مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

تعليق مهام قائد شرطة كولونيا بعد الاعتداءات وطرح تشديد اجراءات الترحيل

دورية للشرطة في كولونيا afp_tickers

علقت مهام قائد شرطة مدينة كولونيا الجمعة لفشله في وقف اعمال العنف التي تخللتها اعتداءات جنسية ليلة راس السنة، في حين اعلنت المستشارة انغيلا ميركل انها تؤيد تعديل القانون لتسهيل ترحيل اللاجئين الذين ينتهكون القانون.

اثارت شكاوى الاعتداءات الجنسية في كولونيا غرب المانيا حالة من الغضب والصدمة في المانيا حيث يبدي قسم من الرأي العام قلقه من موجة الهجرة غير المسبوقة الى بلادهم بعد الانباء التي تحدثت عن تعرض اعداد كبيرة من النساء للتحرش والكلمات البذيئة من مجموعة من نحو الف رجل مخمورين قال شهود ان لهم ملامح عربية وشمال افريقية.

وعلقت مهام قائد شرطة كولونيا ولفغانغ البرس البالغ من العمر ستين عاما بهدف “اعادة ثقة الجمهور” بالشرطة، وفق وزير داخلية مقاطة راين-وستفاليا الشمالية رالف ياغر.

وتعرض البرس لضغوط كثيفة نظرا لفشله في وقف الاعتداءات وفي التقليل من حجم الاحداث والتي لم تعرف بها البلاد الا بعد اربعة ايام عندما تصدرت عناوين الصحف.

وقال وزير الداخلية توماس دو ميزيار غاضبا ان “الشرطة لا يمكن ان تعمل بهذه الطريقة”.

وبعد ان تحدثت عن ليلة “هادئة” تباطأت شرطة كولونيا في الكشف عن حجم الاعتداءات وعن الوقائع التي تؤكد ان القسم الاكبر من المعتدين كانوا طالبي لجوء او من اصول مهاجرة.

ولا يزال بعض الغموض يحيط بمجريات التحقيق نظرا لوجود مسارات مختلفة لدى الشرطة الفدرالية والمحلية للتواصل مع الاعلام.

واستمرت النساء في كولونيا الجمعة في تسجيل الشكاوى حتى بلغت 200 شكوى جرمية معظمها تتعلق باعتداءات جنسية من التحرش الجنسي الى عمليتي اغتصاب وفق موقع “شبيغل” الالكتروني.

– غضب شعبي –

وبعد اسبوع من الاعتداءات التي جرت قرب محطة قطارات كولونيا والكاتدرائية الاثرية قالت الشرطة انها تعرفت على هويات 31 مشتبها بارتكاب اعتداءات تتراوح بين النشل والاعتداء الجسدي، ولكنها لم تتحدث تحديدا عن اعتداءات جنسية.

وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية توبياس بليت ان عددا كبيرا من المشتبه بهم تعود اصولهم الى الشرق الاوسط وشمال افريقيا وبينهم 18 من طالبي اللجوء.

واضاف ان المشتبه بهم هم المانيان وتسعة جزائريين وثمانية مغاربة واربعة سوريين وخمسة ايرانيين وعراقي وصربي.

وامتد الغضب الى خارج المانيا حيث دعا رئيس وزراء سلوفاكيا روبرت فيكو المعادي للهجرة الى قمة استثنائية للاتحاد الاوروبي حول الهجرة، وقال ان “هذه الاعتداءت لم تحصل فقط في كولونيا بل ايضا في دول اوروبية اخرى، في السويد على سبيل المثال”.

واضاف ان السياسيين “يواصلون الاستهانة – حتى بعد الاعتداءات في كولونيا ومدن اوروبية اخرى – بالمخاطر الامنية المتصلة بالهجرة غير المنظمة وغير المنضبطة داخل الاتحاد الاوروبي”.

واثارت الاعتداءات في المانيا الجدل حول دمج نحو 1,1 مليون طالب لجوء وصلوا الى البلاد في 2015 ويثير وجودهم قلقا متناميا لدى قسم من الرأي العام.

وقال زعيم كتلة نواب الحزب الاشتراكي الديموقراطي توماس اوبرمان “ينبغي تقليص هذه الاعداد الى حد كبير، لا يمكننا ان نستقبل مليون لاجىء كل سنة”.

ووجه اليمين الشعبوي الاتهام الى سياسة المستشارة انغيلا ميركل المنفتحة على الهجرة في المسؤولية عن تصعيد الجريمة وزعزعة الامن.

ودعت حركة “بيغيدا” المعادية للهجرة وللاسلام الى مسيرة السبت في كولونيا في حين اعلنت حركات اخرى انها ستنظم تظاهرات معارضة لها.

والجمعة نزعت الفنانة السويسرية ميلو موار ملابسها امام كاتدرائية كولونيا احتجاجا على الاعتداءات الجنسية وحملت لافتة كتب عليها “احترمونا. لسنا لقمة سائغة حتى ونحن عراة”.

– احترموا قوانيننا –

وقال المتحدث باسم المستشارية جورج ستريتر انه “من المهم ان يتم الكشف عن الحقيقة كاملة وعدم التستر على اي شيء”، ولكنه دعا الجمعة كما فعل مسؤولون اخرون قبله منذ الكشف عن الاعتداءات الثلاثاء الى عدم الخلط بين الأمور.

وقال ستريتر “الامر لا يتعلق بالدرجة الاولى (بمشكلة) لاجئين وانما (بمشكلة) الاجرام”، مذكرا بان اللاجئين الوافدين عانوا الكثير وجاؤوا طلبا للحماية.

وقال دو ميزيار “علينا ان نفعل كل شيء لمنع تكرار مثل هذه الاحداث”.

ولكن في الوقت نفسه يسعى المسؤولون السياسيون المحافظون والاشتراكيون الديموقراطيون الذين يحكمون معا في برلين الى توجيه رسالة حازمة تتعلق باسس العيش المشترك في المانيا ولا سيما لمن ينتهكون القانون.

وعليه يتصاعد الجدل بشأن تسريع اجراءات الترحيل وجعلها اكثر فعالية بحق المخالفين.

وقال زعيم كتلة المسيحيين الديموقراطيين فولكر كودر لصحيفة “در شبيغل” الجمعة “نحتاج للمزيد من الشرطيين والى تحسين ادوات القضاء وتشديد القوانين حتى نتمكن من ترحيل الاجانب المجرمين”.

وقالت المستشارة انغيلا ميركل انها مستعدة للتأكد “من انه تم القيام بكل ما يلزم بشأن اجراءات الترحيل لتوجيه رسالة واضحة لكل من لا يرغب باحترام قوانيننا”.

وقال كودر “المواطنون يريدون ان يغادر كل من لا يحق لهم البقاء”، في حين يجتمع قادة حزبه الجمعة والسبت في ماينس في جنوب غرب البلاد يتوقع ان يتبنى خلاله توصيات تطالب بتشديد الاجراءات القضائية.

وقالت ميركل الجمعة خلال اجتماع ماينس، ان السؤال المطروح هو “متى يفقد الحق في الاقامة عندنا؟ وهنا ينبغي ان نسأل ان لم يكن من المفترض ان يفقد ابكر (مما هي الحال اليوم) وعلي ان اقول انه بالنسبة لي، ينبغي ان يفقد ابكر”.

واضافت “ينبغي ان نفعل ذلك من اجلنا ومن اجل العديد من اللاجئين الذين لم يتواجدوا خلال احداث كولونيا”.

وبدا ان الحزب الاشتراكي الديموقراطي يذهب في هذا الاتجاه كذلك بعد ان كان يبدي تحفظا ازاء تشديد اجراءات الترحيل. وقال رئيسه سيغمار غابرييل لصحيفة “بيلد” “علينا ان ندرس كل الامكانات المتاحة بموجب القانون الدولي حتى نتمكن من ترحيل طالبي اللجوء المجرمين الى بلادهم”.

ويفرض القانون الالماني حاليا ان يكون طالب اللجوء محكوما بعقوبة سجن لمدة ثلاث سنوات على الاقل للسماح بترحيله خلال فترة دراسة ملفه يضاف الى ذلك شرط ان لا تكون حياته او صحته مهددتين في بلده الاصلي.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية