الأردني، وتقديم ضمانات للبنك الدولي “لصالح الأردن”، وتقديم دعم للميزانية الأردنية على مدى خمس سنوات لتمويل مشروعات تنموية.

لكن ما لفت انتباه الصحيفة هو سرعة استجابة المسؤولين الخليجيين لهذه الازمة التي تقع على حدودهم، سرعة رأى لوري بوغارت، الخبير بمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى أنها تعبّر عن “اهتمامهم وحرصهم الشديد على خنق الاضطرابات في الأردن قبل أن تتوسع إلى مناطق أخرى. وعن تصميمهم على منع ربيع عربي جديد على أعتابهم”.

ويمر الاقتصاد الأردني بفترة صعبة حيث تبلغ نسبة البطالة 18.5%، ويعيش 20% من السكان تحت خط الفقر، وزاد استضافة الأردن لمئات الآلاف من اللاجئين السوريين الذي فرّوا من الحرب في اثقال كاهل هذا البلد وماليته العامة. وظلت الأردن على مدى سنوات تطالب المجتمع الدولي بتقديم مساعدات لها لتحمل أعباء اللاجئين لكن الاستجابة الدولية كانت محدودة.

يهود سويسريون قلقون من سياسات الدولة الإسرائيلية

نشرت صحيفة “24 ساعة” الصادرة بالفرنسية في لوزان يوم 13 يونيو الجاري، نص رسالة مفتوحة سلمها 240 يهوديا سويسريا إلى سفارة إسرائيل في برن.

جاء في فاتحة هذه الرسالة: “لا يمكننا السكوت بعد الآن. إننا جميعا يهود سويسريون ملتزمون بالولاء لدولة إسرائيل، التي احتفلت للتو بذكرى تأسيسها السبعين، لكننا نود أن نرى في نهاية المطاف جهودا ملموسة للتفاوض من أجل سلام عادل ودائم. نحن نفهم أن هناك قضايا أمنية ملحة، لكن يبدو لنا من الأفضل البحث عن السلام بدلا من فرض الهيمنة واستعمار الأراضي الفلسطينية”.

الرسالة التي سلمت إلى سفير إسرائيل ببرن يوم الإثنيْن 11 يونيو الجاري والتي تضمنت توقيع 240 من اليهود السويسريين وحملت عنوان “نحن يهود سويسرا نشعر بالقلق” لئن سلطت الضوء على إنجازات دولة إسرائيل منذ نشأتها، كتمكنها من دمج السكان اليهود الذين هم من أصول مختلفة، وحققت تطوّرا اقتصاديا وصناعيا كبيرا، ما جعلها فخرا لمواطنيها”. هذه الدولة نفسها، يقول الموقعون على الرسالة إنهم “قلقون على مستقبلها لأنها في حالة حرب دائمة مع بعض جيرانها، وليس لها حدود معترف بها دوليا، وتحتل أراضي الفلسطينيين، وتحرمهم من حقوقهم، فهي دولة عدم احترام حقوق الإنسان، وهو ما يتناقض مع المثل العليا لتقاليدنا”.

الرسالة تضمنت إشارة أيضا إلى ما قاله رونالد لوورد، رئيس المؤتمر اليهودي العالمي الذي وصف السياسات الإسرائيلية بأنها “استفزازية ومدمّرة من خلال خطط الضم التي تعتمدها، بتشجيع من المجموعات اليمينية المتشددة، وبناء المستوطنات في المناطق الواقعة وراء الخط الأخضر”، “سياسات عمياء خلقت واقعا لا رجعة عنه، واقع دولة واحدة”، على حد قول الزعيم اليهودي العالمي.

وختمت هذه الرسالة بتوجيه نداء إلى الأطراف المعنية بالنزاع في الشرق الأوسط، وطالبتها: “بانتهاج سياسة لكسر الجمود السائد”، وطالبت إسرائيل على وجه الخصوص باعتماد سياسات تحقق آمال الإسرائيليين والغالبية العظمى من اليهود في العالم وذلك بالتزامها قولا وعملا بسلام عادل ودائم متفاوض عليه مع الفلسطينيين”.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية