مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

سويـس انـفـو تـتـلقى الضربة القـاضية

من اليمين، جون برنار مونش، رئيس مجلس إدارة هيئية الإذاعة والتلفزيون السويسرية، وأرمين فالبن المدير العام للهيئة خلال المؤتمر الصحفي الذي انعقد يوم الثلاثاء 22 مارس في برن swissinfo.ch

أعلنت الإدارة العامة لهيئة الإذاعة والتلفزيون السويسرية يوم الثلاثاء اعتزامها الاستغناء عن سويس انفو في شكله الحالي، مما سيؤدي إلى إلغاء ما بين 70 و80 موطن عمل من أصل 120.

ويقترح المخطط الذي ينتظر موافقة السلطات المعنية في الكنفدرالية الإبقاء فقط على اللغة الإنجليزية. كما ينوي إنهاء عملية إعادة الهيكلة قبل نهاية 2006.

موقع “سويس انفو” على الإنترنت في شكله الحالي سيختفي. هذا هو الخبر الذي تأكد رسميا يوم الثلاثاء 22 مارس على لسان الإدارة العامة لهيئة الإذاعة والتلفزيون السويسرية (SRG SSR idée suisse).

رئيس مجلس إدارة الهيئة جون برنار مونش والمدير العام للهيئة أرمين فالبين كشفا يوم الثلاثاء أمام العاملين في سويس انفو والصحافة الوطنية أن مجلس الإدارة وافق على مخطط ينص على الاستغناء عن كافة الأقسام الوطنية والأجنبية، أي الأقسام الناطقة بالألمانية والفرنسية والإيطالية والإنجليزية والعربية والإسبانية والإيطالية والبرتغالية والصينية واليابانية.

ولن يظل على مستوى الإنتاج الصحفي سوى القسم الإنجليزي الذي سيُقلّصُ عدد صحفييه بالنصف ليعتمد في المستقبل على كفاءات 7 صحفيين ناطقين باللغة الإنجليزية سيستعينون بخدمات ثلاث صحفيين من الأقسام الوطنية الثلاث.

وسيؤدي تطبيق القرار الذي مازال ينتظر موافقة السلطات المعنية في الكنفدرالية، أي وزارة الاتصال والمكتب الفدرالي للاتصال، إلى إلغاء ما بين 70 و80 موطن عمل، وتوزيع الصحافيين العاملين في الأقسام الوطنية، “قدر المستطاع”، على الوحدات الجهوية هيئة الإذاعة والتلفزيون السويسرية.

وأوضحت الإدارة العامة للهيئة أن عملية تفكيك “سويس انفو”، وهي وحدة الإعلام الموجهة منذ أكثر من 70 عاما للسويسريين المقيمين في الخارج وللأجانب المهتمين بسويسرا، يُفترض أن تنتهي قبل نهاية 2006.

وسيظل إلى جانب القسم الإنجليزي، “إذاعة سويسرا عبر الأقمار الإصطناعية” (Swiss Satellite Radio) ووحدة إنتاج برامج الإنترنت (Web factory) التي تعد مركز كفاءات هيئة الإذاعة والتلفزيون السويسرية في مجال وسائل الإعلام المتعددة الوسائط.

توفير 15 مليون فرنك

وتمس عملية إعادة الهيكلة أيضا وحدة “سويس تيكست” (خدمة إعلامية مُصاحبة للبرامج التلفزيونية) التي ستترك مقرها في مدينة بـيين لتندمج في وحدات أخرى لهيئة الإذاعة والتلفزيون السويسرية. وحسب المعلومات التي حصلت عليها “سويس انفو” من الصحفيين العاملين بـ”سويس تيكست”، سيؤدي المخطط إلى الاستغناء عن 4 إلى 5 مواطن عمل في تلك الوحدة.

ويفترض أن تسمح الإجراءات التي أعلنت عنها هيئة الإذاعة والتلفزيون السويسرية يوم الثلاثاء، و التي تسربت إلى الصحافة الوطنية الأسبوع الماضي محدثة صدمة واستياء عميقين لدى كافة العاملين في “سويس انفو”، بتوفير 16 مليون فرنك سنويا.

وقد اتخذ مجلس الإدارة العامة للهيئة هذا القرار يوم الإثنين 21 مارس الجاري ردا على قرار الحكومة الفدرالية إلغاء المساعدات السنوية بقيمة 15 مليون فرنك التي كانت تقدمها لسويس انفو/إذاعة سويسرا العالمية.

“فـضيحة”

هيئة الإذاعة والتلفزيون السويسرية اكتفت يوم الثلاثاء بتوضيح أن “الأشخاص المعنيين بمخطط تقليص المهام وإعادة هيكلة إذاعة سويسرا العالمية سابقا و”سويس تيكست” سيُعرض عليها فرص عمل في مجموعة الهيئة أو برامج اجتماعية متميزة”.

وأمام عجزها عن إعطاء تفاصيل إضافية والرد بوضوح عن أسئلة العاملين في سويس انفو وحتى الصحافة الوطنية، أدانت النقابة السويسرية لوسائل الإعلام (SSM) مشروع الهيئة الذي وصفته بـ”الفضيحة” قائلة إنه “مشروع يفرغ سويس انفو من محتواه لتقليصه إلى حد أدنى غير مقبول لا سياسيا ولا قانونيا”.

وطالبت النقابة هيئة الإذاعة والتلفزيون السويسرية بوقف ذلك المشروع على الفور وضمان تمويل “سويس انفو” إلى حين دخول القانون الجديد حول الإذاعة والتلفزيون حيز التطبيق، أي بعد 2007 على الأرجح، لأن القانون مازال معروضا على النقاش في البرلمان الفدرالي.

كما طالبت النقابة من سلطات المكتب الفدرالي للاتصال ومن وزير الاتصال موريتس لوينبرغر عدم الموافقة على المخطط المقترح والاحتفاظ بسويس انفو.

“وحشي وعبثي”

من جهتها، اعتبرت نقابة “الصحافيون السويسريون” مقترحات هيئة الإذاعة والتلفزيون السويسرية “وحشية وعبثية وسابقة لأوانها”. وأضافت النقابة أن الهيئة “تستعمل النقاش الجاري حاليا على المستوى السياسي حول قانون الإذاعة والتلفزيون لتبرير قرارات تقتل مواطن العمل”.

أما نقابة “كوميديا”، فقد دعت الحكومة الفدرالية إلى “التفكير في هذا التطور المشؤوم الذي حدث بعد إلغاء المساعدات الفدرالية”. كما أعربت عن اعتقادها أنه يتعين على الحكومة تحمل مسؤوليتها السياسية.

تبقى الإِشارة في الأخير إلى أن المدير العام لهيئة الإذاعة والتلفزيون السويسرية أرمين فالبن أنذر أن القرار الذي أعلن يوم الثلاثاء “ليس سوى الأول من مشاريع الاقتصاد في الهيئة، إن لم نقم بأي شيء، ستتراجع موارد الهيئة بـ10% (160 مليون فرنك) بحلول عام 2009”..

سويس انفو

تأسست “إذاعة سويسرا العالمية” -التي تحولت إلى “سويس انفو”- عام 1934.
تعتبر سويس انفو إحدى وحدات هيئة الإذاعة والتلفزيون السويسرية.
في أكتوبر من عام 2004، توقف البث نهائيا عبر الموجات القصيرة لتكريس كل طاقات “إذاعة سويسرا العالمية” سابقا لموقع “سويس انفو” على الإنترنت بتسع لغات، 3 وطنية و6 أجنبية.
تتمثل مهمة سويس انفو في إعلام السويسريين المقيمين في الخارج والترويج لصورة سويسرا.
في عام 2004، حققت هيئة الإذاعة والتلفزيون السويسرية أفضل نتائج على مستوى الإعلانات إذ تجاوز رأس مال الشركة في هذا المجال 500 مليون فرنك.
تهدف المقترحات الجديدة إلى توفير 16 مليون فرنك سنويا

في عام 2004، قدمت الكنفدرالية مساعدات بقيمة 17 مليون فرنك لسويس انفو قبل أن تقلصها إلى 5 مليون في عام 2005. قررت برن التوقف عن تمويل سويس انفو في إطار إجراءات تقشفية على المستوى الفدرالي. أدى تقليص المساعدات إلى الاستغناء عن 25 موطن عمل في سويس انفو عام 2004، وقد يتسبب وقف المساعدات في التضحية بـ80 شخصا.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية