مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

المسيحيون العرب.. بين واقع مُـؤسف ومستقبل مجهول

نشطاء مصريون أقباط ومسلمون يرفعون شموعا وزهورا ولافتات خلال تظاهرة نطت يوم 8 نوفمبر 2010 أمام السفارة العراقية في القاهرة احتجاجا على العملية الآثمة التي تعرضت لها كنيسة سيدة النجاة في بغداد وراح ضحيتها يوم 31 أكتوبر 2010 حوالي 50 شخصا Keystone

فيما تشير المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، إلى زيادة كبيرة في عدد المسيحيين العراقيين الذين يفرّون من بغداد والمُـوصل إلى المنطقة الإقليمية لحكومة كردستان منذ الاعتداء الذي تعرّضت له كنيسة سيدة النجاة في بغداد في الحادي والثلاثين من أكتوبر الماضي، يشكُـو أقباط مصر من الاضْـطهاد والتّـمييز والحِـرمان من الحقوق المُـتساوية، التي تكفلها المواطنة.

وأصبح السودان على شَـفا الانقِـسام إلى دولتيْـن، بسب ما يراه الجنوب المسيحي مُـحاولة مُـستمرَّة من الشمال المُـسلم، لفرض الشريعة الإسلامية وحِـرمان الجنوبيين من فُـرص الاستثمار والتنمية.

وفي ظِـلِّ تصاعُـد مخاوِف المسحيين العرب من واقع مُـؤسف في أكثر من بلد عربي ومستقبل يغلِّـفه الغموض، نظم مركز الحوار العربي في واشنطن ندوة بعنوان: “المسيحيون العرب.. واقعهم ومستقبلهم”، تحدث في بدايتها الأستاذ صبحي غندور، مدير المركز فقال، “إن هاجس الخوف على المستقبل عند المسيحيين العرب، يعود إلى الممارسات السيِّـئة بحقِّـهم في عدد من الدول العربية، نتاجا لمحاولات التفرقة التي يدبِّـرها الأعداء وأجهزة المخابرات المعادية، وعلى رأسها الموساد الإسرائيلي، وكذلك الممارسات السيِّـئة بحق المسيحيين العرب، بسبب الفهْـم الخاطِـئ لدى غالبية العرب للدِّين والعروبة وحقوق المواطنة”.

ودعا الأستاذ صبحي غندور الشعوب والحكومات العربية إلى أن تتذكَّـر أن “الوجود المسيحي على الأرض العربية، تزامَـن مع الوجود الإسلامي لأكثر من ألف وأربعمائة عام، وأن صيغة التعايش الإسلامي المسيحي في المنطقة العربية، ليست حقا للمسيحيين فقط وليست واجِـبا على المسلمين فقط، بل هي مسؤولية مُـشتركة فرَضَـتها الإرادة الإلهية، التي اختارت الأرض العربية لتكون مهْـد الرِّسالات السماوية”.

وخلَّـص إلى أن “الدين يدعو للتوحُّـد. والعروبة تعني التَّـكامل ورفض الفُـرقة والانقسام والوطنية، تجسيدا لمعنى المواطنة، لذلك، فالفهم الصحيح يتعارَض تماما مع أيّ ممارسات سيِّـئة ضد المسيحيين العرب في العالم العربي”.

الواقع السيِّـئ له جذوره التاريخية

واستعرض الأستاذ جابي حبيب، الأمين العام السابق لمجلس كنائس الشرق الأوسط، الأصول التاريخية لمخاوف المسيحيين في العالم العربي فقال، “إن نظرة المسلمين للمسيحيين على أنهم أهْـل ذمّـة، لا يتساووْن في حقوق المواطنة مع المسلمين، رغم إكبار الإسلام لهُـم باعتبارهم من أهلِ الكتاب، وضع اللّـبنة الأولى في شعور المسيحيين بالخوف من مستقبل معيشتهم في الدولة الإسلامية، ثم جاءت الحروب الصليبية والتي تعرّض فيها المسيحيون في الشرق لمذابِـح على أيْـدي الصليبيين. ومع ذلك، استمر بعض المتشدِّدين من المسلمين في وصْـف الأقليات المسيحية في الدول العربية، بالصليبية الجديدة وزادت المخاوف بشكل هائل في أعقاب انتهاء الحرب الباردة وتهميش القومية العربية والاتجاهات العِـلمانية وارتفاع موْجة العداء للفلسفة العِـلمانية والديمقراطية الغربية، والنظر إليهما على أنهما لا يتماشَـيان مع الإسلام. فظهرت حركات إسلامية متطرِّفة، لا تمانع في ممارسة العُـنف ضد الآخر، مثلما حدث في مصر وفي العراق، وهو أمر يُـدينه معظم المسلمين، ولكنه يزيد مخاوف المسيحيين في العالم العربي من مستقبل حياتهم”.

وردّا على سؤال لـ swissinfo.ch حول ما إذا كان واقع المسيحيين في العالم العربي يُـساعد محاولات إسرائيل تفْـتيت المجتمعات العربية على أسُـس طائفية، قال الأستاذ جابي حبيب: “إسرائيل تُـواصل منذ الخمسينيات جُـهودا متواصلة لتفتيت الدول العربية إلى دُويْـلات على أسُـس دينية وعِـرقية، كلما أمكنها استغلال الظروف المواتية. وكان أوضح مثال على ذلك، محاولة استغلال الغَـلَـيان الطائفي في لبنان أثناء الحرب الأهلية، لإعلان قيام ما وُصِـف بدولة لبنان الجنوبي الحُـر بقيادة الرائد سعد حداد. وتأمل إسرائيل في قيام دويلات دينية، تفكِّـك أوْصال الدول العربية وتعزِّز من تبرير مشروعها الصهيوني، لتصبح دولة يهودية لشعب الله المختار، كدولة تأسست على حقٍّ إلهي يسمُـو فوق الحق الإنساني للشعب الفلسطيني”.

لذلك، طالب الأستاذ جابي حبيب في ندوة مركز الحوار في واشنطن، بالعمل على العودة إلى الاجتهاد الصحيح في التفسير، ليُـدرك الجميع أن الإسلام هو، عَـمليا ونَـظريا، دِينٌ يدعو إلى المحبّـة والتسامح والتعايش بين الدِّيانات السماوية، وهو الدِّين الذي حافظ على التعدُّدية في المجتمعات الإسلامية على مَـرِّ العصور، بعيدا عن التطرّف الأعمى.

الهجرة هي الحلّ

 أما الدكتور غسان رسام، الخبير الجيولوجي، العراقي الأمريكي، فاستعرض التقلُّـبات التي مَـرّ بها وضع المسيحيين في العراق خلال القرن العشرين وحتى الآن، فقال “إن الطوائف المسيحية تمتَّـعت باحترام، كأقلِـية في العراق خلال العهد الملَـكي وحتى عام 1958، حيث تمكَّـن المسيحيون العراقيون من الحصول على تمثيل نِـسبي لهُـم في البرلمان العراقي. وعندما قامت الثورة وتَـحوَّل العراق إلى النظام الجمهوري في عام 1958، اتَّـسع الامتِـداد العِـلماني في العراق من خلال الحزب الشيوعي وحزب البعث، مما أفسح المجال أمام مسيحيي العراق لمزيدٍ من الحرية في دخول مُـعترَك الحياة السياسية. ولكن، بعد الغزو الأمريكي للعراق وشُـيوع التمييز بين ما هو سُـني وشيعي ومسيحي ومسلم، عادت الحياة السياسية في العراق إلى الحِـصص والتَّـقنين وفتح الشهية أمام اضْـطِـهاد الأقليات، بحيث أصبح ما يحدُث للمسيحيين في العراق الآن، مشابِـها إلى حدٍّ كبير لِـما حدث لليهود العراقيين ما بين عامي 1948 و1968، بحيث انتهى وجودهم تماما”.

وردّا على سؤال لـ swissinfo.ch عن الحلِّ الذي يقترحه للتَّـعامُـل مع ما وصفه بالتطهير المُـنظم، الذي يستهدف القضاء على الأقلية المسيحية في العراق، قال الدكتور غسان رسام: “أعتقد أن التَّـناقص المطرد في أعداد المسيحيين العراقيين، يشير إلى مستقبل مُـظلم لمَـن تبقى منهم. فبعد أن كانت أعداد المسيحيين العراقيين تُـقدَّر بثلاثة ملايين في نهاية القرن العشرين، لا يزيد عددهم في العراق اليوم عن نصف مليون. وإذا استمر فِـرارهم للنَّـجاة بأنفسهم، فأتوقّـع نهاية وجودهم بالعراق خلال السنوات العشر القادمة. والحلّ الوحيد  أمامهم هو الهجرة، إما إلى الشمال في كردستان العراق، حيث يمكنهم التمتُّـع بقدر كبير من الحرية، أو الهجرة إلى خارج العراق”.

أقباط مصر.. ضحايا التنفيس

وتحدَّث في ندوة مركز الحوار في واشنطن، الدكتور مجدي خليل، مدير منتدى الشرق الأوسط للحريات، فأكَّـد أن الأقباط في مصر، أقلية تُـعاني من اضطهاد مَـنهجي ومُـنظم، يقوم النظام الحاكم فيه بدورٍ رئيسي لاستِـخدام الأقباط كهدف لتنفيس الغَـليان الشعبي، من فَـساد النظام واستبداده ونموذج التنمية المشوّه، الذي تقوده الحكومة المصرية، مُـستغِـلَّـة موجات التعصُّـب الدِّيني، الناتج عن اعتماد فِـكر جماعات إسلامية متطرِّفة تُـؤمن بثقافة إقصاء وطرْد الآخر، من خلال خطاب دِيني بعيد عن التَّـسامح الذي اعتاده المجتمع المصري، قبل عهديْ السادات ومبارك.

وشدد الدكتور خليل على ما وصفه بـ “براعة الرئيس مبارك بالذات”، في استخدام الإعلام الذي تُـديره الدولة والتعليم والخطاب الدِّيني، للحفاظ على كُـرسي الحُـكم، من خلال تصريف فائض الغَـليان في الشارع المصري على محوريْـن: أولا، تفريغ الفائِـض اللَّـفظي في تعبِـئة الرأي العام ضدّ تصرّفات إسرائيل وسياسات الولايات المتحدة. ثانيا، تفريغ شُـحنة الكراهية والعُـنف بشكل عمَـلي، في مشاحنات بين المسلمين المصريين وشُـركائهم في الوطن من الأقباط، عِـوضا عن التَّـعبير العنيف ضدّ نظام الحُـكم”.

وحدد الدكتور خليل ملامح اضطهاد الأقباط في مصر، فقال: “أولا، تصاعد وتيرة العنف، دون توفر القدْر اللازم من العدالة، سواء في تحقيقات النيابة أو بمعاقبة الجناة. ثانيا، عدم توفُّـر الحريات الدينية، بحيث تحتلّ مصر المركز الخامس، كأسوإ دولة في العالم. ثالثا، تهميش الأقباط في مصر، باستِـبعادهم من كل مؤسسات صُـنع القرار وضعف تمثيلهم في المجالس النيابية. رابعا، استِـهداف الأقباط بتفريغ شُـحنة الغضب الشعبي وضُـلوع أجهِـزة أمْـن الدولة، في صُـنع ما يوصف في إعلام الدولة بـ “الفتنة الطائفية”.

ولدى سؤاله عن سبب مساندة الكنيسة القبطية وقداسة البابا شنوده للنظام الحاكم في مصر وعدَم إظهار التذمّـر من ممارساته، إذا كانت اتهاماته صحيحة أجاب قائلا: “يجب على الجميع أن يتذكّـر الدرس الذي لقَّـنه النظام للبابا شنودة في عهد الرئيس السادات، حينما تذمَّـر من أوضاع الأقباط وما يتعرّضون له، فكان جزاؤه النَّـفي في وادي النطرون، ولذلك تلتزم الكنيسة القبطية في مصر، جانب الحذر كأقلية، في مواجهة النظام والدولة، التي تمتلك كل أجهزة القوة والقمع”.

ويرى الدكتور مجدي خليل أن الحلّ الوحيد، هو التحوّل الديمقراطي في مصر وإقامة دولة مدنِـية، يتمتع فيها المسلم والمسيحي بنفس الحقوق، تطبيقا لحقوق المواطنة.

الموصل (العراق) (رويترز) – خفض بسام هرمز أسعار بضائعه، لتصفية مخزونه من الأجهزة الكهربائية، كي يغلق متجره وينضَـم لعدة آلاف من العراقيين المسيحيين في الخارج.

وبلغ عدد مسيحيي العراق في وقت من الأوقات 750 ألفا، في بلد غالبية سكانه من المسلمين. ويبلغ عدد سكان العراق 30 مليونا. ووقع المسيحيون في مرمى نيران العنف الطائفي، التي أشعلها الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للإطاحة بنظام صدّام حسين العِـلماني عام 2003. وخوفا على أنفسهم، ناشد القادة المسيحيون في العراق البابا بنديكت تقديم العَـون.

ودعا البابا، الذي يساوره القلق أيضا بشأن تراجع الوجود المسيحي في المناطق الفلسطينية التي تحتلها إسرائيل، إلى عقد مؤتمر للأساقفة بين 10 و24 من أكتوبر الماضي، لبحث سبل عمل الكنائس معا من أجل الحفاظ على أقدم الطوائف المسيحية.

وسيبحث الاجتماع وثيقة أعدّها الفاتيكان تنتقد “عدم احترام القانون الدولي” وانتهاكات حقوق الإنسان وخروج المسيحيين من الشرق الأوسط، فرارا من الصراعات.

وتفيد الوثيقة، التي نشرت في يونيو الماضي، بأن هجرة المسيحيين “زادت على نحو خاص، جراء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وحالة عدم الاستقرار في الشرق الأوسط”. وتشير الوثيقة إلى عدم الاستقرار السياسي في لبنان والأوضاع الخطرة في العراق، “حيث أطلقت الحرب قوى الشر”. وأدّت أعمال العنف وحالة انعدام الأمن الطويلة الأمد، التي سادت بعد الحرب، إلى إخافة المسيحيين الذين يشعر كثيرٌ منهم بأنهم لا مستقبل لهم في العراق.

وقال هرمز، صاحب المتجر الذي سيأخذ أسرته من مدينة الموصل المضطربة في شمال العراق إلى هولندا، التي يعيش فيها شقيقه: “قررنا المغادرة بعدما فقدنا الأمل في العيش في سلام في العراق، لم يكن هذا خيارنا.” وألقى نظرة تملؤُها الحَـسرة على البقية الباقية من البضائع في متجره. كما يبدو منزل أسْـرته خاويا، بعدما تم بيع معظم أثاثه.

ومنذ عام 2003، غادر العراق مئات الآلاف من المسيحيين، الذين وصفهم البابا بنديكت بأنهم “أضعف أقلية دِينية” في العراق، وذلك في مناشدة من أجل تحسين الأمن هذا العام.

وربما لم يعد من الأقلية المسيحية الرّاسخة القدم في العراق منذ قرون، إلا نصفها، على الرّغم من عدم وجود بيانات رسمية بشأن عددهم. ويغادر البلاد المزيد من المسيحيين، على الرغم من تراجُـع حدّة العنف بشكل عام في الأعوام الثلاثة الأخيرة، مع انحسار إراقة الدِّماء بين الأغلبية الشيعية والأقلية السُـنية، التي كانت تحكم البلاد فيما سبق.

وما زال المسيحيون يتعرّضون لهجمات بين الحين والأخر، ولاسيما في محافظة نينوى في شمال البلاد، والتي تُـعتبر آخر معقل حضري لمتشدِّدي القاعدة الإسلاميين.

ولم يتَّـضح ما إذا كانت الهجمات تستهدِفهم بسبب دينهم أو بسبب العناوين التي تنشرها وسائل الإعلام الغربية بشأن مُـعاناتهم، أو بسبب انتمائهم السياسي أو لأسباب أخرى.

وفي فبراير الماضي، قتَـل مسلَّـحون ثمانية مسيحيين في الشوارع أو في أماكن عملهم في الموصل، مما دفع بالآلاف للفرار. ووقعت أعمال القتل تلك، قبل أسبوعين من انتخابات برلمانية لم تُـسفِـر عن فائز واضح ولم تتشكَّـل حكومة جديدة، حتى بعد مرور ستة شهور على إجرائها.

وفي مايو الماضي، انفجرت قنبلة بالقُـرب من حافلة تقِـلُّ طلاّبا جامعيين مسيحيين في الموصل، مما أدى إلى مقتل واحد منهم على الأقل وإصابة مائة. ومهاجمة المسيحيين، وسيلة ناجعة لتسليط الضوء على قصور قوات الأمن العراقية. فهي تجتذب اهتماما إعلاميا أكبر بكثير من الاهتمام الذي يجتذِبه قتْـل أعداد أكبر كثيرا من المسلمين.

ويشعر المسيحيون كغيرهم من أبناء الأقليات في شمال العراق، بعدم الأمان، بينما يتقاتل العرب والأكراد على الأراضي وعلى النفط.

وقال باسم بلو، رئيس بلدية تلكيف، القريبة من الموصل، إن مغادرتهم على أشُـدِّها لعدّة أسباب، منها الوضع الاقتصادي والأمني والهجمات المباشرة وأعمال الخطْـف، التي يتعرض لها المسيحيون. وأشار إلى أن 1050 أسْـرة في بلدته، ذات الأغلبية المسيحية، نزحت إلى الخارج في عام 2008 وحده.

ويكون الخروج في الأغلب عاطفيا، كما هو الحال بالنسبة لهرمز وأسْـرته، التي تغادر منزلها الذي بنتْـه قبل 20 عاما في الموصل. وقالت أم ادوارد، زوجة هرمز “كُـنت أرفض فِـكرة المغادرة.. ولكنني تقبَّـلتها بمُـضي الوقت، وخصوصا حينما أسمع بمقتل أصدقاء، وأشعر بالحُـزن أيضا على حديقتنا التي أحبِّـها كثيرا، لن يعتني بها أحد كما أعتني بها”.

(المصدر: وكالة رويترز بتاريخ 9 أكتوبر 2010)

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية