مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

مهرجان لوكارنو يعود إلى جذوره بفضل مديرته الفنية الجديدة

رجلان وامرأة خلال الندوة الصحفية لعرض برنامج مهرجان لوكارنو
من اليسار إلى اليمين: رافائيل برونشفيغ، مدير العمليات في مهرجان لوكارنو، وليلي هينشتين، المديرة الفنية الجديدة للمهرجان، ورئيس المهرجان ماركو سولاري، أثناء تقديمهم لبرنامج الدورة الثانية والسبعين للمهرجان أمام ممثلي وسائل الإعلام في برن يوم 17 يوليو 2019. Keystone / Francesca Agosta

إنها السنة الأولى لـ ليلي هينستين في مهرجان لوكارنو السينمائي. وكما يبدو واضحاً، تنوي المديرة الفنية لهذا الحَدَث الكبير تَرْك بصمتها الشخصية على أجوائِه، من خلال عروض يرى العديد من النُقّاد انها الأكثر جرأة وإثارة في المهرجان منذ سنوات. التظاهرة الدولية التي يَنتظرها عُشاق الفن السابع تنطلق اليوم وتستمر حتى السابع عشر من شهر أغسطس الجاري.

مع إخلاصه لتقاليده الطويلة كواجهة مُنسقة بعناية، ليس للأفلام الأوروبية فحسب، ولكن للأفلام المُنتَجة خارج المحور الأمريكي الأوروبي أيضاً، يَعِد مهرجان لوكارنو في دورته الثانية والسبعينرابط خارجي بِعَدَدٍ غير قليل من المفاجآت والتغييرات، من خلال تفضيل صانعي الأفلام الشباب والأعمال التجريبية للمخرجين المُتَمَرسين، دون تَجاهل أذواق غالبية الجمهور العام.

بالنسبة للأحداث الرئيسية للمهرجان، المُتَمَثلة بالعروض المسائية في الهواء الطلق في ساحة “بياتزا غراندي”، التي تستوعب ما يصل إلى ثمانية آلاف شخص، كانت لـ هينستين الجرأة الكافية لمقاومة الاتجاه المُتَمثل في تقديم الأفلام التي تجعل الجمهور “يشعر بالرضا”، ولم تتردد في مواجهة التحدي الصعب المتمثل في تقديم أفلام عالية الجودة تستهوي شريحة واسعة من الجمهور.

المزيد

بعض التغييرات

وهكذا، شملت اختيارات المديرة الفنية الجديدة لمهرجان لوكارنو فيلم “حدث ذات مرة في هوليوودرابط خارجي” (Once Upon a Time in Hollywood) من إخراج كوينتن تارانتينو، الذي عُرِض للمرة الأولى في مهرجان كان [في مايو 2019]، وأعيد تحريره من قبل المخرج لاحقاً؛ دييغو مارادونارابط خارجي، (Diego Maradona) وهو فيلم وثائقي تدور أحداثه في السنوات المظلمة التي كان الأسطورة الأرجنتيني يلعب خلالها ضمن فريق نابولي الإيطالي، من إخراج آصف كاباديا، الذي اشتهر بتقديم أعمال وثائقية قَيّمة عن نجم كبير آخر هو سائق السيارات البرازيلي آيرتون سينّا في عام 2010؛ “إلى أقاصي الأرضرابط خارجي” (To the End of the Earth)، لمخرج أفلام الرعب الياباني كيوشي كوروساوا؛ فيلم الإثارة الألماني النمساوي 7500رابط خارجي للمخرج باتريك فولّراث. ولليلة الافتتاح، إختارت هينشتين فيلم “ماغاريرابط خارجي” (Magari)، وهي رواية حول السيرة الذاتية لـ غينيفرا ألكان، حفيدة جياني أنيللي، المنحدر من عائلة انيللي الإيطالية التي تمتلك شركات السيارات فيات وفيراري، والذي يُعتبر أحد ابرز رجال الأعمال في القرن العشرين.

ولإضفاء المزيد من المُتعة لعشاق الفن السابع، أنشأت هينستين عروضاً ليلية ثانية في ساحة “بياتزا غراندي” أسمتها “جلسات منتصف الليل المجنونة” (Crazy Midnight sessions)، تضم أفلاماً كلاسيكية للمخرج وكاتب السيناريو والسياسي الكوري الجنوبي بونج جون هورابط خارجي، والمخرِجَين الأميركييَن جاك هيلرابط خارجي وجون ووترزرابط خارجي، من بين آخرين. وسوف يقدم ووترز- الذي سيجري تكريمه من خلال إعادة عرض مجموعة مختارة من أفلامه – عرضاً خاصاً لأحد أفلامه المفضلة هو الفيلم الصامت Show Peopleرابط خارجي، الذي أخرجه كينغ فيدور في عام 1928.

بالإضافة لما سبق، قامت هينستين أيضاً بتغيير عنوان القسم المخصص للأفلام التجريبية والفنية، والمُسمّى بـ “علامات الحياة” إلى “المضي قدما”، تكريماً للمخرج الوثائقي الكبير يوناس ميكاس. ويُعتَبَر المخرج الأمريكي الليتواني الأصل الأب الروحي للأفلام التجريبية منذ فترة طويلة، وهو مؤسس مركز محفوظات الأفلام الأمريكية (Anthology Film Archives)، وفنان أثبت جدارته في استخدام الكاميرا. ويشير الاسم الجديد لقسم الافلام التجريبية في لوكارنو إلى فيلم ميكاس التجريبي الوثائقي “أحياناً، وبينما كنت أمضي قدماً كنت ألمح لقطات قصيرة من الجمال”( as I Was Moving Ahead Occasionally I Saw Brief Glimpses of Beauty) الذي أخرجه في عام 2000.

ووفقاً لـ هينستين، سوف يعرِض قسم جديد مُكرس للحقيقة الافتراضية، يحمل تسمية “Gender Bender” [وهم الاشخاص الذين لا يرضخون للأدوار المتوقعة من الجنسين – وهو ما قد يمثل مسألة سياسية أيضاً]، أعمالاً من سويسرا وكندا واليونان وأوكرانيا وفرنسا، ليس لتِقنيَتها المتفوقة بالدرجة الأولى، ولكن بسبب “وجهات نظرها الفنية المعاصرة”. ومن المنتظر أن يحتل هذا النوع من الأعمال مساحة مُتزايدة في الدورات المقبلة للمهرجان.

المزيد
Lili Hinstin, Artistic Director Locarno Festival

المزيد

حوار مع ليلي هينستين (جزء 2)

تم نشر هذا المحتوى على هنا تُجيب ليلي هينستين، المديرة الفنية لمهرجان لوكارنو عن سؤال يتعلق بالغرض من إطلاقها لقسم جديد خاص بالسينما التجريبية في الدورة الثانية والسبعين للتظاهرة الثقافية الأبرز في سويسرا.

طالع المزيدحوار مع ليلي هينستين (جزء 2)

مشروع مبتكر لاستقبال الشباب

لسنوات عدّة، يقوم المهرجان الذي يَنتَظم على ضفاف “البُحيرة الكبرى” (Lago Maggiore) برعاية برامج موازية مخصصة للمواهب الشابة.

تتضمن أكاديمية لوكارنو برامج لصانعي الأفلام الطموحين والمنتجين والنقاد الجدد. بدورها فإن swissinfo.ch هي واحدة من الشركاء الإعلاميين لأكاديمية النقادرابط خارجي (انظر الحاشية)، إلى جانب الجمعية غير الربحية Filmexplorer.ch، والمجلة الشهرية المعنية بالأفلام والسينما Film Bulletin، وموقع خدمة بث الافلام MUBI، ومجلة وموقع Variety الأسبوعية أمريكية وموقع Indiewire المختص بأخبار صناعة السينما

في هذا العام، سوف يقدم المهرجان ولأول مرّة ما يسمى بـ Base Camp (أي معسكر القاعدةرابط خارجي). وفي هذا المشروع الرائد، سوف تؤوي ثكنة عسكرية قديمة 200 موهبة إبداعية (من صُنّاع الأفلام، الفنانين، والمُصممين، والشعراء، إلخ) من جميع أنحاء العالم، تتراوح أعمارهم بين 18 و 30 عاماً، دون خطة مُسبقة، سوى إمكانية وصولهم الكامل إلى فعاليات المهرجان وما يجري فيه خلف الكواليس.

ما سيتمخض عنه مختبر الأفكار هذا متروك للتخمينات، لكن التوجّه الجديد للمهرجان يبدو سعيداً بِتَحَمُّل عددٍ لا بأس به من المخاطر الإبداعية. من جانبها، سوف تراقب swissinfo.ch ما يجري عن كَثب لإطلاع قرائها على أفضل النتائج.

النطاق الدولي

على الجانب الآخر، سوف يحتفظ قسم “البانوراما السويسرية” (Swiss Panorama)، المخصص تقليدياً للأفلام السويسرية بمكانته، ولكن هينستين تقول بأن كَوْنَ الفلم سويسري الصنع لَنْ يعود ضمانة لاختيارِه تحت إشرافها.

وفي إشارة إلى “الجودة الرائعة لأعمال جيل جديد من صانعي الأفلام السويسريين”، قامت هينستين بتوزيع اختيارها للأفلام السويسرية على مُختلف أقسام المهرجان إلى جانب العروض الدولية المُميزة. وهي خُطوة اعتبرها كل من جوزيبي سالفاتور وروت بيتّيغ، المُحَرِرَين والناقدَين في الموقع الألكتروني لـجمعية Filmexplorer.chرابط خارجي “ذكية للغاية”.

تشمل الأفلام السويسرية التي ستُعرض في لوكارنو 21 انتاجاً مُشتَرَكاً لهيئة الإذاعة والتلفزيون السويسرية، (المؤسسة الأم لـ swissinfo.ch). وتتعامل الكثير من هذه الأعمال مع القضايا المتعلقة بالهجرة والشتات والقضايا التي تهم الثقافات، مثل فيلم “نهاية العالمرابط خارجي” (O fim do mundo) للمخرج باسيل دا كونها من جنيف ذي الأصل البرتغالي، والذي تم اختياره للمسابقة الدولية. وهناك أيضاً فيلم “بغداد في ظليرابط خارجي” (Baghdad in my Shadow) للمخرج السويسري العراقي المولد سمير، و”شالوم اللهرابط خارجي” للمخرج ديفيد فوغل، حيث يثير تحقيق حول السويسريين الذين يتحولون إلى الإسلام رحلة بحث عن الذات إلى جذور المخرج اليهودية.

swissinfo.ch تأخذك إلى لوكارنو

في دورة هذا العام، تعاونت swissinfo.ch مع أكاديمية نقاد مهرجان لوكارنو السينمائيرابط خارجي، وهو برنامج مُواز للتظاهرة يختار عشرة صحفيين سينمائيين شباب – أربعة من سويسرا وستة من بقية أنحاء العالم – بغية التغلغل في المهرجان بشكل شامل ونقدي.

بدورها، سوف توفر swissinfo.ch تغطية شاملة للمهرجان في قسمها باللغة الإنجليزية. وهكذا يمكنك متابعة الأخبار الرئيسية، وأبرز الأحداث وما يجري وَرَاءَ الكَوَالِيس على مدونة البث المباشر على موقعنا، إلى جانب النصوص والفيديوهات والمواد المرئية التي سيتم نشرها ضمن ملف خاص.

كذلك، سيتم انتاج تقارير حول المهرجان بجميع لغات swissinfo.ch الأخرى: الروسية، والصينية، واليابانية، والعربية، والإسبانية، والبرتغالية، والإيطالية، والفرنسية والألمانية.

من خلال تطبيق إنستغرام، يمكنك متابعة لقطات الفيديو اليومية التي تقدمها أكاديمية النقاد، والتي يَعرض فيها هؤلاء وجهات نظرهم بشأن الأفلام وما يثير الفضول في لوكارنو. كما يُمكنك العثور على آخر ما يَسْتَجد من معلومات على حساباتنا على موقعي تويتر وفيسبوك. رافقنا إذن!

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية