مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

سويسرا في نجدة وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين

Pierre Krähenbühl
بيير كرينبول، المفوّض العام لوكالة الأونروا بمقر الامم المتحدة بجنيف يوم الثلاثاء 30 يناير 2018: "ليس هناك أدنى شك من أنه إذا لم يوجد حلّ لعجز ميزانية وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، سوف تتفاقم حالة عدم الإستقرار في المنطقة". swissinfo.ch

بعد قرار واشنطن خفض مساهمتها المالية لصالح وكالة الامم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) بشكل كبير، وجّه السويسري بيير كرينبول نداءًا عاجلا من جنيف إلى البلدان الأعضاء في الأمم المتحدة لحشد 800 مليون دولار. وعلى غرار ستة بلدان أخرى، دفعت سويسرا بالفعل مساهمتها لعام 2018 بالكامل.  

وحذّر كرينبول، المفوّض العام لوكالة الأونروارابط خارجي، خلال مؤتمر صحفي في مقرّ الأمم المتحدة في جنيف يوم الثلاثاء 30 يناير 2018 من أن “هذه هي أسوأ أزمة مالية تمرّ بها الوكالة في تاريخها”. 

والأونروا التي تأسست في عام 1949، عقب الحرب العربية الإسرائيلية الأولى، تُعدّ الوكالة الرئيسية لمساعدة ملايين اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الاوسط، في مجالات عدّة من بينها التعليم والصحة والإغاثة والخدمات الإجتماعية. 

وخلال مروره بجنيف، كجزء من جولة يقوم بها حول العالم، أطلق بيير كرينبول نداءًا لجمع 800 مليون دولار بشكل عاجل، سيصرف نصف هذا المبلغ تقريبا لمساعدة المواطنين الفلسطينيين في قطاع غزّة والضفة الغربية، والنصف الثاني للاجئين الفلسطينيين في سوريا. وترافق هذا النداء بإنطلاق حملة تبرّعات عالمية بعنوان “الكرامة لا تقدّر بثمن”.

وقد سدّدت حتى الآن سبعة بلدان مساهمتها السنوية لصالح هذه الوكالة وهي: سويسرا وفنلندا والدنمارك والسويد وألمانيا وبلجيكا وروسيا. 

محتويات خارجية

تحرّك سويسري

أوضحت وزارة الخارجية السويسرية ردّا على أسئلة swissinfo.ch، بأن “سويسرا تدعم الأونروا، وكخطوة أولى، سدّدت كامل مساهمتها المالية لعام 2018 والبالغة 19 مليون فرنك سويسري في 11 يناير الجاري”. وهي أيضا “على استعداد للتعاون مع المانحين الدوليين ومع البلدان المستضيفة للاجئين ومع الأونروا للتعامل مع تحدّيات الوضع الراهن”. وفي هذا السياق، عرضت سويسرا على وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “دعمها ومساعدتها في تنظيم مؤتمر وزاري في جنيف خلال شهر فبراير 2018”.

وأعربت وزارة الخارجية السويسرية عن “قلقها الشديد” إزاء القرار الأمريكي، مشدّدة على أن “خفض مساهمة الولايات المتحدة في الأونروا سيحدّ بشكل واضح من عملها، ويضع البلدان المستضيفة للاجئين تحت ضغوط إضافية”. وستكون “العواقب الإنسانية لهذا القرار جلية على الفور” (في مجاليْ التعليم والخدمات الصحية مثلا)، وسوف تتفاقم هذه العواقب على المدى الطويل (زيادة البطالة والفقر، والصعوبات في إمدادات الغذاء، وانعدام أي آفاق مستقبلية ما يزيد من درجات اليأس والإحباط). وسيتأثّر قطاع غزّة الذي تقدّم فيه الأونروا المساعدة لأزيد من مليون نسمة بهذا الوضع بشكل خاص”.

مخاطر زعزعة الإستقرار

وحذّرت برن من أنه “بالإضافة إلى العواقب الإنسانية الخطيرة، هذه التراجع الكبير في الدعم الدولي يمكن أن يؤدّي إلى تفاقم حالة عدم الإستقرار في الشرق الأوسط”. مشدّدة في نفس الوقت على أن الأونروا “تقوم بدور محوري من أجل السّلام والإستقرار”.

كذلك أعرب بيير كرينبول عن مخاوفه من العواقب السياسية للقرار الأمريكي، حيث قال خلال مؤتمره الصحفي في جنيف: “من الواضح جدا أن قرار الولايات المتحدة لم يؤخذ بناءًا على تقييم لأدائنا. وكانت لديّ مقابلات مع مسؤولي الولايات المتحدة في شهر نوفمبر من العام الماضي، بما في ذلك مع جاريد كوشنر (صهر دونالد ترامب ومستشاره المقرّب)، وكانت المحادثات إيجابية، وكان هناك تصميم على دعم الأونروا. الشيء الوحيد الذي طرأ بعد ذلك هو النقاش حول وضع القدس، وتصويت الجمعية العامة للامم المتحدة في شهر ديسمبر الماضي لصالح قرار يدين اعتراف دونالد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل”.

وفي منتدى دافوس، أوضح الرئيس الأمريكي موقفه حول هذا الموضوع، خلال لقائه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين ناتينياهو، حيث قال: “إنهم (أي الفلسطينيين) لم يحترمونا برفضهم استقبال نائب الرئيس مايك بينس. لقد منحناهم مئات الملايين” قبل أن يضيف: “لن تدفع لهم هذه الأموال بعد الآن إلا إذا عادوا إلى طاولة المفاوضات بشأن تحقيق السلام”، وفقا لما نقلته “ذي تايمز” الإسرائيلية.رابط خارجي

لكن المفاوض العام لوكالة الأونروا يرفض ربط العمل الإنساني بالإعتبارات السياسية، لأن هذا الربط مخالف تماما للقانون الإنساني الدولي.

ويذكر أن الولايات المتحدة أعلنت في منتصف شهر يناير 2018 أنها لن تدفع إلا 60 مليون دولار من مساهمتها في ميزانية الأنروا، وأنها ستجمّد المبلغ المتبقي البالغ 65 مليون دولار في الوقت الحاضر. وفي العام الماضي، دفعت الوايات المتحدة نحو 350 مليون دولار، وهو ما يعادل تقريبا ثلث ميزانية الأونروا.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية