مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

أكثر من ربع المواد الغذائية في سويسرا تحتوي على جسيمات نانوية

Breakfast cereals
كانت معظم الأطعمة التي تم اختبارها في الدراسة السويسرية من الحبوب والصلصات والبسكويت Keystone

في دراسة تجريبية أجريت في سويسرا الناطقة بالفرنسية، تَمَّ العثور على جُسيمات نانوية – بصورة مُضافات غذائية ومُلونات – في أكثر من رُبع المواد الغذائية التي تم اختبارها. وحتى الوقت الراهن، لم يجرِ تقييم المخاطر الصحية المُحتملة لهذه الجسيمات بشكل كامل.

 وُفقاً لدراسةٍ أجراها مجموعة من الكيميائيين في الجزء المتحدث بالفرنسية من سويسرا، تم العثور على جزيئات نانوية في27% من المُنتجات الغذائية في البلاد، أو في حوالي 15 من أصل 56 عينة. وقد أجرى الباحثون السويسريون هذه الدراسة التي نُشِرَت نتائجَها يوم الثلاثاء 23 أكتوبر، بالتعاون مع معهد أدولف ميركل التابع لجامعة فريبورغ، والمكتب الفدرالي للسلامة الغذائية والشؤون البيطرية.

 يتراوح حَجم الجسيمات النانوية بين 1 و100 نانومتر (النانومتر هو وحدة تستخدم لقياس الأطوال القصيرة جداً. ويحتوي الملليمتر الواحد على مليون نانو). ويبلغ حجم النانومتر الواحد حوالي واحد من المليون من قطر رأس الدبوس.

 في هذه الدراسة، تم اختبار ثلاث جسيمات متناهية الصغر: أوكسيد التيتانيوم (TiO2)، وأوكسيد السليكون (SiO2)، والطلق أو التلك (Mg3Si4O10(OH)2). وفي سويسرا تُعرَف هذه المركبات باسم المضافات والملونات الغذائية، مثل E551 و E171. وفي الوقت الذي يُعلَن فيه غالباً عن وجود هذه المواد على أغلفة المواد الغذائية، لكن وجودها على شكل جسيمات نانوية لا يُحَدَّد في الغالب.

 بشكل رئيسي، كانت الصلصات والبسكويت وحبوب الإفطار هي المواد الغذائية الرئيسية التي خضعت للاختبار. وقد احتوت جميع عينات العلكة الخمسة التي جرى اختبارها إما على أوكسيد التيتانيوم أو الطلق.

 في سويسرا، يُلزِم قانون الأغذية الجديد الذي دَخَل حيز التنفيذ في الأول من مايو 2017 الشركات المُصَنِّعة بالإعلان عن المواد النانوية على المُلصقات، مثل تلك التي توضع على الأغذية المعبأة. وأمهلت الشركات أربعة أعوام لضمان الإمتثال للقانون.

 من جانبهم، حَذَّر علماء الكيمياء الذين شاركوا في الدراسة، بأن آثار الجسيمات النانوية لا تزال غير مفهومة تماماً، وأن المخاطر الصحية المُرتبطة بتناول الجسم البشري لها تظل صعبة التقييم.

 “لا تزال هناك دراسات يتعين إجراؤها. ورغم وجود الجسيمات النانوية في الطبيعة أيضاً، لكن هذا لا يعني بأن نظيراتها الصناعية تخلو من المخاطر”، كما أخبر باتريك إيدَّر المتخصص في الكيمياء، والمُقيم في جنيف وكالة الأنباء السويسرية “SDA”.

 من جانبه، قال المكتب الفدرالي للسلامة الغذائية والشؤون البيطرية بأن الجسيمات النانوية يمكن أن يكون لها تأثير على القلب والأوعية الدموية أو الأجهزة الأخرى. أما مدى سُمّيتها، فتعتمد على المادة المُتَناولة والجُرعة”. لكن، وكما يقال، لا يشكل أوكسيد السيليكون أو التيتانيوم إي سُمّية مُهددة للصحة، كما أن اللجوء إلى استخدام جسيمات نانوية جديدة سوف يتطلب الحصول على ترخيص بهذا الشأن.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية