مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

ما سرّ الغزل المتبادل بين سويسرا والصين؟

رجل يتحدث أمام مصدح وفي الخلفية كتابة بالحروف اللاتينية والصينية
رئيس الكنفدرالية ووزير المالية أولي ماورر يتحدث خلال أول اجتماع رفيع المستوى بين الصين وسويسرا عُقد في زيورخ يوم 21 يناير 2019. Keystone

يُواصل أولي ماورر، الذي يتولى رئاسة الكنفدرالية السويسرية لهذا العام، زيارة للصين تستغرق سبعة أيام، سيوقع خلالها على مذكرة تفاهم تركز على التمويل والتجارة. ماذا تقدم هذه المذكرة لكلا البلدين؟ ولماذا تثير بعض الجدل في البرلمان؟

في مقابلة أجراها في برن مع وسائل إعلامية صينية يوم 16 أبريل الجاري، قال ماورر: “ربما كان كثير من الغربيين قلقين بشأن التطور السريع في الصين لأنه أكبر مما توقعوه”. وقد تم نشر ملاحظاته وتصريحاتهرابط خارجي في وكالة الإعلام الرسمية الصينية شينخوا، التي تحدثت عن جوانب إيجابية للعلاقات التجارية بين البلدين.

ثم أضاف رئيس الكنفدرالية ووزير المالية فيها: “لكن عليهم احترام الإنجازات العظيمة التي حققتها الصين، حيث أنه فقط بهذه الطريقة يمكن أن يكون لدى الجانبين أساس جيّد للحوار، أي محاولة لإغلاق باب المحادثة ستكون خاطئة”.

كجزء من زيارته للصين هذا الأسبوع، سيحضر ماورر منتدى الحزام والطريق الثاني التعاون الدوليرابط خارجي، “وبالتالي دعم المساهمة التي قدمتها مبادرة الحزام والطريق (يُشار إليها اختصارا بـ BRI) في تطوير العلاقات بين آسيا وأوروبا”.

+ ما هي مبادرة الحزام والطريقرابط خارجي؟

من المقرر أن توقع سويسرا والصين مذكرة تفاهم لتكثيف التعاون في مجالات التجارة والإستثمار وتمويل المشاريع في الأسواق الثالثة والتي تتماشى مع منتدى الحزام والطريق حول التعاون الدولي.

في هذا الصدد، أشار ماورر إلى أن المبادرة “عندما تنفذ بسلاسة، ستجلب العديد من الفوائد لكل من التنمية الإقتصادية ورفاهية الناس في جميع أنحاء العالم”، وأضاف أن “العولمة هي مفتاح التنمية العالمية الناجحة”.

سويسرا الرائدة

من جهتها، قالت وزارة المالية إن الزيارة تهدف إلى تعميق العلاقات “الجيدة بالفعل” بين سويسرا والصين. فقد قام الرئيس الصيني شي جين بينغ، الذي من المقرر أن يلتقي به ماورر  يوم 28 أبريل الجاري، بأداء زيارة دولة إلى سويسرا في عام 2017.

بالنسبة للصين، فإن أهمية سويسرا هي في المقام الأول اقتصادية، وفقًا لرالف بونر، كبير الإقتصاديين في صحيفة الأعمال السويسرية “هاندلز تسايتوغ”.

وفي تصريحات لـ swissinfo.ch، قال بونر: “الصينيون يبحثون عن تكنولوجيا رائدة واقتصادات وأشكال تنظيم حديثة، فسويسرا لديها الكثير لتقدمه في هذا المجال؛ بالتأكيد أكثر من الدول الأوروبية الغنية الأخرى. سويسرا أيضًا هي الدولة الأولى والوحيدة في أوروبا القارية التي أبرمت اتفاقية تجارة حرة مع الصين”.

“هناك أيضًا حقيقة أن سويسرا ليست عضوًا في الإتحاد الأوروبي، لذلك يمكن للصين التفاوض مع سويسرا دون الحاجة إلى الرجوع إلى جميع الدول الأعضاء البالغ عددها 28 دولة، بالإضافة إلى أن سويسرا تتمتع بسمعة طيبة على المستوى الدولي”.

“سويسرا هي موقع اختبار وقيادة رئيسية للصين”. كما قال.

من جانبه، أضاف وزير المالية أولي ماورر أن سويسرا هي “اقتصاد محايد ومتطور يمكن أن يكون بمثابة جسر للتعاون بين البلدان في أوروبا وآسيا”.

واختتم تصريحاته لوسائل الإعلام الصينية بالقول: “إن شعبيْ سويسرا والصين لديهما العديد من الأشياء المشتركة، حيث إنهما متواضعان للغاية، ويعملان بجد وذكاء”.

النقد وعدم الإستراتيجية

مع ذلك، أثارت حماسة ماورر لتحسين العلاقات التجارية الثنائية مع الصين جدلاً في البرلمان الفدرالي في برن.

فقد اعتبرت النائبة سيبل أرسلان (من حزب الخضر) أن “التعاون الإقتصادي مع الصين يحدث بسرعة كبيرة”، وفي تصريحات أدلت بها إلى الإذاعة السويسرية العمومية الناطقة بالألمانية (SRF)، قالت عضوة مجلس النواب: “من غير الصحيح إعطاء المصالح الإقتصادية الأولوية عندما لا تكون أوضاع حقوق الإنسان في الصين جيّدة”، يُضاف إلأى ذلك أن “سويسرا تفتقر إلى استراتيجية واضحة خاصة بالصين”، حسب رأيها.

في السياق، قالت النائبة إليزابيث شنايدر-شنايتر (من الحزب الديمقراطي المسيحي): “لهذا السبب بالتحديد تأتي أهمية زيارة ماورر هذه”. وأضافت أنه “لا يُمكن معالجة المشكلات الصعبة إلا بالحوار وجهاً لوجه. ويعرف الصينيون أنه يتعيّن عليهم إحراز تقدم في هذه الأسئلة الصعبة”، إلا أنها استدركت قائلة: “ونحن لا نحرز تقدماً في هذا الصدد”.

(ترجمه من الإنجليزية وعالجه: ثائر السعدي)

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية