مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

فصائل حلب بين “فكي كماشة” قوات النظام والاكراد ونزوح المدنيين مستمر

جنود سوريون يحتفلون بالسيطرة على بلدة رتيان في 6 شباط/فبراير 2016 afp_tickers

باتت الفصائل المقاتلة في محافظة حلب في شمال سوريا بين فكي كماشة قوات النظام والمقاتلين الاكراد الذين حققوا تقدما ميدانيا سريعا، في وقت لا يزال 30 الف سوري عالقين عند الحدود التركية المغلقة.

واتهم محققو الامم المتحدة حول سوريا في تقرير الاثنين دمشق ب”ابادة” معتقلين في سجونها “على نطاق واسع”، في وقت انتقدت موسكو الاثنين الامين العام للامم المتحدة بان كي مون على خلفية اتهامه روسيا بنسف محادثات جنيف بسبب تكثيفها القصف في سوريا.

واعلن وزير الخارجية الاميركي جون كيري ونظيره السعودي عادل الجبير ان بلديهما سيسعيان الى التوصل الى وقف فوري لاطلاق النار في سوريا في المحادثات الدولية التي ستجري في ميونيخ وقت لاحق من هذا الاسبوع.

والتقى الوزيران في واشنطن للاعداد لاجراء مفاوضات اوسع في ميونيخ الخميس ستناقش خلاله مجموعة ال17 الدولية لدعم سوريا سبل اعادة اطلاق الجهود لجمع الاطراف المتحاربة في سوريا على طاولة المفاوضات.

واعلنت المانيا وتركيا الاثنين انهما ستطلبان من حلف شمال الاطلسي المساعدة لمواجهة مهربي المهاجرين على السواحل التركية مع غرق 27 مهاجرا اخرين كانوا في طريقهم الى اليونان، بينما لا يزال عشرات الاف السوريين يحتشدون امام الحدود التركية المغلقة.

ويسعى كل من الاطراف الثلاثة الى توسيع مناطق سيطرته، إذ يريد الاكراد ربط مناطق الادارة الذاتية التي اعلنوها العام 2013، وهي عفرين وكوباني (عين العرب) والجزيرة (الحسكة).

ويهدف النظام وفق عبد الرحمن الى “عزل مناطق سيطرة الفصائل في الريف الشمالي عن مناطق سيطرتها في الريف الغربي” المتصل بمحافظة ادلب، التي باتت منذ الصيف الماضي تحت سيطرة شبه كاملة للفصائل المقاتلة والاسلامية، في حين تجهد الفصائل المقاتلة للحفاظ على سيطرتها على اخر معاقلها التي باتت مهددة.

وبعد اسبوع على بدء هجوم واسع في ريف حلب الشمالي بدعم من الغارات الجوية الروسية، تمكنت قوات النظام من استعادة السيطرة على بلدات عدة في المنطقة وقطع طريق امداد رئيسي للفصائل يربط مدينة حلب بالريف الشمالي نحو تركيا. وباتت على بعد نحو عشرين كيلومترا عن الحدود التركية.

وبحسب عبد الرحمن، “للمرة الاولى منذ العام 2013 تصبح قوات النظام في منطقة حلب قريبة بهذا الشكل من الحدود التركية”.

-تهديد معاقل الفصائل-

وتمكنت قوات النظام بفضل هجومها من التقدم باتجاه مدينة تل رفعت، وهي واحدة من المعاقل الثلاثة المتبقية للفصائل المقاتلة في ريف حلب الشمالي،الى جانب مدينتي مارع واعزاز. وتبعد تل رفعت عشرين كيلومترا عن الحدود التركية.

وقال الخبير في الجغرافيا السورية في معهد “واشنطن انستيتيوت” فابريس بالانش لوكالة فرانس برس ان “الجيش السوري يتحاشى القتال في المناطق السكنية الصعبة جدا ويقطع خطوط اتصال الفصائل التي تتراجع تباعا”.

واوضح ان “الاستراتيجية النهائية هي اغلاق الحدود التركية لحرمان الفصائل من الدعم اللوجيستي”.

ودفعت العمليات العسكرية المستمرة في شمال حلب الالاف من المدنيين الى النزوح باتجاه الحدود التركية.

واعلن رئيس الورزاء التركي الاثنين امام الصحافيين في ختام لقائه المستشارة الالمانية انغيلا ميركل “يحتشد نحو 30 الف سوري حاليا في منطقة قريبة من الحدود التركية”.

واعلن نائب رئيس الحكومة التركية نعمان قورتولموش مساء الاثنين في ختام اجتماع للحكومة ان السلطات التركية تخشى وقوع “الاسوأ” مع تدفق جديد للاجئين السوريين الى حدودها قد يصل عددهم الى 600 الف شخص.

وقال المسؤول التركي الذي هو ايضا المتحدث باسم الحكومة ان “السيناريو الاسوأ الذي يمكن ان يحدث في هذه المنطقة على المدى القصير قد يكون عبارة عن تدفق جديد ل 600 الف لاجىء الى الحدود التركية

واشار المرصد من جهته الى توجه نحو 2500 عائلة الى منطقة عفرين التي يسيطر عليها الاكراد في محافظة حلب، بعد تأمين ممر انساني لهم.

-تدخل الحلف الاطلسي-

وفي ماساة غرق جديدة، لقي 27 شخصا مصرعهم، من بينهم 11 طفلا، لم تعرف جنسياتهم عندما انقلب قاربهم قبالة ساحل شمال غرب تركيا وكانوا يحاولون الوصول الى جزيرة ليسبوس اليونانية، بحسب ما افاد خفر السواحل التركي.

واعلنت ميركل التي اجرت محادثات مع الزعماء الاتراك حول احتواء تدفق اللاجئين الى اوروبا، ان انقرة وبرلين ستطلبان من الحلف الاطلسي المساعدة في القيام بدوريات على طول السواحل التركية لمنع المهربين من نقل المهاجرين في قوارب مكتظة للعبور بهم في مياه البحر الخطرة الى اليونان.

وقالت ميركل عقب لقاء رئيس الوزراء التركي في انقرة “سنستفيد من فرصة لقاء وزراء دفاع حلف الاطلسي لبحث الاحتمالات وباي شكل يمكن للحلف ان يساعد في مجال مراقبة البحر لدعم عمل فرونتكس (الوكالة الاوروبية لمراقبة الحدود) وخفر السواحل الاتراك”.

ويلتقي وزراء الدفاع الاوروبيون الاربعاء.

وتتعرض انقرة، التي تستضيف نحو 2,7 مليون لاجئ سوري، لضغوط لمنع المهاجرين من مواصلة عبور المتوسط الى اوروبا، وفي الوقت ذاته تتم دعوتها الى فتح ابوابها امام مجموعة جديدة من اللاجئين الذين ينتظرون عند معبر اونجو بينار.

ولم تسمح تركيا حتى الان سوى بدخول المساعدات الطبية الطارئة.

وقال داود اوغلو امام الصحافيين في ختام لقائه ميركل “بالتأكيد وكعادتنا دوما سنلبي حاجات اشقائنا السوريين ونقبلهم عندما سيكون ذلك ضروريا”. لكنه حذر بوضوح من ان بلاده لن تتحمل لوحدها “كامل العبء” المترتب على استقبال لاجئين.

وتطالب انقرة منذ فترة باقامة منطقة امنة داخل سوريا ياوي اليها النازحون بدلا من عبورهم حدودها.

وفي تقرير جديد، اتهم محققو الامم المتحدة حول سوريا الاثنين دمشق ب”ابادة” معتقلين، واكدوا ان وفاة محتجزين في السجون “على نطاق واسع”.

وجاء في التقرير ان معتقلين تعرضوا للضرب حتى الموت او قضوا متأثرين باصاباتهم او بسبب التعذيب وقالوا “هناك اسباب معقولة تدعو الى الاعتقاد بان السلوك الموصوف يصل إلى حد الإبادة كجريمة ضد الإنسانية”.

وفي موسكو، اتهمت الخارجية الروسية في بيان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون بالانحياز على خلفية تصريحات اتهم فيها موسكو بنسف محادثات جنيف جراء تكثيف حملتها الجوية في سوريا.

وقال “لطالما اعتبرنا وسنظل نعتبر ان تعليقات الامين العام للامم ينبغي ان تبقى محايدة وموضوعية”. واضافت “لكن ما حدث يختلف عن ذلك”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية