مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

تجدد القتال في غزة ونتنياهو وامين الامم المتحدة يتباحثان بشأن شروط الهدنة

والدة طفل فلسطيني تبكي بعد وفاة طفلها في مستشفى في غزة يوم الاثنين. تصوير: محمد سالم - رويترز. reuters_tickers

من نضال المغربي ومايان لوبل ودان وليامز

غزة/القدس (رويترز) – تتداعى هدنة هشة في قطاع غزة في عطلة عيد الفطر يوم الاثنين فيما قال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو إن دعوة الامم المتحدة لوقف اطلاق النار تتجاهل الاحتياجات الامنية لبلده.

وقال مسعفون إن ضربة جوية إسرائيلية أصابت حديقة في مخيم الشاطئ للاجئين في شمال غزة مما أدى إلى مقتل ثمانية أطفال وشابين في نهاية على ما يبدو لتهدئة للقتال خلال عطلة عيد الفطر.

وقال شهود عيان من رويترز إن انفجارا آخر زلزل أرض مستشفى الشفاء دون ان يتسبب في أي اصابات.

من ناحية أخرى قال مسعفون إسرائيليون إن قصفا فلسطينيا بالمورتر من قطاع غزة أدى إلى مقتل أربعة أشخاص في جنوب إسرائيل يوم الاثنين.

وقال رئيس خدمة ماجين دافيد أدوم للإسعاف في تصريح لراديو الجيش إن عددا من الناس أصيبوا في الهجوم ونقلوا إلى المستشفيات.

وقالت القوات الاسرائيلية انها ستطلق النار فقط اذا تعرضت لاطلاق النار فيما يرصد مهندسو الجيش أنفاق المتسللين من الحدود الشرقية لقطاع غزة. وهم يتهمون الفلسطينيين باطلاق 17 صاروخا عبر الحدود لم تسبب أذى.

وقال مسؤولون فلسطينيون إن سبعة اشخاص بينهم خمسة على الاقل من القصر قتلوا في الضربات الاسرائيلية مما يرفع عدد القتلى في غزة نتيجة للصراع المستمر منذ ثلاثة اسابيع الى 1049 شخصا معظمهم مدنيون. وفقدت اسرائيل 43 جنديا في قتال غزة بالاضافة الى ثلاثة مدنيين قتلوا في القصف الفلسطيني.

وكان قادة حماس التي تسيطر على غزة قد دعوا الى وقفة في القتال قبل بدء عطلة عيد الفطر يوم الاثنين. لكن اسرائيل تخلت عن عرضها بتمديد هدنة مدتها 12 ساعة من يوم السبت.

وتصاعدت الضغوط الخارجية على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يوم الاحد حيث دعا كل من الرئيس الامريكي باراك اوباما ومجلس الامن الدولي الى وقف فوري لاطلاق النار يسمح بوصول قوافل المساعدات الى 1.8 مليون فلسطيني يعقبها مفاوضات بشأن وقف مستمر للاعمال القتالية.

وتطالب اسرائيل بضمانات تفيد بأنه سيتم تجريد حماس من الانفاق ومخزونات الصواريخ. وهي تشعر بالقلق من ان الحركة الاسلامية ستستثمر محادثات الهدنة التي توسط فيها اصدقاء في قطر وتركيا لتخفيف الحصار الاسرائيلي والتدابير الامنية المشددة التي تفرضها مصر علي الحدود مع غزة.

وإتهم نتنياهو الذي تحدث الى الامين العام للامم المتحدة بان جي مون يوم الاثنين مجلس الامن بالانحياز الى جانب حماس.

وقال نتنياهو “البيان… يتعلق باحتياجات جماعة ارهابية قاتلة تهاجم المدنين وليس لديه رد على الاحتياجات الامنية لاسرائيل – ومن بينها نزع سلاح قطاع غزة.”

ونقل مكتب نتنياهو عنه قوله “اسرائيل قبلت مقترحات الامم المتحدة بهدنة انسانية وحماس انتهكتها جميعا.”

وفي نيويورك شجب بان ما وصفه بأنه افتقار للارادة لدى كل الاطراف في الصراع.

وقال للصحفيين “انها مسألة ارادتهم السياسية. يجب عليهم ان يظهروا انسانيتهم كزعماء سواء الاسرائيليين أو الفلطسينيين.” وقال “لماذا يدع هؤلاء الزعماء شعبهم يقتل بأيدي آخرين. انها قيادة غير مسؤولة. وهذا خطأ أخلاقي.”

وكان المسؤولون الاسرائيليون أكثر تكتما بشأن المحادثة الهاتفية بين أوباما ونتنياهو التي بدا ان الرئيس الامريكي يربط فيها بين أي نزع للسلاح في غزة وبين اتفاق سلام مع الفلسطينيين لا يبدو في الافق.

وتجنب وزير الشؤون الاستراتيجية في اسرائيل يوفال شتاينتز الافصاح عما اذا كانت حكومة نتنياهو قد تتحدى حليفها الامريكي برفضها هدنة اخرى بنفس الشروط.

وقال “سيتعين علينا ان نفكر في كل شيء. لن أخوض في تفاصيل في هذا الشأن.”

واشار الاسرائيليون الى انهم يفضلون وقفا متبادلا فعليا في القتال وليس اتفاقا يحفظ لحماس ترسانتها ويعزز الوضع من خلال تحسين الاقتصاد المتعثر في غزة.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الجنرال موتي ألموز لراديو اسرائيل “تسري الآن هدنة غير محددة الاجل. إن جيش الدفاع الإسرائيلي يحق له الهجوم بعد أي إطلاق للنار حال حدوثه.”

وأشار سكان غزة الى قصف اسرائيلي في شرق وشمال غزة وقالت وزارة الصحة إن شخصين أحدهما طفل في الخامسة قتلا في إحدى هذه الهجمات. وقالت متحدثة إنها ستتحرى عن هذا الحادث.

وقال جبريل جنيد والد الطفل إن إبنه سامح كان يلهو مع اولاد عمه عندما إنطلقت طلقة من جانب القوات الاسرائيلية التي تعمل على مشارف مخيم جبالايا وهو أكبر مخيم للاجئين في شمال غزة أصابته وسقط على الارض وهو ينزف.

وقال الاب لرويترز فيما قامت والدة الطفل ومشيعون آخرون بتقبيل وجنتيه قبل دفنه “في يوم العيد أنا فخور بأنني ضحيت بابني من اجل انتصار المقاومة وانتصار ارادة الشعب الفلسطيني.”

وقال الجناح المسلح لحركة حماس إنه قتل جنديين إسرائيليين في شمال القطاع. في حين قالت متحدثة باسم الجيش الاسرائيلي إن جنديا جرح فقط ونفت علمها بوقوع أي وفيات.

وقال عدد من سكان غزة إنهم تلقوا يوم الاثنين رسائل مسجلة باللغة العربية على هواتفهم تخاطب حماس بالقول إنه اذا ما زالت الحركة حية عليها أن تعلم أن الجيش الاسرائيلي سيرد بعنف اذا ما استأنفت هجماتها.

كما ألقت الطائرات الاسرائيلية منشورات على غزة تورد أسماء العشرات من المسلحين من حماس وحليفتها حركة الجهاد الإسلامي قال الجيش الاسرائيلي إنهم قتلوا منذ بدء العملية العسكرية.

وأظهر استطلاع للرأي أجرته القناة العاشرة ان غالبية كبيرة من الاسرائيليين تؤيد استمرار الهجوم على غزة الى ان يتم “نزع سلاح” حماس.

وقال زياد النخالة نائب الامين العام لحركة الجهاد الاسلامي ان الوساطة حققت تقدما وان الحركة تعمل مع مصر للتوصل الى اتفاق.

وقال لراديو القدس التابع للجهاد الاسلامي انهم على بعد أيام من نهاية المعركة وان السحب ستتبدد وسيرى الفلسطينيون الانتصار. وأضاف أنهم لن يقبلوا بأي شيء آخر دون إنهاء الحصار.

وزار وزير الخارجية الأمريكي جون كيري المنطقة الأسبوع الماضي في محاولة لوقف نزيف الدم وسهلت مصر وتركيا وقطر والرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي يدعمه الغرب إتصالاته مع حماس التي تقاطعها واشنطن رسميا.

وربط أوباما على ما يبدو مطلب اسرائيل الأساسي بتجريد حماس من الصواريخ التي تعبر الحدود والأنفاق باتفاقية سلام مع الفلسطينيين ليس لها مكان في الأفق الدبلوماسي.

وفشلت المفاوضات المتكررة التي تقودها الولايات المتحدة على مدى 20 عاما في التوصل الى اتفاق دائم. وانهارت أحدث جولة من المفاوضات في ابريل نيسان حيث الفلسطينيون غاضبون من بناء مستوطنات يهودية في الضفة الغربية المحتلة والاسرائيليون في أشد الغضب من ان عباس شكل حكومة توافق مع حماس.

وقال وزير الخارجية القطري خالد العطية لقناة الجزيرة إن اسرائيل لم تحترم وقف اطلاق النار الذي أنهى حرب عام 2012 وان الوقت حان لرفع الحصار عن غزة.

وقال “كدنا مع وزير الخارجية الامريكية ان نصل الى نتائج ملموسة وجيدة والاخوة فى حماس عملوا بروح ايجابية جدا ولكن من الذى رفض ورقة كيرى.. إنها اسرائيل.”

وقالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في غزة إن أكثر من 167 ألف فلسطيني نزحوا إلى مدارسها ومبانيها بعد دعوات إسرائيل المتكررة للمدنيين باخلاء أحياء كاملة قبل العمليات العسكرية.

(إعداد رفقي فخري للنشرة العربية – تحرير محمد هميمي)

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية