مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

عملية عسكرية واسعة لتحرير عدن من الحوثيين و”المقاومة” تستعيد المطار وخور مكسر

الدخان يتصاعد من منشأة تكرير النفط في عدن في 13 تموز/يوليو 2015 afp_tickers

تمكن مقاتلو “المقاومة الشعبية” التي تضم الفصائل الموالية لحكومة الرئيس اليمني المعترف به دوليا عبدربه منصور هادي، الثلاثاء من السيطرة على مطار عدن وعلى اجزاء من المدينة الجنوبية في اطار عملية عسكرية يدعمها التحالف العربي لاخراج الحوثيين من المدينة الجنوبية.

وذكرت مصادر يمنية سياسية وعسكرية متطابقة من معسكر الرئيس هادي ان قوات يمنية مدربة في السعودية على القتال الميداني تشارك في عملية برية وجوية وبحرية اضافة الى مقاتلات وبارجات التحالف اطلق عليها اسم “السهم الذهبي لتحرير عدن”.

وقال مصدر عسكري لوكالة فرانس برس ان “المقاومة الشعبية استعادت مطار عدن بالكامل واجزاء واسعة من منطقة خور مكسر بعد مواجهات عنيفة مع الحوثيين وقوات صالح خلفت عشرات القتلى والجرحى”.

وقالت مصادر عسكرية ميدانية ان مقاتلي المقاومة تمكنوا من اخراج الحوثيين وقوات صالح من مناطق جزيرة العمال وساحة العروض ومعسكر بدر وحي القنصليات ومبنى كلية التربية، وكلها مواقع داخل حي خور مكسر الرئيسي في وسط عدن.

واكدت المصادر ان مسلحي المقاومة الشعبية يقومون بعمليات تمشيط واسعة النطاق، وهم مزودون بعربات عسكرية ومصفحات حصلوا عليها من التحالف العربي الذي تقوده السعودية بهدف استعادة السيطرة على عدن من الحوثيين.

وهو اكبر تقدم يحققه المقاتلون المناوئون للحوثيين منذ ان دخل المتمردون الشيعة الى مدينة عدن في نهاية اذار/مارس.

وقد اطلق التحالف العربي في 26 اذار/مارس عملية عسكرية جوية لمنع الحوثيين من السيطرة تماما على البلاد بعد ان سيطروا على صنعاء في ايلول/سبتمبر 2014.

وفي تفاصيل العملية، اكدت مصادر عسكرية وسياسية متطابقة لوكالة فرانس برس ان العملية انطلقت الثلاثاء باسناد بحري وجوي مباشر من قوات التحالف لاستعادة السيطرة على خور مكسر ومنطقة المطار في مدينة عدن.

واكدت المصادر ان المعارك العنيفة بدأت عند الخامسة فجرا بالتوقيت المحلي واستغرقت أكثر من خمس ساعات شن خلالها طيران التحالف غارات مكثفة على مواقع وتجمعات الحوثيين وقوات صالح في منطقة العريش والممدارة ومطار عدن وجزيرة العمال وجبل حديد.

وافادت مصادر عسكرية في “المقاومة الشعبية” ان قائد الحوثيين في خور مكسر ناصر علي السالمي المكنى بـابي عارف، قتل في هذه المواجهات كما قتل عشرات من الحوثيين وعناصر الحرس الجمهوري السابق الموالين لصالح.

وأكد مصدر عسكري ميداني موال لهادي ان “بوارج بحرية تابعة للتحالف قصفت تجمعات لمسلحي الحوثي وموالين لصالح في منطقة العريش شرق عدن وفي الطريق الساحلي بخور مكسر ومدخل مدينة كريتر”.

واشار الى ان طيران التحالف وبوارج بحرية دمرت مواقع ميليشيات الحوثيين في جزيرة العمال.

من جانبه، قال مدير مكتب الرئيس هادي محمد علي مارم لوكالة فرانس برس ان “هذه العملية أطلق عليها إسم السهم الذهبي لتحرير عدن”.

وقال مارم الموجود في عدن “أن الرئيس هادي يتولى الاشراف مباشرة على تنفيذ هذه العملية من غرفة العمليات في الرياض”.

واضاف ان “عملية السهم الذهبي تسير وفق خطة محكمة صادق عليها الرئيس هادي وهو يتابع كل العمليات على الأرض ويوجه القادة العسكريين وقادة المقاومة”.

الى ذلك، اكد مصدر آخر مقرب من هادي، ان “معركة السهم الذهبي انطلقت باسناد جوي وبحري كثيف لقوات التحالف العربي الداعم للشرعية في سبيل تحرير مدينة عدن من ميليشيات الحوثي وصالح”.

وأوضح مصدر عسكري في عدن أن “قوات عسكرية يمنية دربت مؤخرا في السعودية تشارك بقوة في القتال مع المقاومة الشعبية ضد ميليشيا الحوثي وصالح في منطقة العريش ومعسكر الصولبان شمال مطار عدن”.

واضاف المصدر ان هذه القوات “تمكنت من طرد الحوثيين من هذه المواقع كما أغلقت الطريق المؤدي من الشيخ عثمان في الغرب إلى مطار عدن لمنع وصول إي إمدادات عسكرية، وتم تطهير خور مكسر”.

وفي الاثناء، استمرت النيران تتصاعد من انابيب النفط داخل مصفاة عدن الحكومية بغرب المدينة بسبب تعرضها للقصف بصواريخ الكاتيوشا من قبل الحوثيين وقوات صالح.

ولم تتمكن فرق الدفاع المدني حتى الساعة من محاصرة النيران التي تهدد خزانات مجاورة ما ينذر بكارثة إنسانية وبيئية.

وقال مسؤول الاعلام في المصافي ناصر شايف ان “القصف على المصفاة اصاب انابيب التوزيع وباحة المصافي ومركبات تابعة للشركة ومنزل أسرة بجوار المصفاة ونتج عنه مقتل امرأة حامل وجرح بقية أفراد الاسرة بينهم أطفال”.

ويواصل سكان البريقا، وهو الحي الذي فيه المصافي، العمل مع فرق الدفاع المدني على اخماد النيران.

وفي المحور الغربي لمدينة عدن، هدأت الاشتباكات بعد انسحاب الحوثيين وحلفائهم من نقطة مفرق الوهط المخاء باتجاه محافظة لحج المجاورة.

وقد سيطر مسلحو “المقاومة الشعبية” على المنطقة بحسب مصادر متطابقة.

في غضون ذلك استهدف طيران التحالف بغارات مكثفة قاعدة العند ومعسكر لبوزة ومواقع للحوثيين في محافظة لحج الجنوبية المجاورة.

كما ذكرت مصادر من الحوثيين ان طيران التحالف استهدف صباح الثلاثاء ايضا كلية الطيران والدفاع الجوي غرب صنعاء ومعسكري النهدين والحفاء جنوب وشرق المدينة، وهما معسكران تابعان للقوات الموالية للرئيس السابق علي صالح.

كما طاولت الغارات مواقع عدة للمتمردين في صعدة، معقل الحوثيين، وحجة في شمال البلاد، بحسب سكان.

الى ذلك، اعلنت المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة الثلاثاء ان الاثيوبيين والصوماليين يصلون الى اليمن بالآلاف آتين من منطقة القرن الافريقي رغم تصاعد اعمال العنف، مسجلة وصول 10500 لاجئ منذ اندلاع النزاع في اواخر اذار/مارس الماضي.

وقال منسق الامم المتحدة للشؤون الانسانية في اليمن يوهانس فان در كلاو لوسائل اعلام في جنيف ان “37 الف وافد جديد وصلوا الى اليمن منذ الاول من كانون الثاني/يناير من العام الحالي، ولكن من اصل هؤلاء، عشرة الاف وصلوا منذ 26 اذار/مارس، اي الثلث”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية