مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

مؤسسة “دروسوس” مصر.. عشرُ سنوات من التنمية

في 10 مارس 2015، وزعت الدكتورة وسام البيه، المديرة الإقليمية لمؤسسة دروسوس، بالإشتراك مع المسؤولين في مؤسسة "ماعت للسلام والتنمية"، جوائز الحفل الختامي لمشروع الحماية المتكاملة لأسَر السجناء والمُحتجَزين في القاهرة. swissinfo.ch

كشفت الدكتورة وِسام البيه، المديرة الإقليمية لمؤسسة "دروسوس" أو "قُـطر الندى"، عن أن المنظمة بدأت عملها فِعليا بمصر عام 2005 وسُجِّلَت رسميا عام 2007، بمُوجب اتفاقية بين وزارتيْ الخارجية والشؤون الإجتماعية، مشيرة إلى أنها دعّمت خلال 10 أعوام، قُـرابة 50 مشروعا تنمويا بمصر، تخدم مجموعات وفئات واسعة من المستفيدين؛ مثل الشباب والأطفال والسيدات المعيلات، من بينها 21 مشروعا لا يزال تنفيذها جاريا حتى اليوم.

وقالت وسام البيه، مديرة مكتب “دروسوس” مصر في تصريحات خاصة لـ swissinfo.ch: “نحن نعمل على أربعة محاوِر أساسية؛ هي: زيادة الدخل للفئات المهمشة، من خلال أنواع معيَّنة من المشروعات (تدريب وتوظيف – مشروعات متناهية الصِّغر وقروض صغيرة – مشروعات اجتماعية….إلخ) الإبداع عند الشباب، وهناك أكثر من مشروع في هذا الإطار. تقليل الخطر ومنع انتشار الأمراض. الرعاية الاجتماعية وإعادة الدمج (الأطفال خارج إطار الحماية الأسرية/ المسجونين/ …إلخ).

ذوي “الإعاقة” والصيادين

وعن أهم المشروعات التي تمّ البدء في تنفيذها في عام 2014 ولم تنته بعدُ، أوضحت أن مشروع ريّادي لم نعمل فيه من قَبل، ويركِّز على خدمة الأشخاص ذوي “الإعاقة”، وينفذ بالشراكة مع “هاينزي كابري”، في منطقة الوراق، بالتعاون مع إحدى الجمعيات المصرية المهتمة بهذه الفئة؛ مشيرة إلى أنه يقوم بحصر الأشخاص ذوي الإعاقة (البدنية/الذهنية) ومساعدتهم على تنمية مهاراتهم، وخلق وظائف لهم بالتعاون مع القطاع الخاص، وتحسين وتهيئة البيئة التي يعيشون فيها، من خلال رصف بعض الطرق، وتوفير المواصلات لهم”.

“المشروع الثاني الذي نعتبره نموذجا جديرا بالعرض – حسب وسام البيه – هو: تكملة للمرحلة الأولى مع الصيادين في الفيوم، ينفذ بالتعاون مع مؤسسة ADA، وقد تم تمويل مرحلته الأولى من دروسوس ويعمل على تحسين الحياة بالنسبة للصيادين، من حيث تطوير وسائل الصيد ومنع الطرق المضرة والتوعية الصحية والاجتماعية ومتابعة أولادهم في المدارس. أما المرحلة الثانية من المشروع، والتي نعمل عليها الآن، تركز على دعم وتطوير اتحاد أو نقابة للصيادين، وتشغيل مصنع للثلج لحفظ الأسماك وتنمية الصناعة الخاصة بتقشير الغمبري وحفظه بطرق سليمة.

مشكلة النيل وترشيد المياه

الدكتورة وسام البيه، المديرة الإقليمية لمؤسسة “دروسوس” القاهرة swissinfo.ch

وأشارت البيه إلى أن هناك مشروعات لم تتم الموافقة عليها بعدُ، لكنها جاهزة للعرض، أهمها مشروعات خاصة بتطوير الإبداع عند الشباب، مثل: مشروع النيل، وينفذ من أسوان إلى القاهرة ويستهدف استخدام شباب الجامعات في التوعية بمشكلة حوْض النيل والاستخدام الرشيد للمياه، ويتم فيه توظيف الأعمال الفنية والدرامية، مثل الأفلام والمسرحيات والمسلسلات، وهي طريقة مُبتكَرة لتنفيذ مشروعات من هذا النوع، تتناول قضية شائكة كالمياه في مصر. والمشروع الآخر في هذا الاتجاه مع مجموعة اسمها “بصي”، وهم يعملوا باستخدام الحكي (الحكاوي) في معالجة القضايا الاجتماعية الحساسة، والتي يصعب التحدّث عنها بصورة مباشرة، مثل: التحرّش الجنسي والزواج المبكر… إلخ.
وعن أهم المشروعات الاستراتيجية التي أنجزتها دروسوس في مصر، ذكر المدير الإقليمي مشروع “نهر”، والذي بدأ تنفيذه في أواخر عام 2013، وهو عبارة عن إنشاء شبكة للجمعيات الأهلية العاملة في مجال تقليل الخطر بالنسبة لمكافحة مرض الإيدز، وينفذ بالشراكة مع هيئة دولية اسمها “صحة الأسْرة” بالتعاون مع وزارة الصحة المصرية، من خلال البرنامج الوطني لمكافحة الإيدز، و15 جمعية أهلية عاملة في هذا المجال بمصر.

طفرة نوعية في مجال الخدمات

وتشير البيه إلى أن أهمية هذا المشروع تتركز في أن هذه الشبكة، نجحت في جعل الجمعيات الأهلية تعمل معًا، في إطار التخطيط الاستراتيجي، حتى لا تتقاطع أو تتنافس جهودها، وإنما تتكامل وتتعاون، وبهذا استطاعت البيه أن تخلق مجموعة من الخدمات الموجودة وأن يكون هناك تبادل وتكامل الخدمات للمستفيدين، وهذا المشروع لا يزال مستمرا، ومدّته 4 سنوات.

وتوقعت مديرة مكتب دروسوس بمصر، أن يُحدِث هذا المشروع طفرةً نوعية في مجال الخدمات التي تُقَدَّم في هذا المجال، وخصوصا وأن هذه الشبكة تسجِّل في مصر كيانا رسميا وتسعى لكي تعمل مستقبلاً بشكل قادِر على توفير تمويل خاص بها، دون النظر إلى دعم الجهات الأجنبية، مشيرة إلى أن مؤسسة “دروسوس” مسؤولة فقط عن إنشاء الشبكة.

ومن أبرز الجمعيات المصرية التي شاركت في هذا المشروع الاستراتيجي من خلال شبكة “نهر”، جمعية “الحياة” والتي يرأس مجلس إدارتها الدكتور يحيى الرخاوي، عالم النفس المعروف، وجمعية “كاريكا” ومؤسسة “الشهاب”؛ موضحة أن كلمة “نهر”، هي اختصار لكلمة “ناشيونال هارم ردياكشن نت وورك”، أي “شبكة الجمعيات الوطنية لتقليل الخطر ومكافحة الأمراض”.

طريقة التقييم وأبرز المعوقات

وحول طريقة عمل المؤسسة؛ قالت البيه: “نعمل في دروسوس بطريقة مختلفة. فكل مشروع له خطة للمتابعة والتقييم. والتمويل لا يُقَدَّم بشكل مباشر للمؤسسة أو الجمعية التي تنفِّذ المشروع، إلا بناءً على النتائج، فنُـقسِّم المشروع إلى مراحل، وكل مرحلة تتنفّذ يتِم سَداد دُفعة بعدها، مشيرة إلى أن هناك تقييم خارجي يركز على ما إذا كان المشروع إستراتيجي أم لا. فالمشروعات الاستراتيجية تمويلها كبير وتكون نوعية لم يتِم تنفيذها من قبل، ويتم تقييمها مرّتيْن؛ في المنتصف وبعد الانتهاء، كما نُـوَثِّـق النتائج للاستفادة منها في المشروعات المقبلة.

وعن أبرز المعوِّقات التي تواجه “دروسوس مصر”؛ قالت البيه: “بالإضافة إلى كل ما يعوق عمل منظمات المجتمع المدني والجمعيات الأهلية عامة بمصر، هناك: طول المدة التي تستغرقها الإجراءات والرّوتين، فضلاً عن العوائق الأخرى التي تختلف باختلاف نوع المشروع وطبيعة عمل الجمعية المتعاونة معها وعلاقات الجمعية مع المسؤولين بمصر، مشيرة إلى أن “المدة التي نستغرقها للحصول على موافقة وزارة الشؤون الاجتماعية على مشروع ما، قد تصل إلى عام كامل!!”.

“نهر”.. شبكة تضم 14 منظمة

من جانبه، أوضح الدكتور شريف سليمان، مدير “الشبكة المصرية لتقليل الضرر” (نهر)، أن الهيئة الدولية لصحة الأسْرة(FHI 360) في مصر، تعمل بتعاون وثيق مع وزارة الصحة والسكان، وبالأخص البرنامج الوطني لمكافحة الإيدز”؛ مشيرا إلى أنه “في عام 2013 بدأت الهيئة، مع مركز خدمات التنمية (CDS)، في تنفيذ مشروع نهر، وذلك بدعم من مؤسسة دروسوس ومؤسسة فورد”.

وقال سليمان، في تصريحات خاصة لـ swissinfo.ch: “هذا المشروع يُعتبَر أول شبكة محلية للجمعيات العاملة في مجال تقليل الضرر، بين الشباب الأكثر عُرضةً للإصابة بالأمراض المُعدية مثل الإيدز، الالتهاب الكبدي الفيروسي والأمراض المنقولة جنسيا. وتهدف الشبكة إلى توحيد وتعزيز ومواصلة الجهود المستثمرة في هذا المجال.

وأضاف أن “نهر”، هي المَنُوطة بالتنسيق بين جميع مشاريع تقليل الضّرر في كافة محافظات الجمهورية وتعزيز القدرات والتعاون بين منظمات المجتمع المدني، وكذلك الحدّ من الوصمة والتمييز ضد الشباب الأكثر عُرضَةً لخطر انتقال هذه الأمراض، عن طريق خلق بيئة إيجابية مع مجموعات داعمة من القادة الدِّينييّن ومقدِّمي الرعاية الصحية والإعلاميين والمستشارين القانونيين.

وأشار سليمان إلى أن “نهر” تشمل 14 منظمة مجتمع مدني، تعمل في تنفيذ 15 مشروعا لتقليل الضرر، بالإضافة إلى المؤسسات المانحة، مثل: مؤسسة دروسوس ومؤسسة فورد والبرنامج الوطني لمكافحة الإيدز وبرامج الأمم المتحدة المختلفة والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية والهيئة الدولية لصحة الأسْرة، وكذلك مندوب عن الشباب المستهدف.

7000 شاب استفادوا من “نهر”

وأوضح أن “نهر” تقوم بعمل 27 نوعا مختلفا من الدورات التدريبية، باستخدام المناهِج التي وضعتها الهيئة الدولية لصحّة الأسْرة، بالتعاون مع البرنامج الوطني لمكافحة الإيدز. كما تمّ إنشاء أول ميثاق أخلاقي لجميع الأعضاء العامليين بالمشروع، بالإضافة إلى وضع وتنفيذ إستراتيجية التواصل للدّعاية عن خدمات “نهر”.

واستطرد قائلا: إن عدد الشباب المستفيد من خدمات مشروع “نهر” حتى اليوم، وصل إلى حوالي 7000 شاب، بالإضافة إلى أقاربهم وعائلاتهم، وكانت الغالبية منهم من الذكور (95%) وأكثر من نصفهم في الفئة العمرية بين 25-35 عاما، ربعهم تقريبا كان متزوج، في حين أن أكثر من 60% منهم يعملون، و52% منهم حاصلين على تعليم جامعي.

واختتم الدكتور شريف سليمان، مدير “الشبكة المصرية لتقليل الضرر” (نهر)، بالتأكيد على أنه قد تم تقديم التوعية السلوكية والصحية لكل المستفيدين عن طريق القُرناء، المشورة، والفحص الطوعي للإصابة بالأمراض المُعدِية، بالإضافة إلى الخدمات الطبية، والدعم النفسي.

مشاريع جديدة بدأ تنفيذها بمصر في 2014

1-الوصول إلى الفن:

المنطقة: القاهرة ودلتا النيل

الشريك: محطات للفن المعاصر

المضمون: إفساح المجال لعرض الفن المعاصر للناس في الأماكن العامة وفي الأحياء المهملة إضافة لقيامهم بأعمال فنية. دعم الفنانين الناشئين وإتاحة الفرصة لهم لأداء أعمالهم الفنية مباشرة أمام الناس ومساعدتهم في لقاء المنتجين الفنيين وعرض أعمالهم مقابل أجر.

مدة المشروع: ثلاث سنوات

2-دعم الدخل للأشخاص ذوي الإعاقة

المنطقة: القاهرة

الشريك: منظمة هانديكاب انترناشيونال

المضمون: يحصل الأشخاص ذوي الإعاقة وخاصة الشباب في المناطق المهملة على فرص أفضل للوصول للخدمات الاجتماعية والتدريب المهني والعمل لتشجيع الشراكات مع شركات القطاع الخاص ولخلق فرص عمل للأشخاص ذوي الإعاقة

مدة المشروع: أربع سنوات

3-دعم الدخل من خلال إعادة التدوير

المنطقة: القاهرة

الشريك: مؤسسة أضواء المستقبل للتنمية

المضمون: توفير إمكانيات الحصول على دخل للأسَر التي تعيش في الأحياء التي يتم فيها جمع النفايات في حي “القصوص”.

مدة المشروع: ثلاث سنوات

4-تطبيق الحد الأدنى من معايير الجودة داخل دور الرعاية الاجتماعية والمؤسسات العقابية

المنطقة: القاهرة

الشريك: جمعية وطنية لتنمية وتطوير دور الأيتام

المضمون: تحسين ظروف رعاية الفتيات والفتيان في دور الرعاية الاجتماعية والمؤسسات العقابية المفتوحة والمغلقة.

مدة المشروع: ثلاث سنوات

5-تقليل الأضرار لدى الفئات المُعرَّضة للخطر

المنطقة: مصر

الشريك: الهيئة الدولية لصحة الأسْرة

المضمون: يقوم المشروع ببناء شبكة تربط بين المنظمات القائمة التي تعمل في مصر، والتي تسعى للحد من الأضرار والمخاطر المُمكن أن يتعرض لها المصابون بفيروس نقص المناعة المكتسبة (الإيدز).

مدة المشروع: أربع سنوات

6-دعم صغار المزارعين

المنطقة: المِنيا

الشريك: مؤسسة سلامة موسى لخدمة التعليم والتنمية

المضمون: يقوم المشروع بتحسين ظروف ودخل صغار المزارعين الذين يعيشون عن طريق تحوّلهم باتجاه الزراعة الطبيعية وإنشاء قنوات للتوزيع المباشر.

مدة المشروع: ثلاث سنوات

7-العمارة المستدامة والشركات الخضراء

المنطقة: محافظة المِنيا

الشريك: مؤسسة الحياة الأفضل للتنمية الشاملة

المضمون: تحصل أسَر فقيرة على قرض لجعل مساكنهم صديقة للبيئة. دعم السكان الشباب في إنشاء شركات صغيرة خضراء يستطيعون من خلالها الحصول على دخل ثابت. تشجيع مبادرات محلية تساهم في حماية البيئة.

مدة المشروع: ثلاث سنوات

8-تعزيز دخل النساء

المنطقة: محافظة المِنيا

الشريك: مؤسسة معاً للتنمية والبيئة

المضمون: سيدات بيوت يحصلن على قرض لشراء المواشي للتجارة ولإنتاج الألبان. إضافة إلى ذلك، يتم تعيين ثلاثة مراكز لتجميع وبيع الحليب الذي يُنتجه مزارعو المنطقة. ويتم تدريب النساء والشباب على كيفية التعامل بشكل نظيف مع الحيوانات ومنتجات الألبان. تأسيس عيادة طب بيطري في القرى التي تم اختيارها.

مدة المشروع: ثلاث سنوات

9-إعادة الدمج الاجتماعي والاقتصادي لنزيلات السجون

المنطقة: القاهرة وضواحيها

الشريك: جمعية رعاية أطفال السجينات

المضمون: تتلقى السجينات تدريبا مهنيا وإرشادا نفسيا. وبعد إطلاق سراحهن، تتم مساعدتهن في تأسيس أعمال صغيرة أو في البحث عن عمل. تقديم المشورة القانونية لهن ولأسَرهِن ومساعدتهن في إعادة دمجِهن في المجتمع.

مدة المشروع: ثلاث سنوات

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية