مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

باحثون في جنيف يكتشفون أسباب تلف الأنسجة الناجم عن الأزمات القلبية

قالب قلب
حقيقة مثيرة: يمكن تستطيع الديدان أن تعيش ثلاثة أيام بدون أكسجين، هل في ذلك سرّ نستفيد منه للتقليل من الأضرار الناجمة عن النوبات القلبية؟ © Keystone / Gaetan Bally

اكتشف فريق من الباحثين في سويسرا الشحوم المسؤولة عن قتل الأنسجة أثناء النوبات القلبية، مما يزيد من احتمال تطوير طريقة علاج جديدة للأزمات القلبية والسكتات الدماغية.

النوبات القلبية تنتج عن انسداد في الأوعية الدموية يمنع تدفق الدم إلى القلب، ما يقطع إمدادات الأوكسجين عن أنسجته، مما يؤدي إلى موت سريع للخلايا في تلك الأنسجة. ومع ذلك، يبدو أن بعض الأنواع تتغلب بشكل أفضل من غيرها على نقص الأوكسجين، على سبيل المثال، يمكن للديدان أن تعيش ثلاثة أيام دون أوكسجين وبعض السلاحف أيضاً، يمكنها البقاء على قيد الحياة لعدة أشهر.

في دراسة نُشرت في مجلة نيتشر ميتابوليزم (Nature Metabolism) يوم الاثنين 14 أكتوبر الجاري، قام فريق من الباحثين بقيادة هوارد ريزمان من جامعة جنيف، بدراسة أسباب الموت السريع للأنسجة الناتج عن نقص الأوكسجين في الثدييات، ولماذا تتكيف بعض الحيوانات بشكل أفضل من غيرها مع هذا النقص.

اكتشف الباحثون من خلال التجارب على الديدان، أن التلف ناتج عن جزيء خاص من الشحوم يسمى (deoxydihydroceramide) الذي يزيد إلى مستويات خطيرة عندما يكون هناك نقص في الأوكسجين في الأنسجة، حيث تحجب هذه الشحوم بعض الوظائف الخلوية، مما يؤدي إلى إتلاف أنسجة القلب بشكل دائم.

لتأكيد هذا الدور للشحوم، أدخل العلماء طفرة بشرية في جينوم الديدان، مما تسبب في مرض وراثي نادر يزيد من كمية الشحوم، هذا جعل الديدان حساسة للغاية لنقص الأوكسجين، مما يثبت النتيجة التي توصل إليها الباحثون بالنسبة لهذه الشحوم.

أمل في العلاج

طوّر فريق آخر من الباحثين في جامعة ليون الفرنسية دواءًا من شأنه إبطاء إنتاج هذه الشحوم ومن خلال إعطائه للفئران في المخبر تم تأكيد نظرية مسؤولية هذه الشحوم في تلف الأنسجة عند نقص الأوكسجين.

حيث أنّه مقارنة مع مجموعة التحكم، عانت الفئران التي حقنت بهذا الدواء تلفاً أقل بـ 30% من التلف في الأنسجة التي عانت منه الفئران التي لم تحقن بالدواء. “تخفيض التأثير بهذا الشكل مثير للإعجاب”، كما يقول ريزمان. وهذه النتائج تزيد الأمل في تطوير علاج للنوبات القلبية والسكتات الدماغية.

ضم فريق البحث علماء في جامعة جنيف وجامعة ليون والمعهد الوطني للطب النفسي في فرنسا.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية