مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

صدمة واستياء في سويسرا بعد هجمات نيس

سيارات الإسعاف وطواقم النجدة والحماية المدنية وأعوان الشرطة في موقع الهجوم الذي كانت مدينة نيس الفرنسية مسرحا له في وقت متأخر من مساء 14 يوليو 2016. AFP

أدان الرئيس السويسري يوهان شنايدر أمّان بشدة الهجوم الذي حصل في فرنسا المجاورة، عندما دهست شاحنة جموع الناس التي كانت محتشدة للمشاركة في الإحتفال التقليدي بالعيد الوطني في مدينة نيس ليل الخميس 14 يوليو 2016. وأسفر الهجوم عن مقتل ما لا يقل عن 84 شخص من بينهم سيدة وطفل سويسريان.

وفي تغريدة نشرها على حسابه على موقع تويتر بعد ساعات قليلة من وقوع الحادث، وصف شنايدر أمّان الهجوم الذي وقع في المدينة الواقعة جنوب فرنسا بـ “الجبان”، وكتب فيها: “نحن مع فرنسا وشعبها من كل قلوبنا”. 

محتويات خارجية

وفي تصريحات أدلى بها صباح الجمعة في منغوليا، قال شنايدر أمان: “أنا حزين للغاية ومُستاء. مثل هذه الأعمال غير مقبولة”، وأضاف.”يجب علينا أن نُكافح ضد أي شكل من أشكال الإرهاب، لكن لا يُوجد جواب واضح، وإلا لكنا قد قمنا برد الفعل بعدُ”.

وفي بيان أصدرته في العاصمة برن، أكدت وزارة الخارجيةرابط خارجي وجود مواطنة سويسرية ضمن ضحايا الهجوم. وفيما أعلنت المستشارية الفدرالية في وقت لاحق عن وجود طفل سويسري ضمن الضحايا، ولم تستبعد أن تطول القائمة.

ويُمكن لأي شخص معني بالحادثة الإتصال بالخط الساخنرابط خارجي التابع لوزارة الخارجية للإستفسار والإستعلام أو الحصول على المساعدة الضرورية.

من جهته، أعلن المكتب الفدرالي للشرطةرابط خارجي عن قيامه بتنشيط “مجموعة العمل” التابعة له رفقة شركائه على مستوى الحكومة والكانتونات في أعقاب هجمات نيس.

على صعيد آخر، تم تنكيس الأعلام فوق مبنى البرلمان الفدرالي وعلى مقر السفارة الفرنسية في برن التي قررت تنظيم تجمع رمزيا خارج مكاتبها وأمام مقر القنصلية في زيورخ ليلة الجمعة.

محتويات خارجية

84 قتيلا وعشرات الجرحى

في حدود الساعة الحادية عشرة ليلا بالتوقيت المحلي من مساء الخميس، هاجمت شاحنة بيضاء اللون الجموع التي كانت محتشدة في جادة “بروميناد ديزانغليه” السياحية في مدينة نيس المطلة على البحر المتوسط لمشاهدة الألعاب النارية بمناسبة احتفالات العيد الوطني. 

وأوضح مصدر قضائي أن الشاحنة اندفعت باقصى سرعة في اتجاه الآلاف من المحتفلين، وحصدت ضحايا على مسافة كيلومترين. وحصل ذلك في وقت كان عرض الألعاب النارية يُشارف على نهايته.

وفيما أشارت تقارير إلى أن السائق قد يكون أطلق عيارات نارية، أعلنت وزارة الداخلية أن الشرطة قتلت سائق الشاحنة. 

في الأثناء، أعلنت وزارة الداخلية في آخر حصيلة مؤقتة عن مقتل ما لا يقل عن 84 شخصا في الهجوم، فيما أوضح المتحدث باسمها أن 18 جريحا لا يزالون في حال “حرجة جدا” صباح الجمعة فضلا عن “خمسين جريحا إصاباتهم طفيفة”.

من جهته، أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أنه “لا يُمكن إنكار الطابع الارهابي” لاعتداء نيس “الوحشي”. وقال في خطابه عبر التلفزيون إن حالة الطوارئ في فرنسا ستمدد لثلاثة اشهر، داعيا المواطنين الإحتياطيين في الجيش الفرنسي إلى المشاركة في تعزيز الأمن. كما أعلن أن فرنسا “ستعزز تدخلها في سوريا والعراق” إثر الإعتداء.

swissinfo.ch

استنكار خليجي وعربي 

في سياق متصل، أدانت دول مجلس التعاون الخليجي ومصر الاعتداء الذي أودى بحياة 84 شخصا على الاقل في نيس مؤكدة وقوفها مع فرنسا في مكافحة الارهاب. وشدد الأمين العام لمجلس التعاون الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني على “تضامن دول مجلس التعاون مع الجمهورية الفرنسية إزاء هذا الحادث الاجرامي الجبان الذي تجرد مرتكبوه من كافة القيم الاخلاقية والانسانية، ولم يتورعوا عن مهاجمة مدنيين أبرياء دون وازع من ضمير أو أخلاق”، على حد قوله.

وفي وقت سابق، قال وزير الخارجية والتعاون الدولي في دولة الامارات العربية المتحدة الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان ان “الامارات تدين بكل قوة هذه الجريمة النكراء المروعة وتؤكد تضامنها التام والكامل مع جمهورية فرنسا الصديقة ووقوفها الى جانبها في كل ما تتخذه من إجراءات في هذه الظروف”. 

وفي الرياض، عبر مصدر مسؤول عن “إدانة المملكة وبأشد العبارات لعمل الدهس الإرهابي الشنيع الذي شهدته مدينة نيس الفرنسية”. وأكد المصدر في تصريح نقلته وكالة الانباء السعودية “على وقوف المملكة وتضامنها مع جمهورية فرنسا الصديقة والتعاون معها في مواجهة الأعمال الإرهابية بكافة أشكالها وصورها”.

مصادر أمنية تونسية: “منفذ الهجوم بشاحنة في نيس من بلدة مساكن”

قالت مصادر أمنية تونسية يوم الجمعة 15 يوليو 2016 إن المهاجم الذي قاد شاحنة ودهس بها حشدا من الناس في مدينة نيس الفرنسية ينتمي لبلدة مساكن التونسية التي زارها للمرة الأخيرة قبل أربع سنوات. وأسفر الهجوم عن مقتل 84 شخصا على الأقل.

وأضافت المصادر أن الرجل الذي ذكرت مصادر بالشرطة الفرنسية أنه يُدعى محمد لحويج بوهلال (31 عاما) لم يكن معروفا لدى السلطات التونسية بأنه يتبنى فكرا متطرفا.

وقالت إن بوهلال متزوج وله ثلاثة أبناء. ولم تذكر المصادر إلى متى كان يقيم في تونس. وتقع مساكن على بعد نحو عشرة كيلومترات خارج مدينة سوسة الساحلية.

(المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية أ ف ب) 

وفي تونس، دانت وزارة الخارجية “الارهابي الجبان” الذي نفذه حسبما يبدو فرنسي من أصل تونسي، داعية الى “تضامن” دولي “للقضاء على الارهاب”. وزار الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي الجمعة مقر اقامة السفير الفرنسي بتونس حيث أعرب له عن “تضامن تونس التامّ مع فرنسا قيادة وشعبا، وإدانته الشديدة للعملية الإرهابية الجبانة التي جدّت بمدينة نيس، وقدّم تعازيه لعائلات الضحايا”، وفق بيان للرئاسة التونسية.

وفي رام الله، أدانت الحكومة الفلسطينية، ما وصفته بالحادث الإرهابي المفزع الذي وقع في مدينة نيس الفرنسية، ووصف المتحدث الرسمي باسم الحكومة يوسف المحمود، الحادث بالوحشي والجبان، وأعرب عن الألم الذي يشعر به أعضاء الحكومة الفلسطينية وأبناء الشعب الفلسطيني إزاء هذه الفاجعة التي حلت بالبلد الصديق فرنسا.

وفي مصر، اكد الرئيس عبد الفتاح السيسي “تضامن مصر التام مع فرنسا ومساندتها للجهود الدولية المبذولة لمكافحة الإرهاب، الذي لا يعرف حدودًا ولا دينًا، بل امتدت يده الغادرة لتطال حياة الأبرياء وتدمر دون تمييز في شتى دول العالم”.

وبالمثل دان مفتي مصر الشيخ شوقي علام الذي يزور المانيا في بيان “بشدة الهجمة الإرهابية الدنيئة التي تعرضت لها مدينة نيس” مؤكدا ان “الإسلام لم يكن يوما داعيا إلى سفك الدماء وقتل الأبرياء (…) إن من يقومون بتلك الجرائم البشعة مفسدون في الأرض واتبعوا خطوات الشيطان، فسفكوا الدماء وروعوا الآمنين فأصبحوا بذلك ملعونين في الدنيا والآخرة”. كما ندد الأزهر الجمعة بالاعتداء ودعا الى “توحيد الجهود للقضاء على الارهاب” و”تخليص العالم من شروره”.

تنديد عالمي

الإعتداء – وهو الأضخم في اوروبا – منذ اعتداءات 13 نوفمبر 2015 في باريس واعتداءات 22 مارس 2016 في بروكسل – أثار موجة استنكار في العالم ونددت الامم المتحدة بعمل “وحشي وجبان”، فيما دان الرئيس الاميركي باراك اوباما “اعتداء ارهابيا مروعا” واكدت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل “وقوف المانيا الى جانب فرنسا في مكافحة الارهاب”.

وندد الفاتيكان “بأقصى العبارات باي مظهر جنون قاتل وحقد وارهاب واي اعتداء على السلام”. وفي فرنسا ندد المجلس الفرنسي للديانة الاسلامية “بأشد الحزم” الاعتداء.

وفي منغوليا، ألقى اعتداء نيس بظلاله على قمة اوروبا-آسيا التي افتتحت يوم الجمعة حيث قال رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك: “من المفارقة المفجعة ان المستهدفين في هذا الهجوم كانوا أشخاصا يحتفلون بالحرية والمساواة والأخوة”. وأضاف “اليوم نحن جميعا، اوروبا وآسيا، نقف متحدين مع الشعب الفرنسي وحكومته. ندين هذه المأساة ونواصل حربنا ضد العنف المتطرف والكراهية”.

وقال رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي أن “الارهاب الجبان الذي يحصد الابرياء لا يمكن التسامح معه”، بحسب وكالة جيجي برس. كما دان رئيس الوزراء الصيني لي كه شيانغ الهجوم وأعرب عن تعاطفه مع الضحايا.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية