مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

قصف جوي يستهدف اكبر مستشفى في شرق حلب للمرة الثانية في ايام

مسعف يتفقد موقع مستشفى تعرض بحسب تقارير لغارة جوية في حي الصاخور في 1 تشرين الاول/اكتوبر 2016 afp_tickers

تعرض اكبر مستشفى في الاحياء الشرقية المحاصرة في مدينة حلب لقصف بالبراميل المتفجرة السبت، للمرة الثانية في اربعة ايام، في وقت تشن قوات النظام بدعم روسي هجوما على محورين في محاولة للسيطرة على مناطق الفصائل المعارضة.

ومنذ اعلان الجيش السوري في 22 ايلول/سبتمبر بدء هجوم هدفه السيطرة على الاحياء الشرقية في مدينة حلب، تتعرض المنطقة لغارات كثيفة لم تسلم منها المستشفيات القليلة العاملة في شرق المدينة في ظل نقص كبير في الطواقم والمعدات، الامر الذي وصفه الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الاربعاء بـ “جريمة حرب”.

وقال المسؤول في الجمعية الطبية السورية الاميركية ادهم سحلول لوكالة فرانس برس السبت “تعرض مستشفى +إم10+ للقصف ببرميلين متفجرين (صباحا)، كما افادت تقارير عن سقوط قنبلة انشطارية” على المشفى الواقع في شرق حلب.

واكد المرصد السوري لحقوق الانسان توقف عمل المستشفى جراء استهدافه، مشيرا الى مقتل شخص على الاقل.

وبحسب سحلول، فان عددا قليلا من الجرحى والاطباء “كانوا داخل المستشفى” حيث كانوا يعملون على “تقييم خطورة الاصابات وتضميد الجروح للحالات الطارئة” عند بدء القصف.

واضاف ان اخصائي الاشعة والمسؤول الاداري في الجمعية محمد ابو رجب اطلق نداء استغاثة صباح السبت من داخل المستشفى قائلا وفق تسجيل تم توزيعه على الصحافيين “المستشفى يُدمر وحدة وحدة، نداء استغاثة للجميع”.

وبعد ظهر السبت، نقل مراسل فرانس برس في شرق حلب عن طبيب في المستشفى قوله ان “برميلا متفجرا سقط عصرا امام المشفى، ما اجبر الطاقم الطبي الذي كان لا يزال موجودا في بعض اقسامه على اخلائه واجلاء جميع المرضى الى مشفى اخر”.

وتعرض المستشفى نفسه ومستشفى اخر تدعمه الجمعية الطبية ومقرها الولايات المتحدة، لضربات جوية الاربعاء ادت الى وقف الخدمة فيهما موقتا. ويعد المستشفيان الاكبر في احياء حلب الشرقية ويستقبلان الاصابات الخطرة.

وندد مجلس التعاون الخليجي السبت ب”الهجوم المتواصل على مدينة حلب (…) والتدمير الممنهج لاحيائها”.

وقال الأمين العام للمجلس عبد اللطيف بن راشد الزياني في بيان ان “دول مجلس التعاون تدعو المجتمع الدولي الى استنكار الجرائم البشعة التي ترتكب ضد أبناء مدينة حلب والمدن السورية كافة وبمختلف أنواع الأسلحة المحرمة، وتطالب مجلس الأمن الدولي بالتدخل الفوري لوقف العدوان على مدينة حلب ورفع معاناة الشعب السوري الشقيق”.

وتسببت الغارات الكثيفة التي تنفذها طائرات روسية واخرى سورية على شرق حلب منذ تسعة ايام، بمقتل 220 شخصا على الاقل واصابة المئات بجروح، وفق المرصد.

– معارك على محورين-

في موازاة ذلك، تخوض قوات النظام السبت اشتباكات عنيفة ضد الفصائل المعارضة، تدور وفق المرصد “على محور سليمان الحلبي وبستان الباشا في وسط مدينة حلب، وعلى محور الشقيف في شمال المدينة” لافتا الى تحقيق قوات النظام تقدما اضافيا في المحورين.

وتترافق الاشتباكات وفق المرصد مع غارات تنفذها طائرات روسية وقصف صاروخي كثيف من قبل قوات النظام.

وقال مراسل لفرانس برس ان معظم الاحياء الشرقية شهدت هدوءا الى حد ما وتركزت الغارات على مناطق الاشتباك وتحديدا في حيي بستان الباشا وسليمان الحلبي الذي تتقاسم قوات النظام والفصائل السيطرة عليه.

وتسببت المعارك السبت بقطع المياه عن معظم احياء حلب، وفق مراسل فرانس برس.

ونقل عن مسؤول في الهيئة التي تتولى ادارة محطة سليمان الحلبي الواقعة في الجزء تحت سيطرة الفصائل، ان المياه انقطعت بعد ظهر السبت جراء تضرر خطوط الكهرباء التي تغذيها وعدم قدرة عمال الصيانة على اصلاحها مع استمرار المعارك والغارات.

وتضخ المحطة المياه الى معظم احياء المدينة، وبشكل رئيسي الى الاحياء الغربية تحت سيطرة قوات النظام.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس “تسعى قوات النظام الى تشتيت مقاتلي الفصائل على جبهات عدة” لافتا الى استقدامها تعزيزات عسكرية الى حلب.

وترد الفصائل المقاتلة باستهداف الاحياء الغربية بالقذائف التي ادت السبت الى اصابة 13 شخصا بجروح، وفق حصيلة للاعلام السوري الرسمي.

وقتل الجمعة 15 شخصا وفق الاعلام الرسمي جراء سقوط قذائف على غرب حلب.

ويأتي تقدم الجيش في حلب فيما يتفاقم التوتر الاميركي الروسي مع وصول محادثاتهما حول سوريا الى حائط مسدود.

واعتبر المتحدث باسم الخارجية الاميركية مارك تونر ان المحادثات “في العناية المركزة لكن القلب لم يتوقف بعد”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية