مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

العمل السياسي في عيون شباب مصر.. ضرورة أم ترفيه؟!

هتافات وشعارات وتجمعات دورية في ميدان التحرير وسط القاهرة (الصورة التقطت يوم 3 يونيو 2011) Keystone

كشف الحوار الذي دعا له المجلس الأعلى للقوات المسلحة مع ممثلي شباب الثورة، عن وجود أكثر من 220 ائتلافا أو كيانا يدّعون تمثيلهم أو الحديث باسمهم.

ففيما التقى المجلس العسكري مع ممثلي 153 ائتلافاً للشباب من مختلف محافظات مصر، أعلن 69 ائتلافا رفضهم تلبية الدعوة للحوار، ومن أبرز هذه الائتلافات “مجلس أمناء الثورة” و”ائتلاف شباب الثورة” و”جبهة دعم الثورة” و”اتحاد شباب الثورة” و”تحالف ثوار مصر” و”حركة شباب 6 أبريل” و”الاشتراكيين الثوريين” و”حركة شباب من أجل العدالة والحرية” و”حملة دعم البرادعي” و”لجان الوعي الثوري” و”مركز ابن رُشد لحقوق الإنسان” و”شباب حزب الغد” و”حركة حشد” و”شباب حزب الكرامة” و….إلخ.

ومن أبرز الأسئلة المتداولة اليوم على الساحة المصرية: أين يقف الشباب عموما من ممارسة العمل السياسي بعد ثورة 25 يناير؟ swissinfo.ch طرحت السؤال على عدد من شباب الثورة وهم خالد السيد، عضو ائتلاف شباب الثورة، وإبراهيم الدراوي، أحد قيادات شباب الثورة عن جماعة الإخوان المسلمين ومنى سليم، إحدى شابات الثورة عن حركة كفاية، والمستشار محمود أبو الغيط، القاضي بمجلس الدولة وعضو مؤسس بالجبهة القومية للعدالة والديمقراطية (أحد كيانات شباب الثورة)، فضلا عن المحلِّـل السياسي أحمد فودة، مدير مركز النخبة للدراسات بالقاهرة.

السياسة ليْـست ترفيها

في البداية، أوضح محمود أبو الغيط أن “الثورة قامت على أكتاف شباب غيْـر مُـسيَّـس. فرغم وجود 24 حزبا قبل الثورة، إلا أنها كانت أحزابا كرتونية لا وجود لها في الشارع، ومن ثَـمَّ، فإن 90% من الشعب الذي قام بالثورة، لم يكن مُـسيَّـسا”، مستدركا بأنه “بعد الثورة، فضَّـل بعض الشباب العودة إلى عملهم وحياتهم الخاصة، فيما اعتبر قسم كبير منهم أن السياسة جزءٌ من العمل الوطني وأن العمل السياسي ليس ترفيها، وإنما ضرورة يمْـليها الواقع الجديد”.

وقال أبو الغيط في تصريح خاص لـ swissinfo.ch: “بعد الثورة أصَـر الشباب على عَـدَم إخلاء الساحة للعناصر الفاسدة، التي قامت الثورة من أجل القضاء عليها، وتطهير الحياة السياسية منها، غيْـر أن شباب الثورة الغير مُـسيَّـس، رفض الانْـضِـواء تحت الكيانات السياسية القديمة وفضَّـل الإنخراط في كيانات جديدة، ولِـدت من رَحِـم الثورة، مثل حزب العدل وحزب ثوار التحرير وحزب الحرية والعدالة (الإخوان المسلمون)”، مشيرا إلى أن “الشباب بعد الثورة، بدأ يُـقارِن ويفرز جيدا، ليُـقرِّر هل ينضوي تحت الكيانات السياسية القديمة أم يتَّـجه لتأسيس جماعات ضغط؟”.

وأضاف أبوالغيط أن “الثورة أوحَـت للكثير من الشباب بفِـكرة تأسيس جماعات ضغط (لوبي)، مثل الجبهة القومية للعدالة والديمقراطية والتي تستهدِف ممارسة الضَّـغط على المجلس الأعلى للقوات المسلحة وحكومة الدكتور عصام شرف، للتَّـأكيد على تحقيق أهداف الثورة”، موضحا أن “بعض الشباب الذي شارك في الثورة وكان مُـنتَـميا لكيانات قديمة، يفكِّـر جديا في الخروج على كياناته، لكونها لم تعُـد تلبِّـي طموحاته”.

واعتبر العضو مؤسس بالجبهة القومية للعدالة والديمقراطية أن “مصير جماعات الضغط، إلى واحدٍ من ثلاث، إما أن تحل نفسها بعد تحقيق أهداف الثورة أو أن تبقى كما هي، تُـمارس دوْرها كجماعة ضغط أو أن تتحوَّل إلى أحزاب سياسية جديدة، خاصة إذا كان اللوبي قوي وسيْـطر عليه فِـكْـر معيَّـن”، مؤكدا أن “معظم الشباب لديْـه رغبة في العمل السياسي، وما ينقصه هو أن يكون هناك قاسِـم مُـشترك، رغم اختلاف أيديولوجياته ورُؤاه الفِـكرية، وأن الاختلاف ظاهرة إيجابية، طالما حَـرِصْـنا على الثوابت الوطنية، كما يجب أن لا ننسى أن 30 عاما من الجُـمود السياسي، أدَّت إلى رُكود سياسي”.

الشباب.. أغلبية صامتة!!

من جهته، أشار خالد السيد، عضو ائتلاف شباب الثورة، إلى أن “أكثر من 95% من الـ 20 مليون شابا، الذين خرجوا خلال الثورة، كانوا يمَـثلون الأغلبية الصّـامتة طوال العقود الثلاثة من حُـكم مبارك، غير أن هذه الأغلبية قرَّرت أن لا تصمُـت بعد ذلك اليوم وأن تتحرّك لاستِـرداد حقوقها المسلُـوبة، وفي مُـقدِّمتها حقّـها في ممارسة العمل السياسي وإبداء الرأي والتعبير، ولعل ما حدث يوم 19 مارس 2011، عندما خرج أكثر من 18 مليون مصري للمشاركة في الاستفتاء على التعديلات الدستورية، أكبر دليل على ذلك”.

ويقول السيد في تصريح خاص لـ swissinfo.ch “شباب الثورة أسقَـط رأس النظام فقط، وهو الآن مشغول بإسقاط باقي النظام، مما يعني أن شباب الثورة ما زال مشغولا باستكمال الثورة، ورغم هذا، فإن الوجوه البارزة من شباب الثورة ما زالت موجودة وتتفاعل مع مُـقتضيات ومُـتطلَّـبات الثورة”، مشيرا إلى أن “70– 80% من شباب الثورة، لم ينضَـوِ تحت أطُـرٍ تنظيمية قديمة، فيما اتَّـجه 20– 30% للبحث عن تشكيلات حزبية جديدة، معظمها تحت التأسيس، مثل “الحزب الديمقراطي الاجتماعي” و”حزب العدل” و”حزب المصريين الأحرار” و… إلخ”.

ويضيف: “أغلب الشباب يسعى لتكوين تنظيمات وكيانات لمتابعة والتأكُّـد من تحقّـق الأهداف التي قامت من أجلها الثورة، وضحّـى أكثر من 800 شهيد بأرواحهم من أجْـل نجاحها، فيما أُصيب قُـرابة 6000 شاب، بينهم حوالي ألفَـي مصاب بعاهات وتشوّهات مستديمة”، كاشفا عن أن “منسِّـقي شباب الإخوان (5 أشخاص) المشاركين في الائتلاف، ما زالوا ينسِّـقون معنا، رغم إعلان الجماعة على لسان أمينها العام الدكتور محمود حسين، بأن ليس لها ممثلين في الائتلاف”.

وأوضح عضو ائتلاف شباب الثورة، أن “كل الأحزاب الموجودة على الساحة، سواء القديمة أو الجديدة، لا تُرضي طموحي، كأحد شباب الثورة، كما لا تُـرضي الطُّـموح السياسي لشباب ثورة 25 يناير، ولهذا، فإن مُـعظم الشباب يسعى لإنشاء وتشكيل كِـيانات أشبَـه ما تكون بجماعات ضغط (لوبي)، لتستمرّ في الضغط على المجلس الأعلى والحكومة، للإسراع بتنفيذ وتحقيق جميع مطالب الثورة”.

5%  يعمل بالسياسة!!

إبراهيم الدراوي، أحد قيادات شباب الثورة عن جماعة الإخوان المسلمين يطرح رأيا مشابها ويقول: “في ميدان التحرير، كُـنا نفكِّـر بطريقة مستقبلية بارِعة وكان الميدان فُـرصة للكشْـف عن الابتِـكارات والإبداعات الكامنة، ولكن بعد سقوط النظام، انشغل غالب الشباب بمشاكِـله الشخصية، ولم يتمكُّـن من التعبير عن نفسه، سياسيا، فظهرت فجْـوة واضحة بين الشباب الذي كان يَـراه الناس في الميدان والشباب الموجود بالفعل في الحياة السياسية”، معتبرا أن “الدّور الآن، على الأحزاب والقوى السياسية لتفعيل دور الشباب”.

وأضاف الدراوي في تصريح خاص لـ swissinfo.ch: “في البداية، كان الشباب يريد التغيير فقط، ثم تطوَّر دوره للمطالبة بالإصلاح السياسي، ثم تطوَّر إلى المطالبة بإسقاط النظام، ثم الدّعوة لمحاكمة ومحاسبة الفاسدين ورموز النظام السابق”، مشيرا إلى أنه “لا توجد لدى الشباب القُـدرة على العمل في السياسة في ظل الرُّكود وراء لُـقمة العيش، خاصة وأنه بعد إسقاط النظام، لم تُـحلّ – بل ازدادت – المشكلات، فضلا عن عدم وجود استقرار أمني أو مالي أو سياسي، لكي يواصل الشباب طموحه في العمل السياسي”.

وتابع أن “5% فقط من شباب مصر يعملون في السياسة و70% من شباب ميدان التحرير، غيْـر مُـرتبطين سياسيا في أحزاب أو كيانات وأن 50% من شباب الثورة، كانوا من شباب الإخوان، بينما كان 15% منهم يمثِّـلون باقي التيارات والقوى السياسية الأخرى، فيما لم يكُـن لدى 15% منهم توجُّـه سياسي أو فكري”.

وكشف إبراهيم الدراوي أن “هناك كِـيانات قامَـت من الأساس على أكْـتاف شباب الثورة، مثل حزب العدل – وكيل مؤسسيه الدكتور مصطفى النجار – وائتلاف شباب الثورة والجبهة القومية للعدالة والديمقراطية، وهي بمثابة جماعة ضغط، للمحافظة على ثوابت الثورة”، مختتِـما بقوله: “في البداية، كُـنت أنوي تشكيل (حزب ثوار التحرير) وكُـنت وكيل مؤسسيه وقطعنا شوطا في تأسيسه، لكنني بعد إعلان جماعة الإخوان، التي أنتمي إليها، تأسيس (حزب الحرية والعدالة)، قرَّرت أن أنضَـمَّ إليه، لأنه أصْـلي، وتركْـت فِـكرة تأسيس حزب جديد”.

بلا طموح سياسي!!

ومن ناحيتها، تقول مُـنى سليم، وهي إحدى شابات الثورة (من حركة كفاية): “شاركْـت في الثورة من اليوم الأول وكنت قبْـلها عُـضوة في حركة (كفاية). وبعد الثورة، عملت في (المجلس الوطني للحوار) وانضمَـمْـت خلال الثورة لعدد من اللِّـجان الشعبية، للدفاع عن الثورة، وشاركت في حمَـلات التوعِـية للتعديلات الدستورية، التي جرت في 19 مارس 2011″، مشيرة إلى أن “بعض شباب الثورة انضمُّـوا إلى أحزاب سياسية قديمة، ومنهم من سَـعى لتشكيل حزب جديد، مثل (حزب التحالف) والذي يضُـم في مُـعظمه شبابا اشتراكيا”.

وأضافت السيدة سليم في تصريح خاص لـ swissinfo.ch: أن “الشباب الذي نَـزل إلى ميدان التحرير وميادين المحافظات، لم يكن لديه طموح لممارسة العمل السياسي، وإنما خرج لمجرَّد التظاهر، تلبيةً للدَّعوة التي انتَـشرت على موقع الـفيس بوك، ورغبةً في تغيير الأوضاع التي وصلت إلى درجةٍ لا تُـطاق”، مؤكِّـدة أن “بعضهم مُـقتنع بأن له دور في تغيير البلد للأفضل، وهو مهتَـمٌّ بالبحث عن كِـيان سياسي يُـعبِّـر من خلاله عن رأيه، وإن كان أغلبهم قد انخرط في تشكيل لجان شعبية، هدفها الدِّفاع عن أهداف الثورة”.

وتابعت: “30% من شباب الثورة، اندمج في أحزاب وكيانات وائتلافات وحركات شبابية جديدة، كحزب (التحالف)، الذي استوعَـب قطاعا من الشباب من ذوي الاتِّـجاه اليساري أو شكَّـلوا جبهات شبابية داخل الأحزاب والتنظيمات القديمة، مثل جبهة 27 مايو (وفيو 27 مايو) داخل حزب الوفد و(اتحاد الثوار الأحرار)، داخل الحزب الناصري”، معتبرة أن “40% من شباب الثورة، متفاعلون مع السياسة ويبحثون لأنفسهم عن دور، كما يبحثون عن مَـخْـرَج سياسي آمن لمصر، وهؤلاء أغلبهم من الشباب المثقَّـف والواعي”.

وقالت منى سليم: “هناك حوالي 30% من شباب الثورة تركُـوا الساحة أو الميدان تماما وعادوا إلى حياتهم وأعمالهم، جريًا وراء لُـقمة العيش، بعدما اطمَـأنُّـوا إلى سقوط النظام السابق، معتبرين أنهم قد أدَّوا دوْرهم”. أما حركة شباب 6 أبريل “فقد انقسَـمت بعد الثورة إلى جبهتيْـن، أولاهما (جبهة أحمد ماهر)، وهي الراغبة في تحوُّل الحركة إلى منظمة مجتمع مدني، والأخرى (الجبهة الديمقراطية) وتضم الرَّاغِـبين في الإبقاء على الحركة كما هي، حركة شبابية ضاغطة”.

وأضافت الشابة المنتمية إلى حركة كفاية التي بادرت بالنزول إلى الشارع قبل سنوات: “بعد الثورة، وقَـع جَـدَل بين بعض شباب الإخوان المشاركين في الثورة ومكتب الإرشاد، مما دفع بعضهم للبحث عن أطُـرٍ جديدة ينضَـوُون تحتَـها، مثل (حزب النهضة)، الذي يرأسه القيادي الإخواني المستقيل الدكتور إبراهيم الزعفراني، وكذا حمْـلة القيادي الإخواني الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، الذي أعلن نيَّـته الترشح للرئاسة، بخف موقف الجماعة الرافض، فيما انضَـم بعضهم لحزب (الوسط)، الذي يقوده الإخواني السابق المهندس أبو العلاء ماضي، فيما فضَّـل مُـعظم شباب الإخوان السَّـيْـر في ركْـب الجماعة والالتزام بقراراتها ورُؤاها”.

الاستقرار دافع للسياسة!

وفي تعليقه على الموضوع، قال المحلل السياسي أحمد فودة، إن “أبْـرز الأحزاب والتيارات التي يتوزَّع عليها الشباب قبل الثورة، هي جماعة الإخوان المسلمين وأحزاب الوفد والناصري والتجمُّـع، فضلا عن الحركات الجديدة التي رأت أن تلك الأحزاب والتيارات لم تعُـد نافِـعة للعمل السياسي في مواجهة النظام القديم، فقامت بتشكيل حركات جديدة، مثل كفاية و6 أبريل”، معتبرا أنه “بعد الثورة، لم يتغيَّـر الأمر كثيرا، حيث لم يستطِـع الشباب، رغم أنهم كانوا في مقدِّمة مَـن قاموا بتفجير الثورة، من تشكيل أحزاب سياسية تعبِّـر عنهم”.

وأضاف فودة، مدير مركز النخبة للدراسات بالقاهرة في تصريح خاص لـ  swissinfo.ch: “غير أن هذا لا يمنع من أن هناك مؤشِّـرات على وجود تحوُّلات قد تفضي إلى قيام أحزاب شبابية تعبِّـر عن آراء الشباب وقضاياهم، في إطار النظام السياسي الجديد، لكن قد يأخذ هذا التحوُّل فترة طويلة نِـسبيا، تتعدّى الفترة الانتقالية الحالية، التي لن تسمح بحدوث هذا التحوُّل، لأنه يرتبِـط بالتغيُّـرات الاجتماعية والسياسية، التي ستترتَّـب على إنشاء آليات وقواعِـد العمل السياسي في إطار النظام الجديد”.

وأوضح أن “المصريين بشكلٍ عام، اتَّـفقوا على الهدْم، أي هدْم النظام السابق، لكنهم اختلفوا حوْل كيفية بناء النظام الجديد. وفي إطار هذه القاعدة، يُـمكن أن نفْـهَـم أسباب عدم إنشاء الشباب لعشرات الأحزاب التي تعبِّـر عنهم، كجُـزْءٍ من روح الثورة التي تقمَّـصتْـهم خلال سعْـيِـهم لهدم البناء القديم”، متوقِّـعا أنه “بمجرَّد حدوث الاستقرار النِّـسبي للمجتمع المصري، سيقوم الكثير من الشباب بتشكيل أحزاب تعبِّـر عن مطالبه من النظام الجديد”.

واختتم فودة بالتأكيد على أن “الأمل معقُـود هنا بشكل أكبر على الأحزاب الجديدة، التي نشأت وِفقا لبيئة مُـختلفة عن تلك التي نشأت فيها الأحزاب القديمة، من أجل الإستفادة من الشباب في دفْـع العمل السياسي إلى الأمام”، أما “الأحزاب القديمة، فإنها ستحتاج إلى تغيير بِـنيَـتها الداخلية وثقافتها التي تسيْـطر على النُّـخب الموجودة بها، قبل البدْء باستقطاب هؤلاء الشباب” إلى صفوفها.

مجلس أمناء الثورة”: يضم 21 عضًا، غالبيتهم من الشباب المطالبين بضرورة الانتقال السِّـلمي للسلطة والاستجابة لمطالب الشعب الأخرى وتنتشر فروع لمجلس الأمناء في محافظات عدة. ويقوم المجلس بالتنسيق مع حركات ثورية أخرى، من بينها مجموعة مصر الحرّة ورابطة فناني الثورة.

ائتلاف شباب الثورة”: ويضم عدداً من الشباب ذوي التوجه المعارض للنظام السابق، ويهدف إلى مراقبة ما تَـحقَّـق من مطالب الثوَّار وما لم يتحقَّـق وممارسة الضغط على الحكومة الحالية، في حال تراخيها عن الاستجابة لمطالب الشعب.

جبهة دعم الثورة”: تتكوّن من ثلاث حركات أساسية، هي: “الجمعية الوطنية للتغيير”، التي يترأسها الدكتور محمد البرادعي و”أعضاء البرلمان الشعبي” و”أعضاء الجمعية المصرية لثوار 25 يناير”، وقد تمَّ تشكيلها في أعقاب إسقاط الرئيس السابق حسني مبارك في 11 فبراير/ الماضي، بهدف التَّـواصُـل مع قيادات المجلس العسكري ومجلس الوزراء.

اتحاد شباب الثورة”: تأسَّـس في 30 يناير من شباب عدد من الأحزاب والحركات السياسية، لاستكمال مطالب الثورة بعد أحداث جمعة الغضب، التي وقع فيها غالبية شهداء الثورة، مع المناشدة بمطالِـب عدّة، تضمن تحسين الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية للمواطنين، ومن بينها وضع حدٍّ أدنى للأجور يُـقدّر بـ 1200 جنيه.

تحالف ثوار مصر”: تمّ إطلاقه بعْـد أسابيع من إسقاط نظام الرئيس السابق حسني مبارك.

وهناك أيضًا: “حركة شباب 6 أبريل” و”الإشتراكيين الثوريين” و”حركة شباب من أجل العدالة والحرية” و”حملة دعم البرادعي” و”لجان الوعي الثوري” و”مركز إبن رشد لحقوق الإنسان” و”شباب حزب الغد” و”حركة حشد” و”شباب حزب الكرامة“… إلخ.

أعلن 23 ائتلافا لـ “شباب الثورة”، الذين أطلَـقوا الدَّعوة إلى انتفاضة الخامس والعشرين من يناير 2011، التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك، رفْـضهم دعْـوةً للحِـوار وجَّـهها لهُـم الجيش، وطالبوا أولا بوقف المحاكمات العسكرية لـ “الثوار”.

وقالت هذه الائتلافات، التي تضُـم الحركات الشبابية الرئيسية، التي شاركت في إطلاق “ثورة 25 يناير” في بيان نشرته على مواقعها على شبكة فيسبوك، إن لها عدة تحفُّـظات على دعْـوة الجيش لها للحوار.

وقالت “لا نستطيع أن نقبَـل أن يتِـم هذا الحوار في سياق ما يحدُث من محاكمات عسكرية للثوار وتجاوزات لجِـهاز الشرطة العسكرية والالتِـفاف حول التحقيقات في هذه التجاوزات”.

وأضاف الشباب أنهم لا يقبلون بإجراء هذا الحوار “في ظِـل قوانين تجرم التظاهر والإضراب والاعتصام السِّـلمي وحرية الرأي والتعبير الصادر عن مجلسكم وكذلك تجريم الحديث عن المجلس العسكري في الإعلام”.

وقال الشباب في بيانهم، إن الدعوة التي وجَّـهها الجيش، لم تتضمَّـن “أية أطُـر أو موضوعات أو أسُـس للحوار يتِـم التعامل على أساسها (..) كما أنها لم تحدِّد آليات وضمانات تنفيذ ما يصدُر عن هذا الاجتماع من توصيات”.

واعتبرت ائتلافات “شباب الثورة” أن “الدعوة تمَّـت بشكل متسرِّع لم يوفِّـر أي وقت جدِّي للتفاعل معها (48 ساعة) ومناقشتها داخل الحركات المختلفة وفيما بينها”.

وأكدت هذه الائتلافات أنها “ترفُـض بشدَّة سلْـخ الحركات الشبابية عن باقي القِـوى الوطنية الممثلة للثورة، وترى في ذلك تفتيتا مُـضِـرّا لقوى الثورة”.

وطالب الشباب بـ “إعادة النظر في بنية الحوار” مع الجيش “وسياقة من أجل التوصُّـل إلى صيغة وبرنامج قادريْـن على إنجاح هذا الحوار الهامّ”.

وكان المجلس الأعلى للقوات المسلحة، المُـمسك بزِمام السلطة في مصر منذ الإطاحة في 11 فبراير الماضي بمبارك، دعا في بيان نشَـره على صفحته على فيسبوك يوم الاثنين “شباب الثورة” إلى حوار، مؤكِّـدا أن القاعة المخصَّـصة له تسع ألف شخص، من دون أن يحدد جدول أعمال لهذا الحوار أو هدف واضح له.

وجاءت هذه الدعوة بعد أن نجحت الدعوة التي أطلقها شباب الثورة إلى التظاهر يوم الجمعة (27 مايو) في ميدان التحرير بالقاهرة وفي مختلف المحافظات المصرية.

وكانت الدَّعوة إلى هذه التظاهرات كشفت عن استقطابٍ واضحٍ على الساحة السياسية المصرية، إذ أيَّـدها الشباب والحركات والأحزاب الليبرالية، التي بدأ تأسيسها عقِـب إسقاط مبارك، بينما رفضتها جماعة الإخوان المسلمين، القوّة السياسية الأكثر تنظيما في مصر. غير أن العديد من شباب جماعة الإخوان المسلمين تحفَّـظ على موقف قِـيادتهم وشارك في تظاهرات الجمعة.

وتدعو مُـعظم الحركات الشبابية والأحزاب الليبرالية إلى تعديل البرنامج الذي وضعه الجيش للمرحلة الانتقالية، بحيث يتمُّ انتخاب جمعية تأسيسية لوضْـع دستور جديد للبلاد، قبل إجراء الانتخابات التشريعية. بينما تؤيِّـد جماعة الإخوان خطَّـة المجلس الأعلى للقوات المسلحة، التي تقضي بإجراء انتخابات تشريعية في سبتمبر المقبل، على أن يختار البرلمان المُـنبثِـق عنها، لجنة تأسيسية من 100 عضو لوضع الدستور.

وأعلن العديد من خبراء القانون الدستوري في مصر تأييدهم لمطلب الشباب والحركات الليبرالية، مؤكِّـدين أن الدستور ينظّـم العلاقة بين السلطات الثلاث، التشريعية والتنفيذية والقضائية، وبالتالي، لا يمكن أن تكون لإحدى هذه السلطات، أي السلطة التشريعية ممثلة في البرلمان، الكلِـمة العُـليا في وضع الدستور.

(المصدر: وكالة رويترز بتاريخ 1 يونيو 2011).

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية