مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

انتخاب بوركالتر… الصحافة تتأرجح بين مشاعر الإرتياح والخيبة

swissinfo.ch

اتفقت الصحف السويسرية الصادرة يوم الخميس 17 سبتمبر على اعتبار أن انتخاب ديدْيي بوركالتر لعضوية الحكومة الفدرالية يحفظ التوافق والإستقرار. وفيما رأى المعلقون في الأنحاء المتحدثة بالألمانية أنه "رجل عاقل" شككت العديد من الصحف الروماندية (أي الفرنسية) في احتمال ضخه فعلا لدماء جديدة في برن.

الصحف الصادرة في كانتون نوشاتيل الذي يقدُم منه بوركالتر وهي “لاكسبريس” و “ليمبارسيال” اختارت النهج التفاؤلي وذهبت إلى أنه “حتى ولو لم يكن وحشا سياسيا” فإنه “من المحتمل جدا أن يفاجئ (الوزير الفدرالي الجديد) كثيرين” لأن “من يشدد على الجانب الصقيل شيئا ما لديدْيي بوركالتر، كثيرا ما ينسى توجهاته الإصلاحية”.

صحيفة لوتون (تصدر بالفرنسية في جنيف) اعتبرت أن “المنطق الذي يتحكم بالنظام (السياسي) هو الذي رفع (أسهمه) في هذا الإنتخاب أكثر من إشعاع (أو نفوذ) شخصيته”. وتساءلت اليومية هل سيجرؤ في قادم الأيام على “إخراج نفسه من رصانته القلقة لاستخراج أفضل ما هو كامن لديه؟”.

خيبة أمل

النبرة اختلفت في صحيفة “لاتريبون دو جنيف” التي جاء في افتتاحيتها “لقد كنا نحلم بدم جديد لتجديد حكومة فدرالية مُصابة بفقر الدم. فكيف لا يمكن لنا أن نصاب حينئذ بخيبة أمل؟” لأن اليومية الناطقة بالفرنسية ترى “افتقارا إلى (تلك) الشرارة، إلى العبقرية، إلى صفات رجل الدولة، التي نادرا ما يتمخض عنها نظامنا (السياسي)”.

صحيفة “24 ساعة” (تصدر بالفرنسية في لوزان) رأت أن هذا الإنتخاب يعني أنه “من الناحية السياسية، تم تأجيل المواجهة (أو تصفية الحساب)”، واعتبرت أن الأصوات التي حصل عليها ديك مارتي (عضو مجلس الشيوخ عن كانتون تيتشينو) جاءت للتذكير بأنه “كان بالإمكان إيصال شخصية تتوفر على مؤهلات نادرة وعلى فكر مستقل وصاحب رؤية ثاقبة معترف بها” إلى قمة السلطة.

اختيار منطقي

صحيفة “لوماتان” (تصدر بالفرنسية في لوزان) رأت أن البرلمان انتخب “مرشحا لا يُزعج أحدا” وتوصلت إلى أن القصر الفدرالي (المقر الرسمي للحكومة) “شبه منقطع عن العالم” في حين أن السياسة لم تعد – بحسب الصحيفة – “قمقما معزولا” وأن المرحلة الحالية “ليست حقبة مسيري الأعمال بل زمن الشخصيات صاحبة العزيمة (والإرادة) والرؤية الشاملة”.

على العكس من ذلك، اعتبرت صحيفة “لوكيتيديان جوراسيان” (تصدر بالفرنسية في دوليمون) أن هذا الإختيار “منطقي في نهاية المطاف”، وذهبت إلى أن “البرلمان الفدرالي أظهر أنه لا يريد تحطيم السفينة”، أي أنه لا يريد إعادة النظر في المعادلة السحرية (التي تقوم عليها التوازنات الحكومية في سويسرا) خلال الفترة التشريعية.

المرشح شفالر

صحيفة “لوكوريي” (تصدر بالفرنسية في جنيف) اختارت أن تركز تساؤلاتها على ترشح أورس شفالر (من الحزب الديمقراطي المسيحي) متسائلة “لماذا جرت محاولة الوقوف بوجه شخصية بمثل هذا الإفتقار إلى العدوانية والتكلف مثل ديدْيي بوركالتر؟”، ووجدت أن الإجابة عن السؤال الذي طرحته تتمثل “في وعد التغيير الذي أثاره – حقا أو باطلا – لبرهة ما أورس شفالر”.

في هذا السياق، تؤكد صحيفة “لوجورنال دو جورا” (تصدر في دوليمون بالفرنسية) بوثوق تام أن انتخاب مرشح الديمقراطيين المسيحيين كان سيؤدي إلى تداعيات لا حصر لها “لأن أورس شفالر – بكل بساطة – من المتحدثين بالألمانية”.

تعقل وحكمة

في الصحف الناطقة بالألمانية، طغت الأصوات الإيجابية في تقييم ما حدث حيث اعتبرت صحيفة “تورغاور تسايتونغ” (تصدر في تورغاو) أن هذا الإنتخاب يمثل “انتصارا للحكمة”، فيما عنونت صحيفة “نويه تسورخر تسايتونغ” (تصدر في زيورخ) “الحكمة بدل الإنفجار”. أما صحيفة “سودأوستشفايتس” (تصدر في خور) فقالت “أخيرا، عادت السياسة من جديد مثيرة للملل”.

من جهتها، اعتبرت صحيفة “نويه لوتسرنر تسايتونغ” (تصدر في لوتسرن) أن هذا الإنتخاب أظهر جليا أن “الإطاحة بكريستوف بلوخر (وزير العدل السابق والزعيم الكاريزمي لحزب الشعب في ديسمبر 2007) كانت هجوما موجها ضد شخص أكثر مما كانت هجوما موجها ضد نظام التوافق”. وهو نفس ما ذهبت إليه صحيفة “بليك” الشعبية الواسعة الإنتشار (تصدر في زيورخ) حيث أشارت إلى أنه “للمرة الأولى منذ زمن طويل، لدينا إشارة على أن الجراح التي نجمت عن الصراعات حول بلوخر بدأت تلتئم”.

صحيفة “تاغس أنتسايغر” (تصدر في زيورخ) اعتبرت أن أغلبية البرلمان – بانتخابها لديدْيي بوركالتر – “لم تكن تريد المجازفة في الوقت الذي لدى سويسرا ما يكفي من المشاكل” وأضافت “الآن يجب حل المشاكل العاجلة للبلد وترك (نزاعات) السياسة الحزبية جانبا”.

دين تُجاه التيتشينو

النتيجة التي حققها عضو مجلس الشيوخ ديك مارتي (تحصل على 34 صوتا رغم أنه لم يكن مرشحا رسميا من طرف حزبه) أثارت تعاليق متعددة.

فقد اعتبرت صحيفة نويه تسورخر تسايتونغ أن الأصوات التي تحصل عليها تقيم الدليل على أنه يجب أخذ الجزء المتحدث بالإيطالية من سويسرا – الغائب عن الحكومة الفدرالية منذ عام 1999 – “على محمل الجد” وكتبت في صيغة استفزازية تقول “إن سويسرا مدينة أخلاقيا للتيتشينو” وذكرت بأن التوازن بين اللغات الوطنية في الحكومة الفدرالية جزء لا يتجزأ من سياسة التوافق.

صحيفة “لاريجيوني” (تصدر بالإيطالية في لوغانو) كتبت من جهتها تقول: “بالتأكيد، سيكون من المتعذر أكثر فأكثر التظاهر بعدم الإحساس أو بعدم العلم بأن مكونا ثقافيا ولغويا للبلد غائب منذ 10 أعوام عن مركز القرار”.

أما بالنسبة لصحيفة “كوريري دل تيتشينو” فإنه كان على الكانتون المتحدث بالإيطالية الواقع جنوب جبال الألب أن يستفيق مبكرا ويتحرك بشكل مغاير لأن “ترشحا للحكومة الفدرالية يريد أن يكون له أدنى حظ من النجاح يجب أن يُهيّأ. وأن يحظى – بالخصوص – بدعم متماسك”.

وتختتم الصحيفة (الصادرة بالإيطالية في لوغانو) افتتاحيتها بالقول: “لقد آن الأوان أن يفهم التيشينو المُخاصم هذا الأمر لأنه لا فائدة تُرجى من السخط (وتكرار الشكوى) بأن برن لا تفهمنا وتتجاهلنا”.

swissinfo.ch

ولد ديدْيي بوركالتر في نوشاتيل يوم 17 أبريل 1960

متحصل على الإجازة في الإقتصاد، متزوج وأب لطفلين

في الجيش السويسري يحمل رتبة ضابط بمهمة خاصة

ينتمي إلى الحزب الليبرالي الراديكالي (يمين)، وشغل منصب عضو في المجلس البلدي لمدينة Hauterive في كانتون نوشاتيل

من 1990 إلى 2001: نائب في البرلمان المحلي لكانتون نوشاتيل.

من 1991 إلى 2005: عضو في المجلس البلدي لمدينة نوشاتيل.

من 2003 إلى 2005: عضو في مجلس النواب.

في 2005، انتخب عضوا في مجلس الشيوخ واختير نائبا لرئيس المجموعة الليبرالية الراديكالية في البرلمان الفدرالي

16 سبتمبر 2009: انتخب وزيرا في الحكومة الفدرالية.

swissinfo.ch

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية