مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

لقاء تاريخي بين البابا فرنسيس وبطريرك موسكو في كوبا قريبا

البابا فرنسيس في الفاتيكان في 5 شباط/فبراير 2016 afp_tickers

يلتقي البابا فرنسيس وبطريرك موسكو وسائر روسيا في 12 شباط/فبراير في كوبا في لقاء تاريخي للعالم المسيحي قبل اشهر من بادرة اخرى سيتخذها البابا فرنسيس باتجاه البروتستانت.

واوضحت الكنيسة الارثوذكسية في بيان ان “الوضع الحالي في الشرق الاوسط وشمال ووسط افريقيا وبعض المناطق الاخرى حيث يرتكب المتطرفون ابادة حقيقية للسكان المسيحيين، يتطلب تنسيقا عاجلا وفعالا بين الكنائس المسيحية”.

واضافت “سيشكل موضوع اضطهاد المسيحيين محورا مركزيا” خلال اللقاء.

وبعد الاعلان عن مشاركته في احتفال في 31 تشرين الاول/اكتوبر في السويد لاطلاق الذكرى السنوية الخمسمئة لحركة اصلاحات مارتن لوثر، يؤكد الاعلان عن اجتماع البابا مع البطريرك الروسي التزام البابا تسريع المصالحة المسيحية مخاطرا باثارة شكوك داخل العالم الكاثوليكي.

وقال المتحدث باسم الفاتيكان، الاب فيديريكو لومباردي سيكون هذا “الاجتماع الاول في التاريخ” بين القادة الرئيسيين للمسيحيين من الشرق والغرب، منذ الانشقاق عام 1054 مشيدا بهذا “الحدث ذات الاهمية الاستثنائية تماما”.

واضاف “هذا ليس اجتماعا مرتجلا فقد تم التحضير له منذ عامين”.

ويرتبط الانفصال بين الكاثوليك والارثوذكس، الذي ترسخ بانشقاق العام 1054 بين روما والقسطنطينية، بالقضايا اللاهوتية المعقدة ولكن ايضا باسباب سياسية. فقد اراد الغرب ممارسة سلطاته في جميع انحاء العالم المسيحي من خلال البابا في حين اراد الشرق الاحتفاظ باستقلاليته.

واذا تقاربت الكنيستان اخيرا بما فيه الكفاية بالنسبة للقضايا اللاهوتية، فان الخلافات لا تزال عديدة وعميقة خصوصا فيما يتعلق باسبقيه البابا، ولكن ايضا حول النزاع الاوكراني حيث تبرز مرة اخرى الانقسامات بين الروم الكاثوليك الملتحقين بروما والارثوذكس المرتبطين بموسكو.

والزعيمان الدينيان اللذان يحتاجان الى ارض محايدة، سيستفيدان من الزيارة التي يقوم بها البطريرك الروسي الى اميركا اللاتينية ورحلة البابا الى المكسيك لعقد لقاء من بضع ساعات في مطار هافانا، حيث سيستقبلهما الرئيس راوول كاسترو.

يذكر ان البطريرك كيريل يعرف جيدا الفاتيكان حيث قام بزيارته عدة مرات عندما كان “وزير خارجية” الكنيسة الروسية.

ويمكن ان يستمر اللقاء مدة تصل الى ثلاث ساعات، وسيصدر في ختامه بيان مشترك.

وعقب اللقاء التاريخي للبابا بولس السادس والبطريرك أثينا غوراس في القدس عام 1964، تم بالفعل عقد العديد من الاجتماعات والبيانات المشتركة بين الباباوات وبطريرك القسطنطينية المسكوني، وهو الزعيم الروحي للارثوذكس في العالم. لكن سلطاته المباشرة تطال 3,5 ملايين مؤمن فقط.

لكن البطريرك كيريل مع 165 مليون ارثوذكسي يجسد في الواقع الكنيسة المهيمنة وسط 14 من الكنائس الارثوذكسية المستقلة.

قبل البابا فرنسيس، كان اسلافه يوحنا بولس الثاني وبنديكتوس السادس عشر يرغبان بدورهما في اللقاء مع بطريرك موسكو وسائر روسيا.

وكان يوحنا بولس الثاني تحدث عن الحاجة إلى التوافق بين “رئتي” المسيحية، لكن بطريركية موسكو استاءت من حبرية البابا البولندي الذي ايد الروم الكاثوليك الاوكرانيين، اتباع احدى الكنائس الشرقية.

الا ان العلاقة كانت اكثر هدوءا مع بنديكتوس السادس عشر، فقد اعربت البطريركية الروسية عن تقديرها لمبادئه المحافظة في مجال العقيدة. وغالبا ما تنتقد موسكو بانتظام ما تعتبره تساهلا عقائديا من جانب الاساقفة الكاثوليك في الغرب حيال الاسرة والمثلية والزواج.

ومن جانب الكرسي الرسولي، ينتقد البعض في مجالس خاصة وطنية الكنيسة الروسية وصلاتها مع الكرملين، لكن الفاتيكان تجنب اي مواجهة مفتوحة في السنوات الاخيرة.

وتثمن موسكو اعتدال الكرسي الرسولي في ادانة سياسة التدخل في اوكرانيا من قبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي استقبله الفاتيكان مرتين لكن الاوكرانيين الكاثوليك الذين يدعمون الحكومة في كييف لا ينظرون الى ذلك بارتياح.

ويجعل البابا فرنسيس من المسكونية أولوية، مشددا على ضرروة ان يناصل المسيحيون معا، وخصوصا في الشرق الاوسط ضد التطرف الاسلامي.

وغالبا ما يستخدم عبارة “مسكونية الدم” لاستحضار الشهداء المسيحيين في سوريا ونيجيريا، مشيرا الى انهم مستهدفون كمسيحيين، وليس ككاثوليك وارثوذكس وبروتستانت وانغليكان.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية