مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

باحثة: “على الدولة خفض الضرائب لتحفيز السكان على التبرع بالأعضاء”

عملية زراعة للقلب بالمستشفى الجامعي ببازل يوم 6 سبتمبر 2004، وتشهد هذه المؤسسة 20 عملية مماثلة كل سنة. Keystone

تشكو المستشفيات السويسرية من نقص حاد في مجال التبرع بالأعضاء، ويوجد على لائحة الانتظار ما يزيد عن ألف مريض، في حين يتوفى العشرات من الأشخاص سنويا بسبب هذا النقص.

لمعالجة هذا الوضع تقترح خبيرة بجامعة نوشاتيل تدخل الدولة لتحفيز مانحي الأعضاء عبر تخفيض نسبة الضرائب المستحقة عليهم أو المساهمة في تغطية تأميناتهم الصحية.

وتقول الباحثة والقانونية ميلاني نادير: “النقص في الأعضاء المتبرع بها ظاهرة تمس قطاع الصحة العمومية بأكمله، وعلى الدولة أن تبادر بمعالجة هذا الوضع”.

وتأسف هذه الباحثة التي أنجزت أطروحة دكتوراه حول الموضوع لكون “القانون المتعلق بزراعة الأعضاء الصادر في عام 2007 رغم أنه يجبر الحكومة على ضمان توفير ما يكفي من الأعضاء لتلبية احتياجات المرضى، لكنه لا يمنحها الإمكانات الضرورية للتشجيع على التبرع بها”.

ورغم أن الرأي العام السويسري يتخذ موقفا إيجابيا من المتبرعين بالأعضاء، وغالبية كبيرة من الشعب تقرّ بأهميتها، بحسب ما توصلت إليه هذه الدراسة، فإن عددا قليلا فقط من يبادر بفعل ذلك حيث “يكون هناك في العادة حاجز نفسي يمنع الأفراد من التفكير في انتهاء آجالهم، ولابد من تقديم حوافز لدفع الناس لتحويل قناعاتهم إلى أفعال”، مثلما تقول الباحثة نادير.

حملات توعية

حتى الآن أحجم المكتب الفدرالي للصحة العمومية عن إطلاق حملات واسعة أو توجيه نداء عام إلى السكان يحثهم فيه على التبرع بالأعضاء لأغراض صحية، كما هو الحال مثلا في الجهود التي يبذلها لمكافحة التدخين والكحول ومرض نقص المناعة المكتسب (سيدا/إيدز)، واكتفى في المقابل بحملات إعلامية على نطاق ضيق كتعليق اللافتات في الأماكن العامة، وتوزيع الكتيبات والمطويات، واستخدام المواقع الإلكترونية.

وبحثا عن فعالية أكبر لهذه الحملات، واستلهاما منها لتجارب بلدان أخرى، تدعو السيدة نادير إلى التأمل في تجربة هولندا حيث “يُمنح الشخص الذي يوافق على قطع أعضائه بعد الوفاة تخفيضا بنسبة 10% من فاتورة التأمين الصحي خلال حياته” وتضيف “هذه نسبة رمزية لكنها مع ذلك قد تحفّز البعض إلى تجاوز حالة التردد والموافقة على التبرع بأعضائه”.

وهناك أيضا مشروع القانون الذي يناقش حاليا في الولايات المتحدة، والذي يسمح للحكومة الأمريكية بالمساهمة في تكاليف الجنازة بالنسبة لمن يوافق على منح أعضائه إلى إحدى المؤسسات الصحية.

وأمام هذا النوع من المبادرات، تتساءل ميلاني نادير: “لماذا لا يُمنح تخفيض في الضرائب لفائدة المتبرعين بالأعضاء، في حين يُمنح (تخفيض جبائي) للمتبرعين بالأموال لصالح المشروعات الخيرية؟”

للمتبرعين الأولوية عند الضرورة

من الحلول التحفيزية المقترحة الأخرى، منح الأولوية للمستعدين للتبرع بأعضائهم بعد الموت، إذا ما احتاجوا لأعضاء في فترة ما من حياتهم. وتريد صاحبة هذا المقترح أن يُضاف هذا المعيار إلى بقية المعايير المعمول بها حاليا (الإستعجال، والجدوى الطبية لعملية زراعة الأعضاء، وطول مدد الانتظار) لدى اتخاذ قرار بمنح عضو لأحد المرضى الموجودين على قائمة الإنتظار.

وحتى يمكن تفعيل هذا المعيار الجديد تقترح نادير “فتح سجلّ مركزي للمتبرعين بالأعضاء على المستوى الفدرالي، حيث يتم الإحتفاظ بأسمائهم”، ولكن حتى هذا المقترح ليس بجديد، إذ يطبق حاليا في كل من إسرائيل وسنغفورة، إلا أنه بالنظر إلى حداثة هذه التجربة، فإن الباحثة السويسرية تعترف بأنه من السابق لأوانه “الجزم بنجاحه وجدواه في تحفيز الأفراد للتبرع بأعضائهم”.

تفاقم الوضع

من المرجح جدا أن تزيد الحاجة في المستقبل لزراعة الأعضاء، وبالتالي الحاجة لمزيد من المتبرعين. وتاتي في مقدمة الأعضاء المطلوبة الكلى، بسبب الإنتشار المتزايد لأمراض العصر كالسكري والسمنة.

وتتأكد هذه الحقيقة عندما يعلم المرء ان 75% من الذين ينتظرون اليوم استزراع أعضاء يحتاجون إلى كلى. وفي سنة 2009، بلغ عدد العمليات التي زرع خلالها هذا العضو الحيوي 291 حالة من مجموع 482 عملية. وإذا علمنا أن عدد المتبرعين الأحياء لا يتجاوز 102 شخصا تتبين عندئذ مدى الحاجة لسد هذا النقص. ومن الأكيد ان هذا الطلب لن يتراجع في المستقبل، بل سيزداد خاصة مع توسع ظاهرة الشيخوخة بين السكان، وزيادة انتشار أمراض كالسكري والسمنة.

ويذكر أن توفر أعداد كافية من هذه الأعضاء يسمح باختزال فترات الانتظار، وإنقاذ أرواح بشرية، واقتصاد الكثير من الموارد المالية والقدرات البشرية، والقضاء على تجارة الأعضاء في البلدان الفقيرة.

swissinfo.ch مع الوكالات

المستشفيات الجامعية في جنيف: تخصص كبد، كلي، بنكرياس، أمعاء دقيقة، خلايا ( جزيرة)

المستشفى الجامعي في كانتون فو، لوزان: تخصص قلب، رئة، كلي.

المستشفى الجامعي في برن (إينزل): تخصص قلب، كبد، كلي، خلايا (جزيرة).\

المستشفى الجامعي في بازل: تخصص كلي.

المستشفى الجامعي في زيورخ: تخصص قلب، كبد، رئة، كلى، بنكرياس، خلايا( جزيرة)
مستشفى دويلة سانت غاللن: تخصص كلي.



في عام 2009، تم في سويسرا أخذ 397 عضوا من جثث أشخاص تبرعوا بها، وتم زرع 373 منها أي بنسبة 94%.

عدد الأعضاء التي أعيد زرعها:
قلب : 30
رئة : 39
كبد : 95
بنكرياس: 20
كلية : 189

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية