مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

معارك عنيفة في شرق حلب مع تقدم قوات النظام على حساب الفصائل المقاتلة

دبابة تابعة لقوات موالية للنظام السوري في شرق حلب في 4 كانون الاول/ديسمبر 2016 afp_tickers

تخوض قوات النظام السوري معارك عنيفة الاحد ضد الفصائل المقاتلة في شرق مدينة حلب، مع محاولتها التقدم اكثر في عمق الاحياء الشرقية بعد سيطرتها على اكثر من ستين في المئة منها.

وفي شمال غرب سوريا، قتل 21 مدنيا على الاقل الاحد واصيب العشرات بجروح جراء غارات “يرجح انها روسية” استهدفت بلدة كفرنبل في محافظة ادلب، وفق ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

في مدينة حلب، تواصل قوات النظام هجومها للسيطرة على كامل الاحياء الشرقية.

واشار المرصد الاحد الى “معارك عنيفة بين الطرفين تتركز في حي كرم الميسر، تزامنا مع استمرار الاشتباكات على اطراف أحياء الجزماتي وكرم الطراب وطريق الباب” وهي ثلاثة احياء تمكنت قوات النظام من استعادة السيطرة عليها بشكل كامل السبت.

ونقلت وكالة الانباء السورية الرسمية عن مصدر عسكري الاحد ان “وحدات من الجيش بالتعاون مع القوات الرديفة تواصل تقدمها فى الاحياء الشرقية لمدينة حلب وتعيد الامن والاستقرار الى دوار الجزماتى ودوار الحلوانية”.

وبث التلفزيون الرسمي الاحد مشاهد مباشرة من حي الجزماتي فيما كان دوي المعارك والغارات يسمع بقوة في الاحياء المجاورة.

وبدات قوات النظام هجوما في 15 تشرين الثاني/نوفمبر لاستعادة السيطرة على كامل مدينة حلب، وتمكنت منذ نهاية الاسبوع الماضي من السيطرة على القطاع الشمالي واحياء اخرى مجاورة.

وباتت تسيطر على اكثر من ستين في المئة من مساحة الاحياء الشرقية، وفق المرصد.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان “قوات النظام تسعى الى التقدم والسيطرة على حي الشعار والاحياء المحيطة بهدف دفع الفصائل المقاتلة الى الانسحاب بشكل كامل الى جنوب الاحياء الشرقية”.

وجددت المعارضة السورية مطالبة المجتمع الدولي بالتحرك لوقف الهجوم على شرق المدينة.

ودعت الهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لاطياف واسعة في المعارضة السورية في بيان الاحد “مجلس الأمن وكل الدول الصديقة والمجتمع الدولي عامة الى الاضطلاع بمسؤولياتهم والعمل الفوري لإيقاف القصف والمجازر التي تتعرض لها عدة مناطق في سوريا وحلب بشكل خاص”.

وطالبت بـ”السعي الحثيث لإدخال المساعدات الإنسانية غير المشروطة” بعدما “أصبحت حلب مدينة منكوبة مهددة بكارثة كبرى”.

وتتزامن المعارك مع قصف مدفعي وجوي كثيف لقوات النظام على الاحياء التي لا تزال تحت سيطرة الفصائل المقاتلة، فيما ترد الفصائل باطلاق القذائف على الاحياء الغربية تحت سيطرة قوات النظام.

ومنذ بدء الهجوم منتصف الشهر الماضي، احصى المرصد مقتل 311 مدنيا بينهم 42 طفلا في شرق حلب مقابل 69 مدنيا بينهم 28 طفلا في غرب المدينة.

– مساعدات روسية-

بعد ايام من سيطرتها على القطاع الشمالي في شرق حلب، دعت قيادة الجيش السوري “سكان الاحياء الشمالية الشرقية لمدينة حلب للعودة الى منازلهم” بعد اعادة “الامن والاستقرار” الى تلك الاحياء.

وبعد توقف استمر اكثر من اربع سنوات، استأنفت السبت حافلات النقل الحكومية رحلاتها من غرب مدينة حلب الى الاحياء الشرقية. وتوجه مئات الاشخاص لتفقد منازبهم وممتلكاتهم.

وقالت ام يحيى (55 عاما) بعد تفقدها وافراد من عائلتها منزلهم في حي مساكن هنانو لفرانس برس “جلبت معي صورة ابنة اخي لانها غالية واحضرت المصحف الذي وجدته في المنزل وبعض الاغراض الاخرى”.

واضافت بحسرة “بيتنا تعرض للقصف (…) فيه بعض الاغراض الاخرى لكن يجب رميها”.

واعلنت روسيا، ابرز حلفاء دمشق، الاحد ارسالها قافلة تضم اكثر من ثلاثين شاحنة محملة المساعدات انسانية الى “السكان الذين عانوا خلال العملية العسكرية” في مدينة حلب، وفق ما اعلن الضابط الروسي نيكولاي بونوماريوف للصحافيين وبينهم مراسلة فرانس برس في غرب المدينة.

وتضم قافلة المساعدات التي سيتم توزيعها لاحقا، ملابس للشتاء وبطانيات ومساعدات غذائية.

وكان الموفد الاممي الى سوريا ستافان دي ميستورا جدد السبت من روما دعوة “روسيا وايران” الى استخدام “نفوذهما” لاقناع دمشق بالتفاوض جديا. وقال “حان الوقت الان للبدء بمفاوضات فعلية” متوجها بالحديث الى الرئيس السوري بشار الاسد “اتصل بالامم المتحدة للقول: +انا مستعد لحكم انتقالي، لمفاوضات فعلية+”.

وتعد ايران حليفة رئيسية لدمشق في وقت تنفذ روسيا منذ نهاية ايلول/سبتمبر 2015 حملة جوية في سوريا دعما للهجمات البرية التي ينفذها الجيش. الا انها اعلنت انها لم تشن اي غارات على شرق حلب في الهجوم الاخير.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية