مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

لجنة برلمانية تدعم مجددا سويس انفو

مشهد من قاعة التحرير في القسم الإيطالي لسويس إنفو - برن، 3 مايو 2005 swissinfo.ch

أعلنت لجنة النقل والمواصلات التابعة لمجلس النواب السويسري، رفضها لخطة هيئة الإذاعة والتلفزيون السويسرية الرامية إلى تفكيك موقع سويس انفو المتعدد اللغات.

وطالبت أغلبية واضحة في اللجنة أن تتكفّـل الكنفدرالية بتمويل نصف ميزانية سويس انفو.

في 22 من شهر مارس الماضي، اتّـخذ مجلس إدارة هيئة الإذاعة والتلفزيون السويسرية قرارا حاسما يقضي بتقليص موقع سويس انفو، الذي يتوجّـه بتسع لغات إلى السويسريين في الخارج وإلى الأجانب المهتمين بسويسرا، إلى مجرّد خدمة إعلامية باللغة الإنجليزية، وذلك في ظرف لا يتجاوز موفى عام 2006.

هيئة الإذاعة والتلفزيون برّرت قرارها بإجراءات التقشّـف المتّـخذة على مستوى الحكومة الفدرالية، وكانت برن قد قرّرت في إطار برنامج تخفيف نفقات الميزانية لعام 2003 إلغاء التمويل الذي كانت توفّـره لفائدة سويس انفو.

يوم الثلاثاء 3 مايو، لقيت خطة هيئة الإذاعة والتلفزيون معارضة جديدة على المستوى البرلماني. فبعد لجنة السياسة الخارجية، التابعة لمجلس النواب الفدرالي (يوم 5 أبريل الماضي)، جاء دور لجنة النقل والمواصلات التابعة لنفس المجلس، للإعلان عن معارضتها.

جلسة استماع

هذه اللجنة استمعت يوم الثلاثاء إلى عدد من الشخصيات المعنية مباشرة بالملف، وهم على التوالي، رئيس مجلس إدارة هيئة الإذاعة والتلفزيون، ومدير سويس انفو، وممثلون عن منظمة السويسريين بالخارج، وعن النقابة السويسرية لوسائل الإعلام، وعن وزارة الخارجية من أجل الحصول على المزيد من المعلومات.

وبعد جلسة الاستماع، أعلنت اللجنة عن الخلاصة التي توصّـلت إليها، والتي حصُـلت على تأييد 14 عضوا مقابل 7، وتتمثل في: “يجب الاستمرار في دفع الدعم الفدرالي من أجل تجنّـب تفكيك حاسم لإذاعة سويسرا العالمية سابقا”.

وبشكل واضح، ترغب اللجنة في أن تتحمّـل الكنفدرالية نصف التكاليف المترتبة عن إنتاج معلومات موجّـهة إلى الخارج، كما ترى اللجنة أنه يجب تضمين هذه الرغبة بطريقة لا لُـبس فيها في الفصل 31 من قانون الإذاعة والتلفزيون، الذي يخضع حاليا لمراجعة شاملة.

وجاء في البيان الصادر عن اللجنة أنها “أرادت الإشارة إلى أن رغبة البرلمان، التي لا نقاش فيها، تتمثل في الحفاظ على سويس انفو وتوفير الوسائل المالية الضرورية لهذا الهدف”.

وفي هذا الصدد، يقول المكتب الفدرالي للاتصالات (وهي الجهة التنفيذية المسؤولة عن تطبيق العهدة الموكلة إلى سويس انفو)، إنه من المستحيل في الوقت الحاضر تحديد المبلغ المطلوب، الذي يُـفترض أن يُـصرف من ميزانية الكنفدرالية، ومن المنتظر أن يتم تحديد المبلغ المطلوب من خلال اتفاقيات دورية بين الحكومة وهيئة الإذاعة والتلفزيون.

على صعيد آخر، لا يُـتوقّـع أن يُـصوّت مجلس النواب على قرار لجنته قبل دورة الخريف المقبل، نظرا لاستمرار وجود بعض الخلافات بين لجنتي النقل والمواصلات في غرفتي البرلمان حول عدد من فصول القانون الجديد للإذاعة والتلفزيون.

مطلب مُـزدوج

وفي أول رد فعل لها على قرار لجنة النقل والمواصلات التابعة لمجلس النواب، قالت أبرز 3 نقابات تهتم بمجال الإعلام في سويسرا، “إن هذا القرار يعارض بوضوح خُـطط هيئة الإذاعة والتلفزيون السويسرية التي ترمي إلى تفكيك سويس انفو وتقسيم مؤسسة سويس تيكست على الجهات”.

واعتبرت النقابات الثلاث في بيان مشترك أن الطبقة السياسية تؤيّـد بذلك صوت سويسرا للخارج، وتعترف بقيمته الأساسية على المستويين، الاقتصادي والسياسي. وطالبت النقابات من هيئة الإذاعة والتلفزيون التخلي الفوري عن الخطة الرامية إلى تفكيك سويس انفو وسويس تيكست. كما توجّـهت بمطلب آخر إلى وزارة البيئة والنقل والطاقة والاتصال، دعتها فيه – باعتبارها سلطة القرار المختصة – إلى وقف خطّـة تفكيك سويس انفو المتخذة من طرف هيئة الإذاعة والتلفزيون.

كما دعت النقابات أيضا إلى رفض الطلب الذي تقدمت به هيئة الإذاعة والتلفزيون والرامي إلى تغيير عُـهدة سويس انفو، وأكّـدت أن “العُـهدة لا يمكن أن تراجع إلا بعد أن يدخل القانون الجديد حيّـز التطبيق”.

ردّ فعل هيئة الإذاعة والتلفزيون

من جانبه، اعتبر رئيس المجلس المركزي لهيئة الإذاعة والتلفزيون أنه لم يتم أبدا وضع الطبقة السياسية أمام الواقع، وأوضح جون برنار مونش أنه ليس هناك أمر واقع بما “أننا لا نقوم بشيء قبل موافقة سلطة الرقابة، أي وزارة النقل والمواصلات”.

وفي تصريح له لإذاعة سويسرا الروماندية، اعترف السيد مونش بأن العودة إلى تمويل بنسبة 50% (من طرف الكنفدرالية) سيكون خطوة في الاتجاه الصحيح، وقال “إنه من الواضح أننا مستعدون للتباحث مع الوزارة حول تحسينات للعرض يُـمكن التفكير فيها بالنسبة لقرارنا”.

وأشار جون برنار مونش أيضا إلى أنه في حال وجود تمويل مضمون، فإن هذا “قد يؤدي بنا إلى الاحتفاظ بعدد من الخدمات، مثل البرامج بلغات أخرى غير الألمانية والفرنسية والإيطالية والإنجليزية”.

لكن هذا، مثلما يوضّـح السيد مونش، لا يعني أن هيكلة سويس انفو كما هي اليوم سيتم الإبقاء عليها 100%. فقد توصلنا إلى أن هناك تكرارا في مجال الإنتاج بين سويس تيكست وسويس انفو. لذلك، فنحن لن نعود إلى سويس انفو في شكلها الحالي، على حد قوله.

رفض حقيقي

للتذكير، يشار إلى أن هيئة الإذاعة والتلفزيون قررت تقليص سويس انفو إلى هيئة تحرير باللغة الإنجليزية من 7 أشخاص (مقابل 13 في الوقت الحاضر) والإبقاء على صحفي واحد لكل لغة من اللغات والوطنية الثلاث (الألمانية والفرنسية والإيطالية). أما بقية الأقسام (وهي الإسبانية والبرتغالية والعربية والصينية واليابانية)، فيُـفترض أن تكون ضحية لهذه الخطة، التي ستؤدي في نهاية المطاف إلى خسارة ما بين 70 إلى 80 موطن عمل.

وبالإضافة إلى النقابات، عبّـر مجلس السويسريين في الخارج، والحزب الاشتراكي، والسويسريون المقيمون في فرنسا، وعدد كبير جدا من السويسريين والأجانب المعنيين بسويسرا عن رفضهم واستنكارهم لخُـطة التفكيك.

وفي داخل المؤسسة، يُـبدي العاملون في سويس انفو معارضة شديدة لقرار التقليص الحاسم لإذاعة سويسرا العالمية سابقا. وقد أطلقوا مؤخرا موقعا خاصا بهم، لتقديم رؤيتهم للأشياء مباشرة على شبكة الإنترنت.

ويشتمل موقع فيفا سويس انفو بالخصوص على البيانات الصحفية والرسائل المفتوحة ورسائل القراء وردود أفعالهم على خطة هيئة الإذاعة والتلفزيون، بالإضافة إلى عريضة مفتوحة للتوقيع عليها إلكترونيا.

سويس انفو

ساهمت الكنفدرالية في ميزانية سويس انفو بـ 17 مليون فرنك في عام 2004 وبـ 5 ملايين فرنك في عام 2005. ولأسباب تقشفية، قررت عدم دفع أي شيء في الأعوام التالية.
في عام 2004، تم إلغاء 26 موطن عمل في سويس انفو، ويُـخشى أن يتم إلغاء 80 موطن عمل إضافي نتيجة القرار الذي اتخذته هيئة الإذاعة والتلفزيون في مارس الماضي.
يُـفترض أن تسمح الإجراءات المعلنة من طرف هيئة الإذاعة والتلفزيون بتوفير 16 مليون فرنك سنويا، وهو ما يعني الإبقاء على قسم انجليزي بـ 7 أشخاص وصحفي واحد لكل لغة وطنية.
هذه الخطة الرامية إلى إعادة هيكلة سويس انفو لازالت تحتاج إلى الحصول على موافقة وزارة النقل والمواصلات، والمكتب الفدرالي للاتصالات، إضافة إلى الحكومة الفدرالية أو الوزير موريتس لوينبيرغر.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية