مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

المُعارضة المسلّـحة السورية: “الأمْـــرُ لِـي”

مقاتلون تابعون للجيش السوري الحر في بيت يقع على مشارف مدينة حلب يوم 12 يونيو 2012 Keystone

مخلوق جديد يولَـد تحت أعيُـننا مباشرة هذه الأيام في الساحة السورية، قد يدشّـن مرحلة مغايِـرة في التاريخ السوري الحديث.

إنه المعارضة المسلّحة، التي يسمِّـيها أنصارها، “الثورة السورية” ويطلق عليها أعداؤها من سدنة النظام أوصاف “الإرهاب” و”الجماعات المسلحة الإجرامية” و”عملاء الخارج”.

التسمِـيات مهمّـة بالطبع، على الأقل لأنها تُحدّد مواقِف الأطراف المتنازعة من مسألة التسويات أو الحلول السياسية. فحين يقرّر النظام أن المعارضة المسلحة “إرهابا”، تنعدِم أي فرصة للحوار معها، ويصبح السيف أصدَق أنباء من أي وساطات دولية – إقليمية أو محلية. وحين يقول أنصار المعارضة إنها ثورة شاملة، فربّما يعْنون كلّهم (أو بعضهم)، أن التسوية الوحيدة المُمكنة، هي تلك التي تعني إسقاط النظام الحالي بقضِّـه وقضيضه.

لكن، ومهْما كانت التسمِيات في هذه المرحلة، لم يعُد في وُسع أحدٍ، لا في النظام ولا في المعارضة السياسية، الخارجية والداخلية، أن يقفِـز فوق الحقيقة التي تفيد بأن المعارضة المسلّحة هزّت بقوّة خلال الأسبوعين الماضيين الهيْكل السياسي السوري، بصفتها القوة الجديدة الصاعِـدة في مواجهة النظام، في وقتٍ كان فيه المجلس الوطني السوري (في الخارج) وهيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير (في الداخل)، تعانِـيان من التآكل والضمور، بفعل الخلافات الشخصية والأيديولوجية العاتية، التي عصفت بهما.

بالطبع، قد يكون من المبكّـر القول أن المعارضة المسلحة ستهمِّش بالكامل هاتين المعارضتين السياسيتين، إلى درجة التفرّد بالنُّـطق باسم الإنتفاضة السورية. لكن، ليس من المبكِّـر البتَّـة الإستنتاج بأن اليَـد العُـليا من الآن فصاعداً، ستكون لها، خاصة إذا ما تمكّـنت من إفراز نُـخب قيادية متماسِـكة، وبرامج عمل واضحة حول مستقبل الوطن السوري، وأيضاً إذا ما نجحت (كما تُحاول الآن) في توحيد المجموعات المسلحة في بَـوْتقة تنظيمية موحّدة، وصعَّدت عملياتها العسكرية النوعية، كما يحدث الآن أيضا.

كتب ديفيد غاردنر (فايناشيال تايمز بتاريخ 12 يونيو 2012): “اتضح في الآونة الأخيرة أن الجناح المسلّح من المعارضة السورية، يتّـجه نحو التحوّل إلى ثورة منسّـقة، فيما الجيش الرسمي يُـعاني من حال التّعب والإرْهاق، وحتى انخفاض المعنويات”.

وكتب مارك لاندر (نيويورك تايمز – 12 يونيو 2012): “الهجمات العنيفة الأخيرة لقوات الحكومة من الجَـو (عبْـر استخدام الحوامات)، جاءت على ما يبدو ردّاً على تطوّر تكتيكات قوات المعارضة وأسلِحتها، خاصة العتاد المُضاد للدبّـابات، الذي تلقَّـته مؤخّـراً من تركيا، وكذلك ردّاً على تمكّـن هذه القوات من السيْـطرة على مناطِـق شاسِعة من سوريا، كما أكّـدَت ذلك الأمم المتحدة”.

أيُّ مضاعفات لهذه الوِلادة الجديدة، إذا جاز التعبير، على موازين القِـوى والصِّـراع العام الرّاهن في سوريا؟ سنأتي إلى هذا السؤال بعد قليل. قبل ذلك، وقفة سريعة أمام التطوّرات الأخيرة التي طرأت على طبيعة المعارضة المسلحة داخل سوريا.

صعود المعارضة المسلحة

أولى هذه التطويرات، برزت من خلال العمليات العسكرية واسِعة النطاق، التي قامت بها مجموعات المعارضة المسلّحة مؤخّراً من شمال سوريا إلى جنوبها ووَسطها، مُـروراً قبل أيام في قلب دمشق وريفها، والتي تشي بأن الأسلحة النوْعية وصلت أخيراً إلى أيْـدي المعارضين، كما يبدو نوعاً أيضا (الأسلحة المضادة للدبّـابات؛ أجهزة الاتصالات المتطوّرة الأمريكية في الغالب، وحتى بعض الأسلحة المضادة للطائرات).

ثانيها، السيطرة الفِعلية لقوات المعارضة على مِساحات شاسعة من البلاد، ليس بسبب تفوّق هذه القوات على الجيش النظامي، بل لأن عديد العناصر المقاتلة في هذا الأخير، المضمونة الولاء للنظام، غيْـر كافية للحفاظ على السيْـطرة على المناطق التي تُخضعها بالقوة.

كتب عمر العزم، أستاذ التاريخ في جامعة أوهايو: “تمتلك الحكومة السورية القُـدرة على استخدام القوة الكاسِحة ضد معاقِـل المتمرِّدين (كما حدث في بابا عمرو)، لكنها غيْـر قادرة على العمل في كل مكان في الوقت نفسه. يستطيعون التحرُّك وقمْـع منطقة بالدبّـابات، لكن حالَـما يغادرون، تخرُج هذه المنطقة عن سيطرتهم”، وهذا أمر طبيعي في الواقع، إذ يُقدَّر أن هناك ما بين 30 ألفاً إلى 50 ألفاً من الجنود والضبّاط المحترِفين المضموني الولاء (لأسباب طائفية في الغالب) للنظام، يقومون منذ سنة وخمسة أشهر بعمليات عسكرية تغطّي عملياً أكثر من 180 ألف كيلومتر مربّع، فيما العديد من وحدات الجيش الأخرى، قابِـعة في ثكناتها، خوفاً من أن تقوم بالإنشِقاق عنه، وهذا أدّى، من جهة، إلى إنهاك هذا القِسم من الجيش المُقاتل، وسهّل، من جهة ثانية، سيْطرة المعارضين على مناطق واسعة، وإن فقط من باب ملْءِ الفراغ.

التطور الثالث، تمثّل في تخلّي المعارضين المسلّحين عن استراتيجية الإحتفاظ بالأرض (كما فعلوا في حُـمص) وفي تبنِّـيهم تكتيك حرب العِـصابات، وهذه كانت خُـطوة نوعية قد تكون لها مُـضاعفات خطيرة على مدى تماسُـك النظام أو على الأقل، على مدى قُـدرته على الصمود في مواجهة حرب استِـنزاف مُنْـهكة في خِـضمِّ معطيات ديمغرافية لا تصبّ في صالحه.

كي نتمثُّل وجه الخطورة في هذه المضاعفات، لنستَـمع إلى ما يقوله جوزيف هاليداي، الباحث في مؤسسة دراسات الحرب الأمريكية: “الجيش النِّظامي السوري، يواجه الآن مُـعضلة تُـشبه إلى حدٍّ بعيد مُـعضلة الجيش الأمريكي في العراق، فهو يملك قوّة نارية متفوِّقة للغاية، لكنه مشلول ويفتقِـد إلى حرية الحركة، بفعل حرب العِـصابات المُـتنقِّـلة”.

مَـن هـم؟

لكن، مَـن هي هذه المعارضة المسلحة؟ الوجه البارز فيها، هو بالطبع “الجيش السوري الحُـر”، الذي يتَّـفق الجميع الآن على أنه صيغة تنظيمية فضفاضة للغاية، تضُـم كلاً من العسكريين المنشقِّـين عن الجيش والمدنيين المسلّحين. عديد هذا التنظيم غيْـر معروف، وإن كانت المعلومات تُـشير إلى زيادات مطردة فيه، خاصة بعد أن بدأ يدفع رواتب للجنود والمقاتلين في بعض المناطق، تتراوح بين 50 إلى 100 دولار شهريا.

لكن، إلى جانب هذا الجيش، هناك نحو 200 إلى 300 فصيل مسلّـح يعمل كلّ منه بمُـفرده في مناطقه المحلية. ولم تبدأ الجهود سوى مؤخّـراً لإقامة مجالِـس عسكرية إقليمية، تتواصل فيما بينها بشكل هَـرمي. ويبدو أن مثل هذه الجهود بدأت تثمر، على رغم أن ثمّـة حاجة إلى عمل كثيف أكثر في هذا الاتجاه.

تغيير المعادلات

نعود الآن إلى سؤالنا الأول، لنقول إن المعارضة المسلّحة بدأت تتحوّل بالفعل إلى ظاهرة ثابتة في الصِّـراع الرّاهن في سوريا. فهي تجاوزت عُـنق زجاجة رداءة الفعل التي كانت عليه في الشهور الماضية، وانتقلت إلى الفِعل شبه المنظّـم، في شكل عمليات عسكرية (أضرب وأهرب أساسا) غاية في النوعية، كان آخرها يوم 13 يونيو الجاري، المعارك التي دارت في قلب دمشق والتي دامت نيفاً و12 ساعة متّصلة.

قد يقال هنا أن التعدّد الكبير في صفوف المعارضة وعدم قُـدرتها على الإحتفاظ بسيطرة ذات دَيمومة على الأرض، قد لا يكون في مصلحتها على المديَـيْـن، المتوسط والبعيد، وهذا صحيح، لكن هذا التعدّد أيضاً ليس في صالح النظام، الذي لم يستطع طيلة الفترة الماضية القضاء على الإنتِفاضات عبْـر خنْـق رأسها (كما فعل في حماه عام 1982).

فالمعارضة لا رأس واحِـداً لها، وهذا ما يجعل الآن شِعار “الجراحة العسكرية”، التي يطرحها الرئيس بشار الأسد، صعباً، إن لم يكن مستحيلاً. فالجراحة يُـمكن أن تجري على جِـسم واحد، لا على مئات الأجسام التنظيمية، التي تستقطب مِـئات الألوف من الناس. ثم إن نجم المعارضة المسلحة، في حالة صعود هذه الأيام، لا بل يُـتوقّـع، في حال استمرار تدفّـق المنشقِّـين والسلاح والمال عليها، كما هو مُـنتظر، أن تتضخّم هذه المعارضة لتُـصبح جيشاً جرارا، قد لا يمتلك القوة النارية للجيش النظامي وقد لا يكون قادراً على الزّحف على دمشق لإسقاط النظام (كما فعل الثوار الليبيون)، لكن في مستطاعِـه تغيير قواعد اللّـعبة في البلاد وتغيير موازين القوى السياسية – الاجتماعية في سوريا.

جيفري وايت، وهو مسؤول سابق في وكالة الاستخبارات العسكرية الأمريكية، يؤكِّـد على هذه النقطة الأخيرة بالقول أن “الثوار لن يستطيعوا إخراج النظام من دمشق. لكن الضّربات المتواصلة التي تتّخذ شكل حرب العصابات على مواقع الجيش وقوافله، تزيد من حدّة الإستنزاف لهذا الأخير وتُفاقم عمليات الإنشِقاق عنه”.

هذه النقطة الأخيرة، أي الإنشِقاقات، هي على الأرجُـح الهدَف الأول والرئيسي للمعارضة المسلّحة. فهي تَـعي أنها غيْـر قادرة على إلحاق الهزيمة بالجيش المقاتِل، لكن في وُسعها ضعضعته بشدّة، إذا ما حملت الفرق والكتائب التي لا يستخدمها النظام في القمع (خوفاً من انشقاقها)، على الإنضمام إلى صفوفها.

هذا على الصعيد العسكري، أما على  المستوى السياسي – الاجتماعي، فقد تكون ثمّة أبعاد أخرى، إذ لا يجب أن ننسى هنا أن وجود بعض الضباط والجنود من الأقليات العَـلَـوية والمسيحية والدُّرزية في صفوف المعارضين المسلّحين، لا ينفي الحقيقة بأن الغالِبية الكاسحة لهؤلاء الأخيرين، هم من السُـنّة، وهذا يعني أنه مع التضخُّـم المتوقَّـع لقِـوى المعارضة المسلّحة والإنشِـقاقات المتوقعة أيضاً عن الجيش النظامي، سيكون لدينا في الواقع بعد فترة قصيرة “جيشان” سوريان متواجِهان، تدعمُـهما قوى دولية وإقليمية متواجهة ومتصارِعة.

ولأن كلاً من النظام الحالي والمعارضة السياسية السورييْـن يرفضان أيّ حلّ وسط بينهما، (الأول يتبنّى الشعار الماروني اللبناني الشهير “ما لنا لنا، وما لكم لنا ولكم”، والثانية، تتطلّع إلى قلب النظام بالكامل)، لا يبقى سوى الرِّهان على خروج قيادات من هذيْن “الجيشيْن” تعترف باستِحالة تحقيق نصر كامل على الطّرف الآخر، وتتحرك لإنتاج توازن سياسي وطني جديد بيْن كافة مقوِّمات النسيج السوري، استِناداً إلى وِفاق دولي، ربما تكون ولادته قريبة بين أمريكا وروسيا.

داخل الطائفة العلَـوية، يبدو أن هذا التحرّك بدأ بالفعل، كما أشارت قبل أيام نيويورك تايمز. يبقى أن يحدث أمر مماثل في الطائفة السُـنّية. وإذا ما حدث ذلك، قد يكون العُـنف السوري المُعارض الرّاهن من قبيل “الضارّة النافِـعة” برأي البعض.

قالت منظمة هيومن رايتس ووتش يوم الجمعة 15 يونيو 2012 إن القوات الحكومية في سوريا استخدمت الإغتصاب وأشكالا أخرى من العنف الجنسي ضد الرجال والنساء والأطفال خلال الإنتفاضة السورية.

وذكرت المنظمة المعنية بحقوق الانسان ومقرها الولايات المتحدة أنها سجلت 20 واقعة خلال مقابلات داخل سوريا وخارجها مع ثماني ضحايا بينهم أربع نساء وأكثر من 25 شخصا آخرين على علم بالإنتهاكات الجنسية من بينهم عاملون في المجال الطبي ومحتجزون سابقون ومنشقون عن الجيش ونشطاء في مجال الدفاع عن حقوق المرأة.

وقالت سارة لي ويتسون مديرة منطقة الشرق الأوسط في المنظمة “العنف الجنسي أثناء الإحتجاز هو أحد الأسلحة المروعة العديدة في ترسانة التعذيب الخاصة بالحكومة السورية وتستخدمها قوات الأمن السورية بانتظام لإهانة وإذلال المحتجزين دون أي عقاب”.


وأضافت أن “الإعتداءات لا تقتصر على مراكز الإحتجاز فالقوات الحكومية والشبيحة الموالون حكومة أعتدوا جنسيا أيضا على نساء وفتيات خلال مداهمة منازل واجتياح مناطق سكنية”.


وتردُ أنباء عن حالات اعتداء جنسي من مختلف أنحاء سوريا لكن معظمها وقع في محافظة حمص أحد معاقل الإنتفاضة.

ونقلت هيومن رايتس ووتش عن رجل قال إنه احتُجز في فرع للأمن السياسي في اللاذقية في زنزانة مع أكثر من 70 آخرين. وذكر أن الصبية كانوا يلقون معاملة أسوأ من البالغين ويُعادون إلى الزنزانة بعد تعرضهم للإغتصاب وخلع أظافرهم.

وأضاف الرجل “جاء أحدهم إلى الزنزانة وهو ينزف من الخلف. لم يكن يستطيع السير. كانوا يفعلون ذلك بالصبية فقط. كنا نبكي من أجلهم”.

وذكرت المنظمة أن كثيرا من الإعتداءات وقعت  في ظروف كانت تتيح للقادة من الضباط أن يعرفوا بجرائم مثل صعق الأعضاء التناسلية بالكهرباء.

وخلال مقابلة مباشرة أخرى قالت امرأة من حي كرم الزيتون بمدينة حمص إنها سمعت قوات الأمن والشبيحة وهم يغتصبون جاراتها بينما كانت تختبيء في شقتها في شهر مارس الماضي.

ونقلت المنظمة عن السيدة قولها “سمعت إحدى الفتيات وهي تقاوم واحد (من الرجال)… دفعته بعيدا فأطلق الرصاص على رأسها”. وأضافت أن ثلاث فتيات أصغرهن تبلغ 12 عاما اغتصبن بعد ذلك”. وبعد أن غادر الرجال توجهت المرأة لترى جاراتها.

وأضافت “كان المشهد يفوق الخيال. كانت الفتاة ذات الاثني عشر عاما ترقد على الأرض والدماء تصل إلى ركبتيها…اغتصبها أكثر من واحد… لن أعود إلى هناك أبدا. تطاردني الذكريات حتى في أحلامي وأبكي”.

وقال بعض الأشخاص الذين قابلتهم هيومن رايتس إن الضحايا لم يكونوا يريدون أن تعرف أسرهم بسبب الخوف أو العار. وقالت هيومن رايتس إن إحدى ضحايا الإغتصاب كانت تريد أن تلتقي بالمنظمة لكن زوجها منعها.

وأضافت المنظمة “حتى لو أرادوا طلب المساعدة لا يتأتى لضحايا الإعتداءات الجنسية السوريين الحصول على علاج طبي أو نفسي أو خدمات أخرى.

“من الضروري أن يصل ضحايا الاعتداء الجنسي إلى الخدمات الطبية الطارئة والمساعدة القانونية والدعم الاجتماعي لعلاج الاصابات التي سببها الاعتداء ومنع الحمل والاصابة بفيروس اتش.اي.في المسبب للايدز وغيره من الأمراض التي تنتقل عن طريق الإتصال الجنسي ولجمع الأدلة للمساعدة في تعقب الجناة”.

(المصدر: وكالة رويترز بتاريخ 15 يونيو 2012)

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية