مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

معهد زيورخ: مكانة متميزة واستعداد لمزيد من التقدم

swissinfo.ch

عرض المعهد الفدرالي العالي للتقنية بزيورخ يوم 15 مايو خطة عمله المستقبلية التي شدد فيها على أهمية نمو المستوى الأكاديمي والعلمي، ضمانا لاستمرار إشعاعه ونجاحه على الصعيد العالمي.

المعهد قرر افتتاح مدارس للدراسات العليا تابعة له، وتعزيز شبكة تعاونه وتواصله مع الجمهور ودوائر الإقتصاد والمحافل العلمية. أما برامجه البحثية، فستركز على التطبيقات التقنية في الطب والهندسة بفروعها المختلفة.

قال البروفسور كونراد اوستفالدر مدير المعهد في المؤتمر الصحفي السنوي للمعهد المنعقد يوم 15 مايو الجاري في زيورخ، “إن زيادة عدد الراغبين في الإلتحاق بالمعهد بنسبة 5.6% وارتفاع نسبة المسجلين للحصول على شهادات الدكتوراه بنسبة 38% عما كانت عليه قبل عام، لهو دليل على أهمية المعهد والسمعة الطيبة التي يتمتع بها أوروبيا وعالميا”، حسب قوله.

وأكد اوستفالدر على أن طلاب معهده استطاعوا الإستفادة من البرنامج المعروف بإسم “إصلاحات بولونيا”، الذي دعم تقوية البرامج التعليمية والدراسية في مراحل البكالوريوس والماجستير والدكتوراه، كما رأى أن تطبيق البرنامج الأكاديمي والإستشاري الدولي المعروف باسم ACAP عاد بفائدة كبيرة على الباحثين، بينما استفاد الطلبة من برنامج فرص البحث العلمي المتاحة لهم، والمعروف باسم SIROP.

وتسعى إدارة المعهد إلى تنفيذ برنامج جديد، يربط سنوات الدراسة الأولى بالبحث العلمي مباشرة، بدلا من أن تبقى مقصورة على الجانب النظري فقط، مع الإهتمام تدريجيا بالعلوم الإنسانية بالتوازي مع المواد التقنية والتطبيقية، والتركيز أيضا على اللغات الوطنية الأخرى في سويسرا (الفرنسية غربا والإيطالية جنوبا) لتكون من بين الفروع الدراسية، حيث يرى المعهد أنه يلعب دورا هاما في وضع الكنفدرالية بأسرها داخل إطار علمي، ولكنه في الوقت نفسه يعزز حضوره في بقية الجامعات على مستوى البلاد.

شبكة محلية وإقليمية وعالمية

من ناحيته يقول البروفسور غيرهارد شميت نائب رئيس التخطيط بالمؤسسة العلمية العريقة إن المعهد تمكن في السنوات الأخيرة من تشكيل شبكة جيدة على الصعيد الوطني، انطلاقا من التعاون الجيد بين المؤسسات البحثية والعلمية في زيورخ بما فيها أيضا المستشفى الجامعي ومعاهد البحث العلمي الخاصة، ثم توسع في منطقة زيورخ الكبرى، ليشمل أيضا الشركات الصناعة الكبرى، ويدخل مثل هذا التعاون في البحث العلمي التطبيقي، الذي لا يستثني أيضا قطاعات الخدمات.

والأهم في هذا الجانب هو التواصل الدائم مع مشكلات المجتمع، التي يحرص المعهد على تقديم الحلول المناسبة لها، حيث كان له السبق مثلا في اعلان افكاره حول كيفية توفير الطاقة في المجتمع، وبرنامجا لتخفيض انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون، ودشن مبنى مدينة العلوم، لتكون حلقة التواصل بين الرأي العام والمعهد، ثم حول منطقة زيورخ إلى قلعة علمية، لتكتسب شهرة عالمية إلى جانب شهرتها الإقتصادية.

وتتوسع دائرة هذا النشاط لتصل غربا إلى منطقة بازل بما تضمه من شركات لصناعة الأدوية والكيماويات، ثم جنوبا نحو نوشاتيل مرورا بلوزان ووصولا إلى جنيف، في حين يمتد المعهد في تعاونه إلى الجنوب في لوغانو، ليغطي بذلك جميع أنحاء الكنفدرالية.

أما عالميا، فقد تمكن المعهد من إقامة “تحالفات علمية” مع أشهر الجامعات المماثلة له في دول الجوار، فكانت رابطة IDEA مع 4 جامعات من دول أوروبا، واتحاد يونيتيك بين 8 جامعات دولية و25 مؤسسة صناعية عالمية، وتحالف IARU مع 26 جامعة مرموقة من الولايات المتحدة والصين واستراليا، وبعض الجامعات الاوروبية.

وبذلك يتوزع تعاون المعهد مع أهم الجامعات العالمية، بإستثناء العالم العربي، ويقول البروفسور شميت لسويس انفو، “إن المعهد مستعد للتعاون مع الجامعات العربية في المجالات ذات الإهتمام المشترك، ومن المفترض أن تكون هناك قنوات اتصال بين الجانبين، فالإتصال الوحيد يتم الآن مع جامعة الخرطوم ولكن من خلال منظمة غير حكومية ألمانية تساهم في دعم وتطوير الجامعة السودانية وتستعين بأساتذة من المعهد”.

ويقول شميت إن الحفاظ على مستوى المعهد المرموق والنهوض به ليحافظ على مكانته التنافسين يتطلب تطبيق استراتيجية واضحة تعتمد أولا على العنصر البشري المهيأ للبحث العلمي بكل مقوماته، وهذا يحتاج تخطيطا اكاديميا جيدا لإختيار برامج البحث العلمي المناسبة، وتأمين التمويل اللازم لها، وتوفير البنية التحتية الضرورية لهذا الغرض.

بحثا عن النخبة

وليس غريبا أن يسعى المعهد ليضم بين جوانبه نخبة العقول المفكرة، والطلبة المبتكرين وذوي المواهب المتميزة في البحث العلمي التطبيقي من جميع انحاء العالم، ومن بين أدلة نجاح المعهد أنه اصبح أحد المراجع العلمية الهامة عالميا في تحديد المعايير القياسية لبعض التقنيات، واصبحت استراتيجيته البحثية محط اعجاب جامعات لها ثقلها مثل كامبريدج وهارفارد وييل وبيركلي وطوكيو وسنغافورة، حسب قول البروفيسور شميت.

ومن امثلة النجاح التطبيقية التي حققها المعهد في العام الماضي تأسيسه 16 شركة تابعة له تعمل في البحث العلمي بزيادة قدرها 5 شركات عن عام 2005، ويرى البروفسور ديموس بوليكاكوس نائب مدير الأبحاث أن هذا العدد “دليل على التوجه العملي التطبيقي الذي جاء نتيجة التعاون الوثيق بين الدوائر الإقتصادية والمعهد”.

فقد قدم علماء المعهد العام الماضي 84 اختراعا جديدا تم تسجيل براءاتها، إلى جانب 87 اكتشافا علميا حديثا، تصب في مختلف المجالات من التطبيقات الطبية والصناعية المتخصصة إلى التطبيقات البسيطة في الحياة اليومية. فعلى سبيل المثال، سجل المعهد أول اختبار عملي مضمون للكشف عن بكتيريا الجمرة الخبيثة في وقت سريع للغاية وهو من اختراع البروفسور بيتر سيبرغر.

ويقول البروفسور ديموس بوليكاكوس إن ثمرة هذه الإبتكارات العلمية المتميزة والإختراعات ظهرت في تأسيس 8 مراكز أبحاث متخصصة، أحدها يحمل اسم “وحدة الهندسة البيولوجية” ويضم 39 أستاذا من المعهد، ومن بين أبحاثه الهامة التوصل إلى نسيج جديد إصطناعي للعظام من ابتكار البروفيسور رالف موللر.

المستقبل للطب والهندسة

في المرحلة القادمة، سيركز المعهد ابحاثه على تقنيات الصحة العامة، ليضع الإمكانيات البحثية المتاحة لديه للعثور على آليات جديدة لعلاج الأمراض الأكثر شيوعا، كما سيهتم بشكل خاص بمجالات التصوير بالأشعة، والكشف المبكر عن الأورام، وعلاج مرض ارتفاع نسبة السكر في الدم وأمراض القلب وكيفية تحسين تقنيات الصناعات الغذائية.

يحرص المعهد الفدرالي العالي للتقنية بزيورخ على الوقوف دائما في مكانة متميزة بين الجامعات العالمية المتخصصة في التقنية، وتعمل إدارته للوصول إلى هذا الهدف بحنكة وحرفية عالية، لا تتعالى فيها عن الواقع، بل تقترب من المجتمع أكثر فأكثر، كما يفتح المعهد أبواب المعارف والبحث والإبتكار أمام النابغين من جميع أنحاء العالم، لأن القائمين عليه يدركون أن رسالة العلم لا تعرف حدودا، بل ترسم نسيجا علميا عابرا للقارات.

سويس انفو – تامر أبوالعينين – زيورخ

تم افتتاحه في عام 1855 بـ 68 طالبا

بلغ عدد الطلاب المسجلين للعام الدراسي الحالي (2006 – 2007): 13412 طالبا، بزيادة 707 عن العام الماضي.

عدد دارسي درجة الدكتوراه 2794 طالبا في العام الدراسي الحالي أي بزيادة 770 طالبا عن العام الماضي

عدد الأساتذة 383، من بينهم 51 أستاذ مساعد.

يضم المعهد 16 قسما و 82 معهدا متخصصا.

تقدر ميزانيته السنوية 1.15 مليار فرنك.

حصل 21 من علمائه وباحثيه على جوائز نوبل في الكيمياء والفيزياء.

سجل علماء المعهد في العام الماضي 84 اختراعا جديدا بالإضافة إلى 87 اكتشافا علميا حديثا، تصب في مختلف المجالات من التطبيقات الطبية والصناعية المتخصصة إلى التطبيقات البسيطة في الحياة اليومية،

تصل رسوم الدراسة فيه إلى 1300 فرنك سنويا.

تمكن من إقامة “تحالفات علمية” هي:
– رابطة IDEA مع 4 جامعات من دول أوروبا،
– اتحاد يونيتيك بين 8 جامعات دولية و25 مؤسسة صناعية عالمية،
– تحالف IARU مع 26 جامعة مرموقة من الولايات المتحدة والصين واستراليا، وبعض الجامعات الاوروبية.

صنفه تقييم جامعة شانغهاي جياو تونغ كالتالي:

الأول على الصعيد السويسري.
الخامس على المستوى الأوروبي.
احتل المرتبة 27 عالميا.

صنفه ملحق مجلة تايمز للتعليم العالي كالتالي:

السادس بين أفضل 50 جامعة أوروبية.
الحادي عشر بين أفضل 100 جامعة متخصصة في العلوم.
الثاني عشر بين أفضل 100 جامعة متخصصة في التقنية.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية