مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

مجموعة العشرين المنقسمة تسعى الى التوافق بشان سوريا في قمة تركيا

اردوغان خلال زيارة ضريح اتاتورك في انقرة في ذكرى وفاة مؤسس الجمهورية التركية 10 نوفمبر 2015 afp_tickers

يلتقي زعماء مجموعة العشرين للدول الصناعية الكبرى في تركيا ابتداء من يوم الاحد للسعي للتغلب على خلافاتهم حول عدد من القضايا من بينها النزاع في سوريا وازمة اللاجئين والتغير المناخي.

ومع تراجع التركيز على الاقتصاد العالمي والصحة مقارنة مع السنوات الماضية، اصبحت الحرب في سوريا القضية الاهم التي ستلقي بظلالها على القمة التي تستمر يومين في منتجع انطاليا التركي على البحر المتوسط.

وقد يبدو مكان عقد القمة الفاخر متناقضا مع الماساة الناجمة عن النزاع في سوريا والذي ادى الى مقتل اكثر من ربع مليون شخص، الا ان الحدود بين تركيا وسوريا لا تبعد سوى 600 كلم.

وسيتم تشديد الاجراءات الامنية بشكل اكبر حتى مقارنة مع الاجراءات الصارمة التي شهدتها لقاءات سابقة، حيث سيتم نشر نحو 12 الف شرطي، وستقوم السلطات بمداهمات بحثا عن مسلحي تنظيم الدولة الاسلامية الذي ربما جاؤوا الى تركيا من سوريا.

ويعد هذا اكبر اجتماع لقادة العالم تستضيفه تركيا ويمنح الرئيس رجب طيب اردوغان فرصة مثالية لتقديم نفسه على انه لاعب دولي بعد اسبوعين من استعادة حزبه الاغلبية الساحقة في الانتخابات البرلمانية.

وتوفر صيغة مجموعة العشرين فرصة نادرة للرئيس الاميركي باراك اوباما والصيني شي جينبينغ والروسي فلاديمير بوتين للقاء قادة من بينهم العاهل السعودي الملك سلمان، ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي.

وصرح اردوغان لشبكة سي ان ان قبل القمة “امل في ان توفر قمة مجموعة العشرين منبرا لمناقشة جميع هذه القضايا بشكل مفتوح، وبعد ذلك نستطيع ان نفهم بعضنا البعض”.

— استبعاد تحقيق انفراج في الازمة السورية —

الا ان التوصل الى اتفاق بشان سوريا سيكون صعبا، حيث تعارض روسيا بقوة تحقيق المطلب الاستراتيجي التركي بالاطاحة بالرئيس السوري بشار الاسد، كما لم تلق انقرة حماسا حتى الان لخطتها انشاء منطقة حظر طيران داخل سوريا.

وقال اوزغور اونلوهيسارجيكلي مدير مكتب انقرة لصندوق مارشال الالماني للولايات المتحدة “من المستبعد التوصل الى انفراج بشان سوريا او مسالة اللاجئين”.

وفي الوقت ذاته قال ان مجموعة العشرين ستستعرض وحدتها بشان هدف احلال السلام في سوريا في بيانها الختامي. وقال “سيرغبون في انهاء الاجتماع بايجابية وبتوافق على الاستراتيجية”.

وقال مسؤول الماني انه يتوقع ان تعقد القمة خمس جلسات عمل لمناقشة التنمية والتغير المناخي والنمو الاقتصادي واسواق المال والاصلاحات والتحديات العالمية مثل الارهاب واللاجئين.

وقال المسؤول انه من المتوقع ان تتم اثارة مسالة اللاجئين بشكل خاص اثناء عشاء للقادة ليل الاحد.

وترغب تركيا التي تستضيف على اراضيها 2,2 مليون لاجئ سوري، في الحصول على صفقة مساعدات مالية قوية من اوروبا مقابل وقف تدفق اللاجئين من شوائطها باتجاه اوروبا.

وقال اونلوهيسارجيكلي “قضية اللاجئين صعبة للغاية لان المواقف مختلفة عن بعضها تماما”.

وذكرت مصادر انه يتوقع ان يتطرق البيان الختامي لمسالة اللاجئين رغم ان بعض الدول لا ترى قمة مجموعة العشرين المنبر المناسب لمناقشتها.

وصرح مسؤول اوروبي “مسالة الهجرة ستثير نقاشا صعبا في انطاليا”.

— التهرب الضريبي —

وبعد تجاوز منطقة اليورو اسوأ مراحل ازمة الديون التي تعاني منها، سيكون التركيز على الاقتصاد اقل كثيرا مقارنة مع مؤتمرات مجموعة العشرين السابقة، رغم ان المخاوف لا تزال ماثلة بشان التباطؤ الاقتصادي في الصين والذي يمكن ان يضر بالاقتصادات الناشئة.

ويتوقع ان يوافق القادة كذلك على مجموعة اجراءات تقدمها منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية للقضاء على التهرب الضريبي في العالم.

وستكتسب المناقشات بشان التغير المناخي اهمية اكبر من المعتاد اذ انها ستاتي قبل مؤتمر الامم المتحدة ال21 للتغير المناخي الذي سيعقد في باريس بهدف الاتفاق على معاهدة ملزمة قانونيا بشان المناخ العالمي.

ويامل الداعون الى تبني تلك المعاهدة في ان يشجع تغير القيادات في كندا واستراليا حدوث تقدم.

وتوفر قمة العشرين فرصة لقادة العالم الذين تتميز العلاقات بينهم بالتوتر.

كما سينتظر المراقبون ما اذا كان الرئيس الصيني شي ورئيس الوزراء الياباني سيلتقيان رغم التوتر بشان بحر الصين الجنوبي.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية