مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

ترامب يهاجم فرنسا وماكرون بشدّة

الرئيس الاميركي دونالد ترامب (يمين) مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون قبل لقائها في قصر الاليزيه في باريس في 10 تشرين الثاني/نوفمبر. afp_tickers

شنّ الرئيس الأميركي الثلاثاء هجوماً عنيفاً على نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، منتقداً مجدّداً اقتراح حليفه إنشاء جيش أوروبي و”شعبيته المنخفضة”، وذلك بعد يومين من عودة دونالد ترامب من باريس حيث شارك في احتفالات الذكرى المئوية لانتهاء الحرب العالمية الاولى.

وفي سلسلة تغريدات هجومية انتقد ترامب دعم ماكرون لإنشاء جيش أوروبي، وجدّد اتهامه حلفاء الولايات المتحدة الأوروبيين بانهم لا ينفقون ما يكفي على الدفاع.

وقال “إيمانويل ماكرون يقترح انشاء جيش خاص لحماية أوروبا من الولايات المتحدة والصين وروسيا. لكنّ الأمر كان يتعلّق بألمانيا في الحربين العالميتين الاولى والثانية. كيف كان ذلك بالنسبة لفرنسا؟”.

وأضاف “لقد بدأوا بتعلّم الألمانية في باريس قبل أن تصل الولايات المتحدة”، في إشارة على ما يبدو إلى الاحتلال الألماني لفرنسا خلال الحرب العالمية الثانية. ودعا إلى تسديد المدفوعات لحلف شمال الاطلسي.

وجاء هذا الهجوم على الحليف التقليدي للولايات المتحدة، بعد يومين من انضمام ترامب إلى عشرات القادة العالميين في باريس للاحتفال بمرور مئة عام على انتهاء الحرب العالمية الأولى.

وبعد انتقاده ماكرون في ملف الدفاع، انتقل ترامب إلى انتقاد شعبية الرئيس الفرنسي. وقال في تغريدة أخرى “المشكلة هي أنّ إيمانويل ماكرون يعاني من هامش شعبية ضعيف جداً في فرنسا، 26% ومعدّل بطالة يقارب ال10%”.

وأضاف “إنّه يحاول أن ينتقل إلى موضوع آخر” في إشارة إلى حديث ماكرون عن الجيش الأوروبي. وتابع “بالمناسبة لا يوجد بلد قومي أكثر من فرنسا، فهم شعب يعتزّ بنفسه، ويحقّ له ذلك”.

وفي تغريدة أخرى كتب ترامب “اجعل فرنسا عظيمة مجدداً” مستعيداً شعاره الشهير خلال حملته الانتخابية “فلنجعل أميركا عظيمة مجدداً”.

وانتقد ترامب ما وصفه بالرسوم الحمائية على النبيذ الفرنسي، وقال إنّها “ليست عادلة ويجب أن تتغيّر”.

ورفضت الرئاسة الفرنسية الثلاثاء التعليق على الفور على تغريدات ترامب.

إلا أنّ مستشاراً للرئيس الفرنسي قال إنّ هذه التغريدات موجّهة للأميركيين.

وأضاف أنّ التغريدات “كتبت للأميركيين وإلاّ لما كتبت بالإنكليزية .. وليس من شأننا التعليق على محتوى موجّه لمواطنيه”، مضيفاً أنّ العلاقات بين ماكرون وترامب “لم تكن دائماً سهلة، ولكنها مستمرّة”.

وقال السفير الفرنسي في واشنطن جيرار ارو في تغريدة بالانكليزية إن “الرئيس إيمانويل ماكرون لم يقل إنّ الاتحاد الاوروبي يحتاج إلى جيش +ضد الولايات المتحدة+. لقد أساءت الصحافة نقل هذا الأمر”.

من جهته أعرب وزير الخارجية الأميركي الأسبق جون كيري عن أسفه لسلوك ترامب الذي “أعلن عن +حبّه+ لكيم جونغ-أون” الزعيم الكوري الشمالي “ولكنّه يهين أقدم حليف لنا”.

وأضاف كيري مخاطباً الرئيس الجمهوري “كفّ عن التغريد! أميركا بحاجة لأصدقاء”.

لكنّ المتحدّثة باسم الدبلوماسية الأميركية هيذر نويرت قلّلت من شأن هذا السجال، مؤكّدة أن ما يجري مجرّد “جعجعة بلا طحين”، مشدّدة على العلاقة “الوثيقة” بين الولايات المتّحدة وفرنسا “أحد أقدم وأهمّ حلفائنا”.

– موت “المودّة”-

وفي الأيام الأولى من رئاستهما بدا وكأنّ ترامب وماكرون تربطهما علاقة خاصة تتميّز بـ”المودة”.

حتى إنّ الرئيس الأميركي أزال بعضاً من قشرة الرأس عن سترة ماكرون على التلفزيون العام خلال زيارة الرئيس الفرنسي الرسمية للعاصمة الأميركية، وقال “يجب أن نجعله كاملاً. إنّه كامل”.

إلاّ أنّ هذه العلاقة تدهورت بعد أن أغضب ماكرون ترامب بقوله إنّ أوروبا تحتاج إلى جيش خاص بها، وإدراجه الولايات المتحدة من بين الدول التي تشكّل تهديداً على أمن المعلوماتية الأوروبية إلى جانب كل من روسيا والصين.

وبدأ ترامب زيارته لباريس بلهجة هجومية إذ كتب على تويتر بعد وصوله أنّ دعوة ماكرون إلى إنشاء “جيش أوروبي حقيقي” أمر “مهين”.

وفي مقابلة سجّلت السبت مع شبكة “سي إن إن” عقب محادثات مع ترامب، قال ماكرون إنّ الزعيمين تحدّثا عمّا قال مكتبه إنّه سوء فهم.

وأضاف ماكرون أنّ الزعيمين اتّفقا على أنّه يجب أن يكون هناك “تقاسم أفضل للعبء في حلف شمال الأطلسي” بما يعني أنّ على أوروبا أن تكون أقلّ اعتماداً على الإنفاق الأميركي على الدفاع.

إلاّ أنّ ماكرون قال لشبكة سي إن إن “أريد أن أكون صريحاً جداً. ما لا أريد أن أراه هو زيادة الدول الأوروبية لميزانياتها الدفاعية من أجل شراء أسلحة أميركية أو مواد أخرى تأتي من صناعتكم”.

وطبع رحلة الرئيس الأميركي إلى فرنسا كذلك الجدل بشأن إلغاء زيارته لمقبرة الجنود الأميركيين الذين قتلوا في الحرب العالمية الأولى، وذلك بسبب الأمطار التي أعاقت مروحيّته، في قرار لقي انتقادات واسعة.

ودافع ترامب عن نفسه وقال في تغريدة “لقد اقترحت الذهاب بالسيارة، لكنّ جهاز الخدمة السرية رفض”، مشيراً إلى أنّه ألقى خطاباً في اليوم التالي في مقبرة أميركية أخرى في ضواحي باريس “تحت الأمطار الغزيرة”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية