مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

بلدة سويسرية تتحدى الدفيئة!

المجهودات والاشغال الهادفة الى حماية البلدة من الدفيئة لم تنعكس سلبا على السياحة Keystone

بدل انتظار تسوية الخلافات بين الأطراف المؤيدة والمعارضة لبروتوكول كيوتو حول ظاهرة الاحتباس الحراري، فضلت بلدة بونترسينا السويسرية التحرك واتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية نفسها من انعكاسات ظاهرة الدفيئة بعد أن أظهرت دراسة علمية طويلة أن البلدة مهددة بالانقراض..

الخطر الذي يهدد بلدة بونترسينا (Pontresina) يكمن في ذوبان الجَمد السرمدي، وهو طبقةُُ متجلدة باستمرار على عمق متفاوت تحت سطح الأرض. هذا الجمد يعادل 6% من مجموع مساحة سويسرا. وفي حال ذوبانه من جراء ظاهرة الاحتباس الحراري، سيجرف البلدة المذكورة بأكملها.

أمام هذا الخطر، سارعت بلدة بونترسينا الواقعة جنوب شرقي سويسرا إلى اتخاذ الإجراءات الكفيلة بحمايتها من الكارثة المحتلمة لتصبح أول منتجع جبلي أوربي يقرر التحرك ضد تهديدات الدفيئة.

وتُنفق البلدة مبلغ 7 ملايين فرنك سويسري من اجل تشييد سد ضخم وراء البلدة لصد انزلاقات الوحل والحجر.

من دق ناقوس الخطر؟

كشفت دراسة استغرقت 12 عاما مدى الخطر الذي يهدد البلدة حيث أوضحت أن أجزاء من جبل شافبيرغ (Schafberg) الواقع وراء القرية ليست مكونة من حجر صلب كما كان يحسب الجميع، بل هي على شكل جمد سرمدي مكون من ارض وحجر ليِّنَيْن.

واستخلصت الدراسة العلمية التي تواصلت ما بين عامي 1987 و1999 أن درجة حرارة هذه الطبقة المتجلدة الهشة في ارتفاع وتقترب في بعض الأجزاء من درجة الذوبان.

تيقظ البلدة السويسرية ميزة عريقة

من التقاليد المعروفة عن بلدة بونترسينا حرصها الشديد والعريق على حماية نفسها من الكوارث الطبيعية. فقد بدأت في تشييد حواجز ضد الانزلاقات الثلجية منذ عام 1880، حتى أن طول الأحصنة التي أقامتها البلدة بينها وبين جبل شافبيرغ قد بلغ 16 كيلومترا.

وبعد ناقوس الخطر الذي دقته الدراسة العلمية ودعوتها الى التحرك بصورة عاجلة، لم يتردد مجلس المدينة في المصادقة على تخصيص سبعة ملايين فرنك لبناء السد الضخم كدرع واقي من انزلاقات الوحل والحجر.

ويعد مشروع بناء هذا السد الأكبر من نوعه في بلدة بونترسينا. الجرافات والحفارات لا تتوقف عن العمل طيلة اليوم. وتم لحد الآن قطع اكثر من 1000 شجرة لفسح الطريق والشروع في تشييد السد لدرجة ان جذور الأشجار المقتلعة أصبحت تمثل بحالها جبلا صغيرا يبلغ علوه حوالي عشرين مترا..

سويس انفو

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية