مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

كوريا الشمالية تحيي ذكرى تأسيس جيشها بتدريب عسكري تقليدي

اجتماع وطني في القصر الشعبي للثقافة بمناسبة الذكرى 85 لتأسيس الجيش الكوري الشمالي يوم 24 نيسان/ابريل 2017. الصورة وزعتها وكالة الأنباء الكورية الشمالية. afp_tickers

أحيت كوريا الشمالية الثلاثاء الذكرى الـ85 لتأسيس جيشها بتدريب عسكري تقليدي ضخم، وفقا لما أفادت سيول، فيما رست غواصة أميركية حاملة للصواريخ الموجهة في كوريا الجنوبية وسط تصاعد التوتر بشأن طموحات بيونغ يانغ التسلحية.

وكان المراقبون توقعوا أن تجري بيونغ يانغ بمناسبة ذكرى تأسيس الجيش تجربة نووية سادسة أو تجربة جديدة لإطلاق صاروخ.

ومع حلول المساء، لم يتم الاختبار الذي عادة ما يجري صباحا، فيما أكدت وزارة الدفاع الكورية الشمالية أن جارتها تجري “تدريبا ضخما على إطلاق النار” في مدينة وونسان الساحلية والواقعة في شرق البلاد.

ونقلت وكالة “يونهاب” الجنوبية عن مصدر حكومي قوله إن التدريب هو “الأكبر على الإطلاق” في تاريخ الشطر الشمالي ويعتقد بأن الرئيس كيم جونغ-اون حضره.

وأرسلت واشنطن حاملة الطائرات “يو اس اس كارل فينسون” إلى شبه الجزيرة الكورية حيث يتوقع أن تصل في وقت لاحق من هذا الأسبوع.

وكانت وجهة حاملة الطائرات أثارت بلبلة في وقت سابق من هذا الشهر بعدما أشار مسؤولون أميركيون إلى أنها تبحر نحو كوريا الشمالية في حين كانت في الواقع تتجه جنوبا.

وستشارك حاملة الطائرات في التدريبات البحرية مع القوات الكورية الجنوبية “لعرض عزم سيول وواشنطن القوي على معاقبة استفزازات كوريا الشمالية،” وفقا لما أعلنته البحرية الكورية الجنوبية في بيان.

وأضاف أن التدريبات ستجري في بحر الشرق، وهو الاسم الذي تطلقه سيول على بحر اليابان، فيما تبدأ الدولتان الحليفتان تدريباتهما البحرية المشتركة المرتبطة “بالوضع الأمني الحالي” في بحر الغرب (أو البحر الأصفر) يوم الثلاثاء.

وفي عرض آخر للقوة، توقفت الغواصة الأميركية “يو إس إس ميشيغن” في ميناء مدينة بوسان الجنوبية الثلاثاء في وقت أجرت مدمرات بحرية تابعة للولايات المتحدة تدريبات عسكرية مشتركة أخرى مع سفن يابانية وكورية جنوبية.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قال إن بلاده سترسل “اسطولا بحريا”إلى شبه الجزيرة الكورية، يتضمن غواصات.

ويفيد موقع قوة غواصات البحر الهادئ التابع للبحرية الأميركية أن “يو اس اس ميشيغان” قادرة على حمل 150 صاروخ “كروز” من طراز “توماهوك”.

وبإمكان هذه الصواريخ شن ضربات دقيقة تستهدف منشآت كوريا الشمالية النووية. ولكن البحرية الكورية الجنوبية وصفت الزيارة بأنها “روتينية” وأكدت أن الغواصة لن تشارك في أي مناورات مشتركة.

– “عقاب قاس” –

وتسعى كوريا الشمالية إلى صناعة صاروخ برأس نووي قادر على بلوغ أراضي الولايات المتحدة. وخلال الأشهر القليلة الماضية، تصاعدت حدة التوتر على خلفية قيامها بإجراء عدة تجارب صاروخية أشعلت سجالات مع واشنطن.

ودائما ما تزداد حدة لهجة بيونغ يانغ خلال فصل الربيع عندما تجري سيول وواشنطن تدريبات عسكرية مشتركة ترى فيها بيونغ يانغ تحضيرات لغزوها.

وحذرت صحيفة الحزب الحاكم الرسمية “رودونغ سينمون” الثلاثاء من العواقب الوخيمة لشن الولايات المتحدة لضربة استباقية مهددة بـ”أكثر عقاب قساوة (…) في الجو والبر والبحر ومن تحت الماء كذلك دون أي تحذير مسبق”.

وأجرت كوريا الشمالية هذا الشهر تجربتين صاروخيتين فيما حذر الرئيس الأميركي دونالد ترامب وكبار معاونيه من أن “جميع الخيارات مطروحة” في التعاطي معها، بما في ذلك التحرك العسكري. وحث ترامب الاثنين مجلس الأمن الدولي على النظر في تعزيز العقوبات المفروضة عليها. وكانت الأمم المتحدة فرضت سابقا ست رزم من العقوبات على الدولة الانعزالية.

وسيستمع أعضاء مجلس الشيوخ الأربعاء إلى تقرير بشأن كوريا الشمالية في البيت الأبيض. وفي السياق ذاته، سيرأس وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون اجتماعا وزاريا في مجلس الأمن الجمعة بشأن كوريا الشمالية.

وتصر بيونغ يانغ على أنها تحتاج إلى الأسلحة النووية للدفاع عن نفسها في وجه أي اجتياح لأراضيها فيما قال متحدث باسم وزارة خارجيتها الثلاثاء إن الاجتماعات، مصحوبة بسياسة جديدة في عهد ترامب حيال بيونغ يانغ مبنية على “أقصى درجة من الضغط والانخراط”، تظهر حجم التهديد الذي تواجهه.

وقال المتحدث في بيان نشرته وكالة الأنباء الرسمية “إنهم يدعون إلى الضغط علينا بشكل مفضوح، وهو ما تعد خطورته بنفس درجة خطورة إشعال فتيل حرب شاملة”.

وفي هذه الأثناء، التقى في طوكيو الثلاثاء مبعوثون مختصون في الشأن النووي من كل من اليابان وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة حيث توعدوا بـ”تحرك حازم” ضد أي استفزازات كورية شمالية.

وأوضح المبعوث الأميركي الخاص جوزف يون أنه ناقش السياسة الأميركية في “تعزيز الضغط” على بيونغ يانغ “لأننا حقا لا نعتقد أن كوريا الشمالية جاهزة للتعاون معنا نحو نزع سلاحها النووي”.

واتفق المبعوثون الثلاثة كذلك على ضرورة قيام الصين وروسيا بلعب دور أكبر في كبح جماح الشمالية، وفقا لمبعوث كوريا الجنوبية، كيم هونغ-كيون.

وأضاف أن “التعاون مع الصين وروسيا هو أهم وسيلة ضغط على كوريا الشمالية وأكثرها فعالية”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية