مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

مهرجان الفيلم الشرقي في جنيف يحتفي بالسينما الخليجية

لقطة من فيلم " ظلال الصمت" (المصدر: موقع المخرج السعودي عبد الله المحيسن) swissinfo.ch

في دورته الخامسة التي تستمر من 19 إلى 28 مارس 2010، يفسح المهرجان الدولي للفيلم الشرقي في جنيف، المجال واسعا للتعريف بإنتاج السينما الخليجية ضمن أكثر من 80 فيلما من الشرق والغرب.

ومع أن المهرجان لا زال في دورته الخامسة، إلا أنه يتجه لتعزيز وجوده ليس فقط من خلال عرض هذا العدد الكبير من الأفلام الطويلة والقصيرة والوثائقية من شتى بقاع العالم، بل أيضا من خلال توسيع أرضية الجمهور المستفيد من هذه العروض النادرة حيث ستتوزع العروض على دور سينما في كل من جنيف ولوزان وبرن إضافة إلى “بلد جيكس” وراء الحدود الفرنسية المجاورة.

من جهة أخرى، يأتي المهرجان هذا العام في أجواء تطبعها مخلفات التصويت الشعبي المؤيد لحظر بناء مزيد من المآذن وما أثاره من مشاعر وردود أفعال وترسبات. لذلك فإن عرض التنوع الثقافي الغزير لمنطقة “أثارت بعض المخاوف لدى الناخب السويسري”، مثلما يقول الطاهر حوشي، المدير الفني للمهرجان الذي يؤكد أنه “في زمن يصعب فيه فهم الآخر، وضيق الأفق، وتعاظم التطرف، يريد المهرجان الدولي للفيلم الشرق ان يلعب دور الحصن، وأن يكون عبارة عن محفل الحوار والتبادل الثقافي الذي يجب تشجيعه”.

أما الرئيس الشرفي لمهرجان هذا العام وعالم الاجتماع والسياسي السويسري المعروف جون زيغلر، فيقول “إن هذا التنوع الثقافي والتعبير الفني المتعدد يشكلان الحصن المتين الذي يمكن أن يقف في وجه الانحراف البشري”.

من ناحيته، يرى باتريس مونيي، المسؤول عن الثقافة في مدينة جنيف في مهرجان الفيلم الشرقي، وبالأخص في القسم المخصص لنظرة السينمائيين الغربيين للشرق، والسينمائيين الشرقيين للغرب، “فرصة فريدة من نوعها تسمح للجمهور بالتعرف من زوايا مختلفة على أحداث تطبع واقعنا الإعلامي اليومي”.

تكريم لسينما الخليج

المشرفون على إعداد برنامج دورة هذا العام رغبوا في تمكين الجمهور السويسري من التعرف على إنتاج إنتاج السينما الخليجية وهو صنف فني وثقافي قلما أتيحت له فرصة التعرف عليه، وذلك من خلال ستة أفلام طويلة وشريطين قصيرين.

وسيتقدم هذا التكريم، أول فيلم روائي طويل في تاريخ السينما السعودية، ” ظلال الصمت” للمخرج السعودي عبد الله المحيسن، كما تشارك البحرين بفيلمي “حكاية بحرينية” للمخرج بسام التوحيد و “غياب” لمحمد رشيد أبو علي. وللإمارات مشاركة بشريطي “بنت مريم” لسعيد المري، و”باب ” لوليد الشحي. وتشارك قطر بفيلم “إرهاب وسياحة” للمخرج خال المحمود وتشارك عُمان بشريط واحد للمخرجين داود وياسر الكيومي.

ثوابت المهرجان في “مشرق بكل أطيافه”

كالعادة، يتمثل العمود الفقري لمهرجان الفيلم الشرقي في جنيف في الإنتاج السينمائي للبلدان المغاربية الثلاثة أي المغرب والجزائر وتونس، وذلك لأسباب لغوية وثقافية وتتعلق بالقرب الجغرافي أيضا. لذلك نجد أن للمغرب حضورا قويا بأفلام مثل “حجاب الحب” لعزيز السالمي، أو ” ألى اين أنت ذاهب ياموشي” لحسان بن جلون، و”الحادث ” لرشيد فرشيو.

ولكن الى جانب الأفلام الجزائرية والتونسية، أدخل المهرجان في دورته الحالية شيئا من التنويع على البرمجة حيث يوفر للجمهور إلى جانب الأفلام المصرية واللبنانية والسورية والإيرانية، العديد من أفلام الإنتاج المشترك بين بلد عربي وكل من فرنسا وكندا وألمانيا.

نظرة الآخر

الجميل في مهرجان الفيلم الشرقي في جنيف أنه يوفر إمكانية عرض نظرة الآخر إلى بعض المشاكل التي تشغل بال الجميع في عالم اليوم. ومن هذا المنطلق خصص عدة زوايا صنف فيها العديد من الاشرطة المعروضة في دورة هذا العام.

ففي قسم “نظرة وأصوات من أمريكا” يحاول المهرجان التعريف بسير النقاش الدائر في الولايات المتحدة بخصوص التعايش مع المسلمين بعد أحداث 11 سبتمبر. وفي هذا الإطار سيعرض فيلم “قضية إنسان” لأمين قيس وهو انتاج مشترك جزائري أمريكي، وفيلم ” دافيد وليلى” لجاي جونروي وهي قصة حب بين صحفي يهودي ومسلمة في الولايات المتحدة وفيلم مشترك كويتي كندي أمريكي تحت عنوان “أمريكا”.

كما يخصص المهرجان حيزا لنظرة السينما لقضايا المرأة أو عبر المرأة المخرجة، وذلك من خلال “نظرة وأصوات سيدات”. وهنا ستعرض العديد من الافلام القصيرة والوثائقية نذكر منها “عصابات في بغداد” لعائدة شلبفر من سويسرا والعراق، أو فيلم ” الملكة وأنا” للإيرانية ناهد بريسن سارفيستاني. كما تشارك زميلتنا السابقة في إذاعة سويسرا العالمية ندى دوماني من خلال فيلم وثائقي أردني يحمل عنوان “ذهاب بدون مغادرة”.

ولم ينس المهرجان تقليدا اتبعه منذ مدة وهو الحرص على مشاركة الفيلم الأمازيغي او المعالج للقضايا الأمازيغية . وهو التقليد الذي عززه في هذه الدورة بالتعاون مع مهرجان الفيلم الأمازيغي في أغادير حيث يعرض 7 افلام مغربية وفيلمين سويسريين أحدهما أنتج بالإشتراك مع الجزائر. كما تم تخصيص حيز للإنتاج السينمائي الخاص بالأطفال على غرار المرات السابقة.

محمد شريف – جنيف – Swissinfo.ch

ينعقد المهرجان الدولي للفيلم الشرقي من 19 الى 28 مارس بقاعة كاك فولتير بجنيف وفي مراكز سينمائية في كل من لوزان وبرن وفيرسوا وفرنسا المجاورة.

سيعرض فيه أكثر من 80 فيلما ما بين طويل وقصير ووثائقي

غالبية الأفلام من العالم العربي ولكن مع تخصيص هذه المرة مكانة بارزة للسينما الخليجية بمشاركة من الإمارات والبحرين وعمان والكويت والسعودية.

وسيتم عرض أول فيلم طويل للمخرج السعودي عبد الله المحسين بعنوان “ظلال الصمت” الذي يناقش “أزمة الفرد العربي وعجزه أمام تراكمات ماضيه ووطء حاضره ورعبه من المستقبل المجهول الذي يبدو أنه لا يملك أملاً أو حلماً أو وعداً يقدمه”

قام ببطولة الفيلم الذي تم تصويره في مدينة تدمر السورية نخبة من النجوم العرب المنتقين بعناية، فمن السعودية هناك عبد المحسن النمر ونايف خلف ، ومن الكويت محمد المنصور، ومن سوريا غسان مسعود، وفرح بسيسو، ومنى واصف, ورجاء فرحات. كما يضم الطاقم الفني والإنتاجي للفيلم ما يقارب الأربعمائة مشارك، وهو عدد يتماشى مع رغبة عبد الله المحيسن الكبيرة للعودة إلى عالم الإخراج السينمائي بعد توقف دام أكثر من ثلاثة عشر عاماً حين قدم فيلمه الوثائقي الثالث (الصدمة) .

يعرض الفيلم نظاما متسلطا يعمد، شعورا منه بأن الطرق القديمة التي طالما استعملها في إحكام السيطرة لم تعد ناجعة، إلى تطوير طرقه بتكوين خلية تفكير تنشئ ” معهدا ” منعزلا في قلب الصحراء تجعله، في الظاهر، مركزا للعلاج بالتنويم والتأهيل بتنمية القدرة على التحكم في النفس، وتزاول فيه، في الحقيقة، التخدير وغسيل المخ لتدمير الكفاءات الخارجة عليه.

(المصدر: نقلا عن موقع المخرج عبد الله المحسين بتصرف)

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية